في تحول كبير للأحداث، أعلنت النيجر إلغاء اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، وطالبت برحيل 1000 من أفراد القوات المسلحة الأمريكية من أراضيها.

ويسلط القرار الذي أعلنه المجلس العسكري في النيجر، بحسب نيويورك تايمز، الضوء على نمط أوسع من الدول الأفريقية التي تعيد تقييم شراكاتها مع الدول الغربية وتختار بشكل متزايد التعاون مع روسيا.

وندد المتحدث باسم جيش النيجر، العقيد أمادو عبد الرحمن، بوجود القوات الأمريكية ووصفه بأنه "غير قانوني"، مؤكدا أنه ينتهك المعايير الدستورية والديمقراطية التي تستدعي التشاور مع الشعب ذو السيادة.

وتأتي هذه الخطوة وسط تدقيق متزايد للأنشطة العسكرية الغربية في أفريقيا، حيث تواجه فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، أيضًا رد فعل عنيفًا وتسحب قواتها من النيجر.

ومع ذلك، تؤكد الولايات المتحدة أنها منخرطة في مناقشات مستمرة مع المجلس العسكري الحاكم في النيجر فيما يتعلق بمخاوفها.

وبالرغم من الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم في يوليو الماضي، إلا أن الجهود استمرت للحفاظ على التعاون مع النيجر، وإن كان ذلك مع قيود بسبب عدم الاستقرار السياسي.

ويعد قرار طرد القوات الأميركية، رغم أنه لا يشكل طرداً صريحاً، إلا أنه ينظر إليه باعتباره مناورة استراتيجية من جانب النيجر لإعادة التفاوض على شروط التعاون وتأكيد سيادتها.

ويشير المحللون إلى أن ذلك يعكس تحولاً في ميزان القوى، حيث أصبحت النيجر الآن في وضع يسمح لها بالمطالبة بتنازلات من شركائها الغربيين.

ومن ناحية أخرى، يحمل اعتراف إدارة بايدن بالانقلاب العسكري في النيجر في أكتوبر الماضي عواقب سياسية كبيرة، مما يؤدي إلى تعليق المساعدات الاقتصادية والعسكرية إلى حين استعادة الديمقراطية. 

ويمثل هذا التطور انتكاسة كبيرة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، حيث تواجه واشنطن تداعيات العلاقات المتوترة مع المجلس العسكري في النيجر.

وتسلط الديناميكيات المتطورة في النيجر الضوء على التحديات الأوسع التي تواجه التدخل العسكري الغربي في منطقة الساحل، مما أدى إلى دعوات لإعادة تقييم الاستراتيجيات العسكرية والتعاون الوثيق مع الحكومات الأفريقية والسكان المدنيين. 

ومع تطور تصورات الوجود الغربي في أفريقيا، أصبحت الحاجة إلى نهج أكثر شمولاً في التعامل مع الأمن والتنمية واضحة على نحو متزايد.

ولا يعكس قرار المجلس العسكري انهيار العلاقات مع الشركاء الغربيين فحسب؛ بل يشير أيضًا إلى تحول جوهري في المشهد الجيوسياسي لمنطقة الساحل، مع ما يترتب على ذلك من آثار على الاستقرار والأمن الإقليميين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المجلس العسکری فی النیجر

إقرأ أيضاً:

بالزي العسكري.. بوتين يزور كورسك ويوجه أمرا للجيش الروسي

زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، منطقة كورسك التي تتعرض لهجوم من القوات الأوكرانية، ودعا إلى هزيمة كييف بشكل كامل.

وأمر بوتين، الذي كان يرتدي الزي العسكري خلال زيارة كورسك، بإيلاء اهتمام خاص لإنشاء منطقة أمنية على طول الحدود الروسية الأوكرانية.

كما حدد الرئيس الروسي "مهمة هزيمة العدو نهائيا في مقاطعة كورسك في أقصر وقت ممكن".

وقال: "أتوقع أن تنجز كل المهمات القتالية التي تخوضها وحداتنا، وأن يتم قريبا تحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل من العدو".

ووفقا لوكالة سبوتنيك، فقد نجحت القوات الروسية في "تحرير" أكثر من 1100 كيلومتر مربع من الأراضي في منطقة كورسك الحدودية، فيما خسرت القوات الأوكرانية أكثر من 67 ألف شخص.

من جانبه، أفاد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أن عسكريين روس عبروا الحدود في عدد من الأماكن ودخلوا مقاطعة سومي في أوكرانيا.

وأكد رئيس هيئة الأركان أن "مهمة هزيمة القوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة كورسك والوصول إلى الحدود الدولية ستكتمل في أقصر وقت ممكن".

وقال غيراسيموف في تقرير قدمه إلى بوتين إن كييف أرادت إنشاء رأس جسر في منطقة كورسك، لتجعل من الوضع ورقة مساومة.

بالتزامن مع ذلك، أعلن قائد الجيش الأوكراني تراجع قواته في كورسك مع تقدم الجيش الروسي.

وقال قائد الجيش أولكسندر سيرسكي، عبر فيسبوك: "في وضع هو الأكثر صعوبة، فإن أولويتي كانت وستبقى إنقاذ حياة الجنود الأوكرانيين. ولهذا الغرض، تقوم وحدات قوات الدفاع عند الضرورة بمناورات نحو مواقع أكثر ملاءمة"، مستخدما صيغة يلجأ إليها الجانبان الروسي والأوكراني عادة للحديث عن تراجع.

مقالات مشابهة

  • الدولار يتماسك واليورو يتراجع وسط تصاعد التوترات التجارية
  • استقرار أسعار الدولار في ظل تصاعد التوترات التجارية ومخاطر اقتصادية
  • التصنيع العسكري الهندي وسباق التسلح.. كيف يعمق الصراع في باكستان
  • زوبية: قدمتُ درع المجلس العسكري لثوار مصراتة إلى عميد كلية تقنية المعلومات السابق
  • بوتين بالزي العسكري يشعل تفاعلا خلال زيارة مفاجئة إلى كورسك.. ماذا يحصل؟
  • بوتين يظهر بالزي العسكري في كورسك.. ولافروف: لن نقبل بالناتو في أوكرانيا
  • بوتين في كورسك مرتديًا الزي العسكري
  • بالزي العسكري..بوتين يأمر الجيش الروسي بتحرير كورسك بالكامل
  • بالزي العسكري.. بوتين يزور كورسك ويوجه أمرا للجيش الروسي
  • تصاعد التوترات القبلية في الحدا: اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين أهالي الزييدة والكلبة