الأسبوع:
2025-03-04@20:42:24 GMT

عن الولايات المتحدة وما يسمى «إسرائيل»

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

عن الولايات المتحدة وما يسمى «إسرائيل»

كان الأستاذ محمد حسنين هيكل، حريصا على أن يذكرنا دائما بأنه وعلى عكس جماعات المجتمع المدني الأمريكي، والاقتصاديين، وأصحاب العلاقات البنكية، والقائمين على السينما والإعلام، في الولايات المتحدة، كانت الإدارة الأمريكية ضد قرار تقسيم فلسطين، وحتى شريك الرئيس (هاري ترومان) وصديقه اليهودي المقرب (ساملسون)، لم يكن له أي تأثير، فترومان كان يكره اليهود ولا يثق بهم، وكان يصفهم بالأنانية والافتقار للإحساس بالانسجام والقدرة على تقييم الشؤون الدولية وعدم الاهتمام بعدد القتلى من الشعوب الأخرى إذا كانوا يتلقون معاملة حسنة في الدول التي يعيشون فيها، وما أن يتمتع اليهود بنفوذ سياسي أو مالي حتى يصبحوا أسوأ من هتلر وستالين في إساءة معاملة الآخرين.

. .وحينما طلب (هنري مورغنثاو) التحدث الى (ترومان) في شأن هجرة اليهود الاوروبيين الناجين من المحرقة سرا الى فلسطين، استشاط ترومان غضبا، وقال: (ما كان يجدر به أن يزعجني من أجل موضوع كهذا يخص اليهود وهم قوم يفتقرون إلى أدنى حس بالاعتدال، كما أنهم عاجزون عن تقدير الشؤون الدولية)، وأفاض الرئيس الأمريكي في انتقاد اليهود في معرض رده على (مورغنثاو) السياسي الأمريكي اليهودي، الذي تولى منصب وزير الخزانة الأمريكي خلال حكم فرانكلين روزفلت، والذي لعب دورا محوريا في تمويل مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، ودورا لا يقل عنه أهمية في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.

ومع ترومان كان المستوى الرسمي في الولايات المتحدة ضد التقسيم، وكان رأي الجنرال (جورج مارشال) وزير الخارجية، ومن قبلها رئيس أركان حرب أميركا، ثم وزير دفاع أمريكا سنة 1950، أن أمريكا لا يمكن أن تعطي لليهود دولة لن تستمر لأكثر من سنتين، لان اليهود أعجز من أن يحصلوا على موارد، وإن حصلوا عليها فلن يتمكنوا من إيصالها إلى المستوطنات.. مارشال كان متيقنا من أن العرب سوف يلتهمون اليهود في زمن قياسي.. ولكن خلال عام 1948، صدم صانع القرار الأمريكي أن ملايين المتطوعين العرب لم يأتوا، والكلام عن قطع النفط ظل كلاما.. وأن مستوى الدعم السياسي الرسمي لا يحسب له أي حساب، والجيوش العربية لم تزحف.. ونحو 25 ألف ضابط وجندي عربي، ثلثهم تقريبا كان مزودا بأسلحة اشتراها النظام الملكي المصري ضمن صفقة سلاح فاسد، ما كان في استطاعتهم الانتصار على 100 ألف يهودي، أتقنوا فنون الاستيلاء على وطن، والاستفادة من عشوائية، وهزال خصومهم العرب.

نخلص من هذا السرد التاريخي، إلى نقطتين جوهريتين، الأولى: أن ضعف العرب هو أمضى وأقوى سلاح في يد الصهاينة، وهوانهم هو الضامن الوحيد الذي يمد في عمر هذا الكيان، والعامل الوحيد الذي ضعضع هذا الضمان، هو المقاومة..

النقطة الثانية: هي أن الدعم الأمريكي المطلق للصهاينة ليس من منطلق حب، ولكنه من باب المصلحة المطلقة، وأيضا من منطلق حرص الصهاينة على الدوام أن تكون لهم علاقة متميزة بقوة عظمى، يحاول الصهاينة من خلالها توظيف ما في يدهم من أوراق قوة وضغط، يوحيان باستقلالية القرار.. وهي على أي حال، أوراق أقل وأوهن من أن تقارن بأوراق، وإمكانات العرب، الذين استمرأ كثير منهم دور الخانع، عديم الثقة في نفسه، فضلا عن قناعة آخرين منهم بأن الخوف من أمريكا واقعة، والتبعية لها شرف.

نعم، سوف يحتج البعض حتما، من خلال دفعهم بدور (أيباك)، المتحكم في الصياغة النهائية لأي قرار أمريكي متعلق بالشرق الأوسط، فهذه حقيقة، ومع ذلك لا يجب أن تأخذنا الأمور بعيدا عن (الشرق الأوسط)، ولا يجب أن نختصر الكرة الأرضية كلها في (الشرق الأوسط)، ولا أن تطيح بنا في آتون التصور بأن الولايات المتحدة حلت محل السكان الأصليين، إنما فعلت ذلك من أجل عيون كيان صهيوني، سوف يُختلق بعد قرون، ولا أن الولايات المتحدة ترهن نفسها حاضرا، ومستقبلا، بكيان هي تعلم جيدا أن عمره لن يبلغ القرن.. .ولا أن تستمر في بذل ماء وجهها، وما تبقى من سمعتها العالمية، من أجل كيان يفترض أنه في حماية جيش كان يجب ألا تقهره كل الجيوش العربية، وإذا به يغرق في وحول 365 كيلو مترا مربعا (هي مساحة غزة)، ويتجرع مرارة العجز والفشل، على يد منظمة (حماس).. .والسؤال الذي يدور (أو يجب أن يدور)، الآن في كل رأس استراتيجي أمريكي هو: هل في وسع (إسرائيل أن تضطلع بالدور الوظيفي الذي أقيمت أصلا من أجل أن تؤديه)؟ وهل سيكون في وسع هذا الكيان الهزيل أن يحمي أطماع أمريكا في غزة، وبحرها؟

نعم، فأحد الأسباب الجوهرية في الرصيف البحري الذي قررته أمريكا في بحر غزة، قبالة خان يونس، هو طمعها في احتياطيات النفط والغاز في الأراضي الفلسطينية والتي تقدر بنحو 1.5 مليار برميل من الخام و1.4 تريليون قدم مكعب من الوقود الأزرق، حسب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ((UNCTAD، كما يعد حقل (غزة مارين)، الواقع على بعد نحو 30 كيلومترا من ساحل غزة بين حقلي الغاز العملاقين (لوثيان) و(ظهر)، من حقول الطاقة الهامة في منطقة شرق المتوسط.

ويحتوي الحقل على أكثر ما يزيد عن تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.. .فإذا كان على الولايات المتحدة أن تتولى بنفسها ترتيبات وإجراءات الاستيلاء على هذه الثروة، كما كان عليها بنفسها أن تخرب العراق، وأن تواجه الوحش الحوثي الصاعد في البحر الأحمر، والحشد الشعبي، في العراق، وأنها اضطرت إلى حشد بوارجها وحاملات طائراتها، ومنها العملاقة (جيرالد فورد) لتحمي ربيبتها (إسرائيل)، من حزب الله الذي تمكن في ساعات من ترحيل 200 ألف مستوطن من مستوطنات الشمال.. .فهل أوجدت (إسرائيل) لتكون قاعدة استعمارية متقدمة؟ أم لتكون كيانا مهلكا في طلباته، ومؤذيا في سلوكياته، وهزيلا في آدائه؟

الإدارة الأمريكية إذن، (ديمقراطية، أو جمهورية)، لا يمكن أن تُضحّي بعظمويتها، لأجل عيون جماعة ضغطٍ مّا، فضلا عن تبعات طوفان الأقصى وإمعان الصهاينة في مجازرهم، ووحشيتهم، أوجد بالفعل شروخا في العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والكيان، وقد أصبحت هذه الشروخ جروحا غائرة على صعيد شعبي يتسع بشكل آخذة في التضخّم، والأجيال الحالية والجديدة من الأمريكيين أصبح من المؤكد أنهم أفلتوا من شرنقة الانقياد إلى أكاذيب الصهاينة، وادعاءاتهم، وليس من باب الوهم، ولا المغامرة، الجزم بأن تحديا كبيرا يتبلور اليوم ضد الطبقة الأمريكية الحاكمة، من أجل كسر دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وأن المتحدين لن يجدوا سبيل لذلك، أقرب من انتزاع حاضرهم ومستقبلهم من براثن الشركات والبنوك، وتجار السلاح.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل الأمم المتحدة العراق قضية فلسطين طوفان الأقصى الولایات المتحدة من أجل

إقرأ أيضاً:

معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”

#سواليف

عنونت صحيفة ” #معاريف ”  العبرية مقالًا لمحللها #آفي_أشكنازي بـ ” #الكنز الذي سرقته #حماس من #إسرائيل.. قرار دراماتيكي اتخذه الجيش الإسرائيلي بشأن الجنود”، وتضمن #معلومات_استخباراتية_ذهبية حصلت عليها حماس قبل السابع من أكتوبر 2023، ومعركة #طوفان_الأقصى. 

وبحسب الصحيفة، فإن التحقيقات في #المعركة التي جرت في قاعدة ” #ناحال_عوز ” العسكرية، أذهلت #جيش الاحتلال، حيث كان مستوى المعلومات الاستخباراتية التي جلبها #المقاومون_الفلسطينيون إلى المعركة من أعلى المستويات التي يمكن جمعها استعداداً لمثل هذه العملية. 

وتضمنت المعلومات #خرائط_تفصيلية للموقع من الداخل، ومعرفة عدد الجنود ومواقعهم أثناء العمليات الروتينية وأثناء إطلاق الصواريخ، وموقع الغرف ومركز القيادة، وعدد الدبابات وموقع الآليات، وغيرها. 

مقالات ذات صلة الأمن يمنع شاب من القفز عن جسر في إربد / فيديو 2025/03/04

ويتبين من التحقيق أن أجزاء كبيرة من المعلومات التي جمعتها حماس عن جيش الاحتلال بشكل عام وموقع “ناحال عوز” بشكل خاص، تم أخذها من شبكات التواصل الاجتماعي، حيث قام الجنود بتوفير المعلومات الاستخبارية.

ويطرح أشكنازي مثلًا، حيث اتضح أن #مجندة كانت مقيمة بالقاعدة، قامت بتصوير نفسها في فيلم تظهر فيه لأصدقائها في المنزل القاعدة بأكملها وتتنقل بالكاميرا من غرفة إلى غرفة ومن جناح إلى آخر في القاعدة العسكرية، ويعلق: “كان من المذهل أنها قامت بتصوير القاعدة بأكملها وتحميلها كقصة “ستوري”، واحتوى الفيديو على قدر هائل من المعلومات التي كانت حماس في حاجة إليها” 

ويستدرك: “الأمر غير المفهوم هو أن الجنود والقادة شاهدوا الفعلة في وقتها ولم يفكر أحد في منعها من تصويرها وتوزيعها”. 

وبحسب الصحيفة، فإن التحقيقات العسكرية تشير إلى أن حماس، كانت على علم بترتيبات القوات للجنود الذين يذهبون في إجازة، ومتى سيعودون، استناداً إلى المعلومات الواسعة التي جمعتها على مدى فترة من الزمن من وسائل التواصل الاجتماعي. 

كما كانت حماس على علم بترتيبات الحراسة على مستوى عميق وحتى حيث كانت هناك خروقات في السياج. 

وتنقل الصحيفة عن مصدر عسكري قوله: “حماس حصلت عليها على طبق من فضة، كان عليه فقط أن تجمع الأمور وترسم الصورة الكاملة”

وتشير الصحيفة إلى أنه وبعد هجوم 7 أكتوبر، سيمنع جيش الاحتلال جنوده وموظفيه الدائمين ومسؤوليه من ممارسة أي نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي. كما تقرر عدم السماح بالتصوير لمناسبات منح الرتب وأعياد الميلاد وحفلات التسريح والاحتفالات إلا تحت إشراف أمن الميدان.

كما قرر الجيش  اتخاذ إجراءات تأديبية صارمة ضد أي جندي يقوم بتحميل مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يلتقط صوراً أو يصور داخل منشأة عسكرية.

وأمس الإثنين، أكمل جيش الاحتلال الإسرائيلي التحقيق العملياتي بشأن الهجوم والمعركة التي وقعت في قاعدة “ناحل عوز” العسكرية، وجرى عرضه أمام عائلات الجنود القتلى، والجنود الذين كانوا في القاعدة خلال الهجوم. التحقيق، الذي أشرف عليه رئيس أركان جيش الاحتلال هليفي، قُدّم أيضًا إلى وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس.

وعثر الجيش خلال حربه البرية على غزة على كتيب يتضمن أمر حماس لمقاتليها بمهاجمة قاعدة “ناحال عوز” يوم السابع من أكتوبر، لافتًا إلى أن  المعركة في “ناحل عوز” تعبر عن فشل منهجي خطير ومؤلم يمسّ جوهر قيم حيش الاحتلال، فقدت فيه مبادئ أساسية في الدفاع، وكان هناك أيضاً جنود وقادة لم يسعوا إلى القتال وهربوا.

وبحسب مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الملف لا يقل عن ملف عملياتي لوحدة النخبة في جيش الاحتلال، وهو يفصل جميع نقاط الضعف وخصائص القاعدة: الثغرات في السياج التي اخترقها 60 مقاومًا من النخبة القسامية في الموجة الأولى، واجتاحوا المكان فعلياً في غضون نصف ساعة؛ والثغرات في الجدار الغربي التي كانت بمثابة فتحات للمقاومين لإطلاق النار على الجنود في الداخل. 

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تصنف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل
  • وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الإسرائيلي: واشنطن ملتزمة بالكامل بأمن إسرائيل
  • زيلينسكي: نعوّل على دعم الولايات المتحدة لإحلال السلام
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • ما الذي تريده إسرائيل من سوريا الجديدة؟
  • أول عقوبة من أوروبا ضد الولايات المتحدة
  • ترامب: ترحيل 8326 مهاجرا غير نظامى من الولايات المتحدة
  • عاجل | ماركو روبيو: إدارة ترامب ستستمر في استخدام كل الأدوات المتاحة للوفاء بالتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل