صحيفة التغيير السودانية:
2024-07-04@01:53:37 GMT

رفع الغطاء!!

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

رفع الغطاء!!

أطياف

صباح محمد الحسن

رفع الغطاء!!

والقاهرة تمد حبال الوصل وداً وترى أن جهدها يحتاج المزيد لطالما أن الوساطة فسحت لها في مجالس الحل مطرحا للغوص أعمق في جذور الأزمة السودانية

ولأن مصر بيدها كثير من الخيوط التي نسجتها لمحاولة هزيمة حركة التغيير في السودان والحد من تمدد تيار الثورة الجارف، لطالما أنها كانت داعمة للأنظمة الديكتاتورية وعازفة جيدة لسيمفونية الإنقلابات في السودان، التي تحقق لها مصالحها، آن الآوان لتنقض غزلها معهم

ولاشك أنه سيكون لها تأثيرها القوي والفاعل اكثر من أي دولة، ليس لعلاقاتها العميقة والإستثنائية بالسودان وحسب ولكن لأنها قادرة علي كبح جماح الذين تتوق أنفسهم لإراقة كل الدماء الذين ظلوا يراهنون علي أن الحل لن يحدث إلا بإستمرار الحرب فالذي يعلم خبايا واسرار خطاياك وجرائمك هو وحده القادر لحملك علي حمالة العقاب

فمنذ ان وجهت مصر الدعوة الأولى لعبد الله حمدك لزيارتها أحدثت تلك الخطوة إضطرابا واضحا في الخطاب السياسي السوداني وأظهرت مشاعر السخط والغضب عند قيادات الحرب وخرج العطا ملوحا انهم لن يسلموا السلطة للمدنيين وسبقه علي كرتي بقوله انهم اصحاب الجلد والراس في حرب ابريل لذلك نحن من نستحق ان نكون جزءا من الحل لاغيرنا فجميعهم يعلمون ان مدنية تدعمها مصر ستكون خطرا كبيرا عليهم

فكل التصريحات العنترية المتتالية هذه الايام هي رسائل في بريد القاهرة وليس لها علاقة بالصراع السياسي في السودان

ويعلمون أنهم لن يستطيعوا الخوض في بركة العداء بعمق لمواجهة مصر

فهي التي (كتفت) نظام المخلوع بحبال ذنوبه ثلاثين عاما وسلبت من (حباب عيونه) حلايب وشلاتين وكلما حاول ان يرفع سبابة الرفض حدثته عن ان كيف كانت محاولة اغتيال مبارك موجعة

وبذات الحبل قيدت المجلس العسكري بعد الثورة ومعلوم ان مصر كلما سحبت منك القوة منحتك الدعم حتي يكون عمر حكمك أطول

فالإنقاذ اشترت سنين عمرها بالسكوت عن ماسلبته مصر من تراب الوطن الغالي

ولنظام البرهان اكبر من جريمة محاولة اغتيال مبارك وأكثر من جريمة في السودان، ومعلوم أن البرهان ماطغى وتجبر واستمر إنقلابه إلا بدعم مصر فالأدراج في مصر فيها مايخص البرهان أكثر مما يخص الإخوان

لهذا فإن التحول السياسي الملفت لمصر تجاه السودان سيكون اول مسمار في نعش حكم البرهان وفلوله، ستدقه مصر ولسانها يقول له بعد (إذن حضرتك) فهي تجيد عملية إفلات اليد مثلما تجيد المصافحة الأولى بحرارة فالفراق عندها اسهل من (شربة ميه)

فأول إشارات الوداع قد تعبر عنها بتسريب (أدي كده) حتي يظن الناس ان مخابراتها اكبر من المعلومات الصغيرة في التسجيل لكنها تكشف القليل لتقول ان بيدها الكثير

وتقدم مصر الدعوة لحمدوك من جديد بالرغم من أن الرجل غادرها قبل اسبوع وتدعو البرهان ولأول مره بعنوان بحث سبل وقف الحرب

وتعترف (ام الدنيا) كلها انها وبعد زيارة حمدوك كانت مخطئة في قياس وزن المكون المدني السوداني في العملية السياسية هكذا تقول د.

اماني الطويل ان بلادها تقديرها كان يشوبه بعض الإلتباس والآن قد صححت مواقفها،

ألم نقل منذ البداية أن (مصر الجديدة) ستتخلي عن الجنرال وستدعم خيار التغيير برغبة منها او بدونها

والآن ستواصل خطواتها حتى تقوم بدورها على اكمل وجه تدفعها لذلك إلتراماتها الدولية

لذلك من الواجب علينا أن نتقدم بالتعزية للفلول لفقدانها اهم محور وحليف كانت تسند عليه ظهرها بقوة هذا (الفقد العظيم) جعل القيادات الاسلامية والعسكرية الآن، لاتزعجها الدول الداعمة للحرب ولكن يهددها شبح الرعب والخوف من الدول الداعمه للسلام، مايعني (رفع الغطاء) الذي يجعل ظهرك مكشوف

والقاهرة قد تٌحدث إختراقا واضحا وفارقا علي طاولة حل الأزمة السودانية لأن البرهان الذي يمكن ان يراوغ على الجميع لايستطيع ان يمارس هذه الهواية معها،

اما حمدوك هو ذاته الرجل الذي رفضته سابقا لكنها اليوم تحتاجه برغبة أكيدة

طيف أخير:

#لا_ للحرب

هل يعمل كرتي الآن علي شق صف الدعم السريع لتشكيل حكومته الجديدة المزعومة وهل آن اوان عودة كيزان الدعم السريع الي حضن المؤسسة العسكرية!! غداً

الجريدة

الوسومأطياف السودان القاهرة صباح محمد الحسن قحت مصر نظام المخلوع ياسر العطا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أطياف السودان القاهرة صباح محمد الحسن قحت مصر ياسر العطا فی السودان

إقرأ أيضاً:

حرب السودان: ثم ماذا بعد سنجة !!

بقلم : محمد بدوي

التطورات التي شهدتها ولاية سنار من سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجه وقبلها جبل موية، شكلت تطورًا نوعيًا في سياق الحرب الدائرة منذ 15/ أبريل/2023.
ففي الوقت الذي ناورت فيه "الدعم السريع" بالهجوم على مدينة سنار، وحشد الجيش قوات كثيرة لتحصينها سيطر الدعم السريع على سنجة الاستراتيجية، حيث وضعت سنجة، سنار بينها وولاية الجزيرة، وصارت مدن النيل الأزرق الدمازين والروصيرص بين سنجة وقوات الحركة الشعبية التي تسيطر على مناطقها المحررة في يابوس، والتي حاولت لثلاث مرات منذ بدء الحرب السيطرة على مدينة الكرمك، إضافة إلي حال المدنيين الفاريين من سنجة باتجاهات متعددة ومعاناة كبيرة في تكرار لما حدث للآخرين في المدن التي استهدفها الدعم السريع بالهجوم أو التي دار فيها القتال بين طرفيها داخلها، للعودة مرة أخرى لسؤال حماية المدنيين، والطرق للمساعدات الانسانية، كجزء من الصورة التي تطرح السؤال الجوهري وقف الحرب وكيفيه ذلك !
قراءة سيطرة الدعم السريع على جبل موية ثم سنجة يعني انتقال الحرب بشكل سريع من جبهه شمال دارفور إلي وسط السودان في تلخيص لسرعة تقلص المناطق الآمنة للمدنيين، وثبات مشهد رغبة الأطراف في البعد من الحل السياسي كمخرج آمن ووقف دائم للحرب.

من ناحية أخرى فإن ديناميكية الحرب تشير إلى أن خارطتها وعلى وجه التحديد الدعم السريع انتقال نحو المناطق ذات الأراضي الزراعية المنتجة للغذاء، أضف إلي ذلك فقد كشف بوست على منصة "فيس بوك" للعميد بالدعم السريع العبيد محمد سليمان ابوشوتال بأن النظر يتجه نحو النيل الأزرق، بغض النظر عن صحة ذلك أو استخدامه في سياق الدعاية الحربية، فالراجح أن يدفع ذلك الحركة الشعبية قطاع الشمال بالنيل الأزرق على التفكير في التقدم والسيطرة على مناطق جديدة كما فعلت باقليم جبال النوبة، فلن أقف حتي تزحف الحرب نحونا في حرب هي الأقدم فيه من الدعم السريع.
احتمال اتساع رقعة الحرب محفزة بالالتفاف الذي حدث من جبل موية نحو سنجة والتمويه بهجوم سنار، وذلك لان قادة الدعم السريع في وسط السودان ينحدرون من ذات المناطق وعلى دراية بها، إضافة إلي تعدد الطرق الرابطة بين ولاية سنار، النيل الأزرق، القضارف، إضافة إلي ميزة حديقة الدندر كمستر رعوي يلقي به المسار من الغرب، ليمضي نحو الفشقة والي جنوب السودان عبر النيل الأزرق

عطفًا على ما سقناه من تحليل حول استراتيجية الدعم السريع في السيطرة على مناطق ذات ميزات عسكرية واقتصادية فهذا يدفع نحو كيفية استقامة السيطرة بما يدفع التحليل لاستصحاب الكرمك رغم بعدها والفشقه مخطوط امتداد شرقية تكمل خط الامتداد بعرض السودان من حدود أفريقيا الوسطي غربا، وتشكل ترابط مع سنقو بجنوب دارفور التي تقود إلي راجا ومن شرق دارفور إلي أويل بدولة جنوب السودان.

كل هذا يعيد سؤال استمرار الحرب مع تمركز الجيش داخل الحاميات ببعض الولايات وسيارة الدعم السريع على مساحات للحركة التي تجعله في وضع الهجوم، مع الاخذ في الاعتبار بأن ذات خطة الدعم السريع يبدو أنها تستهدف المناطق التي ظلت تغذي الجيش بالجنود تاريخيا أكثر من غيرها.

كشفت سنجه وقبلها الفاشر التي تكاد تكون أحياءها الشمالية، الجنوبية والشرقية خاليه من السكان حيث أجبر المدنيين على الفرار، بأن جزء استراتيجية يستهدف مناطق السلطنات التي شكلت جزء من السودان الحديث والتي ترتفع فيها نسب صراعات داخلية مرتبطة بملكة الأرض تاريخيًا لتشكيل دافع آخر لاستمرار الحرب بنسق مخاطبة أزمات سابقة على ذات حافر النظام السابق الذي تكمن الإشارة إليه بسياسة فرق تسد .

وصول الحرب إلى سنجة أو جبل موية فهو وصول إلي نقطة جغرافية مركزية لدولة في مركز جغرافي في القارة الافريقية، فمؤكد أن دول جنوب السودان واثيوبيا تعكفان على دراسة الحال في السودان ولو في أصغر جزئياته المؤثرة إنسانيا مثل أثر اللجوء الذي يتقاعد نحو أراضيها، وكذلك مصر التي بدأ الأمر يلامس جوهر علاقتها بالسودان وهو ملف المياه، ولا سيما ما قد يحدث في إقليم النيل الأزرق البوابة المباشرة لمنطقة سد النهضة على الجانب الآخر.
يتجدد السؤال حول دور المجتمع الدولي في التعامل مع الحالة، فهل آن الآوان لاتخاذ خطوات جادة لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح الممرات الآمنة، ووقف الحرب؟ بشمول النظر إلى أن حرب السودان ليست منذ 15 ابريل 2023 بل هي أقدم من ذلك يجب استصحاب كآفة الأطراف فيها بما يشمل الحركات المسلحة التي لم تنخرط في اتفاق سلام السودان 2020 مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الفريق عبدالعزيز الحلو وحركة وجيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور، وقبل ذلك الشارع السوداني، نعيد تكرار أن ما حدث في سنجة لن يبقي فيها ليس نحو داخل السودان فقط بل في الجوار الإفريقي هذه المرة .

badawi0050@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • “إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • سيحاصرك الموت غدا !!
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان
  • خبير دولي يُحذر من مخاطر الصراع في السودان
  • تعامل الفريق البرهان والقيادات العسكرية المحيطة به مع أزمات السودان الحالية لن تفلح قطعاً
  • إلا بعزة.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • حرب السودان: ثم ماذا بعد سنجة !!
  • ما حقيقة زيارة قائد الجيش السوداني لجبهات القتال في ولاية سنار؟
  • نائب البرهان: انهيار السودان خطر على المنطقة وهذه خارطتنا للحل