دعاء يخشع له القلب في شهر رمضان.. ثواب كبير وعبادة مستحبة
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
يداوم المسلمون طوال أيام شهر رمضان المبارك على الإكثار من العبادات والطاعات، بما فيها الدعاء، لذلك يبحث بعضهم عن دعاء يخشع له القلب في شهر رمضان، إلا أنه قد لا يعلم منهم ماذا يقول في هذا الدعاء، وهو ما يستعرضه هذا التقرير.
دعاء يخشع له القلب في شهر رمضانولا توجد صيغة ثابتة أو محددة يمكن قولها باعتبارها دعاء يخشع له القلب في شهر رمضان، إلا أنه يمكن للعبد الدعاء بما يحب أو يأمل، خاصة وأن الدعاء عبادة مستحبة، كما قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية.
ويردد البعض في دعاء يخشع القلب في رمضان الصيغ التالية:
«اللهُمَّ العوَض الجَميل بعدَ الصَّبر الطويل، اللهمَّ جَبْرًا لقلوبنا واستجابةً لدعائنا، اللهُمَّ دَرْبًا لا تضيق به الحياة، وقلبًا لا يزول منه الأمل، وفرحة لا تذبل ولا تموت أبدًا».
«ربي اجعلني ممَن نظرت إليِه فَرحمتُه وسمِعت دُعائه فأجبتُه، اللهُمَ ارزُقني نعمَة يعجز عَنها شُكري ولا تُبليني بلاء يعجز عنُه صبري».
«اللهم بارك لنا في رمضان وبلغنا رمضان: هذا الدعاء يعبر عن التمنيات بأن يبارك الله لنا في هذا الشهر وأن يمنحنا القوة والإرادة للصيام والعبادة».
«اللهُم فرحة تزيل الهُموم وتبكي العيون وتمحي ما مضى من غموم الحياة، اللهُم ألهمني ابتسامة لا تغيب، وصبراً لا ينفذ وروحاً بِك متعلقه وحمداً لك لا ينقطِع، نستودعك يا الله أدعية فاضت بها القلوب فاستجب لنا يا كريم يا علام الغيوب وبشرَّنا بما يفرح القلوب».
أدعية تخشع القلب في رمضانويقول البعض في دعاء يخشع القلب في رمضان الكلمات التالية:
«اللهُم باعد بيني وبين الاكتئاب وكثرة التَفكير واجعلُني مواظبًا على صلاتّي وأهدني إليك، ولا ترني فيمن أحب شرًا، وساعدني على الاستمرار فقد ضاق كُل شيء، ووفقني وحقق لي ما أتمنى، واغفر لي وسامحني وأجب دعواتي يا الله فأنت مُجيب الدعوات».
«اللهم اجعل رمضان شهر خير وبركة وتوبة ومغفرة: هذا الدعاء يعبر عن الأمنيات بأن يكون رمضان شهراً مليئاً بالخير والبركة وأن يكون فرصة للتوبة والمغفرة».
«اللهم ارزقنا تلاوة القرآن وفهمه وتدبره: هذا الدعاء يعبر عن الرغبة في أن يمنح الله المسلمين فهماً وفهماً أعمق للقرآن الكريم وأن يمكنهم من تدبره والتفكر فيه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دعاء رمضان أدعية رمضان الإفتاء القلب فی رمضان هذا الدعاء الله م
إقرأ أيضاً:
عند الدعاء للميت.. تعرف على حكم مقولة اللهم اجعل مثواه الجنة
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم قول "اللهم اجعل مثواه الجنة" في الدعاء للمتوفى؟ وما صحة المنشور الذي ينهى الناس عن قولهم في الدعاء للمتوفى: "اللهم اجعل مثواه الجنة"؛ بزعم أن كلمة "المثوى" مختصة بالنار فقط؛ لقوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [الزمر: 60]، وأن كلمة "المستقر" أو "المأوى" هي المختصة بالجنة؛ لقوله تعالى: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴾ [الفرقان: 24]، وقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 41].
حكم مقولة اللهم اجعل مثواه الجنةوأجابت دار الإفتاء على السؤال بأن الدعاء للمتوفى بأن يجعل الله مثواه الجنة صحيحٌ شرعًا، ولا وجه لاختصاص المثوى بالنار؛ لا من جانب الشرع، ولا من جانب اللغة، والقول بالمنع من ذلك منشؤه التنطع والتقعر المذمومان فضلًا عن كون مدعيه جاهلًا باللغة والشرع.
وأوضحت أن الدعاء للمتوفى مشروع مطلوب وهو من جملة هدايا الأحياء للأموات التي تصل إليهم، وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
الدعاء للميتأما العبارة المسؤول عنها من قول الداعي في الدعاء للمتوفى: "اللهم اجعل مثواه الجنة" فهي جائزة ولا محذور فيها على الإطلاق؛ فالمثوى: معناه المنزل أو الموضع الذي يقام به، لأن المثوى في اللغة مصدر ميمي من الثواء، والثواء هو الإقامة، والمصدر الميمي يدل على الحدث والزمان والمكان؛ قال الإمام أبو حيان الأندلسي في "البحر المحيط": [الْمَثْوَى: مَفْعَلْ من ثَوَى يَثْوِي أَقَامَ. يكون للمصدر والزمان والمكان، وَالثَّوَاءُ: الإقامة بالمكان] اهـ.
وتابعت: ولذلك جاء استعمالها في القرآن والسنة بهذا المعنى دون اختصاص بالنار فقط، أو بيان الحال في الآخرة للمعذبين فحسب، بل إنها إذا جاءت مقترنة بالجنة أو بالنار أو بغيرهما فإن معناها يأتي للمقام أو المكان أو المستقر أو الحال، ومن ذلك قول عزيز مصر لامرأته في شأن سيدنا يوسف عليه السلام: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾.
ومنه قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: ﴿إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ [يوسف: 23]؛ والمثوى هنا بمعنى المكانة والمنزلة؛ فإن سيدنا يوسف عليه السلام رفض ما كانت تريده امرأة العزيز، وأخبر أنه لا يفعل هذا مع سيده الذي أحسن منزلته، وأكرمه وائتمنه، فلا يكون جزاء هذا أن يخونه مع أهل بيته.
معنى المأوىأما القول بأن التعبير بـ "المأوى" أو "المستقر" هو الذي يأتي مع الجنة ويختص بها، فهو الذي يصح استعماله دون "المثوى"، فكلام غلط مخالف للغة وللقرآن الكريم، أما اللغة: فالمأوى معناه: المسكن والمنزل، والمستقر: المسكن؛ لأنه مكان القرار، وهو السكون والثبوت.
وأما القرآن الكريم: فقد قال تعالى: ﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران: 151]، وقال تعالى: ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [آل عمران: 162]، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [المائدة: 72]، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 37-39]، وغير ذلك من الآيات الكريمات.