موقع النيلين:
2025-04-01@09:24:04 GMT

اللجنة الأمنية بمحلية النهود..تعظيم سلام!!

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT


_ أيام سوداء، وأسابيع مريرة ،وشهور عصيبة، عاشتها مدينة النهود قبل حلول شهر رمضان المبارك ،كان عنوانها القتل وحوادث الأذى الجسيم وسفك الدماء دون مبرر،علاوةً على تنامي مظاهر السلب والنهب والتهديد والترويع وإنتشار حمل وتجارة السلاح والذخائر والكحول المستوردة والخمور البلدية،وإطلاق الأعيرة النارية في كل دقيقة من منطقة عالي الفولة ف في تلك الأيام،حيث سادت الفوضى على البدو والحضر ،وغابت الحكمة وضمر الوازع الديني، وأستغل الذين لا يخشون الله ويخشون الفقر حالة ضعف الدولة في الفوضى وسلب حقوق الناس من غير حق،وهم يولون ظهورهم لتعاليم الدين وهدي السُنة النبوية والضمير الإنساني والأخلاق الكريمة وقيم وأعراف المجتمع،ولم يبق لقُطاع الطُرق إلا أن يخيّروا الناس في ان يموتوا بالساطور والسكين أو يدفعوا ثمن الطلقة التي يموتون بها،فأصبح المُصلي فاقداً للخشوع في صلاته،والتاجر فاقداً للأمن في تجارته،وعابر السبيل فاقداً للطُمأنينة في طريقه،والمرافق للمريض يخشى على مريضه وهو في المشفى من إطلاق النار الطائش أو المتعمّد،أقل ما توصف به تلك الأيام فإنها كانت أيام للنسيان مدى الحياة.

_ تلك الأحداث والفوضى انعكست سلباً على حركة الاقتصاد والتجارة،واضحت مهددة للنسيج الاجتماعي وتنوعه،حيث احجمت الشركات الكبرى عن عملية البيع والشراء للمحاصيل الزراعية والمنتجات الغابية وتدنت أسعار المواشي بسبب إفرازات الحرب وعدم مساعدة الجهات المُختصة في معالجتها،الأمر الذي انعكس سلباً على خزينة المحلية وظهر ذلك جلياً على سير الخدمات الأساسية الأمن والصحة والمياه،كما أن تلك الأحداث ضربت سُمعة النهود في شرفها وتاريخها الباذخ ،حيث تطاول عليها الاقذام وتكالب عليها الأعداء وأصحاب القلوب السوداء،وكانها لم تكن تلك المدينة التي أنجبت حكيم حكماء السودان ..أو المدينة التي كتب فيها الشاعر العملاق الدكتور تاج السر الحسن أنشودته الشهيرة (أسياء وافريقيا) واُسس فيها أول نادٍ ثقافي أجتماعي في السودان،تلك الأحداث المتسلسلة المتسارعة في زمن قريب،وضعت اللجنة الأمنية بمحلية النهود برئاسة المدير التنفيذي للمحلية الأستاذ موسى علي إبراهيم في أمرين لا ثالث لهما ،فأما ان تسمح اللجنة الأمنية بالفوضى وتغمضُ عينها عن الجريمة والمجرمين،وتنكص عن العهد الذي قطعته مع الرحمن للمحافظة على أمن وسلامة واستقرار الناس،واما ان تتحمل المسؤولية الكاملة أمام الله والمجتمع والتاريخ والإنسانية،ذلك في ظل مخاطر و تحديات أمنية ومالية بالغة التعقيد وعصية على الحلول،وبعد اجتماعات ولقاءات تشاورية مكثفة عقدها المدير التنفيذي موسى علي إبراهيم مع الإدارة الأهلية ورموز وأعيان المجتمع بهدف إنقاذ النهود وإنسانها وتاريخها إستجابةً لنداء الحق،اختارت اللجنة الأمنية القرار الثاني،وهي متسلحة بالعهد مع الله ودعوات الناس لها بالتوفيق والسداد،ثم الوقفة الصلبة من خلفهم.

_ والقرار الثاني الذي اُتخذ هو مواجه قطاع الطُرق والمعتدين على الناس المُخلين بالأمن العام والسلامة العامة بالقوة لفرض هيبة الدولة وبسط الأمن،وبالفعل هذا العلاج كان هو الأفضل من نوعه،وفي ساعات قليلة عادت النهود أمنة مطمئنة بفضل الله ثم بفضل اللجنة الأمنية ومعاونة المجتمع لها في إنفاذ مهامها،وأفلحت في ردع معتادي الإجرام وحسم إنتشار السلاح والذخائر وإطلاق الأعيرة النارية التي تأذى منها الناس في منازلهم بتسببها للرعب والهلع والقلق والتوتر والجلطات الدموية وإجهاض السيدات ،كما اختفى بائعو الكحول المستوردة والخمور المحلية وترويج وبيع قطع السلاح الناري الثقيل والخفيف، والمواتر ذات الإطاريين المستخدمة في الجريمة،وفرضت اللجنة الأمنية حظر التجوال،ثم قلصت ساعاته في شهر رمضان المبارك،كما اصدرت أوامر محلية وقرارات أمنية صارمة في سبيل تحقيق الأمن والأمان،هذه القرارات وجدت قبول وارتياح شعبي منقطع النظير بمدينة النهود،وحتى يتحقق الأمن الذي عاد بعزيمة الرجال وجب على المواطنين الكرام إحترام تلك القرارات وعدم الخروج عنها،ولا بد من تقديم الدعم المادي للقوات الامنية حتى يستقر الأمن ولا نعود للمربع الأول من الفوضى،ومن هنا نرفع القبعات احتراماً وتقديراً لجميع أفراد اللجنة الأمنية بمحلية النهود برئاسة المدير التنفيذي الأستاذ موسى علي إبراهيم الذي اجتهد وفعل ما لم يفعله الأوائل في سبيل عودة الأمن بالقدر المُمكِن،ومن هنا لابد من تقديم برقيات التهاني والإشادة للجنة الأمنية لأنها قامت بواجبها على أكمل وجه،وحتى يستمر هذا الأمن والأمان على المواطن الكريم أن يكون سخياً في دعم القوات الأمنية تقديراً للجهود وطمعاً في إستقرار الأمن..(إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).

رؤية اخيرة..
هناك إرتفاع غير مبرر لفاتورة المياه هذه الأيام ،نأمل من حكومة المحلية دراسة الأمر وحله بأسرع ما يمكن.

||كباشي موسى||

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: اللجنة الأمنیة

إقرأ أيضاً:

اليُتْمُ الذي وقف التاريخُ إجلالًا وتعظيمًا له

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد أن انتهيتُ من قراءة كتاب "عبقرية محمد" للمفكرِ العملاقِ عباس محمود العقاد، تذكَّرتُ على الفورِ قول اللهِ جلَّ جلالُهُ للنبيِّ الكريمِ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم: "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ"، فأدركتُ السرَّ في انجذاب كلِّ من اقترب من سيرته العطرة، وتذكرتُ على الفور أنه ليس هناك متشهدٌ ولا صاحبُ صلاةٍ إلا ويلهجُ باسمه... وكلُّ من سيقرأُ ما كتبهُ المفكرون عن شخصية النبيِّ الكريمِ قديمًا وحديثًا، سيعرف أثر كرم الله على نبيَّه برفع ذكره منذ مولده وإلى قيام الساعة.

ولذا، لم يدهشني إهتمام الكُتَّابِ في الشرق والغرب به، وقد قرأتُ بإعجابٍ شديدٍ آخرَ ما صدر من مؤلفاتٍ في الغرب عن خيرِ خلقِ اللهِ أجمعين، للكاتبةِ والمفكرةِ البريطانية "كارن أرمسترونج"،وهي مَنْ ؟ إنها الكاتبة المرموقة والباحثة الماهرة التي تتجنُّب التحيُّز الشخصي، ولا تُصدر الأحكام إِلَّا  بعد فحص ما لديها من أدلَّةٍ وبراهين بتجرُّدٍ وشفافية، وقد كرَّست حياتها لدراسة الأديان السماوية، مثل الإسلام والمسيحية واليهودية، وكان كتابها  "محمد: سيرة النبي"، والذي صدر عام ١٩٩١  وفيه قدَّمت  فكرًا عميقًا،  يُعدُّ هذا المؤلف من أبرزِ الأعمالِ التي قدَّمت رؤيةً موضوعيةً ومنصفةً عن النبيِّ الكريمِ في العالم الغربي. كما يُعدُّ  جسرًا مهمًّا بين الثقافات، ودعوةً للحوارِ والتفاهمِ بين الأديان، بعيدًا عن الصور النمطيةِ والتشويهِ الإعلامي، فقدأَثْبَتَتْ فِي مُؤَلَّفِهَا  هذا بأن النبي العظيم رجلًا ذا رؤيةٍ أخلاقيةٍ عَمِيقَةٍ...

ومن إنصافِها فى كتاباتها  قالت: "كان محمدٌ رجلًا حنونًا، متواضعًا، وقائدًا بارعًا، لم يسعَ للسلطةِ بقدر ما كان يسعى لإحداث تغييرٍ أخلاقيٍّ عميقٍ في مجتمعه."

كما تناولت الكاتبةُ  والباحثة دورَ النبيِّ الكريم في تحسينِ مكانةِ المرأةِ في المجتمع، حيث أشارت إلى أنه منحَ المرأةَ حقوقًا لم تكن موجودةً في الجاهلية، مثل حقِّ الإرث، وحقِّ التعليم، وحقِّ الاختيارِ في الزواج. وكان يسعى لتحريرِ المرأةِ من القهرِ الاجتماعي، ويدعو إلى معاملتها بكرامةٍ واحترام.

ولها أيضًا رأيٌ حرٌّ جريءٌ، إذ أكَّدت أن النبيَّ الكريمَ كان يسعى دائمًا إلى الحلولِ السلمية، وأن المعاركَ التي خاضها كانت دفاعية، ولم تكن من أجل التوسع أو فرض الدين بالقوة... وبذكاءٍ شديدٍ، اختارت صلح الحديبية وقالت عنه: "كان دليلًا واضحًا على براعةِ النبيِّ الكريم في إدارة النزاعاتِ بالسِّلمِ والحكمة، لأنه كان يؤمن بأن السلام هو الوسيلةُ الأقوى لنشرِ رسالته."

وهذه الشهادةُ من هذه الباحثة والتي تُعَدُّ واحدةً من أبرز الْباحثين في الأديان المُقَارَنَةِ  تدحضُ الصورةَ السلبيةَ التي رسمها بعضُ المستشرقين لهذا النبي العظيم...

وقد تصدى لهؤلاء المستشرقين والشانئين  المفكر الكبير عباس محمود العقاد في مواجهة هذه الافتراءات، حيث قال في كتابه الهام "عبقرية محمد": “إن التاريخ هو فيصل التفرقة بين محمدٍ وشانئيه، فحكمُه أنفذُ من حكمِ الشانئين والأصدقاء، وأنفذُ من حكمِ المشركين والموحدين، وأنفذُ من حكمِ المتدينين والملحدين... إنه حكم الله، وقد حكم له أنه كان في نفسه قدوة المهذَّبين، وكان في عمله أعظمَ الرجال أثرًا في الدنيا، وكان في عقيدته مؤمنًا يبعث الإيمان، وصاحبَ دينٍ يبقى ما بقيت في الأرض أديان، وسيطلع في الأفق هلالٌ، ويغيبُ هلالٌ، وسيذهب في الليل قمرٌ، ويعودُ قمرٌ، وتتعاقب هذه الشهور التي كأنها جُعلت التاريخَ ما بين الصدور، لأن الناس لا يؤرخون بها مواسمَ الزرع، ولا مواعيد الأشغال، ولا أدوار الدواوين والحكومات، ولا ينتظرونها إلا هدايةً مع الظلام، وسكينةً مع الليل: أشبه شيءٍ بهداية العقيدة في غياهب الضمير”.

وقبل أن يَخْتِمَ  الكاتب الكبير عباس محمود العقاد صفحات كتابه  "عبقرية محمد"، اختار يوم هجرة النبي إلى المدينة فكتب: "ستطلع الأقمار بعد الأقمار، وتقبل السنة القمرية بعد السنة القمرية، وكأنها تقبل بمعلمٍ من معالم السماء يوميء إلى بقعةٍ من الأرض: هي غار الهجرة، أو يوميء إلى يومٍ لمحمدٍ هو أجملُ أيامِ محمد، لأنه أدلُّ الأيام على رسالته، وأخلصها لعقيدته ورجاء سريرته، وهو يوم التقويم الذي اختاره المسلمون بإلهامٍ لا يعلوه تفكيرٌ ولا تعليم..."

ختامًا.. لقد عشتُ أوقاتًا ممتعةً مع كتاب "عبقرية محمد" للمفكر الكبير عباس محمود العقاد، ومن خلال صفحات هذا الكتاب شاهدت  التاريخ يقف إجلالًا وتعظيمًا لهذا اليتيمِ الذي بُعث رحمةً للعالمين.. صلى الله عليك وسلم يا خير خلق الله أجمعين...

اللهم إنا نُشهدك أنه بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فاللهمَّ اجزه عنا خير ما جزيتَ نبيًّا عن قومه، ورسولًا عن رسالته...

 

ولنا لقاء الأسبوع القادم، بإذن الله، مع قراءة فى كتاب ممتع جديد...

 

مقالات مشابهة

  • تفقد أحوال الأجهزة الأمنية بعدد من مديريات الجوف
  • زيارات عيدية لمنتسبي عدد من الوحدات والنقاط الأمنية بتعز
  • زيارة عيدية للمرابطين في المواقع الأمنية في الملاجم والوهبية بالبيضاء
  • فضيحة سيغنال غيت: كيف كشفت إدارة ترامب عن عيوبها الأمنية؟
  • تفقد أحوال الجرحى والمرابطين في النقاط الأمنية بصعدة
  • تفقد أحوال منتسبي الأجهزة الأمنية بمحافظة ريمة
  • تفقد أحوال الجرحى والأجهزة الأمنية وزيارة روضة الشهداء في حجة
  • وفد إدارة منطقة جبلة ومسؤول اللجنة الأمنية يلتقون وجهاء قرية بستان الباشا
  • أهالي اللاذقية يشيدون بانتشار رجال قوى الأمن العام والشرطة في ظل الازدحام الذي تشهده الأسواق
  • اليُتْمُ الذي وقف التاريخُ إجلالًا وتعظيمًا له