يستعد فلاديمير بوتين لبدء فترة ولايته الخامسة كرئيس لروسيا، حيث تجد موسكو نفسها على مفترق طرق، وهي تتصارع مع القمع الداخلي والسياسات الخارجية الحازمة التي تردد صداها في جميع أنحاء أوروبا وخارجها. إن العملية الانتخابية المقبلة، الخالية من المنافسة الحقيقية بسبب استبعاد شخصيات معارضة بارزة، ترمز إلى تآكل الحريات السياسية في ظل حكم بوتن.

منذ توليه منصبه قبل 24 عاما، أشرف بوتين على انحدار كبير في التعددية السياسية داخل روسيا، مع إسكات الأصوات المعارضة، أو نفيها، أو مواجهتها بالعنف. إن وفاة شخصية المعارضة البارزة أليكسي نافالني مؤخراً، وسط مزاعم بتورط الدولة، تؤكد المخاطر التي يواجهها أولئك الذين يتحدون الوضع الراهن.

ومن الناحية الاقتصادية، فشلت إدارة بوتين في الاستفادة من الموارد الطبيعية الوفيرة في روسيا، واختارت بدلاً من ذلك الاعتماد على إنتاج الأسلحة للتعويض عن تأثير العقوبات الدولية. ورغم أن هذه الاستراتيجية وفرت المرونة على المدى القصير، فإن العواقب الطويلة الأجل، بما في ذلك فقدان القدرة على الوصول إلى الأسواق الغربية وتقلص مناخ الاستثمار الأجنبي، تلوح في الأفق بشكل كبير.

علاوة على ذلك، كانت سياسة بوتين الخارجية العدوانية، والتي تجسدت في تورط روسيا في الصراع في أوكرانيا، سبباً في توتر العلاقات مع الدول الأوروبية الأطلسية وتعميق اعتماد موسكو على التحالفات مع شركاء أقل سمعة مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية.

ويظل مدى الدعم الداخلي الذي يحظى به بوتن غامضاً، في ظل محدودية حرية الإعلام وتكتيكات الترهيب التي تعيق استطلاعات الرأي المستقلة. وفي حين احتشد بعض الروس حول بوتن في مواجهة الضغوط الخارجية، فإن الأصوات المعارضة لا تزال قائمة، كما يتضح من الاحتجاجات الأخيرة والتعبير عن السخط.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه سلطته، تمكن بوتين من الحفاظ على قبضته القوية على السلطة، وتعزيز سيطرته حتى في خضم الاضطرابات الداخلية. ومن ناحية أخرى، يواجه الغرب مهمة شاقة تتمثل في كبح سلوك روسيا العدواني من خلال العقوبات المستهدفة وتعزيز الدعم لأوكرانيا.

وبينما يبدأ بوتين فترة ولايته الخامسة، يجب على المجتمع الدولي أن يظل يقظًا، وأن يضاعف الجهود لمواجهة عدوان موسكو وحماية القيم الديمقراطية داخل روسيا وفي جميع أنحاء العالم.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

بوتين: لم اقابل بشار الأسد منذ وصوله موسكو ومستعد للقاء ترامب

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه لم يلتق بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، بعد وصوله إلى موسكو، مشيرا إلى أنه يعتزم التحدث إليه لمعرفة مصير الصحفي الأمريكي المفقود.

 

وأضاف بوتين، خلال اللقاء الصحفي السنوي: لا أعلم إلى أي درجة نحن بحاجة لقواعدنا في سوريا وما الذي يمكن أن تقدمه، واقترحنا أن يستخدم شركاؤنا قاعدتنا الجوية في سوريا لأغراض إنسانية في سوريا وكذلك القاعدة البحرية.

وأكد الرئيس الروسي أنه مستعد للقاء ترمب في أي وقت ، مضيفا: أن هناك من يحاول أن يقدم ما حصل في سوريا على أنه هزيمة لروسيا وهذا غير صحيح.

القوات الإيرانية انسحبت من سوريا إلى لبنان

وأشار بوتين، إلى أن جزء من القوات الإيرانية انسحبت من سوريا إلى لبنان والآخر للعراق بعد سقوط الأسد، وهناك من يحاول أن يقدم ما حصل في سوريا على أنه هزيمة لروسيا وهذا غير صحيح.

مقالات مشابهة

  • بوتين: 240 مليار دولار حجم التبادل بين موسكو وبكين
  • بوتين: لم ألتق بشار الأسد بعد وصوله إلى موسكو لكنني أعتزم التحدث إليه
  • بوتين: روسيا لم تُهزم في سوريا
  • بوتين: لم أجلس مع الأسد بعد لجوئه إلى موسكو.. كشف بعض التفاصيل
  • عاجل | بوتين: لم ألتق بشار الأسد بعد وصوله إلى موسكو لكنني أعتزم التحدث إليه
  • بوتين: روسيا أجلت 4 آلاف مقاتل إيراني من سوريا وأعتزم لقاء الأسد في موسكو
  • بوتين: لم اقابل بشار الأسد منذ وصوله موسكو ومستعد للقاء ترامب
  • بشار الأسد يصدر بيانه الأول بعد خلعه من السلطة وفراره إلى موسكو
  • بوتن يقول إن العدد الكبير من المتطوعين يحول مسار الحرب في أوكرانيا لصالح روسيا
  • بوتين: الغرب يدفع روسيا نحو “الخطوط الحمراء”