في الخامس من فبراير 2024، اتفق أكثر من ثلاثين إرهابيًا مصريًا على إصدار بيان يحذر من التعامل مع صديق الأمس "الأخ الذهبي المصري"، وزعم البيان أن "الذي كان يحمل السلاح ويتقدم صفوف المجاهدين في بلاد الشام"، يجمع التبرعات عبر الإنترنت ويستولي عليها لنفسه ويتنعم بالمال الحرام مع زوجاته وأبنائه في إحدى الدول، ثم يزعم على غير الحقيقة أنه يرسلها إلى غزة لدعم الجهاد وشراء الأسلحة"، كما يزعم أنه يجمع تبرعات أخرى لدعم "إخوانه المجاهدين في سوريا"، ولا أثر له على الأرض منذ منتصف العام 2015، ولا عمل له سوى كتابة منشورات التواصل الاجتماعي التي يستغلها في الاستيلاء على أموال المتبرعين.

بدأ التراشق بين "الإخوة" بفاصل جديد من اتهامات السرقة والخيانة والعمالة في الرابع عشر من يناير 2024، عندما انتشرت رسائل غامضة تحذر من الخيانة، وجاء في الرسالة الأولى: "﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾.. وأنتم تعلمون.. وأنتم تعلمون.. وأنتم تعلمون أنكم خونة"، ثم انتشرت رسائل يقول كاتبها: "الشام تنفي خبثها.. واحذروا لصوص الثورات.. دير بالك من اللي بيكتب حصري من الجبهات وهو يتنعم في إحدى الدول بأموال المجاهدين".

وتصاعدت الاتهامات التي كان ينكرها "الأخ المجاهد الذهبي" ويواصل جمع التبرعات التي تدفقت عليه بمبالغ كبيرة كلما قام بترويج منشورات يزعم فيها أن الأموال التي يجمعها ينفقها "الإخوة في غزة على شراء الأسلحة"، وكان ينشر صورًا تظهر ملثمين أمامهم أنواع من الأسلحة والصواريخ ويزعم أنها حصاد أموال التبرعات التي أرسلها بطريقته إلى غزة، وفي المقابل كانت منشورات النفي والتشكيك في صحة الرسائل تنطلق من الجانب اﻵخر وتشعل عراكًا ساخنًا بين الطرفين، ثم اتفق العشرات من الإرهابيين المصريين على إصدار بيان الخامس من فبراير الذي يحمل أسماءهم الحركية المعروفة للكثيرين من أعضاء الجماعات الإرهابية في دول الملاذ اﻵمن.

أعلن بيان الخامس من فبراير، أن الإخوة المصريين في الشمال السوري، "قد وردتهم أسئلة عن المدعو (هاني. ذ) صاحب حساب وقناة على التليجرام، وهل هو موجود في الأراضي السورية؟، وهل يصل الدعم الذي نرسله إليكم من خلاله أم لا؟!.. وعليه فقد تطوع بعض إخوانكم الموجودين في هذه المناطق بالرد على هذه الأسئلة"، وقال البيان: "إن المدعو هاني، الملقب بأبي القعقاع وأبي أسيد كان موجودًا في مناطقنا إلى العام 2015، وقد علم جميع الموجودين أنه خرج إلى إحدى الدول في الشهر السادس من عام 2015، وبعدها لم نره أبدًا في الأراضي السورية، وإلى اﻵن نبحث عنه في مناطقنا ولا نجد له أثرًا ولا يظهر منه إلا الكلام في وسائل التواصل الاجتماعي". وأضاف: "بخصوص وصول الدعم إلى هذه المناطق عن طريق المدعو هاني، فهذا لا نسمع عنه إلا في المنشورات، وأما عن وجود وقائع عينية فلم نجد له أثرًا بعد البحث والتقصي".

ونفى البيان صحة ما يردده "الأخ الذهبي" عن "دعمه المزعوم للمقاتلين في غرة"، وقال: "نقول على ما سبق فإن الرجل غير ثقة عندنا، حيث كان يدّعي أنه يقدم الدعم لعدة مناطق في سوريا ولم نر له أثرًا فهو مجرد ادعاء وكذب وتلفيق، كما أنه يدعي وجوده في الأراضي السورية، وهذا كذب أيضًا"، واتهم البيان المدعو هاني بأنه "يجمع مالا لشخصه باسم المجاهدين والمنكوبين والمتضررين".

دخل الإرهابيون المصريون الهاربون في دول الملاذ اﻵمن على خط المعارك الكلامية الدائرة بين "الأخ الذهبي" وإخوان "الجهاد" المزعوم ونشروا عبر "الفيسبوك وتليجرام" صورة من بيان الثلاثين إرهابيًا، مؤكدين صحة ما جاء فيه، ليأتي الرد من داعمين للأخ الذهبي ويتهم جميع خصومه بالكذب والنفاق والخيانة والعمالة والتقاعس عن دعم إخوانهم في غزة وزعم "أبو القعقاع" في أحد منشوراته أن إجمالي إحدى الدفعات التي نقلها إلى غزة تصل إلى مائة ألف دولار أمريكي تقريبًا، وكانت قد بدأت بما يساوي مائة جنيه مصري، واعترف الإرهابي المصري المعروف باسم "أبو القعقاع" بأنه استقبل تبرعات أخرى مخصصة لشراء مصاحف كبيرة وزعم أنه قام بتوزيعها على "إخوانه في إدلب" لاستخدامها في حلقات التلاوة.

وحاول الإرهابي المصري الإيحاء لمتابعيه بأنه من أهل الثقة المعروفين لـ"كبار المجاهدين"، فكتب منشورًا يزعم فيه أنه كان على صلة اتصال وتواصل خاص مع الإرهابي المصري الهالك محمد الظواهري، الشقيق الأصغر للإرهابي أيمن الظواهري، ونشر صورة تجمعه بالظواهري الصغير، وادعى أنه كان يخصه بالنصيحة ويدعوه إلى "جمع الإخوة وترك الشقاق"، وفي الجانب اﻵخر زعم عدد من خصوم "أبو القعقاع"، أنهم أيضًا كانوا على صلة واتصال دائم بالإرهابي الظواهري الصغير وكانت اتصالاتهم الخاصة معه مستمرة إلى الأيام الأخيرة في حياته.

وما زالت المعارك الكلامية مستمرة بين "الأخ أبو القعقاع المصري" وإخوانه المجاهدين المصريين المزعومين، وهي تمثل صورة متكررة من الاتهامات المتبادلة بين أعضاء التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تسللت إلى الأراضي السورية بدعم من الدول الراعية للإرهاب التي تسعى لفرض أجندتها باستخدام مجموعات من الإرهابيين التكفيريين المرتزقة، وتتكرر الانقسامات وتتحول الجماعة الواحدة إلى عشرات التنظيمات ومئات الفصائل المسلحة المتناحرة بعد تبادل اتهامات الكفر والخيانة والعمالة والتخابر والتراشق بفتاوى التكفير وإهدار الدماء.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأراضی السوریة

إقرأ أيضاً:

القبض على سارق صيدلية في بنغازي وضبط مواد مخدرة بحوزته

الوطن| متابعات

تمكن مركز شرطة الصابري في بنغازي من القبض على شخص متورط في سرقة أغراض من إحدى الصيدليات عدة مرات، وذلك تنفيذًا لتعليمات مدير أمن بنغازي اللواء أحمد الشامخ بضرورة سرعة الاستجابة للبلاغات وتقديم الخدمات للمواطنين.

تلقى المركز شكوى من صاحب صيدلية حول تعرضه لعدة سرقات من مجهول، وعلى الفور صدرت تعليمات رئيس المركز ببدء التحريات والبحث عن الشخص المشتبه به.

وبعد مراجعة كاميرات المراقبة مع الشاكي، تبيّن أن شخصًا كان يقوم بسرقة الأغراض في أوقات مختلفة.

انطلقت أعمال التحري، وفي اليوم التالي تمكن أعضاء وحدة التحريات من تحديد المشتبه به أثناء قيادته لمركبة هيونداي حمراء داكنة، حيث تم القبض عليه وبتفتيش المركبة احترازياً، عُثر على قطع من مادة الحشيش المخدرة وأدوات لتعاطي المخدرات.

خلال الاستدلال، تبيّن أن الشخص يُدعى أ.ج.أ من مواليد 1986، واعترف بارتكاب السرقة وحيازته للمخدرات. تمت إحالته إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.

الوسوم#بنغازي سرقات طرابلس ليبيا

مقالات مشابهة

  • سياحة داخل نفس سودانية
  • منخفض جوي يؤثر على وسط البحر المتوسط ويتحرك نحو الشرق في الأيام القادمة، فما تأثيره على بلاد الشام؟
  • القبض على سارق صيدلية في بنغازي وضبط مواد مخدرة بحوزته
  • حركتا المجاهدين والأحرار الفلسطينيتان تباركان الرد الإيراني في عمق العدو الصهيوني
  • بدء مناظرة المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأميركي واتهامات بشأن إيران
  • "المجاهدين": الرد الإيراني رد طبيعي على تمادي الاحتلال في غطرسته وجرائمه
  • حكاية شعب| الثقافة تحتفى بذكرى انتصارات 73 بالعرض المسرحي أكتوبر الذهبي
  • "المجاهدين": عملية تل أبيب امتداد أصيل للمقاومة ورد طبيعي على عدوان الاحتلال
  • تحصيل 1.2 مليار جنيه مستحقات شهر ونصف من سرقات الكهرباء
  • وزير الكهرباء: تحصيل 1.2 مليار جنيه في 45 يوما من سرقات الكهرباء