هل يهدد بوتين باستخدام النووي؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
مارس 17, 2024آخر تحديث: مارس 17, 2024
رامي الشاعر
رامي الشاعركاتب ومحلل سياسي
في تسريب فضائحي، يكاد أن يكون مضحكاً، لعدد من الضباط الألمان “رفيعي المستوى”، اقترح أحد هؤلاء الضباط، وأكرر “رفيعي المستوى”، أن صواريخ “تاوروس” الألمانية دقيقة لدرجة أنها ستسهّل على أوكرانيا تدمير أهداف استراتيجية مثل جسر كيرتش (القرم) الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
ولم يفكّر الضابط الألماني في أن ما يقوله يتعارض مع الدستور الألماني نفسه، لأنه يورط البلاد في صراع عسكري مع دولة أجنبية، ولا يدرك صاحبنا أن ما يقوله هو تحريض على تصعيد الأزمة الأوكرانية إلى مستوى حرب عالمية ثالثة ما بين روسيا و”الناتو”، ويدق مسمار أخير في نعش “الناتو” والاتحاد الأوروبي، مع إمكانية اندلاع صراع نووي، لا قبل لأوروبا به. كما لا يعي زملاء ذلك الضابط ربما أن استهداف الأراضي الروسية، ومنها شبه جزيرة القرم، يعني أن برلين ستصبح هدفاً عسكرياً مشروعاً!
إلا أن ذلك لم يكن الحادث الوحيد، حيث صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الآخر، منذ أيام، بأنه لا يستبعد إرسال قوات من “الناتو” ليحاربوا في صفوف الجيش الأوكراني.
من هذا المنطلق يكتسب حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأسلحة النووية مغزاه وجوهره، من حيث أن روسيا لا ولن تسمح بحرب نووية، وهو أمر مثبت في العقيدة النووية الروسية، إلا أنها، وفي الوقت نفسه، لن تسمح كذلك بأن يتم التعدي على سيادتها أو تهديد وجودها. لذلك فما يقوله بوتين هو أن روسيا مستعدة للحرب النووية من الناحية التقنية، لكن ذلك لا يعني أبداً أي تهديد باستخدام تلك الأسلحة، وإنما هي ضمان حتى لا يتجرأ من يعانون من مراهقة عسكرية متأخرة على التلويح بضرب أهداف استراتيجية على الأراضي الروسية، أو من يعانون من خرف الشيخوخة على التلويح باستخدام السلاح النووي، أو الصدام المباشر مع روسيا.
لذلك يجب أن يستوعب الجميع، لا سيما القادة الأوروبيين أن تطوير التقنية العسكرية النووية الروسية تشكل ضماناً أساسياً لمنع الولايات المتحدة من استخدام السلاح النووي، لأن نشوب حرب نووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا سيحمل تداعيات كارثية ليس فقط على البلدين، وإنما كذلك على أوروبا القريبة جداً من الأراضي الروسية، والتي ستتأثر مباشرة بالإشعاعات النووية الأمريكية التي ستصل الأراضي الروسية.
لهذا أكرر أن تصريح الرئيس بوتين بشأن جاهزية روسيا لخوض حرب نووية هو رادع جدّي للتبعات الكارثية للرهان على الاستمرار في سياساتهم الرديئة والحمقاء سعياً لإلحاق “هزيمة استراتيجية” بروسيا.
روسيا، وبالتزامن، تسعى دائماً للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وقد أعربت مراراً وتكراراً عن استعدادها للتفاوض مع أوكرانيا، إلا أن ما يقف عقبة أمام ذلك هو القانون الذي أصدره الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والذي يحظر التفاوض مع روسيا.
روسيا على استعداد للتفاوض، وذلك ليس تراجعاً، وإنما هو امتداد للسياسة التي اتبعتها روسيا منذ البداية في اتفاقيات مينسك، حينما وقعت الأطراف الأربعة: روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا برعاية الأمم المتحدة، لنكتشف بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، أن أوكرانيا وفرنسا وألمانيا كانوا يخادعون، وأنهم لم يضمروا أي استعداد لتنفيذ هذه الاتفاقيات، وإنما استغلوا تلك الفترة، باعتراف ميركل وهولاند وبوروشينكو، لتزويد أوكرانيا بالسلاح، وإعدادها للمواجهة مع روسيا.
لقد بدأت روسيا عمليتها العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا سعياً لإنهاء الحرب لا لشنها، أما من شنّ الحرب، فكانت أوكرانيا، حينما بدأت ما أسمته حينها “عملية مكافحة الإرهاب”، في محاولة لاستعادة الجمهوريات “الانفصالية” في دونيتسك ولوغانسك بالقوة، ولم تكتف بمحاولة واحدة، وإنما قامت بعمليتين عسكريتين خلال ثمانية أعوام، ما بين 2014-2022، راح ضحيتها آلاف الضحايا. ولم تبدأ روسيا عمليتها العسكرية في دونباس إلا بعد أن استنفذت كل الجهود المكثفة لحل الأزمة بالأساليب السياسية والدبلوماسية. وليس هدف العملية العسكرية الروسية الخاصة سوى الدفاع عن المواطنين الروس، والثقافة الروسية، والهوية الروسية، التي يحاول إنكارها وحذفها النظام النازي الأوكراني في كييف.
لذلك، وبعد سنتين من العمليات العسكرية المستعرة على الجبهة، وبعد أن خسرت أوكرانيا، إلى جانب مئات الآلاف من أبنائها الجنود، أكثر من خمس مساحتها، وانضمت الجمهوريات المستقلة دونيتسك ولوغانسك وكذلك مناطق زابوروجيه وخيرسون إلى روسيا باستفتاءات شعبية نزيهة وشفافة وموضوعية وعادلة، فإن روسيا على استعداد للتفاوض، ولكن مع الوضع في الاعتبار الواقع الجديد على الأرض، وكذلك المخاوف الأمنية الروسية من تمدد “الناتو” إلى الحدود الروسية، ومنع قيام كيان معادي لروسيا على حدودها، فيما تبقى من الدولة الأوكرانية، التي أصبحت قلباً وقالباً جزءا فعالاً من مخطط الولايات المتحدة والغرب المناهض لروسيا، والمهدد بشكل مباشر لأمنها القومي.
لذلك فالخطوط الحمراء لروسيا معروفة وواضحة وقد أعلنتها القيادة الروسية في أكثر من مناسبة وبشتى السبل والطرق على مدار السنوات الأخيرة: الأمن القومي الروسي ثم الأمن القومي الروسي.
لقد حاول الغرب ولا زالت محاولاته قائمة لفرض المزيد والمزيد من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، فما زادت تلك العقوبات روسيا إلا صلابة، وعززت من إمكانات الاقتصاد الروسي، ووسعت من دائرة المصالح الروسية مع أجزاء أخرى من العالم، وحشدت الجبهة الداخلية المتمثلة في الشعب الروسي وراء قيادتها أكثر وأكثر. في نفس الوقت، فقد بدأ الشعب الألماني على سبيل المثال لا الحصر يطرح الأسئلة على قيادته بشأن تفجير خط أنابيب الغاز “السيل الشمالي”، وسبب توقف التحقيقات في مشروع مربح ومستدام قيمته 10 مليار يورو، بدأت العمال الذين يتم تسريحهم من المصانع الأوروبية في طرح أسئلة حول السبب في الركود الاقتصادي والتضخم، بعد أن أغلقت أوروبا سوقا روسيا كان يمتص 50% من استهلاكه من مصانع أوروبا. وبعد أن أغلقت أوروبا أجواءها أمام روسيا، وواجهت روسيا ذلك بالمثل، أفاقت أوروبا على كابوس جغرافي حينما نظرت إلى الخريطة لتدرك أن روسيا، الدولة الأكبر مساحة جغرافية في العالم، لا يمكن حصارها، ولا يمكن إغلاق المجالات الجوية أمامها، ومحاولة “معاقبتها” لن تسفر سوى عن معاقبة الذات.
ولم يعد مستغرباً أن تصدر تصريحات عن الزعماء الغربيين مثل الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس وزرائه ووزير خارجيته، بلا أدنى حد من المسؤولية أو الوعي السياسي الشامل، لتصب مزيدا من الزيت على النار، ويوجّهون تعليمات لسفرائهم المعتمدين في روسيا بمقاطعة اللقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حتى لم يتواجد سفير واحد لأي من الدول الغربية. ويدهش المرء من غياب أي مبادئ مهنية أو ضمير متيقظ أو حرص على مصلحة أوروبا نفسها من بين السفراء الأوروبيين، الذين تلقوا تعليمات بالمقاطعة.
ترى هل تلك هي الأخلاق الدبلوماسية والصفات المبدئية التي يتعين أن يتمتع بها السفير. كنت أظن أن وضعاً كهذا سيحتم أن يعتذر أحدهم عن أداء مهامه كسفير للبلاد لدى البلد المضيف روسيا، نظراً لتعطيل مهامه المتمثلة في صلاته مع وزارة الخارجية الروسية، إلا أنه، وللأسف الشديد، تعاني بلدان “الناتو” والاتحاد الأوروبي من أزمة أخلاقية ومهنية لا على مستوى السفراء فحسب، وإنما، وبشكل أساسي على مستوى رؤساء البلاد والحكومات، الذين يخضعون بالكامل لإرادة واشنطن، دون أن يضعون في الاعتبار مصالح شعوبهم وبلدانهم.
يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية يجب أن تكون شاملة، وعلى أساس الواقع الجديد على الأرض، ويعني بهذه الشمولية أن تكون المفاوضات لا مع العبد، وإنما مع سيده. بمعنى أن يجلس إلى الطاولة الولايات المتحدة و”الناتو”، لا أوكرانيا، ويعيدوا النظر في مقترحات الضمانات الأمنية التي تقدمت بها روسيا في ديسمبر من العام 2021، والتي تضمن أمن الجميع، روسيا وأوروبا، بحيث ألا يخصم أمن طرف من أمن الطرف الآخر. ويعني الرئيس كذلك أن تستند المفاوضات أيضاً إلى الحقائق الجديدة، بعد انضمام الجمهوريات التي استقلت عن أوكرانيا إلى روسيا بمحض إرادة شعوبها، استناداً إلى حق الشعوب في تقرير المصير، الحق المكفول للأمم وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
إن الواقع الجديد، واقع عملية الانتقال من العالم أحادي القطبية إلى العالم متعدد الأقطاب، يلقي بظلاله على كل الصراعات والأحداث حول العالم، والتحولات الفعلية على الأرض، والتي تشارك فيها مجموعة “بريكس” و”آسيان” و”منظمة شنغهاي للتعاون” ورابطة الدول المستقلة وغيرها من البلدان في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا يجب أن توضع هي الأخرى في الاعتبار، وكما قال الرئيس بوتين في لقاء أخير مع الإعلامي الروسي المرموق دميتري كيسيليوف: “لقد أوشك حفل صاصي الدماء على نهايته”، في إشارة إلى أن ما يسمى بـ “المليار الذهبي”، والذي عمل لعدة قرون عمليا على “مص دماء الدول الأخرى”، واستغل بلدانا وشعوبا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، لا زال (ويقصد النخب الغربية) يحمل رغبة قوية للغاية في تجميد الوضع الراهن، والحالة غير العادلة في الشؤون الدولية.
يتابع بوتين: “لقد اعتادوا لعدة قرون على ملء بطونهم باللحم البشري وجيوبهم بالمال. ولكن يجب عليهم أن يفهموا أن حفل مصاصي الدماء يوشك أن ينتهي”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأراضی الروسیة إلا أن بعد أن
إقرأ أيضاً:
روسيا والتصعيد النووي: هل يفرض بوتين معادلة معقدة على ترامب؟
روسيا والتصعيد النووي، في تصعيد جديد، أطلقت روسيا صواريخ مجنحة عابرة للقارات باتجاه الأراضي الأوكرانية، في خطوة تحمل رسالة قوية إلى الغرب، خاصة بعد استخدام كييف لصواريخ أميركية وبريطانية استهدفت العمق الروسي.
وفي إطار برنامج "رادار" الذي يعرض على قناة سكاي نيوز عربية، تناول النقاش بين الأكاديمي والدبلوماسي السابق فيتشيسلاف ماتوزوف من موسكو، والدبلوماسي السابق مسعود معلوف من واشنطن، تداعيات التهديدات الروسية ومستقبل التصعيد في المنطقة، مع التركيز على لجوء موسكو إلى الصواريخ بعيدة المدى كأداة للضغط في سياق التحضير للمفاوضات.
الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطقي ويجب على واشنطن تسهيل تنفيذه الخارجية الروسية: واشنطن تعطل إقرار وثيقة ترفض إراقة الدماء في غزة في مجلس الأمن الدولي الرسالة الروسية إلى واشنطن: تحذيرات صريحة موجهة للغربفي تعليقه على التصعيد الروسي، أوضح مسعود معلوف أن موسكو وجهت رسالة مباشرة لا تقبل التأويل إلى واشنطن، تجلت في تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي أعقبها إطلاق الصواريخ باتجاه أوكرانيا.
وأضاف معلوف أن الكرملين أكد استعداده لتوسيع نطاق الحرب، موجهًا تهديدات صريحة ليس فقط للولايات المتحدة، بل لكافة الدول الغربية. وأشار إلى أن هذه الرسائل بدت جلية في تصريحات المتحدث باسم الكرملين.
الصواريخ الروسية بعيدة المدى: هل تحمل رسالة واضحة؟أكد فيتشيسلاف ماتوزوف أن الصواريخ التي أطلقتها روسيا، والتي تصل إلى مدى يقارب 5500 كيلومتر، تمثل رسالة واضحة وقوية. ورغم إصرار موسكو على تصنيفها كصواريخ "متوسطة المدى"، إلا أن قدرتها الفعلية تجعلها قادرة على الوصول إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وأضاف ماتوزوف أن هذه الصواريخ تعكس جدية التهديدات الروسية، خصوصًا مع دقتها العالية وإمكانية تزويدها برؤوس نووية، مما يجعلها سلاحًا استراتيجيًا بارزًا.
روسيا والتصعيد النووي: هل يفرض بوتين معادلة معقدة على ترامب؟ التصعيد الروسي: ورقة ضغط قبل المفاوضاتروسيا والتصعيد النووي، ناقش كل من ماتوزوف ومسعود معلوف أن التصعيد الروسي قد يكون خطوة مدروسة تهدف إلى رفع سقف المطالب في المفاوضات، لا سيما مع اقتراب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وأشار معلوف إلى أن ترامب، خلال حملته الانتخابية، تعهد بالسعي لحل الأزمة الأوكرانية عبر المفاوضات، وهو ما قد تسعى موسكو لاستغلاله لتعزيز موقفها التفاوضي قبيل أي محادثات محتملة.
الحرب الهجينة: استراتيجية روسية لمواجهة الغرب على مختلف الجبهاتأكد فيتشيسلاف ماتوزوف أن روسيا، ضمن إطار ما يعرف بـ "الحرب الهجينة"، تتبنى نهجًا متنوعًا يجمع بين الهجمات السيبرانية، الحروب الإعلامية، والتهديدات العسكرية المباشرة، بهدف تقويض الدعم الغربي لأوكرانيا وإضعاف الموقف الموحد لدول الغرب.
وأوضح ماتوزوف أن روسيا لا تكتفي بالتصعيد العسكري التقليدي، بل تعتمد على تكتيكات الحرب النفسية والدبلوماسية كجزء من جهودها لتفكيك الإجماع الغربي. وقال: *"موسكو تدير معركة متعددة الأبعاد، حيث تتداخل العمليات العسكرية مع الرسائل السياسية والضغوط الإعلامية، بهدف زعزعة استقرار المعسكر الغربي ودفعه لإعادة تقييم استراتيجيته تجاه الأزمة الأوكرانية".*
وأشار إلى أن التصعيد الروسي ليس عشوائيًا، بل هو جزء من خطة أوسع تهدف إلى إجبار الغرب على مراجعة مواقفه، من خلال توظيف أدواتها الهجينة لإحداث تأثيرات طويلة المدى على التحالفات الغربية وسياستها تجاه موسكو.
الولايات المتحدة في مأزق: خيارات محدودة أمام التصعيد الروسيروسيا والتصعيد النووي، تطرق مسعود معلوف إلى معضلة إدارة بايدن في التعامل مع التصعيد الروسي المتزايد، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تواجه موقفًا معقدًا. وأوضح قائلًا: *"لا يمكن للولايات المتحدة التراجع عن دعمها لأوكرانيا، حيث يُعد ذلك التزامًا استراتيجيًا، ولكنها في الوقت ذاته تحاول تفادي تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا."*
وأضاف معلوف أن الخيار الدبلوماسي سيبقى الأنسب إذا وصل التصعيد إلى مستويات تهدد استقرار المنطقة بالكامل، حيث ستسعى واشنطن إلى تحقيق توازن بين الاستمرار في دعم أوكرانيا ومنع اندلاع صراع أوسع.
باحث سياسي: روسيا ستستخدم الأسلحة النووية في هذه الحالة الكرملين: روسيا لا تفكر بأي تعبئة عسكرية إضافية حاليا أبعاد التصعيد الدولي: هل ينذر بحرب شاملة؟من جانبه، حذر فيتشيسلاف ماتوزوف من خطورة خروج التصعيد الروسي عن السيطرة، لافتًا إلى أن التوترات الحالية قد تدفع إلى مواجهة شاملة إذا لم يتم احتواؤها. وأشار إلى أن روسيا تستخدم استراتيجيات متعددة ضمن حربها الهجينة، بما يشمل استهداف البنية التحتية الأوكرانية بهدف عزل كييف عن الدعم الغربي تدريجيًا.
وقال ماتوزوف: *"رغم التهديدات العسكرية المتزايدة، لا يبدو أن التصعيد العسكري الكامل هو الخيار الوحيد المطروح، حيث تسعى موسكو للضغط على الغرب عبر أدوات سياسية واقتصادية وإعلامية".*
التوقعات المستقبلية: روسيا بين التصعيد والتفاوضروسيا والتصعيد النووي، في ختام النقاش، أشار الضيفان إلى أن التصعيد العسكري الحالي قد يزيد من تعقيد الأوضاع، مما يجعل الوصول إلى تسوية سلمية أكثر صعوبة.
وأكد معلوف أن روسيا تسعى لاستغلال نفوذها كقوة كبرى لإعادة تشكيل النظام الدولي بما يتماشى مع مصالحها، بينما رأى ماتوزوف أن موسكو قد تلجأ إلى تحقيق مكاسب ميدانية ملموسة قبل العودة إلى طاولة المفاوضات، ما يمنحها أوراق ضغط قوية.
وبينما تتزايد المخاطر على الساحة الدولية، يبقى السؤال مطروحًا حول قدرة الأطراف على ضبط التصعيد، وما إذا كانت الحرب الهجينة ستتطور إلى مواجهة أوسع، أم ستُستخدم كورقة ضغط لتحقيق أهداف سياسية بعيدة المدى.