لبنان ٢٤:
2025-01-24@13:19:24 GMT

اتفاق الطائف حلٌّ أجدر للأزمة اللبنانية

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

اتفاق الطائف حلٌّ أجدر للأزمة اللبنانية

كتب مجد بو مجاهد في" النهار": تستطيع أسس اتفاق الطائف تبريد هواجس المكوّنات اللبنانية على تنوّعها التي لا تزال تنادي في ضرورة تطبيقه حتى اللحظة رغم أنه لا يجد سبيلاً تنفيذياً، بعد أن كان إقرار الاتفاق قد ساهم في إخماد لهيب الحرب الأهلية آخذاً في الاعتبار مضامين متعدّدة طالبت بها المكونات المتصارعة. وتلاقى الطائف مع بعض طروحات أحزاب من الجبهة اللبنانية التي تشكّلت من القوى المسيحية حينذاك، بدءاً من حلّ الميليشيات وتسليم أسلحتها إلى الدولة بعد التصديق على وثيقة الوفاق الوطني مع ضرورة إقرار الإصلاحات السياسية بصورة دستورية وتعزيز القوات المسلّحة وقوى الأمن الداخلي بما يتناسب وضبط عمليات دخول الأشخاص أو خروجهم عبر الحدود برّاً وبحراً وجوّاً.

وحدّد الاتفاق المهمة الأساسية للقوات المسلحة في الدفاع عن الوطن وحماية النظام العام عند الضرورة إذا كان الخطر أكبر من قدرة قوى الأمن الداخلي على معالجته. وأكّد اتّفاق الطائف الإبقاء على النظام الاقتصادي الحرّ الذي يكفل المبادرة الفردية والملكية الخاصة الذي يشكّل بمثابة مطلب تاريخيّ للقوى المسيحيّة. وأبقى الميثاق الوطني على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وبعدما كان بعض أقطاب الجبهة اللبنانية طالبوا بتحديثات لامركزية موسّعة أو بالنظام الفيدراليّ في زحمة اشتداد تساقط القنابل، نصّ اتفاق الطائف على اللامركزية الإدارية الموسعة على نطاق الوحدات الإدارية الصغرى عن طريق انتخاب مجلس لكلّ قضاء مع خطة إنمائية موحّدة شاملة للبلاد قادرة على تطوير المناطق اللبنانية وتنميتها اقتصادياً واجتماعياً وتعزيز موارد البلديات بالإمكانات المالية اللازمة.

لماذا تطرح حالياً اقتراحات دستورية كانت حصلت المناداة بها في مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية بدءاً من عام 1975، ومنها المقترحات الفيدرالية أو اللامركزية أو إعادة التذكير ببرنامج الحركة الوطنية؟ وهل سبّب عدم تطبيق اتفاق الطائف تفاقم الهواجس السابقة للمكونات اللبنانية؟ 

يقول رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق والخبير الدستوري القاضي غالب غانم لـ"النهار" إن "الصيغة اللبنانية وصلت للقواسم المشتركة بين المكونات اللبنانية بدءاً من صيغة 1943 ثم اتفاق الطائف الذي شكّل مجموعة توازنات من الناحية السياسية والاجتماعية التي كانت كفيلة لو أنها استثمرت وطبّقت في إبعاد لبنان عن الطروحات الموجودة اليوم والمتعلقة في الانقلاب على الدستور والنظام. لا مانع من تعديل الدستور لكن لا بد أن ينطلق أي تطوير من مندرجات الدستور. لو أن القانون الدستوريّ نفّذ في الشكل السليم لكانت كلّ المكوّنات اللبنانية اجتمعت حول نظام الحكم. لكن، إن القفزة في المجهول من أجل تطوير النظام حالياً لن تؤدي إلى ما يريده اللبنانيون. إنّ تطبيق الطائف شمولاً في إلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس للشيوخ واضطلاع الحكومات بدورها سيسهم في التصدي للهواجس الحالية لدى اللبنانيين".

وفق انطباعات غالب غانم، "لا بدّ أي تطوير أن يأتي على أساس نصّ اتفاق الطائف الذي حافظ على التوازنات اللبنانية فيما لا يعتبر لبنان بلداً طائفياً إنما يراعي الدين وسط نظامٍ برلماني يأخذ في الاعتبار الانتماءات التي يتكوّن منها النسيج اللبناني مع ضرورة أن يركّز أي تطوير على التوازنات. ومن الضروري، تطبيق اتفاق الطائف قبل أي تطوير لأن تنفيذ مندرجات الاتفاق يسهم في معرفة الحسنات والسيئات. وطالما أن لبنان يعيش ضمن ساحة في الصراعات الإقليمية والعالمية، لا بد من التريث في موضوع تطوير الدستور اللبناني". 

ويستنتج أن "المرحلة ليست مناسبة حالياً للبحث في تطوير الصيغة اللبنانية في ظلّ التطرف. وإذا كانت الطروحات القديمة موجودة بين مشروعين متقابلين إلا أن الصيغة الدستورية وسطية بين كل المكونات اللبنانية، ومن الضروري أخذ الميزات اللبنانية في الاعتبار وانتقاء اللحظة المناسبة تطويراً للدستور مع أهمية تنفيذ مندرجاته بانتظار الأفضل على أن تكون الدولة قادرة على تطبيق صلاحياتها".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اتفاق الطائف أی تطویر

إقرأ أيضاً:

الصادق: زمن اختراع البدع انتهى

كتب النائب وضاح الصادق على منصة "إكس": "يجب أن يتعلم البعض في الكتل النيابية أن الدستور هو المرجعية الوحيدة لنا، وأن تشكيل الحكومة لن يخرج عن هذا  السياق. زمن اختراع البدع للسيطرة على القرار وعلى الوزارات لمصالح مالية وسياسية وخدماتية انتهى. كما ركبوا في اللحظة الأخيرة ركب التغيير في الرئاستين الأولى والثالثة، سيركبون بنفس الطريقة ركب النهج غير التقليدي في تشكيل الحكومات والا  فليبقوا خارجها، وينتقلوا إلى المعارضة كما كنا لسنوات طويلة. هم أبعدونا بالسلبية وفائض القوة والاعتداء على الدستور، أما نحن ففتحنا ذراعينا لبناء دولة سوياً كما نص الدستور والطائف. لا عودة إلى الوراء بعد الآن".

مقالات مشابهة

  • حقيبة المال: هل بتتّ في الطائف للشيعة؟
  • اتفاق على تطوير وتحديث المسرح الكبير بالأوبرا بالتعاون مع جايكا اليابانية
  • استعادة أراض حكومية على مساحة تتجاوز 2 مليون متر بالطائف
  • حماس: عودة النازحين لشمال غزة تبدأ باليوم السابع من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار
  • الصادق: زمن اختراع البدع انتهى
  • لبنان واللجنة الخماسية يبحثان مراحل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار
  • قائد الجيش بحث واللجنة الخماسية في مراحل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار
  • قطر ومصر تبحثان سبل ضمان تطبيق اتفاق غزة
  • ماسك يفكر بشراء تيك توك.. وترامب: هو الحل للأزمة
  • علي خضران القرني سيرة حياة حافلة بالعطاء