غرفة طوارئ بحري، كشفت أن الاعتداء على النساء يتم داخل منازلهن وبعضهن يتعرضن للاختطاف من بيوتهن أو من الشارع العام.

التغيير: سارة تاج السر

أعلنت غرفة طوارئ بحري- تطوعية مستقلة، رصد حالات اغتصاب جماعي يتعرض لها النساء والرجال من سن 10 إلى 70 سنة من طرفي الصراع الدائر في السودان، مع تزايد حالات الانتحار وسط السيدات، فيما يعتزم قانونيون سودانيون، رفع مذكرة للنائب العام تطالب بإصدار توجيهات للنيابات في الولايات الآمنة، للتعامل بحساسية واهتمام مع قضايا العنف الجنسي المرتبط بالنزاع.

ويتعرض المدنيون لانتهاكات عديدة وعنيفة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 ابريل 2023م بالعاصمة الخرطوم وولايات أخرى.

مذكرة للنائب العام

وكشفت القانونية والناشطة الحقوقية نون كشكوش، أن 80% من حالات العنف الجنسي التي تم رصدها عبر غرفة طوارئ بحري، ارتكبتها قوات الدعم السريع من بينها أطفال أقل من 18 عاماً.

وقالت نون خلال حديثها في مساحة “منبر المغردين السودانيين” بمنصة اكس (تويتر سابقاً) حول العنف الجنسي في حرب السودان، إن النيابات في مناطق مختلفة، لا تأخذ بلاغات العنف الجنسي بالجدية المطلوبة.

وأشارت الى اعتزام حملة (معا ضد الاغتصاب والعنف الجنسي)، رفع مذكرة للنائب العام، خلال اليومين القادمين، تطالب بإصدار توجيهات للنيابات في الولايات الآمنة، للتعامل بحساسية واهتمام مع قضايا العنف الجنسي المرتبط بالنزاع.

ونبهت نون إلى غياب الهياكل القانونية والقضائية في المناطق التي تشهد النزاع، مما يجعل من الصعب على الضحايا الوصول إلى العدالة والحماية.

وأوضحت أن العديد من حالات الاغتصاب لا يتم الإبلاغ عنها إلا بعد ظهور مرحلة الحمل، وذكرت أن القانون الجنائي يحرم الإجهاض بعد مرور 90 يوماً، ونوهت إلى ظهور حالات حمل كثيرة بعد هذه المدة، مما شكل صعوبة في التعامل معاها قانونيا، إجرائيا وطبياً.

تحديات أمنية

وكشفت نون عن تحديات امنية تواجه المتطوعين والمتطوعات في ايصال البروتوكول السريري لعلاج الاغتصاب إلى المناطق المتضررة، خاصة مع وجود نقاط التفتيش والارتكاز التي تعرضهم للخطر والاعتقال من قبل طرفي الصراع.

وأشارت إلى أنه حتى في الولايات التي تعتبر آمنة، يواجه المتطوعون صعوبات في توفير الدواء وإيصاله إلى المناطق المحتاجة، مما يجعل العمليات الإنسانية أكثر تعقيداً وتأخيراً.

ونبهت نون إلى غياب الجرائم ضد الإنسانية من القانون الجنائي السوداني، على الرغم من التاريخ الطويل من الاعتداءات والجرائم الجنسية، بدءاً من دارفور في 2003م وصولاً إلى فض اعتصام القيادة والقصر الجمهوري في ديسمبر 2019م.

وأشارت إلى أن كل الضحايا لم تتحقق لهم العدالة، وأكدت حرصهم كقانونيين على عدم تأسيس مبدأ الإفلات من العقاب الذي يزيد الاحباط بين الناجين والناجيات.

تزايد حالات الحمل

من جانبها، أكدت “مرام” العضوة بغرفة طوارئ بحري، عن رصد حالات اغتصاب جماعي يتعرض لها النساء والرجال من سن 10 إلى 70 سنة، من طرفي الصراع مع تزايد حالات الانتحار وسط السيدات.

وقالت ان الاعتداء على النساء يتم داخل منازلهن وأحيانا أمام أفراد أسرهن تحت تهديد السلاح، وقد يتعرض أفراد الأسرة للقتل حال محاولتهم المقاومة أو الدفاع عن الضحايا.

وأشارت إلى أن بعض النساء يتعرضن للاختطاف من بيوتهن أو الشارع العام، ويتم نقلهن إلى معسكرات حيث يتعرضن للاعتداء الجنسي المتواصل، وأكدت أن هذه الحالات غالباً ما تشمل اعتداءات جماعياً ونادراً ما يكون الاعتداء من عنصر واحد.

وكشفت مرام عن تزايد حالات الحمل من الاغتصاب، لكنها اشارت إلى أن العديد من النساء لم يطلبن الخدمة مبكراً خوفاً من ردود الأفعال والوصمة الاجتماعية أو تعرضهن للاعتداء مرة أخرى.

ونوهت إلى أن بعض الناجيات الصغيرات يجدن صعوبة في معرفة كيفية الحصول على البروتوكول العلاجي أو عدم قدرتهن على الوصول إليه، مما يزيد من تعقيد الموقف.

الوسوماغتصاب الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الصحة النائب العام حرب 15 ابريل غرفة طوارئ بحري

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: اغتصاب الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الصحة النائب العام حرب 15 ابريل غرفة طوارئ بحري غرفة طوارئ بحری العنف الجنسی تزاید حالات إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعو إلى عمل جماعي لإنقاذ الأرواح في مؤتمر لندن حول السودان

ترأست معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وفد دولة الإمارات في "مؤتمر لندن حول السودان"، والذي استضافته المملكة المتحدة بالتعاون مع ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. 
عُقد الاجتماع بمشاركة وزراء خارجية وممثلين رفيعي المستوى من كندا وتشاد ومصر وإثيوبيا وفرنسا وألمانيا وكينيا والمملكة العربية السعودية والنرويج وقطر وجنوب السودان وسويسرا وتركيا وأوغندا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إلى جانب ممثلين بارزين عن كل من الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة. وسلّطت معالي نسيبة، خلال المؤتمر، الضوء على تداعيات الصراع المدمر والمعاناة المستمرة للشعب السوداني، بما في ذلك الفظائع الإنسانية المرتكبة على نطاق واسع، والعنف الجنسي الممنهج، واستخدام الأسلحة الكيميائية، وعرقلة المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح ضد المدنيين، حيث أدانت دولة الامارات هذه الأعمال بشدة، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، والاعتداءات الوحشية على مخيمي زمزم وأبو شوك قرب مدينة الفاشر.
ودعت معاليها إلى إنشاء آلية لمراقبة دخول جميع الأسلحة إلى السودان، كما حثت على "اتخاذ إجراءات فاعلة وعمل جماعي لتشكيل مستقبل السودان على أسس تحقيق السلام والوحدة وإعادة الأمل.
كما أكدت معاليها أنه "بهدف ضمان السلام الدائم في السودان، يجب اتباع عملية سياسية فعالة بهدف واضح وهو الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة بقيادة مدنية مستقلة بعيدة عن سيطرة السلطة العسكرية"، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تؤكد بأن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني، ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في السودان، مشددة على أن الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية يعد النموذج الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقي في السودان.
وأكدت معاليها ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بـ"إنشاء آليات جديدة قادرة على إحداث تأثير حقيقي فعال"، وتشمل هذه الخطة إرساء تدابير جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية ووضع حد لعرقلة المساعدات الإنسانية.
كما سلطت معاليها الضوء على البعد الإقليمي للصراع، وقالت: "يجب أن نُدرك من خلال النهج الذي نتبعه بأن السودان لا يعيش بمعزل عن غيره من الدول، وأن تحقيق السلام الدائم يتطلب إيجاد حلول على المستوى الإقليمي على نطاق أوسع، حيث يشمل هذا ضمان ألا يصبح السودان ملاذاً آمنا للتطرف والإرهاب والتهديدات للأمن البحري الدولي مجدداً، حيث أن منع هذه المجموعات من ترسيخ جذورها في السودان يُعد جزءاً لا يتجزأ من أي جهد جاد لدعم مستقبل السودان".
ودعت معاليها الأمم المتحدة لاتباع نهج أكثر تماسكا في مواجهة العرقلة المنهجية واستخدام المساعدات الغذائية كسلاح ضد المدنيين، قائلة: "يجب أن نؤكد أن ممارسة السيادة بشكل استبدادي لا يمكن أن تبرر حدوث المجاعة، ولا يجب أن تستخدم لحماية الأشخاص الذين يعرقلون وصول المساعدات الإنسانية أو يستهدفون موظفي الإغاثة الإنسانية والمدنيين، حيث يستحق المدنيون السودانيون الحماية الكاملة والوصول إلى المساعدات الإنسانية ويجب مساءلة جميع المسؤولين الذين يعيقون ذلك، كما ينبغي أن نبذل المزيد من الجهد في هذا الصدد".
كما أكدت معاليها على أهمية بذل الجهود الجماعية لمكافحة كافة أشكال التعصب والإرهاب في السودان، بما في ذلك مكافحة التطرف وخطاب الكراهية والتمييز، وشددت على أهمية تحقيق المشاركة الكاملة للمرأة وتمكينها، ودعم دمجها الكامل والمتساوي والفعال في العملية السياسية، مشيرة إلى أن المرأة ساهمت بشكل فاعل في الانتقال إلى الحكم المدني في عام 2018 وتواصل عملها في الخطوط الأمامية في غرف الطوارئ والاستجابة، في المناطق التي لا يمكن للجهات الفاعلة الدولية الوصول إليها في معظم الأحيان.
وفي الختام، أكدت معاليها: "لا يمكن تبرير ضعف التنسيق الدولي الموحد لدعم عملية سياسية فاعلة، ويجب علينا اتخاذ إجراءات جماعية وحاسمة في هذا الصدد، حيث تتطلب هذه اللحظة الحاسمة قيادة وإرادة دولية قوية ومستدامة".
ومنذ تفجر الصراع، قدمت دولة الإمارات أكثر من 600 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة، بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، وذلك بشكل حيادي ودون تمييز وفقا للاحتياجات الإنسانية.
وتؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني الشقيق والعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف المعاناة عنه، مع الدفع نحو السلام. كما عقدت معالي نسيبة عدة اجتماعات ثنائية خلال زيارتها إلى المملكة المتحدة، حيث التقت معالي ديفيد لامي وزير الخارجية والكومنولث والتنمية البريطاني، ومعالي الدكتور موساليا مودافادي، رئيس مجلس الوزراء وأمين مجلس الوزراء للشؤون الخارجية والشتات في جمهورية كينيا، ومعالي جان نويل بارو وزير أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا، وسعادة بيتر لورد نائب مساعد سكرتير مكتب الشؤون الأفريقية في الولايات المتحدة، وسعادة أنيت ويبر الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، وسعادة ميريانا سبولياريتش رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية.

أخبار ذات صلة أرقام تاريخية للجزيرة وشباب الأهلي في كأس «أبوظبي الإسلامي» الطقس المتوقع في الإمارات غداً المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • جمعية تراسل البرلمان بخصوص مادة من المسطرة الجنائية تهدد حقوق لنساء
  • أزمة المياه تهدد دولة عربية… هل تنقذه خطة طوارئ؟
  • تكريم رئاسي لـ«4 حيطان»| مُبادرة إنسانية تحمي النساء من العنف والتشرّد.. فدا فليب تكشف التفاصيل
  • الإمارات تدعو إلى عمل جماعي لإنقاذ الأرواح في مؤتمر لندن حول السودان
  • الإمارات تدعو إلى عمل جماعي لإنقاذ الأرواح في «مؤتمر لندن حول السودان»
  • ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والأطفال الصغار في قطاع غزة
  • غزة : ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والأطفال الصغار
  • تصاعد العنف بجنوب السودان يفاقم الأزمة الإنسانية ويؤدي لنزوح 125 ألف شخص
  • آكشن إيد: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد في غزة
  • إصدار دليل الكشف المبكر عن حالات الإساءة والعنف للأطفال