مروة الشافعي تكتب: نعمة الأفوكاتو والنرجسيكوبية
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
في هذه الحياة لم يدرك أحد منا أنه يوما ما سيجد في طريقه شخصية نرجسيكوبية (النرجسية والسيكوباتية) معا؛ يالها من معركة الخاسر الوحيد فيها هو الضحية الذي يقدم نفسه كبش فداء لحبيبه وتضحيات وتنازلات عديدة لم يدرك أنه يوما ما سيجد نفسه تائها وسط أشخاص تبدلت شخصياتهم وتحولت في غمضة عين.
ولكن المفاجأة الأكبر التي يكتشفها بعد، أنها بالفعل شخصياتهم الحقيقية ووجوههم المزيفة التي اخفوها وراء اقنعتهم السامة، حيث يدسون من ورائها السم ويخترقون حياة الآخرين ببراح دون خجل وعدم إدراك لتحمل المسؤولية، وفقدان للمشاعر وانعدام للاخلاق، يشاهدون الحقيقة ويتغاضون عنها ويشاهدون عذاب الأخرين ويستمتعون به.
ومع إزالة القناع تظهر حقيقتهم القاسية، ومع إدراك المحيطين خبثهم وحقارتهم يحاولون بكل الطرق إخفاء الحقيقة والكذب وتبرير المواقف لاستعادة رونقهم من جديد وتغذية نرجسيتهم مره أخرى على ضعفاء أخرين.
ومسلسل نعمة الأفوكاتو خير مثال على ذلك، التي قامت بتجسيد دورها ببراعة مي عمر، لم تدرك للحظة أن صلاح (يجسده البطل أحمد زاهر- زوجها في المسلسل)، سيحطم أمالها فيه ويخيب ظنونها بعد أن كذبت الجميع ووقفت وراءه الزوجة المخلصة المضحية المتفانية المحبة الداعمة الأولى له، لم تكن تدرك أن مصيرها بعد توفير له كل سبل السعادة والمحبة والأموال أن يترك يدها ويراها تتعذب أمامه دون شفقة أو خجل منه أو رحمة، حقا إنها الشخصية النرجسيكوبية.
وبرع صلاح في تقديم دور الشخص النرجسي السيكوباتي، الذي يفضل العيش عاله على المحيطين حوله، لا يحاول بذل مجهود في حياته لم ينفق على منزله، يُلقب بالبخيل في المشاعر والأموال، يحب الزوجة المعطاءه التي توفر له كل شيء مريح، فهو يُغذي نرجسيته على ذلك.
وصلاح منبهات، شخصية اعتمادية من الدرجة الأولى لا يفعل في الحياة أي شيء غير الكلام السلبي والشكوى، ولاقى في نعمة كل ما يريده ليأخذ منها الوقود، فهو ضعيف من الداخل وقليل الثقة بالنفس، وهذا يرجع لسوء تربية الأهل في الأساس، فالنرجسي يكون ضحية الوالدين من تدليل زائد أو كبت زائد.
ومع وصوله لسن الزواج يبحث عن المرأة التي تعطيه الوقود ليتغذى عليه ويحدثها بطريقة مهينة وتتقبلها وتتغاضى عنها بحُجة أن ظروفه صعبة وحياته مليئة بالمواقف المؤلمة، بارع في تجسيد دور الشخص المسكين الضعيف، لتأتي نعمة القوية الشجاعة لتحاول الوقوف بجواره، وتجعله يتماسك لتنهض به للامام وتجعله أفضل، ولكنها محاولة فاشلة منها فهذه الأنواع من الشخصيات سامة وتظل كما هي لا تتغير، تحاول تدمير الجميع لتصل هي لما تريد.
وصلاح وجد في نعمة الضعف أمامه على الرغم من قوتها أمام الجميع، ضعفها كان حب حقيقي ونظرته لها كانت خيانة وغدر، فالشخص النرجسي يحاول تدمير زوجته بتصرفات متعددة منها مشهد الكباب والكفتة ومشهد الأموال التي سرقت من منزل والدها وصاحبة المقهى، ومشهد الخيانة ومشهد هدية عيد الزواج ومشهد السيارة وتركها في الشارع وحدها دون إدراك، فهو فعلا لم يدرك لأنه لم يعرف للحب عنوان، وبعد معرفتة حقيقة أنها تنازلت له عن 8 مليون جنيه لا يعطي للموضوع أهمية وحاول تحطيمها أكثر.
والشخص النرجسي يكون محدث نعمة يجهل التعاطف مع المحيطين كل ما يهمه نفسه في المقام الأول باع زوجته الأولى المضحية المحبة له بمجرد امتلاكه الأموال، مشتت لا يعرف ماذا يريد رأيه متناقض وتصرفاته غامضة بلا معنى، يتلذذ في رؤية الأخرين أمامه ضعفاء ويبكون لأجله، هذه الشخصيات التجاهل يقتلهم والصمت يحطمهم والانتقام يحرقهم.
ومع كشف حقيقته وتعافي الضحية منه يزول القناع ويظهر الشخص النرجسي الذي بداخله وهذا ما رأيناه في مشهد زواجه من أخرى بعد أخذ الأموال من زوجته نعمة، تحدث معها بطريقة مهينة، نعلم جيدا أن الزوج يحاول أن يفعل الخيانة من وراء زوجته في الخفاء وعندما تعلم يحاول تبرير موقفه لتحسين صورته في عيون زوجته، ولكن صلاح تخطى كل الحواجز وصمم على موقفه الخطأ.
وظهر أكثر الشخصية السيكوباتية لدى صلاح عند محاولة قتل محمد (يجسد شخصية محام متدرب)، ففكر في أن يجعله ينتحر وضغط عليه يتناول أقراص وجعله يكتب جواب يعترف فيه بالانتحار، ليبعد الشبهات عنه ويعيش حياته.
ونعمة لأخر لحظة لم تكن تدرك أن صلاح سيئ، كانت تحاول تكذيب المحيطين حولها على الرغم من أن كل الشواهد تؤكد أنه مؤذي، فهي تفعل ذلك ليس بغرض الحب وحده ولكن بعرض الشفقة عليه، حيث أن ضحية النرجسي دائما تشفق عليه وتحاول أن تجد له مبررات لأنها في الأساس شخصية معطاءه وتحب تقديم المساعدة للمحيطين فما بالك من مساعدتها لزوجها الذي يتقمص دائما دور المسكين الضعيف.
على عكس شخصية ياسين الالفي، منذ أن ظهرت نعمة في المحكمة ودافعت عنه وحصل على البراءه لم ينسى موقفها وحاول بكل الطرق تقديم لها الشكر والمساعدة ووقع في حبها، ولكنها اعتادت أن تقدم هي الدعم للمحيطين ولا تنتظره من أحد فشعرت أن ياسين تصرفه غريب، فالنرجسي (صلاح) يجعل المرأة القريبة منه محطمة من الداخل في مشاعرها ولا تدرك أنها بحاجة لأن يشكرها أحد.
وفي النهاية فاقت نعمة من غيبوبة الحب ولمست غدر صلاح بعد مشهد الخيانة، ووقوفها أمامه تبكي وهو لا يرحمها وكسر قلبها وحطمها وجرحها، فلم يسلم منها، فزوجة النرجسي على الرغم من أنها تخضع له وتحبه حبا شديدا إلا أنها سرعان ما تتعافى وتعود إمرأة حديدية متجددة قوية لامعه تنتقم منه دون تأنيب ضمير.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
بنك الإمارات للطعام و "نعمة" يوفران 1 مليون وجبة للفئات المستحقة
أعلن بنك الإمارات للطعام، شراكة استراتيجية مع المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء "نعمة"، لتعزيز دعم الفئات المستحقة والمساهمة في استدامة البيئة بتنظيم مبادة رائدة تهدف إلى إدارة فائض الطعام والحدّ من هدره وإيصاله إلى أكبر عدد من الشرائح المستهدفة داخل الدولة، وذلك في إطار تفعيل المبادرات الخيرية والإنسانية خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام.
وتهدف المبادرة إلى توفير 1 مليون وجبة من الغذاء الفائض للفئات المستحقة خلال الشهر الفضيل وذلك للعام الثالث على التوالي، في إطار رؤية دولة الإمارات لتعزيز المسؤولية الاجتماعية والبيئية خاصةً مع إعلان عام 2025 عاماً للمجتمع.
75 منشأة فندقيةوتتضمن المبادرة التعاون مع أكثر من 75 منشأة فندقية لجمع وتوزيع الغذاء الذي لم يمس على الفئات المستحقة على أن تشارك في تنفيذها بإمارة دبي دائرة الاقتصاد والسياحة.
وتركز المبادرة على إدارة فائض الطعام بشكلٍ آمن وفعّال للحدّ من هدره وذلك بجمع فائض الطعام الصالح للاستهلاك من قبل البنك وإعادة توزيعه على المستفيدين في الدولة، وتحويل الغذاء غير الصالح للاستهلاك إلى زيوت، وسماد زراعي، بالتعاون مع تطبيق "ريلوب" من شركة إيسايكلس إنترناشيونال، لإعادة التدوير بما يسهم في الحفاظ على البيئة ويدعم مبادئ الاقتصاد الدائري.
خطوة مهمةوقالت خلود حسن النويس الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات أمين عام لجنة مبادرة "نعمة" إن التعاون بين المبادرة، وبنك الإمارات للطعام خطوة مهمة لتوحيد الجهود لتعزيز استدامة الموارد والحد من هدر الغذاء، ومن خلال هذه الشراكة نعمل معاً على تطوير حلول مبتكرة ومدعومة بتطبيقات التكنولوجيا لتوزيع الطعام بشكل آمن وفعال ما يعكس التزامنا العميق بتعزيز المسؤولية الاجتماعية وحماية البيئة وتحقيق أهداف دولة الإمارات في تقليص هدر الغذاء بشكل كبير.
من جهتها قالت منال بن يعروف رئيس الفريق التنفيذي لبنك الإمارات للطعامن إن هذا التعاون جزء من رؤية استراتيجية طويلة الأمد لمعالجة قضية هدر الغذاء في الدولة بشكل شامل ومستدام، وتواكب مستهدفات بنك الإمارات للطعام ورؤيته في تحقيق الريادة والاستدامة في مجال إدارة فائض الطعام وجمعه وحفظه وإيصاله بأعلى جَودة للمستحقين أينما كانوا وفي أي وقت في انعكاسٍ لبوادر الخير وقيم العطاء التي يقوم عليها نهج البنك منذ انطلاقته.