تحدث تقرير في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، بعنوان “هجوم أوكرانيا المتوقف يضع بايدن في موقف سياسي مضطرب”، عن تلاشي آمال الإدارة الأميركية وحلفائها في أن تتمكن كييف من تقوية موقفها في التفاوض مع موسكو، مع تقدم بطيء على الأرض. وقال مسؤولون غربيون إنّ “الوتيرة البطيئة للهجوم المضاد لأوكرانيا تقلل الآمال في أن المفاوضات لإنهاء القتال قد تأتي هذا العام، وتثير شبح صراع مفتوح”.

وأضافت أنه “من شأن الجمود المحتمل أن يختبر استراتيجية الرئيس بايدن المعلنة لضخ مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية في أوكرانيا، لتمكين كييف من التفاوض مع روسيا من موقع قوة”. كما يمكن أن يتحدى قدرة الغرب المستمرة على توريد الأسلحة التي تعاني بالفعل من نقص، وتوفير المادة السياسية لأولئك الذين يعارضون دعم الولايات المتحدة للحرب، يضيف تقرير “وول ستريت جورنال”. وصرح جون هيربست، السفير الأميركي السابق في أوكرانيا، والمدافع عن توسيع المساعدة العسكرية إلى كييف، بأنه بات “من الواضح أنه من الأسهل تقديم المزيد من الدعم عندما تسير الأمور على ما يرام”، وأنّ “إدارة بايدن ليس لديها الكثير من الخيارات سوى الاستمرار في تقديم الأسلحة”. وأضاف أنّ “التراجع عن أوكرانيا والسماح حتى بانتصار جزئي لروسيا، سيكون بمثابة فشل مميز لسياسة بايدن الخارجية من شأنه أن يقزم الانسحاب الأفغاني”، الذي يعدّ نقطة سوداء في تاريخ بايدن السياسي وإدارته بسبب العشوائية الكارثية التي رافقته وما تلاه من سيطرة طالبان على أفغانستان وكابول بشكل سريع وبدون مقاومة تذكر، بعد 20 عاماً من الاحتلال الأميركي. وبالأمس، أكّدت الصحيفة أنّ “المسؤولين العسكريين الغربيين كانوا على علم، قبل بدء الهجوم الأوكراني المضاد، بأن كييف لا تملك قدراتٍ تدريبية أو أسلحة أو قذائف كافية لمواجهة القوّات الروسية”. كذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ “الحسابات السياسية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مُعقدة”، مضيفةً أنّ “بايدن على وشك أن يشارك في انتخابات خريف 2024، ولذلك، فإنّ البيت الأبيض يخشى تأثير الحرب ودعم واشنطن لأوكرانيا على حملة بايدن الانتخابية”. ويتناقض التردد الأميركي مع وجهات النظر المُتغيّرة في أوروبا، إذ أصبح المزيد من الزعماء خلال الأشهر الأخيرة يعتقدون أنّ أوكرانيا يجب أن تسود في الصراع، وأن روسيا يجب أن تخسر لضمان أمن القارة الأوروبية. ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أنّ “الجيوش الأوروبية تفتقر إلى الموارد الكافية لتزويد أوكرانيا بكلّ ما تحتاجه لمواجهة الجيش الروسي الذي يسيطر على نحو 20% من أوكرانيا”. ويقول دبلوماسيون غربيون، وفق الصحيفة، إنّ من غير المرجّح أن يزيد القادة الأوروبيون بشكلٍ كبير دعم كييف إذا شعروا بتردد الولايات المتحدة الأميركية. وعلم محللو وزارة الدفاع الأميركية، في وقتٍ سابق من هذا العام، أنّ قوات الخطوط الأمامية الأوكرانية ستُكافح ضد الهجمات الجوية الروسية، إذ أحصى تقييم سرّي للبنتاغون في شباط/فبراير 2023 “عدداً ضئيلاً من الأسلحة الأوكرانية القادرة على ضرب الطائرات الروسية البعيدة”، مشيراً إلى خطر “عدم القدرة على منع التفوّق الجوي الروسي”. وتفتقر أوكرانيا إلى معدّات الدفاع الجوي الكافية، مثل بطاريات “باتريوت” أميركية الصنع أو أنظمة “جيبارد” الألمانية المتنقلة، لنشرها عند الخطوط الأمامية للمواجهة. وقبل يومين، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ توريد الأسلحة والمرتزقة الأجانب والمستشارين لم يساعد نظام كييف على اختراق جبهة الجيش الروسي.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: وول ستریت جورنال

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: التحركات الإسرائيلية الأخيرة تثير قلق صناع القرار في تل أبيب

قال الباحث في العلاقات الدولية، والخبير السياسي محمد صادق، إنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإحصاء عدد الشهداء والجرحى والمفقودين بالدمار الهائل تستمر إسرائيل في توسعاتها في سوريا، مضيفاً أن الوجود الإسرائيلي في سوريا لم يعد مؤقتا حيث يتم بناء 9 مواقع عسكرية في المنطقة الأمنية وفقا لصور الأقمار الصناعية، فضلاً عن تأكيدات تل أبيب بأنها ستبقى في سوريا حتى 2025.

برلماني: الموقف العربي الموحد الحصانة لدحض مخطط التهجيروزير الصحة: وفد البرلمان الأوروبي أجرى أحاديث مهمة مع الوافدين من غزة

وأضاف صادق، أن إسرائيل شنت عملية عسكرية على سوريا في ديسمبر 2024 منذ الإطاحة بنظام الأسد، حيث احتلت المنطقة العازلة وأكملت السيطرة على قمة جبل الشيخ في ريف دمشق، بالإضافة إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية في محافظتي القنيطرة ودرعا.

وتابع صادق، أن هذه التحركات تأتي بعد قيام إسرائيل بنقل كميات كبيرة من الأسلحة الروسية الصنع التي استولت عليها كغنائم حرب من جنوب سوريا، بالإضافة إلى ما غنمته من حزب الله في جنوب لبنان وإرسالها إلى أوكرانيا لدعمها، فضلا عن استخدام طائرات النقل الأمريكية لنقل هذه الأسلحة من قاعدة هاتزريم الجوية في إسرائيل إلى مركز لوجيستي في بولندا، المعروف بدوره في إيصال المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وأكد صادق، أن طائرات النقل الأمريكية، التي تستطيع حمل ما يصل إلى 77 طنًا، كانت تحمل على متنها قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، وصواريخ RPG  وصواريخ حرارية متطورة وأنظمة صواريخ متنقلة مضادة للطائرات، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر ومعدات حربية أخرى.

وألمح صادق إلى أن هذه العملية تعكس التحالف المتزايد بين إسرائيل وأوكرانيا، في ظل الدعم الغربي الواسع المقدم لكييف في حربها ضد موسكو، كما أكد ذلك على التعاون بين إسرائيل وأمريكا، حيث لعبت واشنطن دورًا لوجيستيًا مهمًا في نقل الأسلحة، موضحًا أن مسؤولين عسكريين من إسرائيل وأوكرانيا أجروا اجتماعات مكثفة أدت إلى إقناع تل أبيب بتقديم الدعم لكييف من خلال منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي.

وشدد صادق على أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تثير قلقًا كبيرًا لدى بعض صناع القرار في تل أبيب، خاصة وأن هذه الخطوة تطرح العديد من التساؤلات حول موقف الحكومة الإسرائيلية، لا سيما في ظل العلاقات الحساسة التي تربط إسرائيل بكل من روسيا وأوكرانيا، لافتا إلى أن الكنيست رفض مشروعًا يتعلق بتوريد الأسلحة الروسية التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي إلى أوكرانيا، بسبب تضاربه مع سياسات الحكومة، ورغم ذلك قامت إسرائيل بنقل هذه الأسلحة دون الرجوع إلى الاتفاقيات الرسمية الموقعة ما يعد انتهاكًا للقانون.

وأشار صادق إلى أن إسرائيل ترتكب خطأً قد يؤدي إلى فقدانها لعلاقتها المتوازنة مع روسيا، خاصة مع إعلان الرئيسان الروسي والأميركي إنهما يريدان العمل معا، حيث تبادلا الدعوات لزيارة كلا البلدين، كما أن الرئيس ترامب أشار لاحتمالية لقاء مرتقب بينهما في السعودية ما يمهد لبدء المفاوضات وإنهاء الصراع الروسي- الأوكراني.

ولفت إلى أن ترامب، كان قد وصف مكالمته مع بوتين بـ «الجيدة»، وأن الكرملين أعلن بشكل منفصل أن المكالمة استمرت ساعة ونصف الساعة، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس بوتين، بأنه أبلغ ترامب، بأن التوصل إلى حل بعيد المدى للنزاع المستمر في أوكرانيا منذ عام 2022 أمر ممكن، مشيرًا إلى أنه بالنظر لهذه التطورات، فإن تضارب المصالح الإسرائيلية المتعلقة بالصراع الأوكراني الروسي قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات الروسية- الإسرائيلية بعد انتهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وهو أمر لا تريده إسرائيل على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • شرطة أبوظبي تعرض أنظمتها الأمنية والابتكارية في “آيدكس2025”.
  • رفض تسليمها بايدن...وصول شحنة من القنابل الأميركية الثقيلة إلى إسرائيل خلال الليل
  • الاحتلال يتسلم شحنة قنابل “إم كيه 84” التي أوقفتها إدارة بايدن
  • وول ستريت جورنال: وحدة تجسس جديدة تقود حرب الظل الروسية ضد الغرب
  • وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي أجريا محادثات
  • خبير سياسي: التحركات الإسرائيلية الأخيرة تثير قلق صناع القرار في تل أبيب
  • شولتس: ألمانيا ستستمر في شراء الأسلحة الأميركية
  • نائب الرئيس الأميركي يعرب عن مواساته عقب هجوم ميونخ
  • وزير أوكراني سابق: سياسات ترامب تضعف موقف كييف
  • رئيس التكرير والكيميائيات في “أرامكو” ينضم إلى الأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة