استمرار غلق 1200 مسجد في مصر.. ماذا عن أموال صناديق الأوقاف
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
لا يزال ملف غلق 1200 مسجد في مصر تابع لوزارة الأوقاف بدعوى نقص التمويل مفتوحا على مصراعيه، على الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على إنشاء صندوق الوقف الخيري لتعظيم الاستفادة من أملاك الوزارة ومضاعفة إيراداتها والذي أثار حينها جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض.
وتعاني تلك المساجد التي تنتشر على مستوى الجمهورية من تردي أوضاعها سواء الخارجية أو الداخلية ونقص في عدد الأئمة والمؤذنين والعمال ما يؤثر بالسلب على دورها الديني في إقامة الصلوات والشعائر في المناسبات والأعياد ونشر الوعي الديني.
دفع تجاهل وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، أقدم وزراء الانقلاب العسكري منذ عام 2013، نواب بالبرلمان إلى إثارة القضية تحت قبة البرلمان أكثر من مرة دون أي تحرك أو استجابة من الوزير الذي يحرص بحسب النواب على الظهور في وسائل الإعلام للحديث عن إنجازات وتجاهل الأزمات التي تمر بها الوزارة ومساجدها.
وتقدم عضو مجلس النواب النائب أحمد عبد السلام قورة، بسؤال إلى رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الأوقاف، بشأن حصيلة موارد صندوق الوقف الخيري وما تم إنجازه من أعمال، وسبب عدم اعتماد القائمين على الصندوق خطة لتمويل إعادة رفع كفاءة بعض المساجد المغلقة بسبب عدم وجود اعتمادات مالية.
وانتقد قورة غياب دور الصندوق والقائمين عليه وتقاعسه في خدمة أغراض نشر الدعوة الإسلامية ورعاية المؤسسات العلمية ذات الصلة بالدعوة الإسلامية، واستمرار العجز في أئمة المساجد والوعاظ والواعظات، وعدم الاهتمام بملف إعمار المساجد والذي قدرها بقرابة 1200 مسجد.
وفند تراجع أنشطة الوزارة بشكل ملحوظ بسبب ضعف الأداء وعدم توظيف أموال الأوقاف وريعها الوفير في الأغراض المخصصة له واستثمار صندوق الوقف الخيري وغيره من الصناديق الأخرى التي تشرف عليها وزارة الأوقاف في غير الأغراض المخصصة لها وبطريقة لا تتفق مع سياسة الترشيد التي تتبعها الدولة.
"أرباح تاريخية ومساجد مقفرة"
تتجاوز أرباح هيئة الأوقاف المصرية نحو ملياري جنيه سنويا (الدولار يعادل نحو 47.5 جنيها)، والتي وصفتها الوزارة بـ التاريخية.
في أيار/ مايو 2023، وصف رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس النواب، محمد عبدالعليم داوود، ما يحدث في وزارة الأوقاف بالـ"جريمة" في حق الشعب المصري، بدعوى استشراء الفساد وسوء الإدارة والتخطيط.
وأضاف أن ممتلكات وزارة الأوقاف قادرة على أن تجعل مصر أغنى دولة في العالم، مضيفا أنه لو تم استخدام أموال الوقف بشكل حقيقي، لن يكون هناك فقير واحد في مصر، ولن يكون هناك مسجد مغلق أو مسجد بدون فرش.
"إهمال وإهدار لأموال المسلمين"
في سياق تعليقه، يقول مستشار وزير الأوقاف سابقا، الشيخ سلامة عبد القوي، إن "عدم توفير التمويل اللازم للمساجد هو كارثة تدخل ضمن سرقة المال العام؛ وزارة الأوقاف سميت بالأوقاف لأن كل المساجد التابعة لها داخلة ضمن الوقف وهي في ذات الوقت تدير وتشرف على أوقاف المسلمين بأنواعه المختلفة الأهلي والخيري".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" قال إن "عدد المساجد في مصر أكثر من 100 ألف مسجد، وهي قليلة نسبيا مقارنة بعدد سكان البلاد البالغ أكثر من 100 مليون نسمة، وهناك موارد مخصصة لجميع المساجد، بالإضافة إلى أن هناك مساجد أخرى غير تابعة لوزارة الأوقاف وهي المساجد الأهلية ولا تكلف خزانة الوزارة أي أموال لأن تمويلها يكون من قبل المتبرعين".
ورأى سلامة "أنه لا يوجد مبرر لعدم الإنفاق على المساجد في ظل وجود موارد كبيرة ومتنوعة ومتعددة وضخمة؛ مثل العقارات والأراضي الزراعية وأسهم في الشركات والمصانع وهي مخصصة في الأصل للإنفاق على المساجد التي تشرف عليها وزارة الأوقاف، إضافة إلى صناديق النذور في المساجد الكبيرة ومقسمة إلى 3 شرائح وتبلغ نحو 200 مسجد، وحصيلتها كبيرة، فضلا عن التبرعات السخية من قبل بعض الدول العربية".
واختتم حديثه بالقول إنه "يجب أن نسأل ونحاسب وزير الأوقاف، ماذا عن إيرادات الوقف؟ وفيما أنفقت؟ ولماذا لا يتم استغلالها لتعيين أئمة وخطباء وعمال مساجد؟ ولماذا لا توجد خطة لإعادة رفع كفاءة وعمارة المساجد المغلقة والتي تحتاج للصيانة، فإما أن الوزير لا يحسن إدارة الأوقاف أو أن موارد الأوقاف يتم هدرها وسرقتها".
3 سنوات على إنشاء صندوق المثير للجدل
في نيسان/ أبريل 2021، تم إقرار مشروع قانون صندوق الوقف الخيري بشكل نهائي، ومنح وزير الأوقاف سلطة التصرف في أموال صندوق الوقف الخيري، وسط انتقادات واسعة.
وقال منتقدو القانون إن السلطة تستهدف وضع يدها على أموال الوقف الخيري التي تقدر بمئات مليارات الجنيهات، وصرفها إما في مشروعات حكومية وليست خيرية، أو محاولة تقليص عجز موازنة الدولة، والابتعاد عن أوجه الإنفاق التي حددها الواقف.
تصل قيمة أملاك الوقف في جميع أنحاء الجمهورية إلى حوالي تريليون و37 مليار جنيه و370 مليونا و78 ألف جنيه. (ما يعادل حينها 66 مليار دولار)، وفق أول أطلس لحصر أملاك الوقف أصدرته الوزارة في نيسان/ أبريل 2019.
"أموال وممتلكات الوقف مستباحة"
وصف الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة، الدكتور جمال عبد الستار، تقصير وزارة الأوقاف في عمارة المساجد في مصر بأنه "متعمد من أجل تحجيم دور المساجد في المجتمع في ظل ما تمتلكه الأوقاف المصرية من أملاك ضخمة، وما لا يعلمه كثيرون أن أكثر من نصف أراضي مصر هي وقف لمصلحة المسلمين والفقراء وطلاب العلم ومصنفة بالمساحات والملاك".
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن "هذه الثروة الضخمة التي تتبع الأوقاف لو أحسنت الوزارة استغلالها وإدارتها ماليا واقتصاديا لا يغير فقط من وضع مساجد مصر كلها، بل يغير من وجه الاقتصاد المصري وتساهم بشكل كبير في حل العديد من المشاكل والأزمات خاصة أن أملاكها هي الأكبر في المنطقة".
لكن عبد الستار استدرك بالقول: "للأسف جزء من هذه الأراضي والأملاك منهوب منذ سنوات طويلة، وهناك إهدار غير مسبوق لا يحاسب عليه أحد، هناك مساحات كبيرة من بعض محافظات مصر وقف لكن استولت عليها أجهزة الدولة ورجال الأعمال وغيرهم، وهناك مساحات وقفية لمصر خارج البلاد، ولكنها للأسف مهدرة وغير مستغلة ومنهوبة، وحماية للممتلكات الوقف أكدنا في دستور 2012 أن أموال وأملاك الوقف لا تسقط بالتقادم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر الأوقاف المساجد مصر مساجد أوقاف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق الوقف الخیری وزارة الأوقاف وزیر الأوقاف المساجد فی أکثر من فی مصر
إقرأ أيضاً:
مشروع الأمير محمد بن سلمان يجدد مسجد الرميلة على الطراز النجدي
الرياض
في حي الظهيرة بمنطقة الرياض وفي موقع كان مغروسًا بالنخيل في القرن الثالث عشر الهجري، أي قبل أكثر من 100 عام، يبرز مسجد الرميلة، أحد أقدم المساجد التاريخية، الذي لا يُعرف تاريخ بنائه بالتحديد، لكنه دخل ضمن قائمة مساجد المرحلة الثانية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية، لتجديده وإعادة دوره الديني والثقافي والمحافظة على طرازه المعماري القديم من خلال بنائه بطرق بيئية مستدامة وبعناصر طبيعية.
وسيجدد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية مسجد الرميلة على الطراز النجدي، وزيادة مساحته من 1184.69 م2، إلى 1555.92 م2، فيما سيرتفع عدد مصليه من 327 إلى 657 مصليًا، في حين يجري تصميم المسجد على هيئته التي بُني عليها في الأساس، حيث يمثّل تصميمه أنموذجًا للطراز العمراني لمساجد الرياض القديمة، ويسهم تطويره في نقل الإرث التاريخي من القرون السابقة إلى المستقبل عن طريق المزج بين العراقة والجمال.
وسيستخدم مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية تقنيات البناء بالطين وتوظيف المواد الطبيعية، الذي يعتمد عليها الطراز النجدي في الأساس، ويعرف عن هذا الطراز المعماري قدرته على التعامل مع البيئة المحلية والمناخ الصحراوي الحار، فيما يمثل تشكيل عناصره انعكاسًا لمتطلبات الثقافة المحلية.
ووفقًا للعاملين على مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، تؤخذ قياسات الأجزاء المراد تطويرها وتُجهز في موقعها قبل توريدها للمسجد، في حين يتم تزيين الخشب تقليديًا باستخدام مادة حادة لرسم الأشكال، في خطوة يسعى من خلالها المشروع إلى إحياء التقاليد المعمارية للمساجد التاريخية، وتعزيز الوعي العام بالحاجة للعناية بها وأهمية الحفاظ عليها مع تقدم الزمن.
ويأتي مسجد الرميلة ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية التي شملت 30 مسجدًا في جميع مناطق المملكة الـ13، بواقع 6 مساجد لمنطقة الرياض، و5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، و4 مساجد في منطقة المدينة المنورة، و3 مساجد في منطقة عسير، ومسجدين في المنطقة الشرقية، ومثلهما في كل من الجوف وجازان، ومسجدًا واحدًا في كل من الحدود الشمالية، تبوك، الباحة، نجران، حائل، والقصيم.
يذكر أن إطلاق المرحلة الثانية من مشروع تطوير المساجد التاريخية جاء بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، حيث شملت إعادة تأهيل وترميم 30 مسجدًا تاريخيًا في 10 مناطق.
وينطلق المشروع من أربعة أهداف إستراتيجية، تتلخص بتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، ويسهم في إبراز البُعد الثقافي والحضاري للمملكة الذي تركز عليه رؤية المملكة 2030 عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.