بالتزامن مع بداية شهر رمضان الكريم لعام 2024، تعلن مؤسسة الإفتاء في مصر قيمة زكاة الفطر للعام الهجري 1445، وهو إعلان يُشكل جزءًا أساسيًا من تحضيرات المسلمين لهذا الشهر المبارك، وتمثل زكاة الفطر تعبيرًا عن التضامن والعطاء في المجتمع الإسلامي، حيث يُفرض على كل فرد من المسلمين، بغض النظر عن جنسهم أو عمرهم، دفع هذه الزكاة كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية.

قيمة زكاة الفطر 2024

استند الفقهاء في إلزامية هذه الزكاة إلى حديث نقله ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال:

«فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين».

ويوجد إجماع بين علماء الدين على أن وجوب زكاة الفطر يحل مع غروب شمس يوم العيد، وذلك بناءً على ما يتم التوصل إليه من خلال مشاهدة الهلال لشهر شوال وفق الطرق الشرعية.

كم زكاة الفطر في مصر 2024؟

خلصت اللجنة التي كونتها دار الإفتاء في مصر إلى تعيين مبلغ 35 جنيهًا مصريًا كأقل مقدار لزكاة الفطر لكل شخص، مبينة أنه يفضل أن يدفع الشخص أكثر من هذا المبلغ إن أراد، وأوضحت دار الإفتاء أن رؤيتها الثابتة تجيز دفع زكاة الفطر ابتداء من اليوم الأول لشهر رمضان وحتى وقت قريب من صلاة عيد الفطر.

وتؤيد دار الإفتاء المصرية الفكرة التي تجيز دفع زكاة الفطر نقدا بدل الحبوب، لتسهيل الأمور على الفقراء في تلبية حاجاتهم ومطالبهم، مشددة على أن هذه الفتوى متأصلة لديها وهي الإرشاد الذي تقدمه للشعب المصري.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل رمضان؟

أشارت دار الإفتاء في مصر إلى الحاجة لكل مسلم بأن يقوم بإخراج زكاة الفطر خلال شهر رمضان، وأنه ليس من المسموح للإنسان أن يقوم بإخراجها قبل حلول الشهر الكريم.

وصرحت دار الإفتاء أنه من غير المسموح أداء زكاة الفطر المعروفة بزكاة رمضان قبل حلول الشهر الكريم بأيام، تُستحق زكاة الفطر ويبدأ وقت إخراجها فقط بعد بداية شهر رمضان وليس قبل ذلك.

وشددت دار الإفتاء على أنه يحظر على المسلم تأجيل دفع زكاة الفطر حتى ما بعد صلاة العيد، وأنه يتعين عليه أداؤها للفقراء والمساكين قبل هذا الموعد.

ومن جانبه، صرح فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، بأنه يجوز شرعًا دفع زكاة الفطر مع بداية شهر رمضان المبارك، وهذا هو القول الراجح لدى الشافعية والحنفية،  وتجوز الإخراج من أول يوم في الشهر، وليس من ليلته الأولى.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفطر 2024 قيمة زكاة الفطر 2024 دار الإفتاء المصرية دار الإفتاء شهر رمضان فی مصر

إقرأ أيضاً:

حكم تأجيل العمل وقت الدوام ليكون إضافيًّا.. الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن قيام العامل بما كلف به من مهام بموجب العقد المبرم بينه وبين جهة العمل أمر واجبٌ شرعًا، وأما تعمُّد تأجيل بعض الأعمال  المطلوبة منه في وقت العمل الرسمي إلى وقت الساعات الإضافية من أجل حصوله على مقابلٍ لذلك دون عذر تقرره الجهات المختصَّة فحرام شرعًا؛ لما فيه من التحايل وخيانة الأمانة التي اؤتمن عليها، وأكل الأموال بالباطل.

وأكدت الإفتاء أنه ورد النهي عن أكل المال بالباطل في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 92].

حثُّ الشرع الحنيف على العمل والسعي لكسب الرزق الحلال

 

وحثَّ الشرع الحنيف على العمل والسعي لكسب الرزق الحلال؛ لكي يكون المسلم عضوًا فعَّالًا مُنْتِجًا في مجتمعه، عاملًا على توفير حياة كريمة له ولأهل بيته، قال الله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [المزمل: 20].

قال الإمام النَّسَفِي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (3/ 560، ط. دار الكلم الطيب): [﴿يَضْرِبُونَ﴾: يسافرون، و﴿يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾: رزقه بالتجارة... فسوَّى بين المجاهد والمكتسب؛ لأنَّ كسب الحلال جهاد] اهـ.

وعن المِقْدَام بن مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» أخرجه البخاري في "صحيحه".

كما جاء الحث على إتقان العمل في قوله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]، وقال تعالى في وصف عباده المؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: 8]، وهذا أمر بالإحسان في كل عمل، والرعاية والحفظ في كل أمانة، وأثنى سبحانه على ممتثل ذلك بوصفه بالإيمان والإحسان، فالعامل المتقن لعمله يثاب على إخلاصه وتفانيه واجتهاده، فهو سبيلٌ لمحبة الله تعالى له، ولذلك ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» أخرجه الطَّبَرَانِي في "المعجم الأوسط"، والبَيْهَقِي في "شُعب الإيمان"، واللفظ للطَّبَرَانِي.

حكم تأجيل العمل إلى وقت الساعات الإضافية ليكون عملًا إضافيا
وقالت الإفتاء إن العلاقة بين العامل وصاحب العمل تُكَيَّفُ شرعًا على أنها علاقة إجارة، سواء كان العمل عامًّا أي: حكوميًّا أو خاصًّا؛ حيث يقوم العامل بأداء عمل معين ومهام محددة للطرف الآخر في وقت محدد مقابل أجر محدد معلوم بينهما وهذه هي حقيقة الإجارة، إذ تُعرَّف بأنها: عقدٌ على منفعة مقصودة معلومة قابلة للبَذْل والإباحة بعِوَضٍ مَعلوم.

والذي يضبط تلك العلاقة بين طرَفَيْهَا هو العقد المبرم بينهما وقانون العمل، فيجب على كلٍّ منهما الالتزام بما تضمنه من بنود، والتقيد بما فيه من شروط؛ وذلك لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، أي: ما عَقَدَه المرء على نفسه من بيع وشراء وإجارة... وغير ذلك من الأمور، ما كان ذلك غير خارجٍ عن الشريعة، كما جاء في "تفسير الإمام القُرْطُبِي" (6/ 32، ط. دار الكتب المصرية).

ولما ورد عن عمرو بن عَوف المُزَني رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا» أخرجه التِّرْمِذِي في "سننه".

كما أَنَّ تأجيل الأعمال والإبطاء فيها؛ لأجل التحايل على أجرٍ مضاعف يُعدُّ من أكل المال بالباطل؛ ذلك أَنَّ الموظَّف أو العامل قد أهدر وقت الدوام الرسمي دون أن يُنجز عمله دون عذر، وقد ورد النهي عن أكل المال بالباطل في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 92].

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» متفق عليه.

 

مقالات مشابهة

  • رسميا.. الإفتاء تستطلع هلال شهر رجب في هذا الموعد
  • 70 يوما بحد أقصى .. موعد شهر رمضان 2025 وكم يتبقى عليه؟
  • هلال رمضان يقترب.. موعد استطلاع هلال شهر رجب 1446هـ
  • دار الإفتاء تحدد موعد استطلاع هلال شهر رجب لعام 1446 هجريا.. الثلاثاء 31 ديسمبر
  • اقتربت نفحات رمضان .. موعد استطلاع هلال شهر رحب 1446هـ
  • هل تكرار الذنب يمنع استجابة الدعاء .. دار الإفتاء توضح
  • حكم التسول في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • لماذا يحرم تبديل الذهب بالذهب؟.. الإفتاء توضح
  • حكم تأجيل العمل وقت الدوام ليكون إضافيًّا.. الإفتاء توضح
  • فلكياً.. موعد أول أيام شهر رمضان 2025 وعيد الفطر المبارك