المفكر البريطاني توماس كارليل.. إنصاف حقيقي لنبيّ البشريّة
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أخبار ذات صلةحين تأتي الشهادة لنبيّ هذه الأمة محمد، صلى الله عليه وسلم، من مفكرين غربيين؛ فتلك شهادة قيّمة تُضاف إلى جملة الشهادات والإطراءات التي امتدحت النبي الإنسان، صاحب الفكر والرؤية والعقيدة، ولكن، وكثيرة هي الشهادات التاريخية من مفكرين أجانب أشادوا في مؤلفاتهم بالصفات والمنطلقات التي سار عليها نبي البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين، وهي من أهمّ الوثائق والدفوعات التي نحتفي بها، ونحترم قراءة أصحابها لأوجه هذا الإعجاب، خصوصاً حين يضمّن كلّ ذلك المفكر الإنجليزي الاسكتلندي «توماس كارليل» ذلك في كتابٍ حمل عنوان «الأبطال»، بما يحمله الاسم من قدوة وقيمة أصيلة للمكتوب عنهم، أو المحتفى بهم، وفي طليعتهم نبينا الكريم، ولذلك ستكون هذه السطور محطات أو إضاءات في استعادة هذا الإعجاب، وقراءة المضامين المهمة التي تجعلنا أشدّ اعتزازاً بديننا السمح الحنيف الرامي إلى خير البشرية والناس أجمعين.
والمفكر توماس كارليل من مواليد عام 1795، توفي سنة 1881، وهو ناقد ومؤرخ اسكتلندي إنجليزي، حظيت قراءاته وإنصافه للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم بالحفاوة العربية. وأولى هذه الانفعالات القيّمة والإيجابية للمفكر توماس كارليل المبنية على طروحات ورؤى وقراءات متعمقة، هي أنه نفى أن يكون الرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، كان يطمح إلى مكاسب دنيوية وشهرة، بل كان مثالاً وصورة للنبي الذي هو محلّ اقتداء واحترام، بدليل هذه الرسالة السماوية الخالدة التي جعلت الملايين يعتنقونها ويدافعون عنها ويرون فيها قيماً أصيلة ونبيلة تستحق الاحترام والعمل بمضمونها، وهو ما أدى إلى تزايد أتباع هذا الدين، وقناعتهم به، بل والعمل على رواجه، هذا الرواج الذي جعله المفكر كارليل حجةً دامغةً أمام من يعرّض به، أو بالداعي إليه، النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
جملٌ وعبارات وقطعٌ نثرية مدعّمة بالحجة والبرهان، وهي إلى ذلك وفق ترجمتها، كانت تحمل أشد اللوم والتقريع لمزاعم يستحق أصحابها الرثاء والتألم لحالهم، من وجهة نظر توماس كارليل، أمام ما صرفوا أنظارهم عنه.
فليس جديراً أن يبقى هذا الدين القويم، كبناء متين على دعائمه طيلة هذه الفترة الطويلة، إن لم يكن النبي، صلى الله عليه وسلم، على علم ومعرفة بخصائص هذا الدين وطبيعة الناس.
وفي دفاعه في صفحات أخرى من الكتاب، كان المفكر توماس كارليل، يرى أن القناعة هي أساس الدفاع عن الإسلام، لأنه، وبكل بساطة، هو صوت الإنسانية الذي ساوى بين الناس وعدل بينهم، وجعل فقيرهم يعيش كريماً من مال غنيِّهم، وفرض من الشرائع ما يكفل هذا التكاتف الرائع، كصوتٍ للرحمة.
لقد كانت صفات العبقرية ومضاء العزم والتوازن بين الحياتين: الدنيا والآخرة، من النقاط المهمة التي اشتمل عليها كتاب «الأبطال» لمؤلفه توماس كارليل، الذي قال في إحدى الترجمات عنه، «إنّ الرجل العظيم في نظري مخلوقٌ من فؤاد الدنيا، وأحشاء الكون؛ فهو جزءٌ من الحقائق الجوهرية للأشياء».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الثقافة النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
فضل وثواب صيام الست من شوال.. الإفتاء توضح
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه:“ما فضل وثواب صيام الست من شوال؟”.
وأجابت دار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلة: إنه ورد في السنة المشرفة الحثّ على صيام ستة أيام من شوال عقب إتمام صوم رمضان، وأنَّ ذلك يعدل في الثواب صيام سنة كاملة؛ فروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر».
واوضحت أن تفسير أنَّ ذلك يعدلُ هذا القدر من الثواب، هو أنَّ الحسنة بعشر أمثالها؛ روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا»، وعليه: فصيام شهر رمضان يعدل صيام عشرة أشهر، وصيام الستة أيام من شوال يعدل ستين يومًا قدر شهرين، فيكون المجموع اثني عشر شهرًا تمام السنة.
صيام الست من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة
اشارت الى انه قد جاء التصريح بهذا فيما رواه النسائي في "الكبرى" وابن خزيمة في "صحيحه" عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بِشَهْرَيْنِ؛ فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ».
ثواب صيام الست من شوال
روى ابن ماجه عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا».
قال الإمام القرافي في "الذخيرة" (2/ 531، ط. دار الغرب الإسلامي): [ومعنى قوله: «فَكَأنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ»: أنّ الحسنة بعشرة، فالشهر بعشرة أشهر، والستة بستين كمال السنة، فإذا تكرر ذلك في السنين فكأنما صام الدهر] اهـ.