جامع زوجته في نهار رمضان ولا يستطيع صيام 60 يوما.. علي جمعة يوضح الكفارة
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
من المعروف أن صيام رمضان لا يكون بالامتناع عن الأكل والشرب فقط ، وإنما كذلك عن كل الشهوات سواء البطن أو الفرج ، وهو ما يوقع من جامع زوجته في نهار رمضان أي أثناء الصيام في ورطة كبيرة، حيث إن كفارة هذا الفعل شديدة وهي صيام شهرين متتابعين عن كل يوم، وهي كفارة ليست بالسهلة ، لذا نجد من بين من جامع زوجته في نهار رمضان من لا يستطيع أداء الكفارة، لذا يتساءل ماذا عليه فعله للخروج من هذا المأزق.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الجماع مع الزوجة ممنوع في نهار رمضان، لكن في ليل رمضان مباح الْجِمَاعَ وَالْأَكْلَ وَالشُّرْبَ فِي لَيَالِي الصَّوْمِ حتى طلوع الفجر.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «جامعت زوجتي أثناء الصيام في نهار رمضان، وعلمت أن عليا كفارة كبرى وهي صيام شهرين متتابعين، ولا أستطيع صومها، فماذا أفعل؟»، أن جماع الرجل لزوجته عمدًا في نهار رمضان يبطل صيامهما، منوهًا بأن من يفعل ذلك فعليه القضاء، والكفارة في جميع المذاهب هى صيام شهرين متتابعين.
وأضاف أن العلماء اختلفوا في هل الكفارة على الزوج والزوجة معًا؟، فبعض المذاهب ترى أن الكفارة عليهما، وبعضها ترى الكفارة على الزوج، أما الزوجة فعليها القضاء فقط، وإن كان الاثنان شريكين في الإثم والمعصية، وفي واقعة السوؤال من حيث تعمد الزوج فيجب عليه وحدَه الكفارة جزاء التعدي على حدود الله، وهي صيام شهرين متتابعين عن كل يوم أفطره في رمضان.
وتابع: فإن عجز عن التكفير عن كلها أو بعضها بالصيام أطعم عن المعجوز عنه ستين مسكينًا من أوسط ما يطعم منه أهله؛ لأن الحديث الصحيح الذي جاء فيه الصحابي يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه وقع بأهله في نهار رمضان قد ورد فيه حكمُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بالكفارة عليه وحده، ولم يخبره بكفارة على امرأته.
ونبه إلى أن هذا وقت الحاجة لإظهار الحكم، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فلم يجب على المرأة إلا القضاء فقط؛ ولأن الرجل المجامع يفطر بالجماع فعليه الكفارة العظمى وأما المرأة المجامعة فإنها تفطر بدخول شيء في فرجها قبل أن تصل إلى حد الجماع الشرعي فلا كفارة عظمى عليها.
واستشهد بالحديث الذي رواه البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «وَمَا أَهْلَكَكَ». قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِى فِى رَمَضَانَ. قَالَ «هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً». قَالَ لاَ. قَالَ «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ». قَالَ لاَ. قَالَ « فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا». قَالَ لاَ - قَالَ - ثُمَّ جَلَسَ فَأُتِىَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ. فَقَالَ «تَصَدَّقْ بِهَذَا». قَالَ أَفْقَرَ مِنَّا فَمَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا. فَضَحِكَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ «اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ».
الجماع في نهار رمضانورد إن الجماع في نهار رمضان عمدًا من مبطلات الصوم، بإجماع العلماء، ومن يفعل ذلك فعليه القضاء والكفارة في جميع المذاهب، وبناء عليه فإن من يتعمد الجماع في نهار رمضان يبطل صيامه، ويتوجب عليه القضاء والكفارة بإجماع المذاهب الفقهية، وتكون كفارة الجماع في نهار رمضان هي عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أي ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا.
كفارة الجماع في نهار رمضانونبهت دار الإفتاء المصرية ، في كفارة الجماع في نهار رمضان ، إلى أن من يتعمد الجماع في نهار رمضان يبطل صيامه، ويتوجب عليه القضاء والكفارة بإجماع المذاهب الفقهية.
وأفادت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال: (ما هي كفارة الجماع في نهار رمضان؟ فقد تزوجَت امرأةٌ منذ عشرين عامًا، وأفطرَتْ تسعة أيام في رمضان: منها خمسة أيامٍ في أيامِ العُرس، وأربعة أيامٍ في العامِ التالي؛ وكان هذا بسبب الجماع في نهار رمضان، وكان هذا الأمر على جهلٍ منها، ولم تكن تعلم أو تشعر بخطورةِ هذا الذنب، وقد سألَتْ بعد ذلك فنصحها البعضُ بصيام شهرين متتابعين، وقال البعض: لا حرج عليك فالإثم كله على الزوج، وحينما نصحها بعضهم بإحضار مبلغ معين حتى يتم إطعام ستين مسكينًا رفض زوجها كما رفض الصيام. وتسأل: ماذا عليَّ أن أفعل؟ وماذا على زوجي أن يفعل؟)، بأنه يجب على كل من الزوجين في هذه الحالة قضاء تسعة أيام.
و أضافت أنه يجب على الزوج وحده كفارةٌ صيام شهرين متتابعين عن كل يومٍ، فإن عجز عن الكفارة بالصيام فإنه يطعم عن اليوم المعجوز عنه ستين مسكينًا من أوسط ما يُطعِم أهلَه.
وتابعت: إذا كان الحال كما ورد بالسؤال ففي هذه الحالة يكون قد وجب عليهما -هي وزوجها- القضاء، وذلك بصيام تسعة أيام لكل منهما، كما يجب عليه وحدَه الكفارة جزاء التعدي على حدود الله، وهي صيام شهرين متتابعين عن كل يوم، فإن عجز عن التكفير عن كلها أو بعضها بالصيام أطعم عن المعجوز عنه ستين مسكينًا من أوسط ما يطعم منه أهله.
وأشارت إلى أن الحديث الصحيح الذي جاء فيه الصحابي يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه وقع بأهله في نهار رمضان قد ورد فيه حكمُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بالكفارة عليه وحده، ولم يخبره بكفارة على امرأته.
وبينت أن هذا وقت الحاجة لإظهار الحكم، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فلم يجب على المرأة إلا القضاء فقط؛ ولأن الرجل المجامع يفطر بالجماع فعليه الكفارة العظمى وأما المرأة المجامعة فإنها تفطر بدخول شيء في فرجها قبل أن تصل إلى حد الجماع الشرعي فلا كفارة عظمى عليها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجماع في نهار رمضان كفارة الجماع في نهار رمضان
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: القوة والتمكن فى الأرض ليس مقياسًا للحق
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن لسُنّة الله الكونية التي لا تتخلف؛ وهو أن القوة والتمكّن في الأرض ليس مقياسًا للحق، وأن النعمة الربانية يعطيها الله سبحانه وتعالى لكل أحد، للمؤمن والكافر؛ فليس الغِنى، وليست الصحة، وليس الجاه، وليس السلطان، وليست القوة بمقياس للحق؛ فقد تكون مع الكافر، ومع الملحد، ومع المؤذي، ومع المفسد، وقد تكون مع التقي النقي.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه هكذا رأينا الأنبياء، فمنهم المِلك، ومنهم من كان فقيرًا، ومنهم من كان غنيًا، كلهم كانوا أصحاب فطنة، وذكاء، وصفاء، ونقاء، واصطفاء، ولكن تقلبت عليهم الدنيا؛ منهم من جعل الله الدنيا في يده، ومنهم من كان فقيرًا إليه سبحانه وتعالى لا يسأل الناس إلحافًا. كلهم كانوا من أشراف أقوامهم، كلهم كانوا صادقين، ولكن هذه المقاييس التي نسميها بمقياس النعمة قد يُحرمها أحدهم. ولذلك رأينا من الأنبياء من ضُرَّ بصره مثل سيدنا يعقوب، ورأينا من الأنبياء من ابتُلي في جسده بالمرض مثل سيدنا أيوب عليه السلام، وكان النبي ﷺ وهو سيد الخلق يمرض، وكان قد وقع مرةً من على الفرس فكُشِح (كُشِح يعني رُدَّت ضلوعه). وعندما حاول يهود أن يقتلوا النبي ﷺ بالسم، فدست امرأةٌ من اليهود السم في الذراع، فإنه تألم وقال: «أكلة خيبر قطعت أبهري»، والأبهر هو الأورطى. فالنبي ﷺ وهو بشر عندما جُرح نزف دمًا، وكُسِرت رَباعيته وهكذا.
إذًا فمقياس الحق ليس هو النعمة؛ فالنعمة يتقلب فيها المؤمن والكافر. لو كان الله سبحانه وتعالى جعل سنة كونه أن كل من انحرف عن طريقه أُوذي، لكان الناس كلهم قد استقاموا، ولكن ولأن النعمة ليست مقياسًا للحق فإنه: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ} ماذا فعل فيهم ربنا؟ {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} يعني نِعَمًا كثيرة جاءتهم لأن هذا ليس مقياسًا للحق. لا يقول أحدهم: لو كان الله قد غضب عليَّ لحرمني، هذا كلامٌ غير سديد، لأن الله سبحانه وتعالى إذا أكرمك ووفقك لطاعته؛ فإنما ذلك دليل على رضاه. فإذا ما أردت أن تعرف قربك أو بُعدك عن الله فانظر إلى طاعتك: هل أنت موفق للطاعة فالله راضٍ عنك؟ أو أنك بعيدٌ عنها فالله سبحانه وتعالى ليس راضيًا عنك؟ أما النعم، فهذه يأخذها المؤمن، ويأخذها الكافر؛ يرزق الله المؤمنين والكافرين من حيث لا يحتسبون، ويرزقهم رزقًا واسعًا رغدًا.
ولكن انظر إلى نفسك في الطاعة: هل أنت قد تذكرت ما ذكَّرك الله به؟ فأنت في رضاه، أو أنك على خلاف ذلك فأنت خارج دائرة نظر الله ورعايته سبحانه وتعالى، وأنت في ضلالة. فلترجع، ولتراجع نفسك، ولتعد إلى الحق، وإلى دائرة نظر الله سبحانه وتعالى.