بوابة الوفد:
2025-02-16@13:57:17 GMT

الصيام.. فرصة ذهبية للهدوء والراحة النفسية

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

تتكرر بعض مواقف الانفعالات والمشاجرات خلال ساعات الصوم، وكثيرًا ما يشعر الناس أنهم أسهل انفعالًا وتوترًا فى شهر رمضان خلال وقت الصيام، خاصة أنه يأتى بالتزامن مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وبداية فصل الصيف، ونشاهد كثيرًا من الخلافات والمشادات بين بعض الناس، وتصل إلى السب والاهانة والاشتباك بالايدي، لاسباب بسيطة أو لا تستدعى حدوث مشاحنات، وقد يتعلل بعض الافراد أن هذا التوتر والعصبية الزائدة تعود إلى الصيام، أو أفتقاد المنبهات اليومية المعتادة مثل الشاى والقهوة والتدخين، والمؤكد أن الصيام برىء من كل ذلك، بل يعد الصيام فرصة ذهبية للهدوء والراحة النفسية، واستعادة التوازن النفسى المفقود طوال العام.

ويمثل شهر رمضان فرصة جيدة للكثير من الناس من أجل التخلى عن بعض العادات السيئة مثل التدخين أو السيطرة على التوتر والغضب، ويرى أطباء الصحة النفسية أن التخلص من تلك العادات يعتمد على الشخص نفسه، وعلى تصميمه الداخلى للإقلاع عن كل ما يضر صحته النفسية، ولكن ما تأثير ذلك على الصيام وكيف يضبط الصائم انفعالاته.

يجيب على ذلك الدكتور محمد خالد حسن، استشارى الأعصاب والطب النفسي، موضحًا عندما يكون الإنسان صائمًا فإنه يكون لديه شعور داخلى بأنه يقوم بشعيرة من أعظم شعائر الإسلام، ألا وهى فريضة الصيام، وأى شخص يستحضر ويستشعر هذا الإحساس النفسى الخاص، بروحانيه وشعوره بالقرب من الله سبحانه وتعالي، ينعكس على تصرفاته وسلوكياته، فنجد أنه أكثر هدوءًا وطمأنينة، وردود أفعاله غير عصبية، أما ما نراه من بعض الاشخاص وحدوث الإثارة والاندفاع والعصبية بسهولة ولأبسط الاسباب، وتحدث منهم مشاكل نراها فى الطرق وفى المواصلات، وعند البيع والشراء، فإن هؤلاء لم يستحضروا هذا الشعور العظيم، المتزايد فى هذا الشهر الكريم.

ويشير الدكتور محمد خالد حسن، الصيام يُعطى للإنسان إحساسًا بالطمأنينة، ويقترب به من الله ‏‏سبحانه وتعالى، ممّا يُحقق له الإحساس بالهدوء النفسى والقرب من الخالق عزوجل، كما يقوى من تحمل الظروف الصعبة التى تواجهه فى الدنيا، مما يعطيه الراحة النفسية والهدوء والصبر على الابتلاء، إضافةً إلى ذلك فهو يساهم فى التخلص من مشاعر القلق والتوتر.

ويضيف الدكتور محمد خالد حسن، أن الصيام يجعل الشخص يتحكم فى أقوى غريزتين لدى الإنسان، ألا وهما الجوع والجنس، وعندما يتغلب الانسان على هذين الدافعين، وهما من أقوى الدوافع الإنسانية، ومن أقوى الغرائز البشرية، وعندها يتحكم ويسيطر الإنسان الصائم لمدة شهر كامل فى هذه الغرائز والدوافع الأقل قوة والأضعف شدة داخل الإنسان، ومما يؤكد هذا الكلام أن أعظم الانتصارات فى التاريخ الإسلامي، حدثت خلال شهر رمضان، وكان المقاتلون المسلمون صائمين، وهذا يؤكد أن رمضان شهر عمل وجهاد، وليس شهر كسل وخمول.

ويؤكد الدكتور محمد خالد حسن، على أن البحوث الحديثة أثبتت أن بعد صيام شهر كامل، يحدث تغيير لجميع خلايا الجسم، أى أنه اكتسب خلايا جديدة تغير من حالته النفسية، ومن تحمله للمصاعب والضغوط النفسية اليومية، التى يتعرض لها كل إنسان، ومن الناحية النفسية نعتبر أن شهر رمضان، يقوم فيه الشخص العادى بشحن بطارياته النفسية، ليستطيع أن يواجه ضغوط الحياة فى باقى العام.

وأشار الدكتور محمد خالد حسن، إلى أنه من الملاحظ أيضًا تحسن واستقرار حالات المرضى النفسيين، خلال شهر الصيام، وذلك لأن الصيام والقرب من الله يعطى الاطمئنان النفسي، وهو علاج أساسى لجميع الأمراض النفسية، مصداقًا لقول الله تعالى «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، ولذلك ننصح الصائمين باستحضار عظمة هذا الشهر الفضيل، وعظمة هذه الشعيرة التى تؤدى فيه، كى ينعكس ذلك على سلوك الإنسان فى التعامل مع الناس.

ويختتم الدكتور محمد خالد حسن، يمثل شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للكثير من الناس، للتخلص من بعض العادات السيئة مثل التدخين أو السيطرة على التوتر والغضب، وأن التخلى عن تلك العادات يعتمد على الشخص نفسه، وعلى إرادته وتصميمه واقتناعه للإقلاع عن كل ما يضر صحته النفسية.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

«فيديو» متى يكون الابتلاء نعمة أو نقمة؟.. الدكتور محمد مهنا يجيب

أكد الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الابتلاء ليس دائماً سبباً للترقي، بل يعتمد على كيفية استقبال الإنسان له.

وأضاف "يقال أن العبد يترقى بالابتلاء، ولكن في الواقع ليس كل ابتلاء يؤدي إلى الترقي، بل قد يؤدي إلى السقوط أو الضياع إذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح."

وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، ببرنامج "الطريق إلي الله"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أنه من المهم أن نفهم أن الابتلاء قد يرفع الإنسان أو يخفضه، حسب رد فعله تجاهه، كما ورد في الحديث الشريف، فإن أشد الناس ابتلاء هم الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، لكن ليس المهم في الابتلاء ذاته، بل في كيفية تعامل الإنسان معه، فالإيمان بالابتلاء يتطلب الصبر والرضا، وإذا استسلم العبد لله في حال الابتلاء، فإنه يرتقي روحياً.

وأشار الدكتور مهنا إلى حوارٍ بين الشيخ عبد الوهاب الشعراني وشيخه مولانا الشيخ الخواص، حيث سأل الشعراني عن الابتلاء وأسبابه، فكان الجواب: "عندما يبتلى الإنسان ويصبر، يكون هذا سبباً لرفع درجته، أما إذا اعترض ورفض الصبر، فإن ذلك سيكون نقمة عليه"، مؤكدا أن الابتلاء يمكن أن يكون نعمة أو نقمة، حسب كيفية التعامل معه، فالأفضل هو الرضا والتسليم بقضاء الله.

وتابع: "أحياناً تكون النعم ابتلاء، فالمتاعب التي تأتي مع النعمة قد تجعل الإنسان يبتعد عن ربه، لكن غالباً ما يكون الابتلاء هو السبب الرئيسي في تقوية العلاقة بين العبد وربه، لأن الإنسان عندما يواجه ابتلاءً، يتجه إلى الله بقلب صادق، طالباً الرحمة والمغفرة."

وأشار إلى كلام مأثور من ابن عطاء الله السكندري، حيث قال: "إذا رزقك الله الامتثال لأمره والاستسلام لقهره، فقد أعظم المنّة عليك"، مؤكداً أن الرضا بالقضاء والقدَر هو سر الترقي الروحي والتطهير من الذنوب.

وأضاف: "الله أعلم بما هو خير لنا، وإذا نظرنا إلى الابتلاء كفرصة للتقرب إلى الله، فإننا نرتقي ونحقق التوازن الروحي الذي يرضي الله سبحانه وتعالى".

مقالات مشابهة

  • إمساكية رمضان 2025 بالفيوم.. تعرف على عدد ساعات الصيام طوال الشهر
  • فوائد الصيام دينياً اجتماعياً صحياً وروحياً
  • عاجل.. «كاف» يمنح الزمالك فرصة ذهبية بقرار تاريخي وغير مسبوق
  • الريال يتعثر.. فرصة ذهبية لبرشلونة وأتلتيكو لاعتلاء الصدارة
  • تفسير ابن سيرين لحلم الصيام في المنام.. دلالات متعددة
  • عوار أمام فرصة ذهبية للإنفراد بصدارة دوري روشن رفقة الإتحاد
  • مسلسلات رمضان 2025.. تفاصيل مسلسل حكيم باشا لـ مصطفى شعبان
  • متى يبدأ رمضان؟ وكم عدد ساعات الصيام؟
  • «فيديو» متى يكون الابتلاء نعمة أو نقمة؟.. الدكتور محمد مهنا يجيب
  • حتى في الصيام.. تعرّف على عقوبة سرقة التيار الكهربائي لزينة رمضان