أبدى المستشار الألماني أولاف شولتس قلقه اليوم الأحد من “التكلفة الباهظة للغاية” للهجوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، قائلا إن العالم لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي بينما يتضور الفلسطينيون جوعا في القطاع.

وأضاف شولتس بعد محادثات مع بنيامين نتنياهو في القدس أنه عبر خلال الاجتماع عن مخاوفه إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين وعدم وصول كميات كافية من المساعدات إلى غزة حيث تقول وكالات إغاثة إن مجاعة تلوح في الأفق.

وفي حين عبرت دول كثيرة عن مخاوف من ارتفاع عدد القتلى، فإن تحذير المستشار الألماني قوي بدرجة لم يعتد عليها في مواقفه السابقة، التي أكد فيها على حق الاحتلال في الدفاع عن نفسه بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وألمانيا واحدة من أقوى حلفاء الاحتلال إلى جانب الولايات المتحدة، إذ تدعم باستمرار حقه في الدفاع عن نفسه وتؤكد واجبها في الوقوف إلى جانبه تكفيرا عن المحرقة النازية التي مات فيها ستة ملايين يهودي.

وقال شولتس باللغة الإنجليزية خلال ظهوره برفقة نتنياهو “كلما ازداد الوضع سوءا بالنسبة لسكان غزة، زادت أهمية هذا السؤال: هل يمكن أن يبرر الهدف، بغض النظر عن أهميته، هذه التكلفة الباهظة للغاية، أم أن هناك طرقا أخرى لتحقيق هدفك؟”.

وجاءت زيارة شولتس اليوم الأحد إلى الأردن والأراضي المحتلة بعد أن وافقت الأخيرة يوم الجمعة على خطة لشن هجوم على مدينة رفح على الطرف الجنوبي من القطاع الفلسطيني حيث يلوذ أكثر من نصف سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب.

وحث حلفاء ومنتقدون على الساحة العالمية نتنياهو على تأجيل الهجوم على رفح، خوفا من سقوط أعداد كبيرة من المدنيين. لكن الاحتلال يقول إن المدينة واحدة من آخر معاقل حماس التي تعهدت بالقضاء عليها، وإنها ستجلي سكانها.

وتساءل شولتس “كيف ينبغي حماية أكثر من 1.5 مليون شخص؟ إلى أين يجب أن يذهبوا؟”.

وكان شولتس قد قال في وقت سابق اليوم بعد محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله في ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر إن العدد الكبير من القتلى المدنيين الذي قد ينجم عن هجوم رفح سيجعل تحقيق السلام في المنطقة “صعبا للغاية”.

وأضاف شولتس أنه تحدث إلى نتنياهو عن ضرورة تحسين شروط توزيع المساعدات “بصورة عاجلة وواسعة النطاق”.

وقال “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد الفلسطينيين وهم يواجهون خطر الموت جوعا… هذا ليس نحن. وهذا ليس ما ندافع عنه”.

حل الدولتين

قال شولتس إن الأمن المستدام لن يتأتى من “الأسوار المرتفعة والخنادق العميقة” ولكن من منظور إيجابي للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، وهو ما يعني حل الدولتين.

وأضاف أنه يتعين إصلاح السلطة الفلسطينية وتعزيزها، سواء من حيث الأفراد أو الهياكل التنظيمية، من أجل تحقيق هذا الهدف.

وأردف “لضمان استدامة الأمن للأجيال المقبلة من الشعب الإسرائيلي، (يجب) التوصل إلى حل مع الفلسطينيين، وليس ضدهم… لا يمكن هزيمة الإرهاب بالوسائل العسكرية وحدها”.

ورد نتنياهو بالقول إن الاتفاق الذي يجعل “اسرائيل” تبدو ضعيفة سيؤدي إلى سلام غير مستدام.

وفي حديثه مع الصحفيين في وقت سابق من اليوم في ميناء العقبة، قال شولتس “من الواضح جدا أننا يجب أن نفعل كل شيء حتى لا يصبح الوضع أسوأ مما هو عليه بالفعل”.

ولم يجب شولتس بشكل مباشر على سؤال عما إذا كانت ألمانيا سترد على هجوم واسع النطاق على رفح، عبر وسائل منها على سبيل المثال تقييد صادرات الأسلحة الألمانية إلى الاحتلال.

وتواجه برلين اتهامات، بعضها من سكان يهود في ألمانيا، بأنها تسمح لشعورها بالذنب بأن يحجب ردها على الانتقام الإسرائيلي.

واتهم رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم أوروبا خلال زيارة لبرلين الأسبوع الماضي بأنها “منافقة” وانتقائية في اهتمامها بالشعوب المختلفة متجاهلة معاناة الفلسطينيين الواسعة النطاق على مدى عقود.

المصدر رويترز الوسومألمانيا الاحتلال الإسرائيلي فلسطين

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: ألمانيا الاحتلال الإسرائيلي فلسطين لا یمکن

إقرأ أيضاً:

قائد سلاح الجو الإسرائيلي يُحاول احتواء تمرد لجنود احتياط مُحبطين من نتنياهو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اجتمع قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، مع كبار جنود الاحتياط في السلاح في محاولة لمنع إرسال رسالة صاغها جنود، تدعوهم لرفض الخدمة في أسرابهم.

وذكرت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، شارك في أحد الاجتماعات.

ووُضعت الرسالة على خلفية التقدم المستمر في الإصلاح القضائي، وإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، وبدء إجراءات عزل المستشارة القضائية للحكومة، جالي بهاراف ميارا.

وطلب بار من جنود الاحتياط السابقين في سلاح الجو منحه مهلة قبل اتخاذ أي إجراء علني.

وأشارت الصحيفة إلى أن مُعظم الموقعين ليسوا نشيطين حاليًا في الخدمة الاحتياطية.

مقالات مشابهة

  • قائد سلاح الجو الإسرائيلي يُحاول احتواء تمرد لجنود احتياط مُحبطين من نتنياهو
  • هل يمكن أن تتحول المظاهرات إلى قوة ضغط حقيقية تجبر الحكومات على كسر الصمت؟
  • المستشار الألماني يحذر من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على اقتصاد بلاده
  • الأيدي الخفية المتحكمة باقتصاد العالم
  • المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو غير صالح لقيادة تل أبيب فى الحرب ولا يمكن الوثوق به
  • الرئيس الإسرائيلي: اجتماع نتنياهو مع ترامب اليوم سيكون حاسما بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين
  • رئيس مجلس النواب من أوزبكستان: عدوان الاحتلال على غزة يرتقي للإبادة الجماعية
  • "نتنياهو يدرس تمديد إقامته".. ماذا يحمل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي مع سيد البيت الأبيض؟
  • الأيدي على الزناد.. والنووي على الخط
  • اليوم.. استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «خلية الجبهة»