أعلن الاتحاد الأوروبي، الأحد، عن حزمة مساعدات بقيمة 7.4 مليار يورو (8 مليارات دولار) إلى مصر، وفقد شمل الاتفاق 8 بنود رئيسية من ضمنهم المساعدة في الحد والسيطرة على الهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية والتعاون في مجال الأمن.

ووفقا لوكالة الأنباء الإيطالية "نوفا"، فإن وثيقة الشراكة الاستراتيجية التي وقعت بين مصر والاتحاد الأوروبي ستحدد بوضوح مجالات محددة للتعاون، وهي العلاقات السياسية، واستقرار الاقتصاد الكلي، والاستثمار والتجارة المستدامة، بما في ذلك الطاقة والمياه والأمن الغذائي وتغير المناخ والهجرة والأمن وتنمية رأس المال البشري، ويهدف تنفيذ هذه المجالات إلى إطلاق العنان للإمكانات الكاملة للعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي.

العلاقات المصرية الأوروبية السياسية 

وبحسب الاتفاق، فإن التحديات الإقليمية والدولية "تسلط الضوء على أهمية تعزيز الحوار السياسي بين الطرفين من خلال تنظيم القمة المصرية الأوروبية، مرة كل عامين، والتي تجمع رؤساء جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي ومفوضية المجلس الأوروبي، بالتناوب بين القاهرة وبروكسل، بالإضافة إلى مجلس الشراكة السنوي الذي يشكل حجر الزاوية في المشاركة الثنائية بين الجانبان بموجب اتفاقية الشراكة والأنشطة الحالية لبرامج التعاون التي تشمل مصر والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف الاتفاق، أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لدعم أجندة التنمية المصرية لعام 2030 لضمان استقرار الاقتصاد الكلي على المدى الطويل والنمو الاقتصادي المستدام، على أساس أولويات وأهداف الإصلاح المحددة بشكل مشترك.

وأشار الاتفاق إلى أن الاتحاد الأوروبي "سيدعم التمويل ويرافق التقدم نحو الأولويات والأهداف المحددة بشكل مشترك مع مصر بالإضافة إلى رفع استثمارات القطاع الخاص في مصر، وهذا سيساعد في التخفيف من تأثير الأزمات الدولية والإقليمية لصالح الاستقرار والأمن المشترك لكلا الجانبين. 

ووتابع أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم الاقتصاد المصري في مواجهة "الضغوط المتزايدة على ميزان المدفوعات بسبب السياق الاقتصادي العالمي"، لافتا إلى أن الدعم الأوروبي يكمل "تمويل صندوق النقد الدولي وسيساعد مصر على تنفيذ السياسات الاقتصادية التي تهدف إلى إبراز المصداقية وزيادة الثقة". 

وتدعم بروكسل "الحوار الثنائي رفيع المستوى بين مصر وصندوق النقد الدولي لتمكين مواصلة تنفيذ الإصلاحات الشاملة والهيكلية في مصر". علاوة على ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي على استعداد "لتقديم الدعم لاحتياجات الاستقرار على المدى القصير واحتياجات التنمية الاقتصادية على المدى المتوسط".

التعاون في مجال الطاقة

وفقا للاتفاق، يلتزم الاتحاد الأوروبي بتعزيز التعاون مع مصر في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين المتجدد، والتصنيع المتقدم، والزراعة، والأمن الغذائي، والاتصال والرقمنة، والأمن المائي وإدارته.

وجاء في النص الاتفاق بين مصر والاتحاد الأوروبي، أن "مجالات الطاقة ستجذب ما يصل إلى 5 مليارات يورو من الاستثمارات الأوروبية المدعومة بضمانات في إطار صندوق الاتحاد الأوروبي للتنمية المستدامة وخطة الاستثمار الاقتصادي إلى مصر". 

وتقول بروكسل إنها مستعدة لدعم "مؤتمر الاستثمار الدولي في عام 2024، كما أن الدعم الأوروبي سيسمح لمجتمع الأعمال الأوروبي بالاستفادة من الإمكانات الاستثمارية المتاحة في مصر، بما في ذلك الامتيازات التي توفرها قناة السويس، أهم ممر تجاري وبحري يربط بين شرق العالم وغربه.

ويجب على الاتحاد الأوروبي ومصر تنفيذ واستغلال الإمكانات الكاملة لمنطقة التجارة الحرة المنصوص عليها في اتفاقية الشراكة. 

وجاء في نص الاتفاق أيضا: "في سياق الشراكة، سنستكشف أشكالًا مختلفة لتحديث ومراجعة اتفاقية الشراكة بشأن مسألة العلاقات التجارية والاستثمارية لتكييفها بشكل أفضل مع تحديات اليوم".

التعاون في الموارد المائية

اتفقت مصر والاتحاد الأوروبي على مجالات التعاون على المستوى الثنائي والإقليمي والعالمي في القضايا الدولية الخاصة بالمياه، وذلك تماشيا مع الإعلان المشترك بشأن شراكة المياه بين مصر والاتحاد الأوروبي الموقع في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي.

واعترافًا باعتماد مصر القوي على نهر النيل في سياق ندرة المياه، يكرر الاتحاد الأوروبي دعمه للأمن المائي في مصر واحترام القانون الدولي، مع التذكير بأن مبدأ "عدم الإضرار" يخدم المبدأ الرئيسي في إطار الصفقة الخضراء الأوروبية.

مكافحة الهجرة غير الشرعية

تتبنى مصر والاتحاد الأوروبي "نهجًا شاملاً لمكافحة الهجرة الهجرة"، ويسترشدان بمبادئ الشراكة والمسؤولية المشتركة وتقاسم الأعباء". 

ووفقا للاتفاق، سيقدم الاتحاد الأوروبي الدعم المالي اللازم لمساعدة مصر في البرامج المتعلقة بالهجرة والتي تنطوي على تطوير نهج شامل للهجرة، بما في ذلك مسارات الهجرة القانونية بما يتماشى مع الخبرات الوطنية وبرامج التنقل مثل الشراكات من أجل المواهب، ومعالجة قضايا الهجرة، والأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، ومكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، وتعزيز إدارة الحدود وضمان العودة وإعادة الإدماج بشكل كريم ومستدام. 

وسيواصل الاتحاد الأوروبي ومصر التعاون لدعم جهود القاهرة لاستضافة اللاجئين، ويلتزم الجانبان بحماية حقوق المهاجرين واللاجئين.

مكافحة الإرهاب

اتفق الاتحاد الأوروبي ومصر على ضرورة مواجهة كافة التحديات الأمنية، وتعميق التعاون بينهما، من خلال المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي تتولى مصر والاتحاد الأوروبي رئاسته منذ مايو 2023، وتعزيزه في مجال منع ومكافحة التهديدات والتحديات الأمنية، بما في ذلك تهديدات الأمن السيبراني. 

ووبحسب الاتفاق، ستواصل مصر والاتحاد الأوروبي بناء التعاون في مجالات إنفاذ القانون والجريمة المنظمة، فضلاً عن التدريب وبناء القدرات، كما سيعمل سيتعاون الطرفان في المجالات المتعلقة بمنع الاتجار بالممتلكات الثقافية وإعادة الممتلكات الثقافية التي تم الاتجار بها بشكل غير مشروع بما يتماشى مع القانون الدولي.

التعاون في مجال التعليم والتدريب

ويجدد الاتحاد الأوروبي دعمه للتعليم والتدريب الفني والمهني، في ضوء إدراك مصر لأهمية العنصر البشري في تحقيق التنمية.

وسيساعد هذا الدعم، بما في ذلك من خلال الأولويات والأهداف المحددة بشكل مشترك، على تلبية مهارات واحتياجات سوق العمل، بما في ذلك من خلال تنقل العمالة، وبرامج العمال الموسميين والدعم المستمر لإعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للعائدين المصريين في مصر".

ووفقا للاتفاق، سيكثف الاتحاد الأوروبي التعاون في مجال البحث والابتكار وسيسعى جاهدا لمواصلة وتعزيز المشاركة في برامج بريما وإيراسموس +. 

كما سيسمح لمصر بالتفاوض بشأن عضوية برامج الاتحاد الأوروبي مثل برنامج Creative Europe، وبرنامج Horizon Europe، وبرنامج Digital Europe. 

وفي هذا الصدد، فإن الاتحاد الأوروبي على استعداد للنظر في مبادرة جامعية ثنائية لتشجيع مشاركة أكبر للجامعات الأوروبية في مصر. 

ويخلص الإعلان إلى أن الاتحاد الأوروبي سيقدم المساعدة الفنية لتحسين تنفيذ الشراكة الاستراتيجية والشاملة.

رويترز: أهمية مصر لدى الاتحاد الأوروبي برزت خلال الحرب في غزة والسودان تحصين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية.. تفاصيل اتفاق الاتحاد الأوروبي مع مصر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الهجرة غير الشرعية الهجرة مصر مصر والاتحاد الأوروبي تغير المناخ الامن الغذائي الطاقة الطاقة المتجددة الهيدروجين المتجدد الإرهاب مكافحة الهجرة غير الشرعية بین مصر والاتحاد الأوروبی الاتحاد الأوروبی على أن الاتحاد الأوروبی التعاون فی مجال بما فی ذلک من خلال فی مصر

إقرأ أيضاً:

البديوي: الشراكة الإستراتيجية والتعاون الوثيق بين دول المجلس ودول البنلوكس يعزز من الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة

المناطق_واس

‎أكَّد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأستاذ جاسم محمد البديوي، أن الشراكة الإستراتيجية والتعاون الوثيق بين دول المجلس ودول البنلوكس يعزز من الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.

‎جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون ودول البنلوكس، أمس، وذلك على هامش اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بمشاركة أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول اتحاد البنلوكس (بلجيكا – هولندا – لوكسمبورغ).

أخبار قد تهمك “أمين مجلس التعاون” يؤكد أهمية دور المجتمع الدولي في دعم الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها الأممية وخاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية 22 سبتمبر 2024 - 9:05 صباحًا الأمين العام لمجلس التعاون يرحب بالرأي الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بشأن عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة منذ 57 عاماً 20 يوليو 2024 - 10:33 صباحًا

‎وأشار معاليه إلى أن الاجتماع يؤسس منصة حوار منتظمة ومفتوحة لمناقشة القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية ذات الاهتمام المشترك، وخطوة مهمة نحو تعزيز التنسيق والتعاون بين الجانبين في مختلف المجالات.

‎كما تطرق معالي الأمين العام إلى القمة الخليجية – الأوروبية المشتركة، المقرر عقدها في 16 أكتوبر 2024م في مدينة بروكسل؛ وأنها ستسهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي؛ وستؤدي إلى مواقف مشتركة تعكس المصالح المتبادلة في القضايا الثنائية ومتعددة الأطراف.

‎وأعرب معاليه خلال كلمته عن قلقه إزاء التطورات المتسارعة في المنطقة، مشيرًا إلى تصاعد التوترات نتيجة تعثر عملية السلام، والحرب الإسرائيلية على غزة، وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية ولبنان، والاضطرابات في البحر الأحمر، بالإضافة إلى التهديدات الناجمة عن انتشار الصواريخ الباليستية، مؤكدًا أن هذه التحديات تشكل خطرً كبيرًا على الأمن والسلام ليس فقط في المنطقة، بل على المستوى العالمي، داعيًا الدول ذات الفكر المتشابه إلى توحيد الجهود لمواجهتها من خلال احترام القانون الدولي والمبادئ الإنسانية.

وشدد معاليه على ضرورة وجود رؤية دولية واضحة لمعالجة هذه الأزمات، وتنفيذ القرارات الدولية بحيادية ودون استثناءات، مؤكدًا أن استمرار هذه الأزمات يعود إلى غياب مثل هذه الرؤية، معربًا عن ثقته بأن الاجتماع يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التزام الجانبين بالعمل المشترك لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

‎وفي ختام كلمته، أشاد معالي الأمين العام بعمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين دول مجلس التعاون ودول البنلوكس، مؤكدًا حرص دول المجلس على تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار والتنمية.

مقالات مشابهة

  • دول الاتحاد الأوروبي تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان بعد اغتيال نصر الله
  • المغرب مُصدِّر رئيسي للأسمدة نحو الاتحاد الأوروبي
  • التخطيط تبحث تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ودعم مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية
  • الصومال والاتحاد الأوروبي يبحثان تعزيز التعاون الثنائي في مجال العدل والقضاء
  • الاتحاد الأوروبي قلق إزاء تزايد تنفيذ أحكام الإعدام بالعراق
  • "بلومبرج": الغرب يقترب من الاتفاق على تمويل كييف من دخل الأصول الروسية
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من تحول لبنان إلى غزة جديدة
  • قرعة كأس الملك.. الاتحاد يواجه الجندل.. والنصر يصطدم بالتعاون
  • النصر لمواصلة تفوقه والاتحاد للتعافي والهلال للعلامة الكاملة
  • البديوي: الشراكة الإستراتيجية والتعاون الوثيق بين دول المجلس ودول البنلوكس يعزز من الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة