حسابات الحرب والاقتصاد.. لماذا يخشى مواطنون روس ولاية جديدة لبوتين؟
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
تبقى ماريا وزوجها ألكسندر على يقين من أن الرئيس فلاديمير بوتين، سيؤمن فترة ولاية خامسة كزعيم لروسيا في الانتخابات الرئاسية التي تدخل، الأحد، يومها الثالث والأخير.
لكن الزوجين، اللذين يعيشان في موسكو مع أطفالهما الثلاثة، ليسا متأكدين مما سيحدث بعد ذلك. وأهم ما يدور في أذهانهم وفقا لحديثهم لصحيفة “نيويورك تايمز”، هي المخاوف من أن يدفع الفوز بولاية جديدة بوتين للإعلان عن تعبئة أخرى للرجال الروس للقتال في أوكرانيا.
وقالت ماريا إن زوجها ألكسندر، 38 عاما، غادر روسيا بعد وقت قصير من إعلان بوتين عن التعبئة الأولى في سبتمبر 2022 قبل أن يعود مؤخرا، غير أنه يفكر مجددا في الرحيل من البلاد.
وتضيف ماريا، 34 عاما، في محادثة مع الصحيفة عبر تطبيق واتساب: “أسمع فقط عن التعبئة، وأن هناك هجوما مخططا له في الصيف وأن القوات بحاجة إلى التناوب”.
مخاوف وعدم يقين
ورغم أن السلطات الروسية تنفي التخطيط لتعبئة أخرى للحرب، إلا أن الشعور بعدم الارتياح لا يزال قائما، حيث يشعر العديد من الروس بالقلق بشأن العديد من القضايا، التي ترتكز أساسا على احتمال استخدام بوتين سلطته المطلقة لإجراء تغييرات تجنّبها، خلال الفترة الماضية التي سبقت الانتخابات.
وقال دينيس فولكوف، مدير مركز “ليفادا”، أحد مراكز استطلاع الرأي المستقلة القليلة في روسيا، إن هذه المخاوف “مطروحة بشكل رئيسي لدى أقلية الروس الذين يعارضون الحكومة”.
وفي حين تظل التعبئة المحتملة هي المصدر الأول للقلق، يشعر المواطنون أيضا بمخاوف بشأن الوضع المالي والاقتصادي للبلاد، خاصة فيما يتعلق بإمكانية سماح السلطات بانخفاض الروبل، بعد أن دعمته خلال تراجعه العام الماضي، مما سيزيد من تكلفة الواردات.
من جانبهم، يطرح رجال الأعمال مخاوف بشأن رفع الضرائب، فيما يتوقع نشطاء بالمعارضة المزيد من حملات القمع ضد المعارضة.
وقالت نينا خروشيفا، أستاذة الشؤون الدولية جامعة “نيو سكول” بمدينة نيويورك، والتي تزور روسيا بانتظام: “الناس قلقون للغاية”، مشيرة إلى أن “حالة انعدام اليقين هي الأسوأ، بالرغم من أن الشعب الروسي اعتادها”.
وتعكس هذه المخاوف، وفقا للصحيفة، المزاج الحالي في روسيا، حيث تعلم الكثيرون “الأمل في الأفضل لكن مع توقع الأسوأ”، لافتة إلى أن حالة عدم اليقين التي تحدثت عنها خروشيفا وخبراء آخرين “تفاقمت”، مع حديثهم عن أن “روسيا أصبحت أكثر استبدادية”.
“حر وأكثر جرأة”
وتذكر الصحيفة، أنه بعد أكثر من عقدين من الزمان في السلطة، لم يعد بوتين “مقيّدا بحزب معارض في البرلمان أو مجتمع مدني قوي”، وبالتالي فهو يبقى “حر نسبيا في التصرف كما يحلو له”.
ويقول خبراء للصحيفة، إن الكرملين يمكن أن يستخدم نتائج التصويت – المتوقع أن يحمل انتصارا ساحقا لبوتين، لـ”قمع المعارضة بشكل أكبر وتصعيد الحرب في أوكرانيا” والتي كان المقصود منها أن تكون “عملية عسكرية خاصة” سريعة، قبل أن تتحول إلى حرب أسقطات آلاف القتلى.
وقالت يكاترينا شولمان، الباحثة المختصة في الشؤون السياسية الروسية، “في الانتخابات الاستبدادية، يمكن التنبؤ بالنتائج، لكن العواقب ليست كذلك.. إذا قرر النظام أنه قام بعمل جيد وأن كل شيء على ما يرام، فإن فترة ما بعد الانتخابات يمكن أن تكون الوقت المناسب لاتخاذ قرارات لا تحظى بشعبية”.
وأشارت شولمان إلى مثال رفع سن التقاعد في روسيا بعد إعادة انتخاب بوتين في عام 2018، رغم أن القرار لم يحظ بالرضا الشعبي.
وتتم إدارة الانتخابات في روسيا بشكل محكم من قبل الكرملين من خلال سيطرته شبه الكاملة على وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية، التي كثيرا ما يتعرض عمالها للضغوط من أجل التصويت. وتقوم الآلة الانتخابية بتصفية المرشحين غير المرغوب فيهم، وقد أُجبر نشطاء المعارضة على الفرار أو انتهى بهم الأمر في السجون الروسية.
وتوفي أبرز المعارضين في البلاد، أليكسي نافالني، الشهر الماضي في سجن في القطب الشمالي حيث كان حيث كان يقضي أحكاما بالسجن يبلغ مجموعها 30 عاما.
ورغم أن نتيجة التصويت ليست “محل شك”، إلا أن الروس يبقون منشغيلن بما ستسفر عنه الانتخابات الأولى منذ قرار بوتين بغزو أوكرانيا في فبراير 2022.
“ليس الفوز فقط بل انتصار كبير”
من جهتها، اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أنه وبعد 24 عاما في الكرملين، أصبح الزعيم الروسي على أعتاب ضمان ست سنوات أخرى رئيسا لروسيا، في انتخابات تبقى “شكلية إلى حد كبير”، وتفتح أمامه الطريق لثاني أطول ولاية في السلطة منذ ستالين.
وبذلت حكومة بوتين، وفقا للصحيفة، كل ما في وسعها لـ”ضمان فوزه”، بعد أن سجنت منتقديها، وضيّقت على حرية الصحافة، وأصدرت قوانين جديدة لمواجهة وقمع أي انتقادات لحربه في أوكرانيا.
ويقول محللون للصحيفة، إن بوتين، البالغ من العمر الآن 71 عاما، لا يريد الفوز فقط، بل “يحتاج إلى تحقيق انتصار كبير يسمح له بإطلاق يده فيما يقول إنها التقاليد الأرثوذكسية المحافظة في روسيا، والتي تشمل في نهاية المطاف الحرب في أوكرانيا ومواجهته الأوسع مع الغرب”.
ويقول مركز أبحاث البرلمان الأوروبي، الذي يقدم تحليلات حول قضايا السياسة المتعلقة بالاتحاد الأوروبي، إن من شأن أي فوز كبير “أن يضفي الشرعية على إرث بوتين وحربه العدوانية، ويهمش المعارضة المتبقية، ويسمح له بتنفيذ رؤيته دون رادع على مدى السنوات الست المقبلة”.
وبلغت المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2018 نسبة 67.5 بالمئة، مع ذهاب ما يقرب من 77 بالمئة من الأصوات لبوتين، وفقًا للبيانات الحكومية.
ويطمح الكرملين في أن تكون الأرقام أعلى هذه المرة حتى يُمنح الزعيم الروسي “الحرية في تحقيق أهدافه”، من خلال “منح بوتين تفويضا مطلقا بعد الانتخابات”، كما قال بوريس فيشنفسكي، نائب رئيس حزب المعارضة، “يابلوكو”.
وقد أشار بوتين بالفعل إلى بعض خططه في خطاباته ومقابلاته، والتي تمسك فيها أساس بمواصلة الحرب في أوكرانيا.
في هذا الجانب، تقول أنجيلا ستينت، مؤلفة كتاب “عالم بوتين: روسيا ضد الغرب ومع البقية”، ومستشارة بارزة في معهد الولايات المتحدة للسلام ومقره واشنطن، إنه بنظر الكرملين تتمحور الانتخابات فقط على مسألة: “نحن في حرب وطنية وهو زعيم الأمة في هذا الصراع الوجودي للحفاظ على دور البلاد في العالم، والحفاظ على سلامة أراضي البلاد”.
ويتوقع مراقبون أن يطلق الزعيم الروسي قريبا موجة أخرى من الاعتقالات والاحتجازات في الداخل، وقوانين جديدة لخنق المعارضة وزيادة الضرائب على الأغنياء، وفقا لوول ستريت جورنال.
وقال أندريه سولداتوف، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الأوروبية، مقره واشنطن العاصمة: “ما شهدناه مؤخرا هو زيادة في نشاط أجهزة المخابرات والأمن الروسية، التي تتسم بالعدوانية الشديدة.. يعكس جنون العظمة الذي يعاني منه النظام حتى قبل الانتخابات”.
وأضاف سولداتوف: “نظرا لأن الاستقرار السياسي على المحك، فإن كل شيء له ما يبرره، بما في ذلك قتل المعارضين السياسيين [و] الهجمات في الخارج”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی أوکرانیا فی روسیا
إقرأ أيضاً:
روسيا تهاجم أوكرانيا بـعدد قياسي من المسيرات.. وبوتين يؤكد عزمه تعزيز قدرات جيشه
عواصم " وكالات": قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إن روسيا أطلقت أكثر من 200 طائرة مسيرة في هجوم الليلة الماضية، وهو الأكبر منذ بدء الحرب، وأدان ما وصفه "بالإرهاب الجوي" الروسي ودعا إلى اتحاد حلفاء أوكرانيا.
ودعا الرئيس الأوكراني إلى موقف موحد للولايات المتحدة وأوروبا من أجل "سلام دائم" في بلاده.
وقال زيلينسكي عبر تلجرام "علينا أن نبذل أفضل ما في وسعنا من أجل سلام دائم وعادل لاوكرانيا. هذا الأمر ممكن عبر وحدة جميع شركائنا. المطلوب قوة أوروبا وقوة أمريكا وقوة جميع من يريدون سلاما دائما".
واضاف "كل يوم، يواجه شعبنا الإرهاب الجوي... قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الثالثة لاندلاع الحرب الشاملة، أطلقت روسيا عدد قياسي من الطائرة المسيرة هجومية على أوكرانيا لضرب المدن والقرى الأوكرانية".
من جانبه، اكد سلاح الجو الأوكراني في بيان أنه جرى إسقاط 138 طائرة مسيرة فيما اختفت 119 أخرى من على الرادارات بعد تشويش بأجهزة الحرب الإلكترونية، مضيفا أن روسيا أطلقت أيضا ثلاثة صواريخ باليستية. وأشارت تقارير إلى وقوع أضرار في خمس مناطق من أوكرانيا.
وتشن موسكو هجمات مكثفة بطائرات مسيرة كل ليلة تقريبا على أوكرانيا منذ أشهر، سعيا إلى استنزاف دفاعاتها الجوية.
وقال زيلينسكي إن روسيا وابالا من المسيرات بلغ عددها نجو 1150 طائرة مسيرة هجومية وأكثر من 1400 قذيفة جوية موجهة و35 صاروخا من أنواع مختلفة على أوكرانيا في الأسبوع الماضي.
ووجه الشكر للمسؤولين عن تشغيل الدفاعات الجوية الأوكرانية،وانزعجت كييف وحلفاء أوروبيون لها بسبب الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيلينسكي الأسبوع الماضي، وكذلك بسبب اجتماع بين وفدين أمريكي وروسي في الرياض لم تتم دعوة أوكرانيا إليه.
بوتين يؤكد عزمه "الثابت" على تعزيز جيشه
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد عزمه "الثابت" على تعزيز جيشه في عالم يشهد "تغييرات سريعة"، من أجل ضمان "السيادة الحالية والمستقبلية" لروسيا.
وقال بوتين في خطاب بمناسبة "يوم المدافعين عن الوطن"، "اليوم، وفي سياق التغيرات السريعة في العالم، تظل استراتيجيتنا في تعزيز وتطوير القوات المسلحة ثابتة".
وأكد "سنواصل تحسين القدرات القتالية للجيش والبحرية وجهوزيتهما للمعركة، كمكون أساسي لأمن روسيا وضمانة لسيادتها الحالية والمستقبلية".
وتأتي تصريحات بوتين في خضم التقارب المتسارع مع الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب الذي أجرى معه مكالمة هاتفية استمرت ساعة ونصف في 12 يناير.
ومنذ ذلك الحين، جرت محادثات روسية أميركية أولى في المملكة العربية السعودية، حيث أكد الكرملين أنه يريد استئناف الحوار مع واشنطن "على جميع المستويات".
وأكد بوتين الأحد أنه يريد تجهيز قواته المسلحة بـ"نماذج حديثة جديدة" من الأسلحة والمعدات.
في نوفمبر 2024، أطلقت القوات الروسية صاروخا فرط صوتي تجريبيا وغير معروف سابقا من طراز "أوريشنيك"، ضد أوكرانيا.
من جهة أخرى، "هنأ" الرئيس الروسي في خطابه الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، واصفا إياهم بـ "أبطال" "وطننا العظيم".
وأضاف "اليوم، يخاطرون بحياتهم ويظهرون الشجاعة، ويدافعون بإصرار عن وطنهم والمصالح الوطنية ومستقبل روسيا".
ويؤكد الكرملين أن موسكو تحمي نفسها من تهديد حلف شمال الأطلسي مانعة توسعه.
وقال بوتين مخاطبا العسكريين "بفضل جهودكم، نحقق أهدافنا".
واعتبر الرئيس الروسي أن الله عهد إليه والى جيشه "مهمة الدفاع عن روسيا".
وقال بـ"يمكنني القول اننا امام مهمة صعبة ومشرفة على السواء وهي الدفاع عن روسيا ألقيت على اكتافنا واكتافكم".
من جانبه، رأى الكرملين اليوم الأحد أن الحوار بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب "واعد"، عشية الذكرى الثالثة لبدء الهجوم على أوكرانيا وفي خضم انعطافة الرئيس الأمريكي الذي يُظهر عداء متزايدا تجاه كييف.
وحمّل ترامب أوكرانيا مسؤولية الحرب، وبدأ محادثات مع موسكو من دون مشاركة أوكرانية أو أوروبية، ووصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ "ديكتاتور".
وأكد الرئيس الأمريكي أنه يريد استعادة أموال المساعدات التي قدّمتها بلاده إلى أوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية من خلال الحصول على إمكانية الوصول إلى الموارد المعدنية في أوكرانيا.
وأعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن ارتياحه ردا على سؤال عن التحول في الموقف الأمريكي وانتقاد ترامب الشديد لزيلينسكي، في حين تؤكد موسكو وواشنطن التحضير لعقد قمة بين الرئيسين الأمريكي والروسي وتتفاوضان بشأن مستقبل أوكرانيا.
وقال بيسكوف إن "الحوار جرى بين رئيسين مميزين حقا. إنه واعد. من المهم ألا يحول أي أمر من دون تنفيذ إرادتهما السياسية".
كما اعتبر الكرملين اليوم الاحد أن الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وخصوصا وصفه إياه الاربعاء الماضي بأنه "ديكتاتور"، "مفهومة تماما".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "زيلينسكي يدلي بتصريحات غير صحيحة عن رؤساء الدول. لقد قام بذلك مرارا. لن يرضى أي رئيس بهذا النوع من التعامل بالتالي، فإن رد الفعل هذا مفهوم تماما".
وفي هذا الشأن، نبه الكرملين اليوم الى أن روسيا "لن تبيع أبدا" الاراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها، أي حوالى عشرين في المائة من مساحة أوكرانيا، في وقت باشرت موسكو وواشنطن حوارا ثنائيا لوضع حد للنزاع.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي "الأهم بالنسبة الينا، أن الناس (في هذه الأراضي) قرروا منذ وقت طويل الانضمام الى روسيا. ولن يبيع أحد هذه الاراضي أبدا"، مما يعني أن موسكو لن تقدم أي تنازلات في هذا الشأن.
استونيا تتعهد بتقديم مساعدات بـ100 مليون يورو
وفي سياق المساعدات الدولية، تعهدت استونيا بتزويد أوكرانيا بالمزيد من المساعدات العسكرية للدفاع عنها ضد الغزو الروسي، فيما تدخل الحرب العام الثالث غداً الاثنين.
وقال رئيس وزراء استونيا كريستن ميخال مساء أمس..في خطاب له في المتحف الوطني الاستوني في مدينة تارتو "اتخذنا قرارا مع الحكومة لشراء 10 آلاف قذيفة مدفعية وإرسالها إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن".
وأضاف "ستسلم القوات المسلحة أيضا 750 ألف عبوة غذائية من احتياطياتها الخاصة".
وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك ستزود استونيا كييف بمعدات عسكرية بقيمة 100 مليون يورو(104.6 مليون دولار) من صناعة الأسلحة لديها.
يشار إلى أن أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد التدخل الروسي الشامل منذ 24 فبراير 2022 وتعتمد بشكل كبير على المساعدات العسكرية الغربية.
وتعد استونيا، العضو بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي(ناتو)، والمتاخمة لروسيا، واحدة من أكثر الدول الداعمة لأوكرانيا.
الى ذلك، قال قائد الجيش السويسري توماس سوسلي في مقابلة نشرت اليوم الأحد إن سويسرا ربما تساهم بقوات في مهمة حفظ سلام مستقبلية في أوكرانيا إذا طلب منها ذلك ووافقت عليه الحكومة.
وأضاف لصحيفة زونتاجس بليك "يمكننا على الأرجح نشر نحو 200 جندي في غضون تسعة إلى 12 شهرا"، مؤكدا أن الأمر متروك للحكومة والبرلمان لاتخاذ القرار إذا جرى تقديم أي طلب إلى سويسرا.
وذكر سوسلي أن حديثه عن إرسال قوات حفظ سلام افتراضي تماما في الوقت الحالي لأنه لا يزال من غير الواضح كيف سيتطور الوضع بين روسيا وأوكرانيا.
وقال "لم يتحقق السلام بعد ولم يتم تقديم أي طلب من الأمم المتحدة".
وتشارك سويسرا المحايدة في عدد من بعثات حفظ السلام في أنحاء العالم، أكبرها في كوسوفو حيث تنشر جنودا لدعم قوة السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو (كفور).
بريطانيا تكشف غدًا عن حزمة عقوبات كبيرة ضد روسيا
وفي سياق آخر، أعلن ديفيد لامي وزير الخارجية البريطاني عن أن المملكة المتحدة ستكشف غداً الاثنين عن "حزمة كبيرة من العقوبات" ضد روسيا، تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة للحرب في أوكرانيا. وقال لامي، في بيان رسمي، إن العقوبات الجديدة ستكون "الأكبر من نوعها منذ الأيام الأولى للحرب"، وتهدف إلى تقويض القدرات العسكرية الروسية والحدّ من الإيرادات التي تمول عملياتها في أوكرانيا. وأكد على ضرورة مضاعفة الدعم الأوروبي لأوكرانيا في هذه المرحلة. كما جدّد التزام بريطانيا بتقديم مساعدات عسكرية سنوية لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني، موضحا أن بلاده مستعدة لنشر قوات بريطانية ضمن "بعثة لحفظ السلام إذا لزم الأمر"، في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الى ذلك، شدّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على ضرورة إرساء سلام عادل ودائم في أوكرانيا. وأجرى ستارمر اتصالًا هاتفيًّا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد خلاله على أنه سيناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الجاري أهمية سيادة أوكرانيا. وأكد رئيس الوزراء البريطاني، في بيان، على "وجوب أن تكون أوكرانيا في قلب أي مفاوضات لإنهاء الحرب"، مشدّدا على "التزام المملكة المتحدة بضمان تحقيق سلام عادل ودائم لإنهاء الحرب".
وفي سياق منفصل قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة وأوكرانيا تقتربان جدّا من التوصل إلى اتفاق بشأن تقاسم الإيرادات من المعادن الأوكرانية. وتابع ترامب في خطاب في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (سيباك)، وهو تجمع سنوي للمحافظين يعقد قرب واشنطن، أنه يحاول استعادة أموال المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وأضاف الرئيس الأمريكي أنه يتواصل مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويحاول استعادة الأموال أو تأمينها".
وكان ترامب قد ربط مساعدات بلاده لأوكرانيا بحق الوصول إلى احتياطاتها من المعادن النادرة، حيث تعد هذه المعادن النادرة ذات جدوى اقتصادية عالية وأهمية استراتيجية، إذ تطالب الولايات المتحدة بـ 50% من عائدات هذه المواد الخام كتعويض عن مساعداتها العسكرية لكييف حتى الآن، بينما ترى كييف أن الاتفاق لا يزال مطروحًا على الطاولة رغم الخلاف بين ترامب وزيلينسكي. تجدر الإشارة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية شهدت تحولًا في الموقف الأمريكي عقب تولي دونالد ترامب الرئاسة، حيث يسعى ترامب لدفع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب عبر المفاوضات.