إلى أين وصلت خطط الاحتلال لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
تتعالى أصوات محذرة من تنفيذ مخططات الاحتلال الإسرائيلي بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا؛ إذ يقتحم المستوطنون المسجد من باب المغاربة عند حائط البراق بشكل يومي لتنفيذ هذا المخطط القديم – الجديد.
وبحسب تقرير لمراسل الجزيرة حسان مسعود، فإن الاقتحام يتم على فترتين الأولى صباحية بين الساعتين 7 و11، وتتضمن اقتحام ما بين 90 و100 مستوطن يوميا بحماية مشددة من القوات الإسرائيلية، بينما ألغيت الفترة المسائية خلال رمضان بين الساعتين 1:30 و2:30.
ويقول الخبير بشؤون القدس والاستيطان الدكتور خليل التفكجي، إن التقسيم المكاني للأقصى بدأ منذ عام 2000 بعد سحب السلطة من الأوقاف الإسلامية بالقدس.
وأشار التفكجي إلى أن المستوطنين يبدؤون اقتحام الأقصى صباحا لإقامة صلوات تلمودية بهذا المكان، ثم بعد صلاة الظهر يكون هناك اقتحام آخر تحت حماية الاحتلال، حيث يُمنع بنفس الوقت دخول أي مصلٍ.
ولفت إلى أن التقسيم المكاني قضية سياسية بثوب ديني، إذ يريد الجانب الإسرائيلي السيطرة على هذا المكان بإقامة الكنس بهذا المكان، مبينا أن باب الرحمة -وفق الرؤية الدينية الإسرائيلية- سيدخل منه المسيح المنتظر لإقامة الهيكل بدل قبة الصخرة، حسب زعمهم.
بدوره، قال عضو مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس الدكتور مصطفى أبو صوي، إن المسجد الأقصى هو كل ما يُرى، وما دار عليه السور، وما علا في سمائه وباحاته ومسقوفاته وما تحت الأرض وليس قبة الصخرة أو المسجد القبلي فحسب.
وأوضح خلال "نافذة الجزيرة من القدس"، أن هناك فرقا بين المسجدين الإبراهيمي والأقصى فبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي تم تقسيم المسجد، و"هناك 64% من أبنية المسجد مع اليهود و10 أيام بالسنة ممنوع خلالها على المسلمين دخوله، فضلا عن منع الأذان مئات المرات"، مشيرا إلى أن التقسيم الزماني والمكاني موجود بالفعل.
وينبه إلى أن الوضع مختلف في الأقصى، "فحتي عام 2000 كانت مديرية الأوقاف الإسلامية بالقدس مسؤولة عن دخول الأجانب"، لكن الوضع اختلف بعد فكرة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون الانفصال عن الفلسطينيين بحيث لم يدخل سياح بين عامي 2000 و2003.
ولفت إلى أن شرطة الاحتلال غيرت الوضع في 2003 من دون التنسيق مع الأوقاف الإسلامية، مؤكدا أن الشرطة عندما تأخذ قرارها بشأن الأقصى "يعني أنه صادر من مكتب رئيس الوزراء وأغلب الحكومات كان يقودها بنيامين نتنياهو".
الأوضاع ميدانياوكان مراسل الجزيرة حسان مسعود -قد أفاد من داخل المسجد الأقصى- بأن 55 ألف مصل أدوا صلاتي العشاء والتراويح في ليلة الثامن من رمضان، مشيرا إلى أن الإمام خصص الدعاء لأهل قطاع غزة ودعا لرفع الغمة وانتهاء الحرب وسياسة التجويع عنهم.
وبيّن أن الأوضاع عند أبواب المسجد الأقصى بدأت تختلف مقارنة ببداية رمضان، بعد ملاحظة دخول شبان بشكل أوضح متحدين كافة العراقيل التي فرضتها قوات الاحتلال منذ بداية الشهر الفضيل.
بدورها، قالت مراسلة الجزيرة فاطمة خمايسي، إن شرطة الاحتلال غير معنية بأي احتكاك مباشر مع المصلين، وتكتفي فقط بتفتيش انتقائي للفلسطينيين الذين يخرجون من الأقصى.
ونبهت إلى وجود تغيير بالسياسة الإسرائيلية خاصة عند باب حطة -الذي كان مسرحا لمشادات في اليوم الأول لرمضان- وأشارت إلى غياب الزينة والمظاهر الاحتفالية في شهر رمضان عند هذا الباب الذي كان يعتبر مقصدا سياحيا للقادمين من الخارج، ويرتاده مواطنو الداخل الفلسطيني والضفة الغربية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الأوقاف الإسلامیة المسجد الأقصى إلى أن
إقرأ أيضاً:
ندوة الإفتاء الدولية.. مستشار الرئاسة الفلسطينية: سيظل الأقصى حاملًا لآمالنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقى الدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني، في افتتاح أعمال الندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية، كلمةً بارزة عبَّر فيها عن تقديره لجهود دار الإفتاء في جمع العلماء والمفكرين لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، معربًا عن شُكره العميق لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، على تنظيم هذه الفعالية التي تفتح الأُفق للتشاور حول ما يُصلح حال الأمة. كما وجَّه تحياته للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيدًا برعايته لهذه الندوة التي تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية ودعم القضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ونقل معالي الدكتور الهبَّاش في كلمته شكرَ الشعب الفلسطيني وقيادته لمصر، لما تقدِّمه من دعمٍ مستمر وثابت للقضية الفلسطينية، سواء من خلال مواقفها السياسية الثابتة أو من خلال دعمها الشعبي والعلمي، مؤكدًا أن مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها. وقال: "إن دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان، هو مصدر قوة وصمود لنا في وجه المحاولات المستمرة لتدمير ما تبقى من هويتنا الوطنية والدينية."
وواصل الهباش حديثه عن التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، مستعرضًا وضع المنطقة العربية التي تشهد صراعاتٍ مستمرةً، والتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني. وذكَّر الحضورَ بحديثين نبويين شريفين يقدمان وصفًا دقيقًا لواقع الأمة الإسلامية؛ الأول، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، مبيِّنًا التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في ظل الانقسامات والتدخلات الأجنبية في شؤونها. أما الحديث الثاني فكان عن فقدان العلم، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء." مستعرضًا بذلك أهمية دَور العلماء في حفظ القيم والثوابت الإسلامية في وجه محاولات تحريف الوعي.
وأشار الهباش إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولات مستمرة لانتزاع هويته وحقوقه من خلال الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى محو الوعي الفلسطيني وإجبار الشعب على الاستسلام. وقال: "إن الاحتلال يسعى من خلال قتل الأطفال، وتدمير المساجد والمستشفيات، وتخريب المنشآت، إلى زرع الإحباط في نفوس الفلسطينيين ودفعهم إلى الاستسلام. لكنهم، رغم كل ما يمارس عليهم من ظلم، لن ينكسروا ولن يتخلوا عن أرضهم."
وأكد الهباش أن الشعب الفلسطيني، كما هو الحال مع الأجيال السابقة، سيظل متمسكًا بأرضه ولن يغادرها، وأنه سيظل يدافع عن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، قائلًا: "كما بقي التين والزيتون في أرضنا، سيظل المسجد الأقصى حاملًا لآمالنا، وسننتصر في النهاية، إن شاء الله."
وفيما يتعلق بالتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من جانب الكيان الصهيوني، أشار الهباش إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن "إسرائيل" يجب أن تبقى قائمة لـ 100 عام، مضيفًا: "لكن هذا الأمل الذي يراوده بعيد المنال، لأن وعد الله في سورة الإسراء حاسم وواضح: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 108]، وكل ما يفعله الاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة".
وأكمل الهباش متحدثًا عن التحدي الثاني الذي يواجهه الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وهو التحدي الداخلي المتعلق بالوعي، حيث أشار إلى محاولات الاحتلال الصهيوني لتغيير وعي الأجيال الفلسطينية، وزرع أفكار تدفع إلى الاستسلام وإضعاف الهوية الوطنية. وأوضح أن هناك جهودًا مكثفة من قِبل بعض القوى الخارجية لاستغلال الفكر الإسلامي وتحريفه لصالح مصالح الاحتلال، من خلال حملات إعلامية وفكرية تسعى إلى غزو العقول وتضليل الشباب العربي والفلسطيني، وخلق حالة من الإحباط والتنازل عن الحقوق. وقال: "إن محاولات تغيير الوعي الفلسطيني تندرج ضمن مخطط استعماري طويل الأمد يهدف إلى تدمير فكرة المقاومة والتمسك بالأرض."
وأكد الهباش أنَّ هذه المحاولات يجب أن تواجَه بتعزيز الوعي الديني والسياسي، وتربية الأجيال القادمة على فهم تاريخهم ومقدساتهم، وعلى أن فلسطين ستظل قلب العالم العربي والإسلامي، وأن الطريق الوحيد هو المقاومة والصمود في وجه كل محاولات الاحتلال وأعوانه.
وفي ختام كلمته، أكد الهباش أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله ولن ينهزم، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يترقب إلا وعد الله بالنصر، مؤكدًا: "نحن ماضون في دربنا، ولن ننهزم، وسنبقى على عهدنا بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. وإننا ننتظر وعد الله في النصر القريب، حيث سيكون المسجد الأقصى مسرحًا لصلاة المسلمين بأمان، وسنصلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بإذن الله، لنحقق وعده سبحانه."
وتوجه الدكتور الهباش بالدعاء إلى الله أن يكتب لفلسطين النصر القريب، وأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، وأن يتمكن المسلمين من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى الشريف، وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل.