الثورة نت:
2025-04-30@12:14:22 GMT

يوم الجريح الفلسطيني

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

 

في الثالث عشر من آذار في كلّ عام، يحيي الفلسطينيون «يوم الجريح الفلسطيني» الذي يأتي هذا العام مخضّبًا بالدم المسفوك في غزّة المقاومة، حيث تتزايد أعداد الجرحى بين الساعة والأخرى، وغالبيتهم من النساء والأطفال الذين يشكّلون بنك أهداف الهمجية الصهيونية منذ نشأة الكيان الصهيوني إلى اليوم.
لا يمرّ يوم في فلسطين، منذ ١٩٤٨م حتّى الآن، من دون أن يُصاب فيه فلسطيني بجراح، سواء في مواجهة أو في اقتحام صهيوني للأحياء والبلدات الفلسطينية أو عند حواجز المرور والمعابر، يمارس العدوّ كلّ أشكال العنف الهمجيّ ضدّ الفلسطينيين، ويمكن القول إنه لا يخلو بيت في فلسطين من جريح لم يُصب في مرحلة ما من مراحل الصراع.


في ما يلي، بعض الإحصاءات القليلة المتوفرة عن أعداد الجرحى الفلسطينيين خلال بعض الأحداث المفصلية التي سبقت «طوفان الأقصى»، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد جرحى الانتفاضة الأولى «انتفاضة الحجارة» (1987 – 1993) نحو 130,000 فلسطيني؛ في حين بلغ عدد جرحى «هبّة النفق» التي استمرت ثلاثة أيام (25 – 26 – 27) من شهر أيلول العام 1996م نحو 1600 جريح؛ وبلغ عدد جرحى الانتفاضة الثانية «انتفاضة الأقصى» 29 أيلول 2000 – 31 كانون الأول 2008م نحو 35,099 جريحًا.
وبحسب وزارة الصحة، بلغ عدد الجرحى الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة في العام 2008م نحو 5450 جريحًا، وفي العام 2012م نحو 1526 جريحًا، وفي العام 2014 نحو 11 ألف جريح.
كما بلغ عدد الجرحى في «هبّة إغلاق بوابات الأقصى» العام ٢٠١٧ نحو 1400 جريح. ونقلًا عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد الجرحى خلال العام 2017م نحو 8,300 جريح، منهم 5,400 جريح أصيبوا عقب الإعلان الصادر عن الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» نقل السفارة الأميركية إلى القدس في 6 كانون الأول 2017م، أما في قطاع غزّة، فقد بلغ عدد الجرحى 9,520 جريحًا منذ انطلاق مسيرات العودة يوم 30 آذار 2018 في ذكرى «يوم الأرض» وحتّى أواخر تموز 2018م.
واقعًا، لا يمكن الوصول إلى رقم دقيق في تعداد جرحى جريمة الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضدّ غزّة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣م، لأن العدد يتزايد على مدار الساعة، وتتراوح الإصابات بين الطفيفة والقاتلة، في ظلّ عدم وجود فرص للعلاج في القطاع المحاصر بالنار وبالقتل الهمجي وباستهداف المشافي والطواقم الطبية، وفي ظلّ منع دخول المساعدات والأدوية والمواد الطبية والعلاجية. آخر التقارير الصادرة بهذا الصدد تشير إلى رقم مهول: ٧٢ ألف جريح تقريبًا، معظمهم من النساء والأطفال. كما بلغ عدد الجرحى في الضفّة الغربية منذ بدء معركة طوفان الأقصى نحو الأربعة آلاف جريح.
ومع انعدام فرص العلاج، يعاني الجرحى من ذوي الإصابات المتوسطة والخطيرة مضاعفات كثيرة قد تبلغ حدّ الاستشهاد، أو لجوء الأطباء إلى عمليات البتر المستعجل تفاديًا لتفاقم الحالات الالتهابية والجرثومية التي تصيب الجروح غير المعالجة. وقد أجريت الكثير من هذه العمليات من دون تخدير، كالكثير من العمليات الجراحية الأخرى ولا سيما الولادات القيصرية. هذا فضلًا عن الجرحى الذين اُعتقلوا في المستشفيات التي دخل إليها الجنود الصهاينة في غزّة، وأُعدموا أو أُسروا.
يمنع الصهاينة والغرب بأسره دخول المساعدات إلى قطاع غزّة، حتّى المساعدات الطبية والعلاجية، ويرفض خروج الجرحى عبر معبر رفح للعلاج في مصر أو في أي دولة أخرى. أما ما نراه ونسمعه من استعراضات «إغاثية» لا يتعدّى كونه أكياس نايلون تحتوي على أحذية بلاستيكية وأطعمة للقطط والكلاب، سقطت في بحر غزّة، وجرفتها التيارات البحرية إلى شاطىء صور اللبناني.. في غزّة اليوم، شعب جريح، بلا دواء، بلا علاج، تنخفض في كلّ يوم احتمالات شفائه، ونراه ويشهد عليه العالم، واقفًا، صابرًا، مقاومًا، ويقاتل..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

البيت الفلسطيني.. ماذا يحدث بين حماس وفتح؟

يُعد الوضع السياسي الفلسطيني في الوقت الراهن أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، إذ يواصل الانقسام بين حركتي "حماس" و"فتح" التفاقم، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثامن عشر. فقد أودت الحرب بحياة أكثر من 50 ألف فلسطيني، وأدت إلى إصابة أكثر من 113 ألف آخرين. وتستمر الحركتان في تبادل الاتهامات والتصريحات الحادة، مما يعمق الانقسام، ويؤثر على وحدة "البيت الفلسطيني".

تستمر الحركتان في تبادل الاتهامات والتصريحات الحادة، مما يعمق الانقسام، ويؤثر على وحدة "البيت الفلسطيني".جذور وأسباب الانقسام

التوتر بين حركتي "حماس" و"فتح" ليس جديدًا، بل هو نتاج تاريخ طويل من الاختلافات السياسية والإيديولوجية. وقد أرجع منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي لحركة فتح، السبب الأساسي للانقسام إلى "فكر حركة حماس الذي نشأ بهدف مناكفة منظمة التحرير الفلسطينية"، مؤكدًا أن هذا الفكر "مبني على الاختلاف في البرامج". وأشار الجاغوب إلى أن حماس قد رفضت السلام مع إسرائيل منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، بينما سعت باقي الفصائل الفلسطينية إلى السلام.

من ناحية أخرى، ترى حماس أن حركة فتح "تستمر في تجاهل تطلعات الشعب الفلسطيني"، معتبرة أن الضغط الخارجي، وخاصة من الولايات المتحدة، هو من يقف وراء عرقلة أي اتفاق بين الحركتين.

هل نحن أقرب إلى الوحدة أم إلى الخلاف؟

ووفقًا للجاغوب، فإن الفجوة بين حماس وفتح تتسع، مشيرًا إلى أن العالم بأسره يدعو لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، لكن حماس وإسرائيل ترفضان هذا الحل، مما يعمق الهوة بين الطرفين. ويؤكد الجاغوب أن هجوم السابع من أكتوبر 2023 قد دمر الوضع الفلسطيني، ونقل المواجهة إلى الضفة الغربية.

من جانبها، أكدت حماس أنها تسعى لترتيب البيت الفلسطيني، مشيرة إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع الفصائل، وهو ما يقابل بتشكيك من قبل رئيس منتدى العلاقات الدولية شرحبيل الغريب، الذي يرى أن الوحدة الفلسطينية غير واردة في الوقت الحالي.

كيف تؤثر الوحدة الفلسطينية على الصراع مع إسرائيل؟

يرى شرحبيل الغريب أن وجود استراتيجية فلسطينية موحدة كان من شأنه أن يغير المعادلة السياسية والحقوقية، ويمنح الموقف الفلسطيني قوة أكبر في مواجهة إسرائيل. وفي هذه المرحلة الحرجة، يصبح من المهم جدًا أن يتوحد الفلسطينيون في مواجهة محاولات تصفية قضيتهم.

نشأة الحركتين: حماس وفتح

تأسست حركة فتح في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وركزت على النضال المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما ظهرت حركة حماس في عام 1987 بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وعلى الرغم من أن حماس لم تكن منضوية في منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنها كانت تسعى دائمًا إلى تمثيل الفلسطينيين، معلنةً أن مرجعيتها في العمل السياسي هي الإسلام.

الاختلافات الإيديولوجية

بينما تعتمد حركة حماس على فكر المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، تعتبر حركة فتح أن الحل السياسي هو السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ففي الوقت الذي تقر حركة فتح بمشروع السلام مع إسرائيل، ترفض حماس التنازل عن "فلسطين التاريخية"، متمسكة بحقها في المقاومة بكل أشكالها.

التنافس على تمثيل الشعب الفلسطيني

منذ تأسيسها، حملت حركة فتح شعار "التحرير الوطني"، في حين اعتمدت حماس على المقاومة المسلحة، مما أدى إلى توتر كبير بين الحركتين. في عام 1993، بعد توقيع اتفاق أوسلو، بدأت الخلافات تتسارع، حيث رفضت حماس الاتفاق واعتبرت أنه يقدم تنازلات غير مقبولة. ومع تصاعد التوتر بين الطرفين، شهدت غزة اشتباكات بين أنصار الحركتين في عام 1994.

وفي عام 2006، فازت حماس بالأغلبية في الانتخابات التشريعية، مما دفع فتح إلى رفض الانضمام للحكومة الجديدة، وهو ما أدى إلى تصاعد العنف بين الحركتين. وفي 2007، سيطرت حماس على غزة، بينما استمرت فتح في السيطرة على الضفة الغربية، مما أدى إلى حدوث انقسام سياسي عميق.

محاولات المصالحة 

حاولت العديد من الأطراف العربية والدولية التوسط بين الحركتين لإنهاء الانقسام، لكن محاولات المصالحة باءت بالفشل. ففي عام 2011، وقع اتفاق في القاهرة بين الحركتين لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق. وفي عام 2014، تم تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة رامي الحمد الله، لكن الاتفاقات كانت عرضة للفشل بسبب الاتهامات المتبادلة.

في عام 2017، تم توقيع اتفاق آخر بين الحركتين، ولكنه انهار مجددًا بسبب توترات أمنية بين السلطة الفلسطينية وحماس في قطاع غزة. كما استمرت الاتهامات المتبادلة بشأن الانتهاكات الأمنية والتنسيق مع إسرائيل.

الواقع الحالي والتحديات

في الوقت الراهن، يبقى التوتر بين حماس وفتح على أشده، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، حيث اتهمت حركة فتح حماس بمسؤوليتها عن تفاقم الوضع، فيما ردت حماس بتوجيه اللوم إلى السلطة الفلسطينية على مواقفها.

وفي يوليو 2024، تم الإعلان عن وثيقة جديدة تهدف إلى تحقيق وحدة وطنية شاملة، والمعروفة باتفاق "بكين"، لكن جددت المواجهات بين الطرفين، بما في ذلك العمليات الأمنية في مخيم جنين، التي كانت لها تأثيرات كبيرة على محاولات المصالحة.

الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس ما يزال يُعيق تحقيق الوحدة الوطنية، وهو أمر يعقد من قدرة الفلسطينيين على مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي. في الوقت نفسه، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية التوصل إلى حلول فعلية لهذه القضية التي تستمر في التسبب في معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني.

 

مقالات مشابهة

  • المجلس المركزي الفلسطيني
  • 3 شهداء وعدد من الجرحى بعدوان الاحتلال المتواصل على غزة
  • منصور : الشعب الفلسطيني في قفص يُقتل ويُجَوَّع يومًا بعد يوم
  • وزير الطوارئ والكوارث يناقش مع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه الشعب السوري
  • الطلاب والأطباء الجدد جنود مجهولون لإنقاذ جرحى غزة
  • النائب مشوقة يسأل عن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لضبط ارتفاع الدين العام
  • البيت الفلسطيني.. ماذا يحدث بين حماس وفتح؟
  • أبناء مديريات المربع الشرقي بتعز يعلنون النفير العام نصرة للشعب الفلسطيني
  • عشرات القتلى ومئات الجرحى جراء الانفجار داخل ميناء في إيران
  • الإبادة الجماعية مستمرة.. 53 ألف شهيد و118 ألف جريح في غزة