مع تواصل الهجمات التي تشنها مليشيات الحوثي الإرهابية ضد الملاحة الدولية، عاد الحديث مؤخراً حول دور ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المليشيات في تسهيل حصولها على الأسلحة من إيران.

حيث طالبت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا الأمم المتحدة بإعادة آلية التحقق والتفتيش على السفن القادمة إلى ميناء الحديدة والموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، وذلك لمنع إمدادات الأسلحة الإيرانية لذراعها في اليمن.

وتم إنشاء آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة (Unvim)في عام 2016 بفضل جهود التحالف العربي بقيادة السعودية لمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، إلا أنه تم إلغاؤها تدريجياً عقب التوصل لاتفاق التهدئة في اليمن مطلع ابريل من عام 2024م.

لتعود المطالبة اليوم بإعادتها على لسان واشنطن ولندن خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول اليمن والتي عقدت الخميس، على خلفية الهجمات المتصاعدة التي تشنها مليشيات الحوثي ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وهددت مؤخراً بتوسيعها إلى المحيط الهندي. 

وبحسب وسائل إعلام بريطانية وأمريكية، فقد دعا روبرت وود، المبعوث الأمريكي بمجلس الأمن في نيويورك، في الجلسة إلى عودة الآلية الأممية وتمكينها من بذل المزيد من الجهد لمنع توريد الأسلحة الإيرانية إلى موانئ الحوثيين.

وهو ذات الموقف الذي أبداه جيمس كاريوكي، نائب سفير المملكة المتحدة بمجلس الأمن، الذي أكد بأن تفتيش السفن أمر أساسي لمنع دخول الأسلحة غير المشروعة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مع الحفاظ على تدفق البضائع إلى اليمن. 

يأتي هذا، بالتزامن مع الكشف عن تصريحات لعضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء / عيدروس الزبيدي، عن إمكانية إغلاق ميناء الحديدة بسبب التصعيد الحوثي ضد الملاحة الدولية.

وجاء حديث الزبيدي خلال الأمسية الرمضانية مع عدد من الصحفيين الجنوبين مساء الثلاثاء، بحسب ما نشره الصحفي الجنوبي عبدالرحمن انيس، الذي نقل عن الزبيدي قوله بأن هناك احتمالا كبيرا أن يغلق ميناء الحديدة قريبا.

وفي هذا السياق، كان لافتاً التغريدة التي نشرها البرلماني المقيم في صنعاء أحمد سيف حاشد على منصة "إكس" لأحد النشطاء، يتساءل فيها عن نشاط مريب في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي، تتعلق باستيراد كميات كبيرة من الحديد.

حيث أشار الناشط في التغريدة إلى وجود سبع سفن محملة بالحديد ترسو حالياً في الغاطس في انتظار دخول ميناء الحديدة، متسائلاً: هل يعقل أن الشعب اليمني الذي يتسلم راتبين في السنة و80% منه بحاجة لمساعدة ما زال يبني ويشيد البيوت؟ أم أنه توحش وأصبح من آكلي الحديد؟

هذا النشاط المريب، يثير الشكوك –بحسب الخبراء– إلى استخدام هذه الكميات الكبيرة من مادة الحديد في ورشة تصنيع سرية يعمل عليها خبراء الحرس الثوري الإيراني لتصنيع هياكل الصواريخ الإيرانية، بعد أن يتم تهريب الأجزاء المهمة والحساسة منها فقط.

ما يشير إلى الأهمية التي تشكلها سيطرة مليشيات الحوثي على موانئ الحديدة في تهريب الأسلحة الإيرانية وكذا المواد المطلوبة لإعادة تصنيعها في الداخل اليمني، وهو ما يعكس حجم الجريمة التي اقترفتها الدول الغربية بوقوفها ضد تحرير موانئ الحديدة عام 2018م.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ملیشیات الحوثی میناء الحدیدة

إقرأ أيضاً:

هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول

رفع ضحايا هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر دعوى قضائية ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية، الاثنين، قائلين إن حكوماتهم زودت الحركة الفلسطينية بالمال والأسلحة والمعرفة اللازمة لتنفيذ عملياتها التي عجلت بحرب إسرائيل المستمرة في غزة.

وتطالب الدعوى المرفوعة أمام المحكمة الفدرالية في نيويورك بتعويضات لا تقل عن 4 مليارات دولار عن "تنسيق عمليات القتل خارج نطاق القضاء واحتجاز الرهائن والفظائع ذات الصلة التي قدم المدعون عليهم الدعم المادي والموارد لها"، بحسب أسوشيد برس.

ورفضت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة التعليق على هذه الاتهامات، في حين لم ترد سوريا وكوريا الشمالية.

وتعتبر الولايات المتحدة إيران وسوريا وكوريا الشمالية دولا راعية للإرهاب، وتصنف واشنطن حماس على أنها منظمة إرهابية.

وتم رفع الدعوى نيابة عن أكثر من 125 مدع، بما في ذلك أقارب الأشخاص الذين قتلوا، بالإضافة إلى الأشخاص الذين أصيبوا جسديا أو حتى عاطفيا، بحسب أسوشيتد برس، التي أشارت إن المدعين هم مواطنين أميركيين أو لديهم ارتباط بمواطنين أميركيين.

ولأن مثل هذه الدول نادرا ما تلتزم بأحكام المحاكم الصادرة ضدها في الولايات المتحدة، فإذا نجح المدعون في الدعوى القضائية، فمن الممكن أن يطالبوا بالتعويض من صندوق أنشأه الكونغرس يسمح لضحايا الإرهاب الأميركيين بتلقي تعويضات.

وتأتي الأموال من الأصول المصادرة، أو الغرامات، أو العقوبات الأخرى المفروضة على أولئك الذين يتعاملون مع دولة راعية للإرهاب.

وتعتمد الدعوى القضائية على قرارات سابقة للمحكمة وتقارير من الولايات المتحدة ووكالات حكومية أخرى، وتصريحات على مدى عدة سنوات لمسؤولين من حماس ومسؤولين إيرانيين وسوريين.

وتشير الدعوى أيضا إلى مؤشرات على أن مسلحي حماس استخدموا أسلحة كورية شمالية في هجمات 7 أكتوبر. لكن الدعوى لا تقدم دليلا محددا على أن طهران أو دمشق أو بيونغ يانغ كانت على علم مسبق بالهجوم.

والدول الثلاث متهمة بتوفير الأسلحة والتكنولوجيا والدعم المالي اللازم لوقوع الهجوم.

ونفت إيران علمها بهجوم 7 أكتوبر مسبقا، رغم أن المسؤولين بمن فيهم المرشد الأعلى، علي خامنئي، أشادوا بتلك الخطوة ضد إسرائيل.

ومثل إيران، عرضت سوريا أيضا دعما علنيا لحماس بعد هجوم 7 أكتوبر، فيما تنفي كوريا الشمالية أنها تسلح الحركة الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.

ويشير المسؤولون الكوريون الجنوبيون، وخبيران في الأسلحة الكورية الشمالية، وتحليل وكالة أسوشيتد برس للأسلحة التي استولت عليها إسرائيل في ساحة المعركة، إلى أن حماس استخدمت قذيفة بيونغ يانغ الصاروخية من طراز "F-7"، وهو سلاح يطلق من الكتف يستخدمه المقاتلون عادة ضد المركبات المدرعة.

مقالات مشابهة

  • كيف عمّقت هجمات الحوثي على التجارة الدولية مأساة اليمنيين؟
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • مسلح حوثي يقتل طليقته ووالديها في الحديدة
  • انعدام الأمن الغذائي أبرزها.. ما تأثيرات حرب الحوثي الاقتصادية باليمن؟
  • تحالف حارس الأزهار.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية
  • مفاوضات مسقط.. تنازل مُذل يفضح مأزق ذراع إيران
  • لغم حوثي ينهي حياة مواطن وزوجته
  • مليشيات الحوثي تختطف عشرات المدنيين في خمس محافظات
  • الجيش الأميركي: تدمير 7 مُسيّرات ومحطة تحكم حوثية تهدد الملاحة الدولية
  • استمرار قرارات البنك المركزي في خنق ذراع إيران- انفوجرافيك