موقع النيلين:
2025-03-13@21:07:53 GMT

اللجنة الأمنية بمحلية النهود..تعظيم سلام!!

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT


_ أيام سوداء، وأسابيع مريرة ،وشهور عصيبة، عاشتها مدينة النهود قبل حلول شهر رمضان المبارك ،كان عنوانها القتل وحوادث الأذى الجسيم وسفك الدماء دون مبرر،علاوةً على تنامي مظاهر السلب والنهب والتهديد والترويع وإنتشار حمل وتجارة السلاح والذخائر والكحول المستوردة والخمور البلدية،وإطلاق الأعيرة النارية في كل دقيقة من منطقة عالي الفولة ف في تلك الأيام،حيث سادت الفوضى على البدو والحضر ،وغابت الحكمة وضمر الوازع الديني، وأستغل الذين لا يخشون الله ويخشون الفقر حالة ضعف الدولة في الفوضى وسلب حقوق الناس من غير حق،وهم يولون ظهورهم لتعاليم الدين وهدي السُنة النبوية والضمير الإنساني والأخلاق الكريمة وقيم وأعراف المجتمع،ولم يبق لقُطاع الطُرق إلا أن يخيّروا الناس في ان يموتوا بالساطور والسكين أو يدفعوا ثمن الطلقة التي يموتون بها،فأصبح المُصلي فاقداً للخشوع في صلاته،والتاجر فاقداً للأمن في تجارته،وعابر السبيل فاقداً للطُمأنينة في طريقه،والمرافق للمريض يخشى على مريضه وهو في المشفى من إطلاق النار الطائش أو المتعمّد،أقل ما توصف به تلك الأيام فإنها كانت أيام للنسيان مدى الحياة.

_ تلك الأحداث والفوضى انعكست سلباً على حركة الاقتصاد والتجارة،واضحت مهددة للنسيج الاجتماعي وتنوعه،حيث احجمت الشركات الكبرى عن عملية البيع والشراء للمحاصيل الزراعية والمنتجات الغابية وتدنت أسعار المواشي بسبب إفرازات الحرب وعدم مساعدة الجهات المُختصة في معالجتها،الأمر الذي انعكس سلباً على خزينة المحلية وظهر ذلك جلياً على سير الخدمات الأساسية الأمن والصحة والمياه،كما أن تلك الأحداث ضربت سُمعة النهود في شرفها وتاريخها الباذخ ،حيث تطاول عليها الاقذام وتكالب عليها الأعداء وأصحاب القلوب السوداء،وكانها لم تكن تلك المدينة التي أنجبت حكيم حكماء السودان ..أو المدينة التي كتب فيها الشاعر العملاق الدكتور تاج السر الحسن أنشودته الشهيرة (أسياء وافريقيا) واُسس فيها أول نادٍ ثقافي أجتماعي في السودان،تلك الأحداث المتسلسلة المتسارعة في زمن قريب،وضعت اللجنة الأمنية بمحلية النهود برئاسة المدير التنفيذي للمحلية الأستاذ موسى علي إبراهيم في أمرين لا ثالث لهما ،فأما ان تسمح اللجنة الأمنية بالفوضى وتغمضُ عينها عن الجريمة والمجرمين،وتنكص عن العهد الذي قطعته مع الرحمن للمحافظة على أمن وسلامة واستقرار الناس،واما ان تتحمل المسؤولية الكاملة أمام الله والمجتمع والتاريخ والإنسانية،ذلك في ظل مخاطر و تحديات أمنية ومالية بالغة التعقيد وعصية على الحلول،وبعد اجتماعات ولقاءات تشاورية مكثفة عقدها المدير التنفيذي موسى علي إبراهيم مع الإدارة الأهلية ورموز وأعيان المجتمع بهدف إنقاذ النهود وإنسانها وتاريخها إستجابةً لنداء الحق،اختارت اللجنة الأمنية القرار الثاني،وهي متسلحة بالعهد مع الله ودعوات الناس لها بالتوفيق والسداد،ثم الوقفة الصلبة من خلفهم.

_ والقرار الثاني الذي اُتخذ هو مواجه قطاع الطُرق والمعتدين على الناس المُخلين بالأمن العام والسلامة العامة بالقوة لفرض هيبة الدولة وبسط الأمن،وبالفعل هذا العلاج كان هو الأفضل من نوعه،وفي ساعات قليلة عادت النهود أمنة مطمئنة بفضل الله ثم بفضل اللجنة الأمنية ومعاونة المجتمع لها في إنفاذ مهامها،وأفلحت في ردع معتادي الإجرام وحسم إنتشار السلاح والذخائر وإطلاق الأعيرة النارية التي تأذى منها الناس في منازلهم بتسببها للرعب والهلع والقلق والتوتر والجلطات الدموية وإجهاض السيدات ،كما اختفى بائعو الكحول المستوردة والخمور المحلية وترويج وبيع قطع السلاح الناري الثقيل والخفيف، والمواتر ذات الإطاريين المستخدمة في الجريمة،وفرضت اللجنة الأمنية حظر التجوال،ثم قلصت ساعاته في شهر رمضان المبارك،كما اصدرت أوامر محلية وقرارات أمنية صارمة في سبيل تحقيق الأمن والأمان،هذه القرارات وجدت قبول وارتياح شعبي منقطع النظير بمدينة النهود،وحتى يتحقق الأمن الذي عاد بعزيمة الرجال وجب على المواطنين الكرام إحترام تلك القرارات وعدم الخروج عنها،ولا بد من تقديم الدعم المادي للقوات الامنية حتى يستقر الأمن ولا نعود للمربع الأول من الفوضى،ومن هنا نرفع القبعات احتراماً وتقديراً لجميع أفراد اللجنة الأمنية بمحلية النهود برئاسة المدير التنفيذي الأستاذ موسى علي إبراهيم الذي اجتهد وفعل ما لم يفعله الأوائل في سبيل عودة الأمن بالقدر المُمكِن،ومن هنا لابد من تقديم برقيات التهاني والإشادة للجنة الأمنية لأنها قامت بواجبها على أكمل وجه،وحتى يستمر هذا الأمن والأمان على المواطن الكريم أن يكون سخياً في دعم القوات الأمنية تقديراً للجهود وطمعاً في إستقرار الأمن..(إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).

رؤية اخيرة..
هناك إرتفاع غير مبرر لفاتورة المياه هذه الأيام ،نأمل من حكومة المحلية دراسة الأمر وحله بأسرع ما يمكن.

||كباشي موسى||

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: اللجنة الأمنیة

إقرأ أيضاً:

والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..

محمد لطيف

كنت أسأل نفسي دوما إن لم يقرر هو إصطحابي في ذلك العام المبكر من سني حياتي من تلك القرية الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات الى الشمال الشرقي من مدينة دنقلا على حواف حوض السليم ومن أسرة متواضعة الحال .. الى مدينة عطبرة حيث البيت الكبير والحياة العريضة والآمال الكبيرة ايضا .. كيف كان يكون حالي اليوم ..؟ الشاهد أنني وبفضل والدي الذي لم يلدني الشيخ محمد سعيد محمود عليه رحمة من الله ورضوانه ..وجدت نفسي في البيت الكبير حيث الجد والحبوبة والخالات والأخوال حتى قبل أن ابلغ سن التعليم .. فقضيت شهورا قاربت العام مدللا مرفها حتى حسبت أن الحياة إن هي إلا لعب ولهو !!

ثم حدث الإنقلاب الهائل وتغير كل شيء .. فما أن بدأت اليوم الأول من سلمي التعليمي في مدرسة خليوة الأولية حيث البيت الكبير .. حتى ظننت أن شروط أن تعيش في هذه الدنيا هي الصلاة والمذاكرة ..كان الأمر بالنسبة لوالدي الذي لم يلدني مقدسا لا يقبل المساومة ولا يحتمل التأجيل ..والمصيبة أنني كنت كسولا في الإثنين ..مما جعلني في موضع المراقبة الدئمة والملاحقة المستمرة من جانبه ..وكنت أظن .. وكم من ظنون هي آثام .. أنه يرهقني بما يفعل .. حتى إذا بلغت أشدي واصبحت في موقع المربي من أبنائي .. أدركت أنني كم ارهقت الرجل بل كم عذبته جراء كسلي وغبائي ذاك .. غفر الله لي و أجزل له العطاء.

كان بر والدي الذي لم يلدني بوالديه عجيبا موحيا مثيرا مما تسير به الركبان .. فطوال حياتي في البيت الكبير لآ اذكر أنه ذهب الى فراشه ليلة واحدة قبل أن يمر على فراش والدته .. جدتنا الراحلة مريم فضل حربة عليها الرحمة .. مطمئنا عليها .. ولا اذكر أنه خرج الى صلاة الصبح قبل أن يمر عليها وهي في مصلاتها تستعد للصلاة .. بل لا اذكر قط أنه عاد يوما من خارج البيت إلا وبدأ تحيته بها .. أما بره بوالده .. جدنا الراحل سعيد محمود عليه الرحمة .. الذي كان أحد كبار خلفاء الختمية ..مما حتم أن يكون البيت الكبير محل إنعقاد الليلية الختمية الشهيرة كل أحد وخميس ..وفي كل ذلك كان والدي الذي لم يلدني ..وهو الإسلامي الملتزم تنظيميا وسياسيا .. هو القائم على ترتيبات تلك الجلسات .. وبينما كنا نحن الصغار نؤدي ادوارنا مجبرين ممتعضين .. كان هو يتابع كل صغيرة وكبيرة بمنتهى الحماس والحفاوة بدءا من التنظيم والتمويل والترحيب .. وحتى المشاركة في قراءة المولد والحرص على قراءة بعض المدائح التى كان يحبها جدي عليه الرحمة ..ولم يكن يفعل كل ذلك إلا برا بوالده كما قال لي لاحقا .. !

وعلى ذكر إلتزامه التظيمي أذكر أمرين .. الأول أنني لم اسمعه يوما محتدا في نقاش أو منخرطا في جدال أو مسيئا لأحد أو رافعا صوته بـ (تكبيرة الجهاد) ضد آخر.. والذين عاصروه حتى في مواقع الخلاف يشهدون له بذلك ..ولعل تجربته في قيادة نقابة عمال السكة الحديد قد أثبتت تجرده ومهنيته و حياده تجاه الجميع .. قال لي مرة ( لكل حزبه والنقابة للجميع ) إندهشت حقيقة لإستخدامه العبارة وقلت له مداعبا .. يا حاج والله إنت ما بتشبه الجماعة ديل .. رد ضاحكا ( بطل لولوة يا هم بيشبهوني كويسين زيي أو أنا بشبهم كعب زيهم ابقى على واحد ) ولأنه لم يكن بوسعي أن اظلم نفسي واقول إنهم (كويسين) أو اظلمه وأقول إنه (كعب) انسحبت بهدوء.!!

أما المسألة الأهم علئ ذكر إسلاميته هذه فهي ورغم أنني عشت في كنفه بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة من إنفاق و تربية ورعاية وتوجيه وإشراف .. إلا أنني لا اذكر مرة واحدة طلب مني فيها بأي شكل من اشكال الإلتزام بما يؤمن به .. حتى عندما بدأت خوض غمار السياسة .. بوعي مستقل من وجهة نظري .. يساري من وجهة نظره .. لم يزد على أن يقول لي .. بس ما تخلي الصلاة .. له الرحمة والمغفرة .

ولكنه كان يعرف كيف يدير حواراته بما يقنع و يفحم و يضحك ايضا ..نزلنا ضيوفا عليه ذات عام رفقة بعض أصدقائي وقد تزامنت زيارتنا تلك مع احداث رابعة العدوية وكنا سعداء بـ ( بل وجغم) الإسلاميين ..(اليست هذه لغتهم ؟!) وكان هو غاضبا جدا بالطبع يصب جامه على مصر .. فقال له أحد الأصدقاء ياحاج مصر دي مذكورة في القرءان !! فضحكنا و نحن نستبطن أننا قد رددنا عليه بلغته ..ولم ندرك أن صديقنا الذي صفقنا له قد مد له حبلا ليشنقنا به .. إذ جاء رده سريعا ومباغتا على حكاية ذكر مصر في القرءان إذ قال ( أيه يعني هو إنت قايل اي حاجة مذكورة في القرءان كويسة ؟ ما هو قوم لوط مذكورين في القرءان !!) .. فغرقنا في موجة من الضحك لا لطرافة الرد فحسب .. بل لأننا لم نكن نملك ما نرد به عليه ..!

وأخيرا .. إن كانت لهذه الحرب من حسنة واحدة لي ولأسرتي فهي أنها قد منحتنا فرصة أن نقضي معه ثلاثة اشهر متواصلة .. قلت له أنا طلعت منك واحد ورجعت ليك بخمسة ..كان رده (والله أنا مبسوط من الحرب الرجعتكم لي ).. ثم استدرك ضاحكا ( بس اوعى تمشي تكتب محمد سعيد داير الحرب اصلكم بتلفحوا الكلام )..

وأشهد الله وأشهدكم أنني طوال وجودي معه لم اسمعه يوما داعما للحرب أو مؤيدا لها أو مبررا لها ..وكيف يكون كذلك وهو الذي لم يكن يوما متشددا أو عنيفا أو مؤجج فتنة أو مشعل نار ..؟ بل كان هو ما يقابل كل ذلك محضر خير وداعية سلام و منشد وفاق .. رحم الله خالي الشيخ محمد سعيد محمود والدي الذي لم يلدني ورحم الله والداي إذ منحاني فرصة الإنتقال الى كنفه لأكون ما أنا عليه .. فإن أسأت فلي وإن أحسنت فله الأجر .

الوسوممحمد لطيف

مقالات مشابهة

  • شرطة ولاية الخرطوم تنفذ مخرجات إجتماع اللجنة الأمنية وتباشر مهامها الأمنية والجنائية والخدمية بمحلية شرق النيل
  • أمير القصيم يزور شرطة المنطقة ويشارك منسوبي القطاعات الأمنية والعسكرية مأدبة الإفطار
  • والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..
  • وزير الداخلية يشدد على رفع الجاهزية الأمنية في مواجهة المطلوبين
  • وزير الداخلية يشدد على رفع الجاهزية الأمنية في مواجهة المطلوبين وتعزيز الاستقرار
  • محافظ الأحساء يشارك القطاعات الأمنية والعسكرية الإفطار الرمضاني
  • بيان أمريكي أوكراني مشترك: خطوات مهمة نحو السلام واستئناف المساعدات الأمنية
  • نائب أمير حائل يشهد أداء رجال الأمن في المنطقة تحية العلم ويدشن المسيرة الأمنية
  • وزير الدفاع بحث مع الصمد المستجدات الأمنية في الشمال
  • البسامي يراجع خطط القطاعات الأمنية المشاركة بالحرمين