من المعروف أن صيام رمضان لا يكون بالامتناع عن الأكل والشرب فقط ، وإنما كذلك عن كل الشهوات سواء البطن أو الفرج ، وهو ما يوقع من جامع زوجته في نهار رمضان أي أثناء الصيام في ورطة كبيرة، حيث إن كفارة هذا الفعل شديدة وهي صيام شهرين متتابعين عن كل يوم، وهي كفارة ليست بالسهلة ، لذا نجد من بين من جامع زوجته في نهار رمضان من لا يستطيع أداء الكفارة، لذا يتساءل ماذا عليه فعله للخروج من هذا المأزق.

هل الاحتلام في رمضان يبطل الصيام ويوجب الكفارة والقضاء؟.. الإفتاء توصي بـ عملين هل اللبان في رمضان يفطر؟.. الإفتاء توضح حقيقة مضغ النبي العلكة وهو صائم لماذا نقرأ سورة الرحمن في رمضان بعد العصر؟.. لـ5 أسباب لا يعرفها كثيرون هل الغيبة والنميمة في نهار رمضان تفسد الصيام؟.. احذرها وعجل بتكفيرها بهذا العمل جامع زوجته في نهار رمضان

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الجماع مع الزوجة ممنوع في نهار رمضان، لكن في ليل رمضان مباح الْجِمَاعَ وَالْأَكْلَ وَالشُّرْبَ فِي لَيَالِي الصَّوْمِ حتى طلوع الفجر.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «جامعت زوجتي أثناء الصيام في نهار رمضان، وعلمت أن عليا كفارة كبرى وهي صيام شهرين متتابعين، ولا أستطيع صومها، فماذا أفعل؟»، أن جماع الرجل لزوجته عمدًا في نهار رمضان يبطل صيامهما، منوهًا بأن من يفعل ذلك فعليه القضاء، والكفارة في جميع المذاهب هى صيام شهرين متتابعين.

وأضاف أن العلماء اختلفوا في هل الكفارة على الزوج والزوجة معًا؟، فبعض المذاهب ترى أن الكفارة عليهما، وبعضها ترى الكفارة على الزوج، أما الزوجة فعليها القضاء فقط، وإن كان الاثنان شريكين في الإثم والمعصية، وفي واقعة السوؤال من حيث تعمد الزوج فيجب عليه وحدَه الكفارة جزاء التعدي على حدود الله، وهي صيام شهرين متتابعين عن كل يوم أفطره في رمضان. 

وتابع: فإن عجز عن التكفير عن كلها أو بعضها بالصيام أطعم عن المعجوز عنه ستين مسكينًا من أوسط ما يطعم منه أهله؛ لأن الحديث الصحيح الذي جاء فيه الصحابي يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه وقع بأهله في نهار رمضان قد ورد فيه حكمُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بالكفارة عليه وحده، ولم يخبره بكفارة على امرأته. 

ونبه إلى أن هذا وقت الحاجة لإظهار الحكم، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فلم يجب على المرأة إلا القضاء فقط؛ ولأن الرجل المجامع يفطر بالجماع فعليه الكفارة العظمى وأما المرأة المجامعة فإنها تفطر بدخول شيء في فرجها قبل أن تصل إلى حد الجماع الشرعي فلا كفارة عظمى عليها.

 واستشهد بالحديث الذي رواه البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «وَمَا أَهْلَكَكَ». قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِى فِى رَمَضَانَ. قَالَ «هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً». قَالَ لاَ. قَالَ «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ». قَالَ لاَ. قَالَ « فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا». قَالَ لاَ - قَالَ - ثُمَّ جَلَسَ فَأُتِىَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ. فَقَالَ «تَصَدَّقْ بِهَذَا». قَالَ أَفْقَرَ مِنَّا فَمَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا. فَضَحِكَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ «اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ».

الجماع في نهار رمضان

 ورد إن الجماع في نهار رمضان عمدًا  من مبطلات الصوم، بإجماع العلماء، ومن يفعل ذلك فعليه القضاء والكفارة في جميع المذاهب، وبناء عليه فإن من يتعمد الجماع في نهار رمضان يبطل صيامه، ويتوجب عليه القضاء والكفارة بإجماع المذاهب الفقهية، وتكون كفارة الجماع في نهار رمضان هي عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أي ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا.

كفارة الجماع في نهار رمضان

ونبهت دار الإفتاء المصرية ، في كفارة الجماع في نهار رمضان ، إلى أن من يتعمد الجماع في نهار رمضان يبطل صيامه، ويتوجب عليه القضاء والكفارة بإجماع المذاهب الفقهية.

وأفادت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال: (ما هي كفارة الجماع في نهار رمضان؟ فقد تزوجَت امرأةٌ منذ عشرين عامًا، وأفطرَتْ تسعة أيام في رمضان: منها خمسة أيامٍ في أيامِ العُرس، وأربعة أيامٍ في العامِ التالي؛ وكان هذا بسبب الجماع في نهار رمضان، وكان هذا الأمر على جهلٍ منها، ولم تكن تعلم أو تشعر بخطورةِ هذا الذنب، وقد سألَتْ بعد ذلك فنصحها البعضُ بصيام شهرين متتابعين، وقال البعض: لا حرج عليك فالإثم كله على الزوج، وحينما نصحها بعضهم بإحضار مبلغ معين حتى يتم إطعام ستين مسكينًا رفض زوجها كما رفض الصيام. وتسأل: ماذا عليَّ أن أفعل؟ وماذا على زوجي أن يفعل؟)، بأنه يجب على كل من الزوجين في هذه الحالة قضاء تسعة أيام.

و أضافت أنه يجب على الزوج وحده كفارةٌ صيام شهرين متتابعين عن كل يومٍ، فإن عجز عن الكفارة بالصيام فإنه يطعم عن اليوم المعجوز عنه ستين مسكينًا من أوسط ما يُطعِم أهلَه.

وتابعت: إذا كان الحال كما ورد بالسؤال ففي هذه الحالة يكون قد وجب عليهما -هي وزوجها- القضاء، وذلك بصيام تسعة أيام لكل منهما، كما يجب عليه وحدَه الكفارة جزاء التعدي على حدود الله، وهي صيام شهرين متتابعين عن كل يوم، فإن عجز عن التكفير عن كلها أو بعضها بالصيام أطعم عن المعجوز عنه ستين مسكينًا من أوسط ما يطعم منه أهله.

وأشارت إلى أن الحديث الصحيح الذي جاء فيه الصحابي يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه وقع بأهله في نهار رمضان قد ورد فيه حكمُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بالكفارة عليه وحده، ولم يخبره بكفارة على امرأته.

وبينت أن هذا وقت الحاجة لإظهار الحكم، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فلم يجب على المرأة إلا القضاء فقط؛ ولأن الرجل المجامع يفطر بالجماع فعليه الكفارة العظمى وأما المرأة المجامعة فإنها تفطر بدخول شيء في فرجها قبل أن تصل إلى حد الجماع الشرعي فلا كفارة عظمى عليها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجماع في نهار رمضان كفارة الجماع في نهار رمضان

إقرأ أيضاً:

علي جمعة يكشف سرُّ الاتزان وحلُّ أسئلة الوجود

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، في خطبة جمعة سابقة له بتاريخ 5 مايو 2006، أن الإيمان بالغيب والشهادة هو الأساس الذي يحقق التوازن في حياة المسلم، ويجيب على أسئلة العقل البشري الوجودية.

 

الإيمان بالغيب: أول أركان التقوى

 وأوضح جمعة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تركنا على "المحجة البيضاء"، أي طريق الهداية الواضح الذي لا يضل سالكه.

وأشار  جمعة إلى أن الغيب يمثل أحد أهم أركان الإيمان، مستشهدًا بقوله تعالى: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} (البقرة: 2-3).

 وأوضح أن الإيمان بالغيب يربط المؤمن بالله عز وجل في كل جوانب حياته، ويدفعه للثقة في الحكمة الإلهية حتى عندما لا يدرك العقل أبعادها.

الإيمان بالشهادة: بناء الحق والعمارة

وفيما يتعلق بالشهادة، بيّن جمعة أن الله أنزل القرآن الكريم ليكون دستورًا يهدي الإنسان إلى كيفية إقامة الشهادة بالحق، مشيرًا إلى أنها تتجسد في ثلاث محاور رئيسية: عبادة الله، وعمارة الدنيا، وتزكية النفس. وأضاف أن هذه الشهادة تعني التزام المسلم بالحق في جميع أفعاله وأقواله.

التوازن بين الغيب والشهادة

واختتم  جمعة خطبته بالتأكيد على أن التصديق بالغيب والشهادة يضع المسلم في حالة توازن نفسي وعقلي. 

هذا التوازن يساعده على عبادة ربه بإخلاص، والقيام بمسؤولياته تجاه المجتمع، وتطوير نفسه أخلاقيًا وروحيًا.

وقال إن الإيمان بالغيب والشهادة يجعل المسلم يعيش في حالة من السكينة واليقين، لأنه وجد إجابات مقنعة على الأسئلة الكبرى التي تشغل العقل البشري، مثل الغاية من الحياة، والمصير بعد الموت، وطبيعة الكون.

 

 

مقالات مشابهة

  • آمين الفتوى يوضح حكم البكاء على الميت والحزن عليه
  • علي جمعة يكشف سرُّ الاتزان وحلُّ أسئلة الوجود
  • موعد صيام الأيام البيض في شهر جمادى الأولى .. 8 فضائل للصائمين
  • دار الإفتاء توضح حكم زيارة قبر الوالدين كل جمعة وقراءة القرآن لهما
  • حكم صيام يوم الجمعة منفردا بنية قضاء أيام من رمضان.. الإفتاء ترد
  • هل الحلف بقول «وكتاب الله» ينعقد بها يمينا؟.. وما حكم الكفارة؟
  • علي جمعة: الطعام له أثر في تصرفات الإنسان وفي الاستجابة لأوامر الله
  • علي جمعة: ولي الله إختفى فى الناس كاختفاء ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان
  • حكم تعويض المرأة لمن فاتها من صيام في شهر رمضان
  • حكم البكاء على الميت والحزن عليه؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)