موقع النيلين:
2024-11-24@11:57:03 GMT

إنهيار الدعم السريع عسكرياً في السودان

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT


ما حدث من إنهيار قوي للدعم السريع في أمدرمان كان يرجع إلى عامل حاسم وهو إستخدام التفوق الجوي للجيش خصوصاً في معركة الإذاعة وتوظيفه بفعالية في عدة مهمات : الإستطلاع جوي، تحديد أماكن تجمعات العدو، إستهداف أرتال وتجمعات العدو بواسطة الهاونات والصواريخ الموجهة ، توجيه المشاة حسب تحركات العدو المكشوف الظهر جوياً ومعرفة عدد القوة وتحركاتها وتسليحها، والأهم من كل ذلك هو تصحيح التدوين المدفعي الذي ينطلق من معسكر سركاب في كرري .

.

مع هذا ‎التكتيك الجديد الذي بدأت القوات المسلحة إستخدامه لن تُجدي سيارات الدفع الرباعي ( التاتشرات ) كثيراً بل أصبحت نقطة ضعف للدعم السريع لسهولة استهدافها عبر المسيرات أو قذائف المدفعية الثقيلة مِن ما سيمنع الدعم السريع من كسب أي معركة أخرى ضد الجيش ( إلا في حال حدوث خيانة على غِرار ما حدث في مدني ) بسبب حرمانه من تنفيذ إستراتيجيته الأساسية في القتال وهي تركيز قوة النيران في جبهة واحدة.
الآن أصبح أفراد الميليشيا مُجبرين على التحرك في شكل مجموعات صغيرة راجلة تفادياً لمسيرات الجيش ومدفعيته الدقيقة وهذا هو سبب تفوق الجيش ودخوله في مرحلة إكتساب الأرض ووضع الدفاعات بها بأريحية وبأقل الخسائر، بعد الإشتباك مع هذه المجموعات الصغيرة وتحييدها بسهولة [ كان الجيش طوال الشهور السابقة يعتمد على إستراتيجية ملاحقة العنصر البشري للميليشيا وليس ملاحقة الأرض تماماً كما فعل الجنرال الروسي روكوسوفسكي في مواجهة الجيش النازي في الحرب العالمية ] .

ما لم يصدر البرهان تعليمات للجيش بالتوقف، فبهذا المعدل السريع للعمليات العسكرية تنتهي معركة الخرطوم في شهور بإذن الله ويبقى التحدي الأكبر الذي يواجه الشعب السوداني وهو عملية إعادة الإعمار بعد الخراب والدمار الذي خلفه صعاليق حميدتي في الخرطوم، وأيضاً بداية تنظيم السودانيين لأنفسهم في أوعية سياسية جديدة تُعبّر عنهم بالأصالة وتمضي بالبلاد إلى النور وإلا فإن هذه الحرب لن تكون آخر حرب في السودان .

#النصر_لجنود_وضباط_القوات_المسلحة
#المقاومة_الشعبية_المسلحة
#حرب_التحرير


Shadi Ali

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟

طلعت محمد الطيب

رأينا ومنذ بدء هذه الحرب القذرة كيف ظل إعلام الفلول يثابر في إلصاق تهمة إنحياز تنسيقية تقدم إلي قوات الدعم السريع وإتهامها بأنها جناح سياسي له، ولكن دون تقديم حجج مقنعة.
الواقع ان تقدم وغيرها من قوي سياسية ومدنية وافراد ومنظمات تبذل ما تستطيع من جهد لوقف العدائيات وعودة الفريقين إلي طاولة المفاوضات. هذا المقال لا يهدف إلى مناقشة هذا الأمر، بل هو محاولة لتقديم رؤية أقرب لواقع الوجدان السوداني تجاه الفريقين المتحاربين وهي حرب نعلم جميعا إن الوطن والمواطن هو من يدفع تكلفتها الباهظة جدا ويسعى كل العقلاء إلى إيقافها، بل يتوق الناس إلى العودة لحياتهم الطبيعية قبل الحرب رغم ما كان بها من معاناة وشقاء.
حتي نفهم مشاعر الناس تجاه الفريقين المتقاتلين لا بد من الاستعانة بنظرية التطور والحداثة الثانية (استخدمها في مقابل الحداثة الاولي)، لأنها تبنت موقف يرتكز علي حقيقة أن المعرفة ثنائية وهي معرفة العقل مقابل الفطرة. والاستعانة بالتطور لا علاقة له بالقضايا الوجودية الكبري مثل الإيمان والإلحاد بل إنها استعانة ذات طابع معرفي أو ابستمولوجي ودليلي علي ذلك هو وقوف العديد من الدعاة الإسلاميين بحماس شديد مع نظرية التطور بحكم ان العلم الحديث والحفريات ظلت تؤكد صحتها في مجملها. هناك مثلا الشيخ عدنان ابراهيم في أوروبا وهناك عبد الصبور شاهين في مصر وهو للمفارقة كان ممن قدموا دعوة ضد الكاتب الراحل نصر حامد أبو زيد يكفره فيها ويؤيد ضرورة التفريق بينه وبين زوجته!.
بل حتي رموز الإسلام السياسى من أمثال القرضاوي كان قد صرح في لقاء تلفزيوني شهير فيما يتعلق بنظرية التطور، أنه علي إستعداد لإعادة تأويل النصوص الدينية لتستوعب نظرية التطور. وقبل ذلك كان الشهيد محمود محمد طه له موقف واضح مؤيد لنظرية تشارلز داروين بمعني أن أبو البشرية آدم كان له اب وام.
التطور يعني أن اسلاف الإنسان عاشوا ملايين السنين قبل ان يظهر الإنسان بشكله الحديث قبل عشرات الالاف إلي مائة الف سنة تقريبا. ومن المعروف أن غرائز الإنسان تطورت لتعزيز تناسله وتطوره وانطبعت تلك الغرائز في تلافيف الدماغ وهي قوية جدا لأنها ارتبطت ببقاء الإنسان. ومن المعروف ايضا أن الإنسان كان قد عاش آلاف السنين في مجموعات صغيرة ومن الغرائز القوية لديه هي غريزة الانتماء لمجموعته وحمايتها لأن في ذلك حماية لنفسه ولذلك أصبحت غريزة ( نحن) ضد ( الآخرين ) لحماية أنفسنا منهم ، قوية جدا ، بحيث لا يقل تاثيرها علي سلوك الإنسان عن غرائزه الجنسية والبيولوجية الأخري.
تطور العقل بمعني السببية والمنطق كان تطورا لاحقا وبطيئا في مقابل الفطرة intuition حتي ان أحدهم قال أن نمو ريش الطيور بعد أن تطورت من الزواحف كان بغرض التدفئة وليس الطيران وإن الطيران جاء عرضا. عقل الإنسان لانه مازال ضعيفا واسيرا لفطرته الحيوانيه يحتاج إلي روافع مثل المؤسسات والقيم وكل ما شانه تعزيز وترقية التفكير الجماعي. وقد شبه عالم النفس الامريكي الشهير جوناثان هيدت العقل براكب الفيل، والفيل في هذه الحالة هي الفطرة، وإنت لا تملك سوي توجيه ذلك الفيل الضخم إلي الوجهات الصحيحة ولا يمكنك تجاهله لانه سيكون من يقودك في هذه الحالة. مشكلة الحداثة الاولي إنها اعتقدت بقدرة العقل علي السيادة بل تحول دعاتها حتي إلي شئ شبيه ب " عبادة السبب" وهذا ما فعله الناس اثناء الثورة الفرنسية حينما دخلوا إحدى كاتدرائيات باريس وقاموا بتكسير تصاوير العذراء والسيد المسيح وكل الرموز الدينية واستبدلوها بشعارات تمجد السبب reason والعقل.
مع أن الواقع يقول أن القيم الدينية وكل القيم الإنسانية هي ضالة المجتمعات الإنسانية التي تسعى إلي الإستقرار والاحساس بالأمان والسعادة.
غريزة ( نحن) و( هم) هي المتحكمة بقوة الآن في الشهد السوداني، فهناك من يميل وجدانه إلى تأييد مليشيات الجيش لانه ينتمى إلي مجموعات وسط وشمال السودان المهدد ب ( الآخر) او حتي وهم إفتراض قومية الجيش رغم ان كل الدلائل تشير وبقوة الي غير ذلك. هناك من يقف مع قوات الدعم السريع ايضا بحكم الانتماء الجغرافي لغرب السودان وهناك من ينطلق من الانتماء إلي( قبيلته الايديولوجية ) في انحيازه إلي هذا الفريق أو ذاك .
ولذلك علينا أن نساعد عقلنا علي التحكم في ( فيل المعرفة الفطرية ) وتوجيهها إلي الطريق الصحيح ، طريق التفاوض من اجل السلام والامن والتفاهم والاستقرار.

talaat1706@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة ويلاحق عناصر الدعم السريع
  • الجيش السوداني يدعو جوبا لمنع عناصر الدعم السريع من دخول أراضيها
  • الجيش صمم على تنفيذ الاتفاق بقية مناطق السودان دون الحاجة لموافقة قوات الدعم السريع
  • الجيش يعلن استعادة مقر الفرقة 17 من الدعم السريع وسط السودان
  • لماذا توقفت أميركا عن تأييد الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من الدعم السريع
  • أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟
  • تجدد الاشتباكات اليوم بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة السودانية الخرطوم
  • الدعم السريع توسع هجماتها في ولاية الجزيرة.. ومستشفيات الخرطوم تكتظ بالجثث