روسيا تتفوق على الولايات المتحدة بتطوير قدرات التحرك في منطقة القطب الشمالي
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
الجديد برس:
أفادت وكالة “سبوتنيك” الروسية، الأحد، بأن هناك فجوة واسعة بين قدرة روسيا والولايات المتحدة على العمل في منطقة القطب الشمالي.
وقال مراسل “سبوتنيك” المتخصص في السياسة والاقتصاد والشؤون الدولية، جون مايلز، إنه مع إعادة هيكلة القوات المسلحة الأمريكية لشن قتال واسع النطاق ضد خصوم مثل روسيا والصين، يضغط المشرعون الأمريكيون من أجل تجديد الاهتمام في منطقة القطب الشمالي، التي لطالما يتم تجاهلها من القوى العالمية.
وحذر جنرال القوات الجوية جريجوري جيلو، الذي يرأس القيادة الشمالية للقوات المسلحة الأمريكية، من أن الولايات المتحدة تتخلف بشكل خطير عن روسيا في عدد سفن كاسحات الجليد اللازمة لضمان التنقل في المياه المتجمدة، ولا سيما في القطب المتجمد الشمالي.
وأشار جيلو إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تملك سفينة واحدة ثقيلة في القطب الشمالي لكسر الجليد، في حين أن روسيا لديها نحو 40 سفينة، كاشفاً عن ذلك خلال جلسة استماع في الكونغرس للجنة الأمريكية للخدمات المسلحة، هذا الأسبوع.
وتحول التركيز إلى القطب الشمالي مع تصاعد التوترات مع روسيا وسط الحرب في أوكرانيا المدعومة من الولايات المتحدة، إذ تمتلك روسيا أطول خط ساحلي في القطب الشمالي مقارنةً بأي دولة حول العالم، وأيضاً، تشترك مع الولايات المتحدة في حدود كبيرة مع المحيط المتجمد الشمالي في ولاية ألاسكا.
ويعيش نحو 2 مليون مواطن روسي شمال الدائرة القطبية الشمالية، وقد تابعت البلاد الشحن وصيد الأسماك في المنطقة لقرون عديدة، وفي السنوات الأخيرة، وسعت روسيا وجودها الأمني في القطب الشمالي، حيث أدى تغير المناخ إلى ذوبان الجليد البحري، مما كشف الساحل الشمالي للبلاد.
وظهرت تكهنات بأن القطب الشمالي يمكن أن يمثل مسرحاً رئيسياً للحرب في الصراعات المستقبلية، لكن الولايات المتحدة ستحتاج إلى توسيع أسطولها من سفن كاسحة الجليد بشكل كبير حتى تتمكن من المنافسة في المنطقة المتجمدة.
ولفت السناتور دان سوليفان عن ولاية ألاسكا، انتباه المشرعين الأمريكيين خلال الخريف الماضي، قائلاً: “نحن بحاجة إلى التأكد من أننا نحاول سد فجوةٍ كبيرة جداً في كاسحات الجليد”.
وأضاف سوليفان أن “قدرة الصين على تطوير كاسحات الجليد تسير بخطى سريعة لتتجاوز قدراتنا في العام 2025، وهي ليست حتى دولة حاضرة في القطب الشمالي”.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، فإن روسيا، باعتبارها أكبر دولة بالقطب الشمالي في العالم، تعتبر منطقة القطب الشمالي ذات أهمية استراتيجية.
روسيا تتفوق على الولايات المتحدة بكاسحات الجليد
وجرى تصميم السفن الكاسحة للجليد بشكل خاص وقوة متزايدة لتمكينها من اختراق الجليد البحري القطبي، الأمر الذي يفتح الطرق أمام المزيد من السفن التقليدية.
ودخلت “بولار ستار”، كاسحة الجليد الثقيلة الوحيدة في الولايات المتحدة التابعة لخفر السواحل والتي يبلغ وزنها 13 ألف طن، الخدمة منذ ما يقرب من 50 عاماً.
ويعتمد خفر السواحل على “بولار ستار” و”يو أس سي جي سي هيلي”، وهي كاسحة جليد متوسطة الحجم، لفتح الطرق في القطب الشمالي. والسفينة الشقيقة لـ”بولار ستار”، والتي يطلق عليها اسم “بولار سي”، خارج الخدمة منذ العام 2010 بسبب تعطل خمسة من محركات الديزل الستة الخاصة بها.
وفي الوقت نفسه، تشغل روسيا ما يقرب من 12 سفينة ثقيلة كاسحة للجليد تعمل بالطاقة النووية، وروسيا هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي تستخدم كاسحات الجليد التي تعمل بالطاقة النووية.
وتصنف “أركتيكا” و”سيبير”، اللتان تعملان بالطاقة النووية، على أنهما أقوى سفينتين لكسر الجليد في العالم، ما يضمن سلامة الملاحة في القطاع الروسي من المحيط المتجمد الشمالي وعلى طول طريق بحر الشمال.
ويقع طريق بحر الشمال داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لروسيا، ومن المقرر أن يدخل في الاعتبار في خطط روسيا الاقتصادية في المستقبل. إذ يتيح الطريق البحري الشمالي للشحنات الوصول إلى وجهتها بشكل أسرع مما لو كانت عبر طريق قناة السويس.
وطلب خفر السواحل الأمريكي زيادة الأموال للتركيز على منطقة القطب الشمالي لأكثر من 20 عاماً، لكن الإجراء الذي اتخذه الكونغرس تأخر بشكل متكرر.
وظلت الدول الغربية تخشى غزو الاتحاد السوفياتي لعقود من الزمن خلال الحرب الباردة، إلا أن الولايات المتحدة هي التي غزت الأراضي الروسية أولاً، إذ أرسلت قوة مشاة أمريكية، والمعروفة باسم “بعثة الدب القطبي”، إلى مدينة أرخانجيلسك شمالي روسيا، لمحاربة الجيش الأحمر في العام 1918، كما جرى إرسال القوات إلى فلاديفوستوك (الشرق الأقصى الروسي) كجزء من التدخل السيبيري.
يُشار إلى أن روسيا تسعى إلى تطوير طريق البحر الشمالي كأهم ممرات النقل لروسيا، من أجل تعزيز إمكاناتها التصديرية وإنشاء طرق لوجستية فعالة تصل إلى جنوب شرقي آسيا.
وتسعى موسكو بشكل متزايد إلى تنمية هذا الطريق لتأمين شريان حياة اقتصادي، بعد فرض العقوبات الغربية، إذ إن أكثر من نصف سواحل القطب الشمالي تعد أراضي روسية ويعيش فيها مليونا شخص، أي نصف سكان المنطقة التي تعوم على ثروات ضخمة تقدر بخمسة وثلاثين تريليون دولار، وتطل عليها دول النرويج والسويد وأيسلندا في أوروبا، وكندا وجزء من ألاسكا في الولايات المتحدة.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: منطقة القطب الشمالی الولایات المتحدة فی القطب الشمالی کاسحات الجلید
إقرأ أيضاً:
روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بشن هجوم صاروخي على مدرسة بكورسك
تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشن هجوم صاروخي أمس السبت على مدرسة داخلية تقع في جزء من منطقة كورسك الروسية تسيطر عليه القوات الأوكرانية، مما أسفر عن 4 قتلى. وتزامن ذلك مع إطلاق روسيا عشرات الصواريخ والمسيرات على أوكرانيا، مع تقدمها نحو مدينة توريتسك الإستراتيجية.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية -عبر تطبيق تليغرام- إن روسيا شنت قصفا جويا من أراضيها استهدف مدرسة داخلية في سودجا، الواقعة على بعد نحو 12 كيلومترا عن الحدود مع أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 4 على الأقل. وكانت المدرسة الداخلية تؤوي أشخاصا يستعدون للإجلاء.
وأوضحت أنه بحلول العاشرة مساء (20:00 بتوقيت غرينتش) أمس، تم إنقاذ 84 شخصا أو تلقوا رعاية طبية. وكان 4 من المصابين في حالة حرجة. واستمرت جهود الإنقاذ لإزالة الأنقاض.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في حسابه على منصة إكس- إن الروس "دمروا المبنى رغم وجود عشرات المدنيين هناك" مضيفا "هكذا خاضت روسيا حربها على الشيشان قبل عقود. وقتلوا السوريين بنفس الطريقة".
في المقابل، اتهمت الحكومة الروسية اليوم أوكرانيا بشن ذلك الهجوم، وكتبت وزارة الدفاع في بيان "ارتكبت القوات المسلحة الأوكرانية جريمة حرب أخرى بشن ضربة صاروخية موجهة ضد مدرسة داخلية في سودجا" وأضافت أن عملية الاطلاق تمت من مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا.
إعلانوقد اندلعت أشد معارك الحرب خلال الأشهر القليلة الماضية في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مساحات شاسعة من الأراضي منذ أن شنت هجوما كبيرا عبر الحدود في أغسطس/آب الماضي.
تضرر أحد المباني في سودجا نتيجة القتال بين القوات الروسية والأوكرانية (رويترز-أرشيف) عشرات الصواريخ والمسيراتتزامنت هذه الاتهامات مع إطلاق روسيا عشرات الصواريخ والمسيرات على أوكرانيا مما أسفر عن 15 قتيلا، وفق ما أفادت كييف أمس، في حين أكدت موسكو أن قواتها تتقدم نحو مدينة توريتسك الإستراتيجية.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية ظهر أمس أن موسكو أطلقت 42 صاروخا و123 طائرة مسيّرة على البلاد، لافتة إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت عددا من الصواريخ، مؤكدة تدمير 56 مُسيرة "معادية" وأن 61 أخرى لم تصل لأهدافها.
وقال زيلينسكي عبر تطبيق تليغرام "خلال الليلة الماضية، هاجمت روسيا مدننا بمختلف أنواع الأسلحة: صواريخ، مسيّرات، قنابل جوية". وأضاف أنّ "هذه الهجمات الإرهابية تُظهر أنّنا بحاجة إلى المساعدة للدفاع عن أنفسنا في مواجهة الإرهاب الروسي" داعيا "شركاء" كييف إلى التحرّك.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أضرار في 6 مناطق، هي زاباروجيا وأوديسا وسومي وخاركيف وخميلنيتسكي وكييف.
وقد قتل 15 شخصا على الأقل في ضربات ليل الجمعة السبت وفجر السبت طالت وسط أوكرانيا وشرقها، خاصة خاركيف وإيوناكيفسكا قرب الحدود الروسية بمنطقة سومي الواقعتين شمال شرق البلاد.
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنّها استهدفت خلال الليل بنى تحتية للغاز والطاقة "تضمن عمل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري" بأوكرانيا.
هجوم روسي على كييف (رويترز-أرشيف) تقدم روسيوتواجه القوات الأوكرانية صعوبات كبيرة في منطقة دونيتسك حيث يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة كريمسكي بالضاحية الشمالية الشرقية لتوريتسك، وقالت مجموعة المحللين الأوكرانيين (ديبستايت) إن القوات الروسية توجد وسط مدينتي توريتسك وتشاسيف يار المتنازع عليهما منذ أشهر.
إعلانوإلى جانب ذلك، تُحرز القوات الروسية تقدّما أيضا في منطقة خاركيف، كما تقترب من مدينة كوبيانسك التي لها أهمية إستراتيجية.
ويواجه الجيش الأوكراني -الذي يفتقر لجنود ومعدّات- صعوبة في تجنيد مزيد من العناصر خصوصا بسبب إحجام السكان المنهكين بعد 3 أعوام من القتال.
زيلينسكي يأمل الاجتماع قريبا مع الرئيس الأميركي (رويترز) زيلينسكي وإدارة ترامبعلى الصعيد السياسي، قال الرئيس الأوكراني إنه يأمل في اجتماع شخصي قريبا مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موضحا أن عدة اتصالات جرت بين واشنطن وكييف منذ تنصيب ترامب.
وأوضح زيلينسكي أن هذه الاتصالات تمت على مستوى كيث كيلوغ المبعوث الخاص لترامب، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ومسؤولين آخرين. ووصف المحادثات بأنها "جيدة جدا" قائلا إنها تناولت "مواضيع عامة".
وقال -في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية- إن هناك زيارة مؤجلة لكيلوغ إلى البلاد ولم تتم إعادة جدولة موعدها بعد، لكنه يتوقع أن تتم قريبا. وأضاف "من المهم لنا أن يحدث ذلك خلال الأسابيع المقبلة، بأقرب وقت ممكن".