البهنسا وتونا الجبل وبنى حسن من أهم المواقع الأثرية فى مصر، وتُعبّر عن حضارة عريقة ما زالت آثارها تُبهر العالم، حيث تُعدّ محافظة المنيا، المعروفة باسم «عروس الصعيد»، موطناً لعدد كبير من المواقع الأثرية المهمة التى تُجسّد تاريخ مصر العريق، ومن بين هذه المواقع، تبرز البهنسا وتونا الجبل وبنى حسن كأمثلة على الحضارة الفرعونية القديمة والإسلامية والرومانية، بما تحتويه من معابد ومقابر وقطع أثرية تُثير إعجاب الزائرين من مختلف أنحاء العالم.

تقع البهنسا على بُعد 35 كيلومتراً شمال مدينة المنيا، وتحديداً غرب مركز بنى مزار، وهى متاخمة للطريق الصحراوى الغربى، وتُعرَف باسم «البقيع الثانى» لكثرة شهداء الصحابة الذين دُفنوا فيها خلال الفتح الإسلامى، وتشتهر البهنسا بموقعها الأثرى الغنى الذى يضم مسجد ومقام الحسن بن صالح، وهو من أقدم المساجد فى مصر، ويُعدّ وجهة مهمة، ومقابر شهداء الصحابة التى تضمّ رفات الكثير من الصحابة الذين استُشهدوا خلال الفتح الإسلامى.

أما تونا الجبل فتقع على بُعد 45 كيلومتراً جنوب مدينة المنيا، وعاش بها عمال مقابر ملوك الدولة القديمة، وتشتهر تونا الجبل بموقعها الأثرى الذى يضمّ قبر شهيدة الحب إيزادورا، وهى المحطة الرئيسية التى يتوقف عندها السائحون، فلها قصة تشبه قصص ألف ليلة وليلة، إذ تُعد أول شهيدة للحب فى التاريخ، حرمها والدها من حق الحياة، فكانت تحب مصرياً يُدعى حابى من عامة الشعب، لكن والدها اعترض، وكان حاكماً للإقليم فلم تستطع «إيزادورا» الحياة بدون حابى، وقررت أن يكون اللقاء الأخير بينها وبينه. كما تضم تونا الجبل منطقة السراديب، ويطلق عليها جبانة الأرواح السامية، أو سراديب الغموض والإثارة، وهى أكبر جبانة للطيور والحيوانات المقدّسة حُفرت بباطن الصحراء فى قلب الأرض على مساحة 50 فداناً، كما يوجد بتونا الجبل أقدم مزار فرعونى، وهى لوحة حدود لمدينة آخت أتون أو تل العمارنة، عاصمة الدولة الحديثة التى أسّستها الأسرة الـ18، بزعامة الملك إخناتون، الذى حدّد بدوره مدينته عاصمة التوحيد بـ14 لوحة حدودية، منها 11 فى تل العمارنة والحج قنديل بمركز ديرمواس، و3 لوحات حدودية بمحيط تونا الجبل، منها لوحة بالمنطقة الأثرية بتونا الجبل وهى أفضلها حالاً.

وأخيراً تقع منطقة بنى حسن الأثرية فى شرق النيل بمركز أبوقرقاص، وتحديداً على بُعد 20 كيلومتراً جنوب مدينة المنيا، وتُعرف باسم مقبرة الحكام، ومقابر بنى حسن تضمّ مقابر بعض حكام الدولة الوسطى، وتتميز برسومها الجدارية الرائعة التى تصور الحياة اليومية فى مصر القديمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنيا عروس الصعيد حياة كريمة تونا الجبل

إقرأ أيضاً:

"متحف تورينو المصري يضيء كنوزه الأثرية في احتفالية الذكرى الـ 200 لتأسيسه" بإيطاليا

في خطوة غير مسبوقة بمناسبة الذكرى السنوية الـ200 لتأسيسه، أطلق متحف تورينو المصري عرضًا جديدًا يعيد إحياء التاريخ المصري القديم بطرق مبتكرة.

 حيث تم تجديد "قاعة الملوك" بشكل جذري ليعاد تأثيثها بإضاءة طبيعية وأسلوب عرض يحاكي الواقع الفعلي لمظاهر المعابد المصرية القديمة.

المتحف الذي يُعد من بين أكثر المتاحف الإيطالية شهرة وجذبًا للزوار، شهد تحسينات هامة على قسمه الأكثر شهرة: "تمثال الملوك". فقد كان العرض السابق، الذي أعده المصمم المسرحي دانتي فيريتي في عام 2006، يعتمد على إضاءة خافتة أضفت طابعًا دراميًا على تماثيل الفراعنة والآلهة، مما جعل الزوار يعجبون بمظهرها، لكن أثار انتقادات علماء الآثار الذين اعتبروا أن هذه الإضاءة تعزز من التصورات الخاطئة عن الحضارة المصرية، تلك المرتبطة بالغموض والمراوغة.

واليوم، وبعد ما يقرب من 20 عامًا، أصبحت هذه التماثيل تحت ضوء جديد يعكس الحقيقة بشكل أكثر دقة، حيث تم استخدام الضوء الطبيعي القادم من نوافذ المتحف، مع إضافة إضاءة صناعية جديدة تعيد تشكيل الأجواء كما كانت في المعابد المصرية القديمة. تمثل هذه التعديلات خطوة كبيرة في جعل المعروضات أكثر واقعية ودقيقة من الناحية العلمية، ويظهر ذلك بوضوح في "جاليري الملوك" الجديدة التي أُعيد افتتاحها في 20 نوفمبر بمناسبة الاحتفالات الخاصة بالمئوية.

كما أن تمثال الملك ستي الثاني الشهير بقي مكانه في نهاية القاعة رغم تحديات الوزن والارتفاع، حيث يزن حوالي خمس طناً، وهو ما يراه القيمون على المتحف خطوة عملية للحفاظ عليه دون تعريض هيكل المعرض للتلف.

تعتبر "جاليري الملوك" هي جزء من تحديث شامل للمتحف الذي يشمل إعادة ترتيب العديد من المعروضات وترتيبها بشكل علمي أكثر دقة، حيث تم وضع تماثيل الفراعنة في ترتيب زمني دقيق ليتمكن الزوار من فهم تطور هذه الحضارة العريقة. ويقول المدير الحالي للمتحف، كريستيان غريكو، الذي تولى قيادة المشروع منذ عام 2014، إنه يسعى من خلال هذه التحسينات إلى إعطاء الزوار تجربة تعليمية معمقة بعيدًا عن التمثيلات الدرامية التي قد تضلل الفهم الحقيقي للماضي.

وقد تم أيضًا افتتاح قسم جديد يسمى "المادة، شكل الزمن"، وهو مكرس للمواد التي استخدمها المصريون القدماء في صناعة التحف الفنية، مثل الخشب والأصباغ والفخار، في محاولة لتقديم منظور متكامل عن الفنون والحرف المصرية.

مقالات مشابهة

  • مشاهد مؤثرة.. لاعبو كفر الشيخ وبني عبيد يخلدون ذكرى محمد شوقي| صور
  • معلمة التاريخ بالجوف تطلق مبادرة قراءة النقوش الأثرية
  • بتكلفة 5.25 مليون جنيه.. افتتاح مسجدين بقرى الواسطي وبني سويف
  • دون أدوية.. طرق طبيعية لعلاج تساقط الشعر
  • "متحف تورينو المصري يضيء كنوزه الأثرية في احتفالية الذكرى الـ 200 لتأسيسه" بإيطاليا
  • منظر مرعب.. شاهدة عيان تروي تفاصيل مؤلمة في دهس ابن شيف شهير لعامل دليفري
  • شباب الأهلي وبني ياس في قمة «دوري الطائرة»
  • ندوة بالتربية والتعليم عن "معالم الفيوم الأثرية"
  • ترميم قنوات شحات الأثرية بعد قرن من الاختفاء
  • حكاية صورة أول بث تلفزيوني شاهدة على تغير التاريخ.. من صاحبها؟