حرب الوقود: استراتيجية أوكرانيا الجديدة ضد روسيا
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "لكسبرس" تقريرًا حول استراتيجية أوكرانيا الجديدة في مواجهة روسيا من خلال حرب الوقود؛ حيث تسعى أوكرانيا إلى استهداف منشآت نفطية روسية حيوية باستخدام الطائرات المسيرة، في محاولة للتأثير على المجهود الحربي الروسي وتضخيم الخسائر الروسية في الحرب.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن طائرة أوكرانية مسيرة تشق السماء فوق مدينة ريازان، على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب شرق موسكو، وعند وصولها إلى وجهتها، تغوص فجأة نحو مصفاة النفط، قبل أن تتحطم وسط رذاذ من النيران، أصبح هذا المشهد، الذي تم تصويره بالفيديو في 13 آذار/ مارس، شائعًا في الأسابيع الأخيرة في روسيا، وفي اليوم السابق، تعرضت منشأتان نفطيتان في منطقتي أوريل ونيجني نوفغورود لحرائق في أعقاب هجمات سابقة.
ومنذ منتصف كانون الثاني/ يناير، تضاعفت هذه الأضرار بمعدل مثير للقلق بالنسبة لموسكو؛ حيث تأثرت أكثر من اثنتي عشرة بنية تحتية. ووفقا للبيانات التي نشرتها روستات (خدمة الإحصاءات الحكومية الفيدرالية الروسية) في كانون الأول/ ديسمبر 2023، فإن قطاع النفط والغاز وحده يمثل أكثر من 17 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الروسي ويغطي أكثر من 34 بالمائة من إيرادات الدولة الفيدرالية، مما يمثل هدفًا استراتيجيًا للأوكرانيين.
زيادة تكاليف الحرب
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم على مصفاة نورسي التابعة لمجموعة "لوك أويل"، رابع أكبر مصفاة في روسيا، في كستوفو، يوم 12 آذار/ مارس، أدى إلى توقف نصف الإنتاج، وتمتلك المنشأة وحدها القدرة على تكرير حوالي 17 مليون طن من النفط الخام سنويًا، وقد أشارت مذكرة استخباراتية بريطانية قبل ذلك بثلاثة أيام إلى أنه "من المحتمل أن تكون قدرة روسيا على التكرير قد انخفضت بشكل مؤقت بسبب الضربات المتعددة التي شنتها طائرات مسيرة أوكرانية ضد مصافي التكرير في جميع أنحاء البلاد".
وهي أخبار سيئة بالنسبة لروسيا، التي تواجه بالفعل زيادة في الطلب في سوقها المحلية، خاصة مع بدء موسم الزراعة، وفي مواجهة ارتفاع الأسعار في محطات الضخ، حظرت الحكومة الروسية في تصدير البنزين في الأول من آذار/ مارس لمدة ستة أشهر، وبحسب مارك أنطوان إيل مازيغا، مدير مركز الطاقة والمناخ في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، فإن "روسيا كانت تواجه بالفعل صعوبات في سوقها المحلية، وقد أدت الضربات الأوكرانية إلى تفاقم الوضع، ومنع الصادرات هو وسيلة للحكومة لتعزيز الإمدادات إلى السوق الروسية من أجل خفض الأسعار".
ومع ذلك، فإن هذا الإجراء قد يؤثر على الموارد المالية الروسية؛ حيث أضاف إيل مازيغا أن انخفاض صادرات المنتجات المكررة سيؤدي إلى انخفاض الإيرادات، مما يزيد من تكلفة الحرب على الجيش الروسي وجهود الميزانية، وفي رده على الهجمات الأخيرة، اعتبر فلاديمير بوتين أن الهدف الرئيسي للضربات الأوكرانية هو "التدخل بطريقة أو بأخرى في العملية الطبيعية للتعبير عن إرادة المواطنين"، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية.
تهديد مستمر
وأوضحت الصحيفة أن تأثير هذه الضربات يظل محدودًا على المستوى العسكري، ووفقًا للجنرال بيليستراندي، فلن يكون هذا كافيًا لحرمان المركبات المدرعة الروسية من الوقود، لكنه قد يؤدي إلى تعطيل الخدمات اللوجستية للجيش الذي لديه احتياجات هائلة في هذه المنطقة، ودون أن ننسى التأثيرات غير المباشرة، فإن الضربات قد تدفع الروس إلى تخصيص المزيد من أنظمة الدفاع المضادة للطائرات لحماية مصافيهم ومستودعات الوقود، الأمر الذي سيجبرهم في الواقع على إضعاف الموارد المنتشرة على الجبهة.
وعلى أي حال فإن التهديد الذي يواجه المصافي يجب أن يستمر في الأشهر المقبلة، وعلى مدار الصراع؛ قامت أوكرانيا بتجميع أسطولها الخاص من الطائرات المسيرة القادرة على ضرب آلة الحرب الروسية في العمق، وقال ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء ووزير التحول الرقمي في أوكرانيا، لرويترز في 12 شباط/ فبراير، إن "فئة الطائرات المسيرة الانتحارية بعيدة المدى تتطور؛ حيث يصل مداها إلى 300 و500 و700 و1000 كيلومتر، وهو ما لم يكن موجودًا قبل عامين"، وبالاعتماد على حوالي عشر شركات تصنع هذا النوع من الآلات، تخطط كييف لإنتاج عدة آلاف في 2024.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا حرب الوقود روسيا وقود اوكرانيا حرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الروسية: "الناتو" يستعد للحرب مع روسيا
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن "الناتو" يستعد للحرب مع روسيا، وأن موسكو تأخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار في تخطيطها العسكري ولا تنصح الغرب باختبار قوتها.
وقال غروشكو في حديث لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا": "من مصلحة الجميع عدم الوصول بالوضع إلى هذا النوع من الاختبار، أي اختبار قوة روسيا. نتبع باستمرار نهج تجنب المواجهة المباشرة، ونقتصر على استعراض قدراتنا العسكرية. نؤمن بأن الجانب الآخر يأخذ ذلك بعين الاعتبار ولن يقدم على المواجهة معنا".
وأضاف: "يستعد حلف "الناتو" لنزاع مسلح مع روسيا ورفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها مقترحاتنا لتعزيز الأمن المشترك. نأخذ في الاعتبار السلوك العدواني لـ "الناتو" وما يتصل به من مخاطر مباشرة على أمن روسيا".
وشدد على أن نهج "الناتو" يشكل خطرا على روسيا والأمن العالمي والإقليمي، وقال: "لقد تم إعلان روسيا على المدى الطويل "التهديد الأكبر والمباشر لأمن "الناتو" الذي يحاول تحقيق التفوق في جميع البيئات العملياتية، ويكثف حشوده العسكرية بالقرب من حدود روسيا، ويجري تدريبات هجومية، ويطور البنية التحتية اللوجستية للنقل السريع للقوات والأسلحة والمعدات. تم اعتماد خطط دفاعية إقليمية تستند إلى حد كبير إلى الخطط التي استخدمها الحلف خلال الحرب الباردة