ألــوان|| سيف وانلى.. أسطورة الفانتازيا اللونية
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
«فنان الإسكندرية».. هكذا لُقب الفنان التشكيلى الكبير سيف وانلى، الذى استعار فى ألوانه الصفاء والشفافية من بحرها، ذلك السكندري الذى ظل يبدع حتى وهو مصاب بالشلل النصفى.
نشأته ومسيرته الفنية
درس محمد سيف الدين إسماعيل وانلى، الفن عام ١٩٢٩ في مدرسة حسن كامل «الجمعية الأهلية للفنون الجميلة بالإسكندرية حاليًا»، وكان هو وشقيقه الأصغر أدهم وانلي أول تلميذين ينتظمان في مرسم الفنان أتورينو بيكي.
كان في طليعة المساهمين في تأسيس حركة فنيّة تشكيليّة نشطة في الإسكندرية، وصُنف هو وشقيقه الأصغر أدهم وانلى ضمن رعيل جيل رواد الفن التشكيلي المصري الحديث، يوم افتتاحه في ٩ أكتوبر عام ١٩٣٠.
عمل «وانلي» أستاذًا لفن التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عند إنشائهاعام، ١٩٥٧ ومستشارًا فنيًا بقصور الثقافة بالإسكندرية، كما كان رئيسًا للجمعية الأهلية للفنون الجميلة.
يُعد صاحب النغم الانسانى، هو وأخوه الأصغر أدهم وانلي من أشهر الفنانين التشكيليين في مصر، حيث كان مرسمهما مزارًا للفنانين والمثقفين لأكثر من ٤٠ عامًا، كما كان يملُكان متحفًا في مجمع متاحف محمود سعيد بالإسكندرية.
مقتنياته
له أعمال بالنادى الأوليمبى بالإسكندرية، ومحافظة الدقهلية، وفندق كليوباترا بالقاهرة، وفندق شيراتون بالقاهرة، وفندق البوريفاج بالإسكندرية، ووزارة الخارجية الإيطالية بروما، ومحطة الركاب بميناء الإسكندرية، كما صمم الكثير من ديكورات المسرح مثل مسرحية شهرزاد وأوبريت بلياتش كارمن.
كما له آلاف اللوحات بألوان الزيت والجواش والفحم وبمواد أخرى صور فيها الكنائس والشوارع والمقاهي والحدائق وسباق الخيل والسيرك والألعاب الرياضية والمنتديات العامة والحياة الفنية التي مرت بمدينة الإسكندرية.
جوائز
فاز صاحب «الفانتازيا اللونية» بالجائزة الكبرى في بينالي الإسكندرية عام ١٩٥٩، وفى عام ١٩٧٣ حصل على جائزة الدولة التقديرية، كما منحته أكاديمية الفنون فى أكتوبر عام ١٩٧٧ الدكتوراه الفخرية.
آراء الُنقاد
كان لفوز سيف بجائزة الدولة التقديرية عام ١٩٧٣ وقع رائع على أهالى الإسكندرية، وبدأت صورته وأحاديثه الكثيرة تنتشر فى مختلف الإصدارات الصحفية، وعرفت أعماله الدراسات التحليلية الدقيقة التى كشف عنها النقاد، وقد أجمع الجميع على أنه صاحب الريشة الغنائية، وأن لوحاته هى نوع من الفانتازيا اللونية، وعلى اثرها عرض اعماله فى الخارج وكانت محل تقدير واهتمام العالم.
مزادات عالمية
بيعت لـ«وانلي» لوحة صور شخصية «زرقاء» بمبلغ قدره ٢٠٤٢ دولارًا أمريكيًا، بدار بونهامز للمزادات العالمية، فى لندن، وذلك فى ٢٠٢١.
كما بيعت له لوحة تحمل عنوان «تحية»، بمبلغ ما بين ٨ الى ١٢ ألف جنية استرلينى، بدار سوثبى للفنون، فى لندن، ضمن مزاد لبيع لوحات فنون الشرق الأوسط القرن ٢١، وذلك فى عام ٢٠٢٣.
كما تصدرت لوحته «صورة ذاتية» دار بونهامز للفنون، فى لندن، ضمن مزاد لبيع لوحات فنون الشرق الأوسط القرن ٢١، العديد من لوحات الفنانين التشكيليين المصريين، وبلغ السعر التقديرى للوحة ما بين ٦ إلى ٨ آلاف جنيه إسترلينى.
رحيل أسطورة الفانتازيا
أصيب التشكيلى الكبير سيف وانلي، بالشلل النصفى قبل سفره الى السويد بعام، حيث كان يصطحب زوجته إحسان مختار فى ٢ فبراير عام ١٩٧٩ وعلى الرغم من معاناته المرضية إلا أنه أقام عدة معارض فى الدول الإسكندنافية فى السويد، ثم أسلو بالنرويج، ثم بعد ذلك أقام معارض بكوبنهاجن بالدنمارك.
ورحل «وانلي» فى فجر يوم ١٥ فبراير باستكهولم، بعد إصابته بنوبة قلبية حادة، ودفن فى مسقط رأسه وشيع أهالى الإسكندرية مثواه الأخير فى ٢٠ فبراير عام ١٩٧٩، بالحزن والدموع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فن تشكيلي فنان الاسكندرية اخبار الثقافة
إقرأ أيضاً:
رجال السيد القائد يحطمون أسطورة البحار
محمد يحيى فطيرة
في ظل تصاعد الأحداث في فلسطين وتحديدًا في قطاع غزة، برزت مواقف داعمة من مختلف دول ومحاور المقاومة، وعلى رأسها اليمن تحت قيادة السيد عبد الملك الحوثي، أعادت صنعاء التأكيد على وقوفها الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، حيثُ أظهرت اليمن التزامها السياسي والعسكري بدعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة.
منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، شدّد السيد عبد الملك الحوثي في خطاباته على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمّة الإسلامية المركزية، وأن الوقوف مع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي واجب ديني وأخلاقي، وأشار إلى أن صمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال يعبّر عن إرادة الأمّة الحرة، داعيًا شعوب العالم الإسلامي إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة بكل أشكالها.
أرسلت صنعاء رسائل تضامن واضحة عبر المسيرات الشعبية الكبرى التي شهدتها المدن اليمنية، حيثُ خرجت الحشود تهتف لفلسطين وتندد بالجرائم الإسرائيلية، كما استُخدمت المنابر الإعلامية والسياسية لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وفضح ممارسات الاحتلال.
في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، اتّخذت اليمن خطوات جريئة تهدف إلى كسر الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وبرز ذلك في استهداف حاملات الطائرات الأمريكية التي اقتربت من السواحل اليمنية، في رسالة واضحة أن اليمن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أية محاولات لاستفزاز سيادتها أو دعم العدوان على شعوب المنطقة.
وقد استخدمت القوات المسلحة اليمنية، تحت قيادة السيد عبد الملك الحوثي، تقنيات متطورة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة لاستهداف حاملات الطائرات ومنها إبراهام لينكولن، و يو إس إس دوايت أيزنهاور، وترومان، وغيرها، والسفن الحربية في البحر الأحمر وبحر العرب، وأكدت هذه العمليات أن اليمن بات يمتلك قوة ردع قادرة على إحداث تغيير في معادلات القوة الإقليمية.
تأتي هذه المواقف اليمنية في إطار التحالف المتنامي بين قوى المقاومة في المنطقة، والذي يسعى إلى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه التوسعية، وقد أكد السيد عبد الملك الحوثي، أن العدوان على غزة واليمن هو جزء من مشروع واحد يستهدف كسر إرادة الشعوب الحرة، لكن صمود المقاومة في فلسطين واليمن أثبت أن هذه الشعوب قادرة على تحقيق النصر.
ختامًا، أثبتت اليمن، قيادةً وشعبًا، أن الموقف المبدئي والداعم لقضايا الأمّة لا يتأثر بالحسابات السياسية أو الاقتصادية؛ فبينما تقف بعض الدول متفرجة أو منحازة للاحتلال، تصدح صنعاء بصوتها الحر، وتترجم مواقفها إلى أفعال تعزز من روح المقاومة وتزيد من عزلة المعتدين.