مشاريع الأحزمة الخضراء في كربلاء.. محاولات لاعادة التأهيل بعد تحديات الاندثار
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
بغداد اليوم- كربلاء
قبل أكثر من عقد، تم انشاء حزام أكثر في محافظة كربلاء، 105 كم الى الجنوب من العاصمة بغداد، وكان ينتظر منه الى يتحول الى مساحة خضراء تساهم في تحسين بيئة المحافظة وتستقطب السكان والأهالي الباحثين عن مكان للراحة وقضاء الوقت، فضلاً عن استقطاب أنواع الطيور البرية.
بدأت حكومة كربلاء المحلية بدراسة المشروع والكشوفات عام 2006، واستغرق الأمر الى عام 2011 حيث تم افتتاحه وتشييده عند الطريق المؤدي الى قضاء عين التمر غربي المحافظة.
تعرض الحزام للهلاك جراء الإهمال وتقليص الميزانيات الخدمية عام 2016، خاصة بعد انشغال العراق بحرب تحرير المدن والمناطق التي احتلها تنظيم (داعش) عام 2014، ما أدى الى ذهاب أغلب موازنة الدولة الى المجهود الحربي وتوقف التخصيصات المالية للمشاريع الخدمية والبنى التحتية، بما في ذلك المشاريع البيئية. ولكن عادت الحياة الى الجدار الأخضر عام 2022 وتكفلت هذه المرة المؤسسات الدينية بتحمل جزء من مسؤولية المشروع المالية وسبل استدامته، بما في ذلك العتبة الحسينية في كربلاء.
وينقسم مشروع الحزام الأخضر في محافظة كربلاء الى جزئين وهما الحزام الشمالي والحزام الجنوبي، تتراوح مساحته الكلية بين 800 الى 1000 دونم. تم انشاء الحزام الجنوبي على مسافة طولها 27 كلم وعرض 100 متراً، فيما تم انشاء الحزام الشمالي على مساحة بطول 22 كلم، وعرض 100 متر. تعرض هذا المشروع البيئي الى آثار الأزمات الاقتصادية والأمنية والعسكرية التي مرّ بها البلد، تحديداً حرب تحرير المدن التي اجتاحها تنظيم داعش، مما وضع المشاريع الخدمية والبيئية في خانة النسيان.
والحزام الأخضر في كربلاء، هما مشروعان، تولت مديرية الزراعة التابعة لوزارة الزراعة في الحكومة الاتحادية إقامة وإدارة المشروع الأول (الحزام الجنوبي) حتى عام 2014، انما بعد الأزمة المالية، تبنت الامانة العامة للعتبة العباسية المشروع والمحافظة عليه. أما المشروع الثاني (الحزام الشمالي) فهو أحد مشاريع تنمية الاقاليم في محافظة كربلاء، وتولت العتبة الحسينية مسؤولية ادامته بعد عام 2014 للحيلولة دون تعرضه للنسيان والإهمال مرة أخرى.
ومشروع الاحزمة الخضراء بحسب مدير زراعة كربلاء السابق المهندس رزاق الطائي، الذي انبثق من الحكومة المحلية ووزارة الزراعة الاتحادية لا يهدف الى تحسين البيئة فقط، بل الى تحسين الإنتاج الزراعي أيضاً، وذلك عبر تشجير المناطق المخصصة بأشجار مثمرة للغذاء والزيوت مثل النخيل والزيتون والأوكالبتوس، بالتالي فهناك في الخطة المستقبلية أصبحت، بالإضافة الى الجانب البيئي، جانب زراعي انتاجي.
ويقول رزاق الطائي، "استطاع المشروع تقليل نسبة البطالة من خلال جذب العديد من العاملين سواء الفنيين، خريجي المعاهد الزراعية، المهندسين الزراعيين وعدد من الاطباء البيطريين"، لافتا إلى أن المشروع شكل بيئة عمل مناسبة واستقطب الكفاءات العراقية من خريجي المعاهد الفنية واعداديات الزراعة والايادي العاملة في المناطق القريبة من المشروع.
لكن بعض الخبراء يؤكدون على أن الدولة لم تخطط جيدا لهكذا مشروع، الأمر الذي يحول دون نجاحه واستدامته وفق المخطط له. وفي هذا السياق يشير رئيس مجموعة الحفاظ على بيئة العراق (منظمة غير حكومية) جاسم الاسدي، الى إن تجربة الحزام الاخضر الشمالي والجنوبي في كربلاء يعد واحداً من المشاريع المهمة والتي بدأ العمل بها عام 2006، لكن هذا العمل فيه لم يستمر طويلا، كما أن الوضع الصحي لهذين الحزامين قد تأثر كثيرا بضعف المتابعة، وكذلك ضعف الموارد المائية اللازمة لاستدامة المشروعين. وبحسب رأيه، كان من المؤمل ان يكونا مشروعين كبيرين من الناحية البيئية، بخاصة الأشجار المزروعة مهمة وقوية لصد العواصف التربية القادمة من المنطقة الغربية.
ويلفت الأسدي إلى أن "الاحزمة الخضراء في كربلاء لها اهمية كبيرة ومهمة اذ انها تشكل سور بيئي قادر على حماية كربلاء والمدن بعد كربلاء من العواصف الترابية، كما انها مشاريع زراعية وترفيهية، ناهيك بمساهمتها في تشغيل اعداد كبيرة من الايدي العاملة وخريجي المعاهد والاعداديات الزراعية، وكليات الزراعة في هذا المشروع المهم". ويشير جاسم الأسدي الى وجود إمكانية تشييد مشاريع بيئية مماثلة في مدن اخرى كمحافظات المثنى والانبار.
هل المشروع حزام أخضر أم مساحة خضراء فقط؟
وضع النسيان هذا المشروع على حافة الانهيار وتسبب بخسائر كبيرة وكاد ان يصبح صحراء قاحلة على الرغم من الاموال التي صرفت عليه، ناهيك بأبعاده البيئية والسياحية والفائدة الزراعية على الامد الطويل حسب وصف القائمين. ولا يخفي الباحثون والأكاديميون قلقهم وشكوكهم بالمعايير البيئية والعلمية التي تم اعتمادها في تشييد هذه المشاريع وإطلاق تسمية الأحزمة الخضراء عليها.
بالنسبة للأكاديمي والخبير البيئي الدكتور شكري الحسن، فإن الأحزمة الخضراء تعتمد على مفهوم الاستدامة من جميع النواحي بما في ذلك نوع الأشجار التي تتم زراعتها، هل هي مقاومة للجفاف والرياح العاتية، هل هي قادرة على صد العواصف الغبارية؟ تحول مثل هذه الأسئلة دون وصف ما يتم تشييده في العراق بالأحزمة الخضراء. ويقول الأكاديمي بهذا الشأن، " يكثر الحديث عن وجود أحزمة خضراء في الجنوب وفي كربلاء من اقصى شمال العراق الى جنوبه، انما هو مجرد كلام، لا يوجد شيء على الارض اطلاقا وفق المعايير العلمية، فهناك مخططات ومقترحات واحلام واوهام فقط، اما شيء على الارض فلا وجود له".
ويؤكد د. شكري الحسن على حاجة العراق الماسة الى الأحزمة ليس فقط لتجنب قسوة المناخ وانما لحماية الهواء في الكثير من مناطق العراق من الانبعاثات والملوثات الغازية التي تعمل على زيادة ردائة نوعية الهواء، وبما ان النباتات تقوم بامتصاص ثاني اوكسيد الكربون وإطلاق الاوكسجين بدلا عنه، فهي بالتالي عامل ملطف ومنظف للهواء، ومن الممكن ان تكون ناجعة بشكل كبير.
أن التحديات التي تواجه انشاء الاحزمة الخضراء، هي بالدرجة الأولى التمويل سواء كان هذا التمويل من منظمات غير حكومية او من المؤسسات الحكومية، أما التحدث الثاني فيتعلق بضرورة توفير المياه لإدامة هذه الأحزمة والغطاء النباتي الذي يزرع. ويقول الحسن في هذا السياق، "نحن اصلا لدينا مشكلة في توفير كميات مناسبة من المياه والتي تصطدم بعقبة اخرى هي عقبة الجفاف وشح المياه، ولا نستطيع ان نبادر الى اقامة مثل هذه الاحزمة الخضراء في ظل التحديات الأخرى المذكورة". وتشكل الرعاية والاستدامة نقطة أخرى ومهمة بالنسبة للباحث، وذلك من أجل ان تبلغ الاشجار عمر يمكّنها في إدامة نفسها، ولكن هناك الكثير من المعوقات الادارية وغيرها التي تحول دون رعاية مثل هكذا احزمة والمحافظة عليها بحسب رأيه.
الى ذلك، يقول جاسم الاسدي، "باعتقادي أن الدولة مهتمة او مشغولة بجوانب سياسية تضغط على صاحب القرار ليكون انحيازه لها أكثر من اللازم، ناهيك بأن الوضع البيئي والاهتمام به في العراق لم يأخذ مداه وحيزه المطلوبين، وذلك على الرغم من ان اول وزارة للبيئة انشأت مباشرة بعد العام 2003".
ويؤكد الأسدي على أن "مشاريع الاحزمة الخضراء تحتاج الى تخطيط مسبق من حيث الأثري البيئي واستراتيجيات التنوع البيولوجي والمياه، وكذلك من ناحية الإدارة والاستدامة وسبل التنفيذ ورصد الأموال اللازمة لكل ذلك.
عودة الحياة للمشروع
تتولى العتبة الحسينية اليوم مسؤولية الاشراف ماليا وفنياً وتنفيذيا على المشروع. وذلك ضمن الخدمات الاجتماعية الصحية التي تقدمها هذه المؤسسة الدينية في المحافظة والبلاد. ويقول المهندس رزاق الطائي، وهو يعمل حاليا رئيسا للهيئة الزراعية في العتبة الحسينية، إن "مشاريع الاحزمة الخضراء هي مشاريع نتعامل من خلالها مع كائنات حية تحتاج الى تمويل مالي مستمر، وتنمية مستدامة، وتحتاج ايادي عاملة ترعى المشروع. وبما ان العتبة تمتلك الإمكانيات والأدوات اللازمة، مثل المستلزمات الزراعية وإمكانية توفير المياه، لذا أخذت على عانقها مسؤولية اعادة الحياة للحزام الأخضر ورعايته.
ويضيف في السياق ذاته، "استطعنا ان نقلل من البطالة في تلك المناطق وتشغيل الايادي العاملة، ناهيك بتلمس انتاج التمور والزيتون". بناءً عما وفره هذا المهندس من المعلومات، لقد أصبحت مناطق شمال غرب كربلاء، حيث لم يسودها الأمان في السابق، آمنة اليوم ويزورها الأهالي بحثاً عن الراحة والترفيه.
يذكر ان الأوضاع البيئية والمناخية الصعبة التي تواجه العراق، دفعت بالعديد من الخبراء الى المطالبة بإبعاد ملف المشاريع البيئية المرتبطة بالتغير المناخي عن العشوائية واشراك المؤسسات والمنظمات الدولية من ناحية التخطيط والتنفيذ تحت غطاء حكومي عراقي.
وبهذا الصدد يقول الخبير البيئي والمدير الفني لمنظمة المناخ الاخضر الدكتور عمر الشيخلي، إن "الأحزمة الخضراء تدخل ضمن المشاريع التكيف الـ(Adaptation) التي تنص عليه الاتفاقية الاطارية للتغير المناخي، أي هي احد المشاريع التي تتكيف مع التغير المناخي العالمي وتلك المشاريع تشمل اضافة احزمة من نباتات شجرية تساعد على صد حركة الكثبان الرملية، والتصحر الحادث في المناطق التي تشهد شحة في المياه، وتدهور في الارض، كما تساهم الاحزمة الخضراء على تقليل درجة حرارة المحيط الى درجات اقل".
ويتابع الشيخلي "تلك الاحزمة يجب ان تكون من ضمن نباتات اصيلة عراقية، وليست نباتات دخيلة، والا ستضيف مشكلة بيئية جديدة بادخال نباتات دخيلة على البيئة، ومن الممكن ان تنتشر وتسبب ضررا في التنوع البايلوجي النباتي بالسبة للعراق".
ويؤكد الخبير على ان الاحزمة الخضراء يجب ان يكون لها استراتيجية واضحة، لانها تساهم في زيادة مستوى التنوع البيولوجي في العراق، وبالتالي تُمكّن البيئة العراقية بأن تزدهر مرة اخر خاصة اذا كانت نباتات من ضمن البيئة العراقية وستقوم بجذب انواع مختلفة من الكائنات الحية خاصة من الطيور والملقحات واللافقريات، ذلك انها تشكل موئل في بناء مجتمعاتها والتكاثر، وبالتالي سيكون هذا المشروع له تأثير مزدوج في صد التغير المناخي وصون البيئة العراقية والتنوع البيولوجي في العراق بحسب قوله.
ويذهب الشيخلي الى أهمية التعاون والشراكة بين البرامج الحكومية والبرامج التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني، ذلك ان المشاريع غير المخطط لها، لا تخدم الجميع. ويقصد بذلك كما يوضح، وجود استراتيجية واضحة لبناء الحزام الاخضر لتكون متينة وقوية من خلال الجهد التشاركي بين المنظمات الاممية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في ملف التغيير المناخي وبتوجيه ودعم من الحكومة العراقية، هذا العمل التشاركي يكون له دور في انجاح ملف الازمة الخضراء العشوائية والاعمال المتفرقة التي لا تكاد تصل الى النتيجة الحتمية لهذه الاحزمة".
انجز التقرير ضمن مشروع (الصحافة البيئية في العراق) بدعم من منظمة (انترنيوز)
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: العتبة الحسینیة هذا المشروع فی کربلاء فی العراق
إقرأ أيضاً:
اليمن.. أسطورة الردع التي هزمت المشروع الأمريكي
يمانيون/ تقارير
أثبت اليمن، منذ عقد على نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م، مدى القدرة العالية على مواجهة أعتى إمبراطورية عسكرية على مستوى العالم “أمريكا” وأجبرها على الرحيل من المياه الإقليمية والدولية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وخليج عدن وسحب حاملات طائراتها وبارجاتها ومدمراتها، وإخراج بعضها محترقة وأخرى هاربة تجر أذيال الهزيمة.وبالرغم مما تعرض له اليمن من عدوان وحصار من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، منذ عشر سنوات، إلا أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إيجاد قوة ردع لم تكن في الحسبان، ولم يتوقعها الصديق والعدو، عادت باليمن إلى أمجاده وحضارته وعراقته المشهورة التي دوّنها التاريخ وكتب عنها في صفحاته، وأصبح اليمن اليوم بفضل الله وبحكمة وحنكة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، رقمًا صعباً في المعادلة الإقليمية والدولية.
مجددًا تنتصر القوات المسلحة اليمنية لغزة وفلسطين، بعملياتها العسكرية النوعية خلال الساعات الماضية وتثبت للعالم بأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بما تمتلكه من إمكانيات وقوات عسكرية وحربية كبيرة، مجرد فقاعة اعتاد الإعلام والأدوات الصهيونية تضخيمها لإخضاع الدول والشعوب المستضعفة، لكنها في الحقيقة عاجزة عن إيقاف صواريخ ومسيرات باتت تهددّها في العمق الصهيوني وتدك مرابضها في البحار.
وفي تطور لافت، أفشلت القوات المسلحة اليمنية بعملية عسكرية نوعية أمس الأول، الهجوم الأمريكي البريطاني، باستهداف حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان” ومدمرات تابعة لها، وأجبرتها على الفرار من موقعها وأحدثت هذه العملية حالة من الإرباك والصدمة والتخبط في صفوف قوات العدو الأمريكي البريطاني.
بالمقابل حققت القوات المسلحة اليمنية تطورًا غير مسبوق في اختراق منظومة السهم والقبة الحديدية الصهيونية التي عجزت عن اعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية وآخرها صاروخ فرط الصوتي “فلسطين2” الذي دك منطقة “يافا” الفلسطينية المحتلة، محدثًا دمارًا هائلًا ورعبًا في صفوف العدو الصهيوني، وعصاباته ومستوطنيه.
لم يصل اليمن إلى ما وصل إليه من قوة ردع، إلا بوجود رجال أوفياء لوطنهم وشعبهم وأمتهم وخبرات مؤهلة، قادت مرحلة تطوير التصنيع الحربي والعسكري على مراحل متعددة وأصبح اليمن اليوم بما يمتلكه من ترسانة عسكرية متطورة يضاهي الدول العظمى، والواقع يشهد فاعلية ذلك على الأرض، وميدان البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي غير بعيد وما يتلقاه العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني من ضربات موجعة خير دليل على ما شهدته منظومة الصناعة العسكرية والتقنية للجمهورية اليمنية من تطور في مختلف تشكيلاتها.
وفي ظل تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية وتواطئها مع كيان العدو الصهيوني، تجاه ما يمارسه في غزة وكل فلسطين من جرائم مروعة، ودعمها للمشروع الأمريكي، الأوروبي في المنطقة، برز الموقف اليمني المساند لفلسطين، وملأ الفراغ العسكري العربي والإسلامي لمواجهة الغطرسة الصهيونية وأصبحت الجبهة اليمنية اليوم الوحيدة التي تواجه قوى الطغيان العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا نيابة عن الأمة.
يخوض اليمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، منذ السابع من أكتوبر 2023م مع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، نصرة لفلسطين وإسنادًا لغزة، وهو متسلحاً بالله وبحاضنة شعبية وترسانة عسكرية ضخمة لمواجهة الأعداء الأصليين وليس الوكلاء كما كان سابقًا.
وبما تمتلكه صنعاء اليوم من قوة ردع، فرضت نفسها بقوة على الواقع الإقليمي والدولي، أصبح اليمن أسطورة في التحدّي والاستبسال والجرأة على مواجهة الأعداء، وبات اليمني بشجاعته وصموده العظيم يصوّر مشهداً حقيقياً ويصنع واقعًا مغايرًا للمشروع الاستعماري الأمريكي الغربي، الذي تحاول الصهيونية العالمية صناعة ما يسمى بـ” الشرق الأوسط الجديد” في المنطقة والعالم، وأنى لها ذلك؟.