الأسبوع:
2025-01-30@22:40:50 GMT

موقف ماكرون المتشدد تجاه روسيا

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

موقف ماكرون المتشدد تجاه روسيا

يبدو أن السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غامضة وغير مفهومة، ويبدو أنها قرارات أحادية الجانب من جانب الرئيس ماكرون، وقد كلفت سياسته الخارجية الخاطئة خسارة علاقات فرنسا التاريخية مع دول غرب إفريقيا، وبخاصة مع دولة مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مع خروج القوات الفرنسية التي كانت متمركزة في تلك الدول، ومجيء قوات روسية لتحل محل القوات الفرنسية، ولتكسب روسيا مكانا جديدا لها في إفريقيا.

وبخصوص سياسة فرنسا الخارجية ونظرتها للحرب الروسية - الأوكرانية التي تدور رحاها منذ أكثر من عامين، كان الرئيس ماكرون، وعلى عكس غيره من قادة دول الاتحاد الأوروبي، كان وما يزال متشددا ضد روسيا، ومفرطا في مساعدته لأوكرانيا، وكانت هذه المساعدات عسكرية ومادية ومعنوية، ناهيك عن دعواته المتواصلة لدول الاتحاد الأوروبي ولأمريكا بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية والأسلحة المتطورة والأموال إلي أوكرانيا، ومناصرة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى أقصى حد، وهي سياسات متشددة ضد روسيا، ومن هذا التشدد: دعوته للرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى باريس يوم السادس عشر من شهر فبراير الماضي ٢٠٢٤ لتوقيع اتفاقية أمنية فرنسية مع أوكرانيا، ثم دعوته يوم الخميس الموافق ٨ من شهر مارس الجاري لعقد اجتماع لممثلي ٢٨ دولة أوروبية في باريس لدعم أوكرانيا، ودعوته القادة الحاضرين إلي بذل المزيد من الجهد لمواجهة روسيا، ثم إعلانه خلال الاجتماع وبدون إعلان مسبق مع القادة الأوروبيين عن دعوته لنشر قوات أوروبية لتحارب مع القوات الأوكرانية، الأمر الذي قوبل بالرفض وأثار غضب القادة الأوروبيين وعلى رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتز الذي رفض تلك الدعوة، مما أدى إلى دخوله في خلاف سياسي مع الرئيس ماكرون بسبب مبالغة فرنسا في الدفع لمواجهة روسيا في تلك الحرب.

وبالرغم من رفض القادة الأوروبيين لسياسات الرئيس ماكرون وتعريضه للحرج السياسي، فإنه لم يتراجع عن موقفه المتهور والداعم لأوكرانيا ضد روسيا، ولهذا فهو يسعي بطرق سياسية ملتوية لمحاولة كسب مزيد من الأصوات الأوروبية والداخلية في فرنسا لدعم قرار إرساله قوات أوروبية إلى أوكرانيا، ونافيا في الوقت نفسه دفعه ومبادرته للتصعيد مع روسيا، وذلك بعد أن تعرضت أوكرانيا مؤخرا لسلسلة من الانتكاسات الميدانية فى الحرب، واستيلاء القوات الروسية على بعض المدن والقرى الأوكرانية المهمة، وذلك نتيجة للنقص الحاد في الأسلحة الأوكرانية والأسلحة التي لم تقدمها أوروبا في المواعيد المقررة، ناهيك عن رفض الحزب الجمهوري لتمرير مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة ستين مليار دولار عالقة بالكونجرس، بسبب خلافات الحزب الجمهوري مع الرئيس الأمريكي چو بايدن، ولهذا فإن إيمانويل ماكرون يظهر نفسه كأنه الحريص علي سلامة دول الاتحاد الأوروبي، ويحذر الأوروبيين من الآثار السلبية التى يمكن أن يتعرض لها الأمن الأوروبي إذا انتصرت روسيا علي أوكرانيا في تلك الحرب، ولهذا فقد دعا ماكرون مؤخرا خلال مقابلة تليفزيونية موجهة إلى الفرنسيين أوروبا للتخلي عن رسم خطوط حمراء مع روسيا خشية من هزيمة أوكرانيا، والعمل على مساعدة أوكرانيا بكل الإمكانات والوسائل المتاحة، مما دفع أحزاب المعارضة الفرنسية إلى توجيه الانتقادات إلى الرئيس ماكرون واصفين تصريحاته بأنها دعوة للحرب مع روسيا، مما دفعه إلى عقد اجتماع مع البرلمان الفرنسي الذي وافق يوم ١٢ مارس الجاري على التصديق على اتفاقية التعاون الأمنية التي أبرمها الرئيس ماكرون مع أوكرانيا، وتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا بأكثر من ٣ مليارات يورو. وبخصوص الخلاف مع المستشار الألماني أولاف شولتز فقد لبى ماكرون دعوة لحضور اجتماع مصغر عُقد في برلين يوم الجمعة الماضي الموافق ١٥ من شهر مارس الجاري وبحضور رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، وقد دعا الزعماء الثلاثة خلال الاجتماع إلى وحدة الصف الأوروبي والتضامن مع أوكرانيا ودعمها في حربها مع روسيا، وقد أبدى شولتز خلال الاجتماع مرونة مع الرئيس ماكرون حول بعض القضايا الخلافية بشأن قضية تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى. كما رحب ماكرون بإنشاء تحالف للضربات العميقة يكون مفتوحا لدول الاتحاد الأوروبي كل وفق إمكاناته وقدراته لتقديم المساعدات إلى أوكرانيا. وقد رحب ماكرون بالرغم من خلافه مع المستشار الألماني أولاف شولتز بالاجتماع مع الدول الثلاث التي تسعى إلى عدم السماح لروسيا بالانتصار، ولدعم أوكرانيا في الحرب حتى النهاية. ليصبح بذلك الرئيس الفرنسي من أكثر القادة الأوروبيين تشددا ضد روسيا، والداعي إلى شبه مواجهة عسكرية معها دون أن نعرف الأسباب الحقيقية وراء هذا العداء.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القادة الأوروبیین الاتحاد الأوروبی الرئیس ماکرون مع روسیا ضد روسیا

إقرأ أيضاً:

عاجل- الرئيس السيسي يؤكد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ويبحث الأمن في البحر الأحمر مع نظيره الكيني 

شهدت الساحة السياسية خلال الساعات الماضية اهتمامًا واسعًا بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الكيني، ويليام روتو، الذي بثته قناة "القاهرة الإخبارية". حيث ناقش الزعيمان آخر المستجدات في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، بالإضافة إلى تطورات الأزمة الفلسطينية.

وأكد الرئيس السيسي أن الوضع الأمني في البحر الأحمر يشكل تهديدًا حقيقيًا قد يؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي لهذه التهديدات مرتبط بالعدوان الإسرائيلي على غزة. كما شدد على أن مصر لن تتهاون بأي حال من الأحوال في حماية أمنها القومي، مؤكدًا على ضرورة الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

وفيما يلي نستعرض أبرز التصريحات التي أدلى بها الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي، والتي تعكس موقف مصر الثابت تجاه القضايا الإقليمية والدولية.

 

الرئيس السيسي: العدوان الإسرائيلي على غزة يهدد أمن البحر الأحمر

خلال اللقاء، أكد الرئيس السيسي أن الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر أصبحت مصدر قلق كبير، حيث تحمل تهديدات قد تؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة. وأوضح أن هذه التهديدات ترتبط بشكل مباشر بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.

وأشار الرئيس إلى أهمية تقييم الوضع الأمني في البحر الأحمر، والتعاون بين الدول المشاطئة لضمان استقرار المنطقة، وحماية المصالح الاقتصادية والأمنية.

 

تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ضرورة ملحة

شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة. وأكد أن مصر تعمل بكل جهدها لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإنهاء المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، مشيرًا إلى أن الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة تتطلب تحركًا سريعًا من المجتمع الدولي.

وأكد الرئيس أن الحل الحقيقي للأزمة الفلسطينية يكمن في البدء بمسار سياسي جاد، يهدف إلى تحقيق تسوية شاملة وعادلة، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

 

تعزيز التعاون بين مصر وكينيا في مختلف المجالات

أوضح الرئيس السيسي أن زيارة الرئيس الكيني، ويليام روتو، إلى مصر كانت فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الاتفاق على تطوير التعاون في عدة مجالات تشمل الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب والاستثمار والتجارة بين البلدين والتعاون في قضايا المياه، والثقافة، والتعليم وتبادل الخبرات وبناء القدرات في مختلف القطاعات.

كما أكد الرئيس السيسي أن مصر حريصة على تعزيز التعاون مع كينيا باعتبارها شريكًا استراتيجيًا في القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أهمية توحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة في ظل التوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة.

 

موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية

جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي التأكيد على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية لا يمكن أن تحيد عن ثوابتها الوطنية في هذا الملف. وأوضح أن المبادئ الأساسية للموقف المصري تشمل إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وضمان عدم المساس بأراضيه ورفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو التأثير على الهوية الوطنية الفلسطينية.

وأضاف الرئيس أن مصر ستواصل جهودها لتحقيق السلام في المنطقة، وفقًا لحل الدولتين الذي يضمن حقوق الفلسطينيين، ويحقق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

 

الرئيس السيسي: لا يمكن التهاون في الأمن القومي المصري

في رسالة طمأنة للشعب المصري، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الأمن القومي المصري خط أحمر، ولا يمكن التهاون أو السماح بالمساس به بأي شكل من الأشكال. وشدد على أن مصر تمتلك القدرات اللازمة لحماية أمنها ومصالحها الاستراتيجية، وأنها ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية للحفاظ على استقرارها وسيادتها.

وأشار الرئيس إلى أن مصر عازمة على العمل مع جميع الأطراف الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة.

 

هل ينجح التعاون الدولي في إنهاء الأزمة الفلسطينية؟

في ختام كلمته، أشار الرئيس السيسي إلى أهمية التعاون الدولي في حل الأزمة الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر تدعم الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى إنهاء الصراع وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

كما أكد أن مصر ستواصل العمل مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة والرئيس ترامب، من أجل تحقيق السلام العادل القائم على حل الدولتين، والذي طال انتظاره لعقود.

 

 

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أوكرانية: مستعدون للتعاون مع المشغلين الأوروبيين بشأن نقل الغاز إلى الاتحاد الأوروبي
  • الكشكي: محاولات التشويه الإعلامي لن تزعزع موقف الرئيس السيسي تجاه فلسطين
  • «المؤتمر» يثمن موقف الرئيس السيسي الثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • مصر أكتوبر : تصريحات الرئيس السيسي أكدت موقف مصر الثابت بشأن تهجير الفلسطينيين
  • أحمد حلمي: تصريحات الرئيس السيسي بشأن تهجير الفلسطينيين أكدت موقف مصر الثابت
  • تيسير مطر: الرئيس تحدث باسم 100 مليون مواطن بشأن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية
  • تيسير مطر: الرئيس تحدث باسم 100 مليون بشأن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية
  • عاجل- الرئيس السيسي يؤكد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ويبحث الأمن في البحر الأحمر مع نظيره الكيني 
  • الرئيس السيسي: هناك أمة بأكملها لها موقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • الرئيس العراقي يؤكد موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية