الأسبوع:
2025-03-10@06:29:02 GMT

موقف ماكرون المتشدد تجاه روسيا

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

موقف ماكرون المتشدد تجاه روسيا

يبدو أن السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غامضة وغير مفهومة، ويبدو أنها قرارات أحادية الجانب من جانب الرئيس ماكرون، وقد كلفت سياسته الخارجية الخاطئة خسارة علاقات فرنسا التاريخية مع دول غرب إفريقيا، وبخاصة مع دولة مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مع خروج القوات الفرنسية التي كانت متمركزة في تلك الدول، ومجيء قوات روسية لتحل محل القوات الفرنسية، ولتكسب روسيا مكانا جديدا لها في إفريقيا.

وبخصوص سياسة فرنسا الخارجية ونظرتها للحرب الروسية - الأوكرانية التي تدور رحاها منذ أكثر من عامين، كان الرئيس ماكرون، وعلى عكس غيره من قادة دول الاتحاد الأوروبي، كان وما يزال متشددا ضد روسيا، ومفرطا في مساعدته لأوكرانيا، وكانت هذه المساعدات عسكرية ومادية ومعنوية، ناهيك عن دعواته المتواصلة لدول الاتحاد الأوروبي ولأمريكا بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية والأسلحة المتطورة والأموال إلي أوكرانيا، ومناصرة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى أقصى حد، وهي سياسات متشددة ضد روسيا، ومن هذا التشدد: دعوته للرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى باريس يوم السادس عشر من شهر فبراير الماضي ٢٠٢٤ لتوقيع اتفاقية أمنية فرنسية مع أوكرانيا، ثم دعوته يوم الخميس الموافق ٨ من شهر مارس الجاري لعقد اجتماع لممثلي ٢٨ دولة أوروبية في باريس لدعم أوكرانيا، ودعوته القادة الحاضرين إلي بذل المزيد من الجهد لمواجهة روسيا، ثم إعلانه خلال الاجتماع وبدون إعلان مسبق مع القادة الأوروبيين عن دعوته لنشر قوات أوروبية لتحارب مع القوات الأوكرانية، الأمر الذي قوبل بالرفض وأثار غضب القادة الأوروبيين وعلى رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتز الذي رفض تلك الدعوة، مما أدى إلى دخوله في خلاف سياسي مع الرئيس ماكرون بسبب مبالغة فرنسا في الدفع لمواجهة روسيا في تلك الحرب.

وبالرغم من رفض القادة الأوروبيين لسياسات الرئيس ماكرون وتعريضه للحرج السياسي، فإنه لم يتراجع عن موقفه المتهور والداعم لأوكرانيا ضد روسيا، ولهذا فهو يسعي بطرق سياسية ملتوية لمحاولة كسب مزيد من الأصوات الأوروبية والداخلية في فرنسا لدعم قرار إرساله قوات أوروبية إلى أوكرانيا، ونافيا في الوقت نفسه دفعه ومبادرته للتصعيد مع روسيا، وذلك بعد أن تعرضت أوكرانيا مؤخرا لسلسلة من الانتكاسات الميدانية فى الحرب، واستيلاء القوات الروسية على بعض المدن والقرى الأوكرانية المهمة، وذلك نتيجة للنقص الحاد في الأسلحة الأوكرانية والأسلحة التي لم تقدمها أوروبا في المواعيد المقررة، ناهيك عن رفض الحزب الجمهوري لتمرير مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة ستين مليار دولار عالقة بالكونجرس، بسبب خلافات الحزب الجمهوري مع الرئيس الأمريكي چو بايدن، ولهذا فإن إيمانويل ماكرون يظهر نفسه كأنه الحريص علي سلامة دول الاتحاد الأوروبي، ويحذر الأوروبيين من الآثار السلبية التى يمكن أن يتعرض لها الأمن الأوروبي إذا انتصرت روسيا علي أوكرانيا في تلك الحرب، ولهذا فقد دعا ماكرون مؤخرا خلال مقابلة تليفزيونية موجهة إلى الفرنسيين أوروبا للتخلي عن رسم خطوط حمراء مع روسيا خشية من هزيمة أوكرانيا، والعمل على مساعدة أوكرانيا بكل الإمكانات والوسائل المتاحة، مما دفع أحزاب المعارضة الفرنسية إلى توجيه الانتقادات إلى الرئيس ماكرون واصفين تصريحاته بأنها دعوة للحرب مع روسيا، مما دفعه إلى عقد اجتماع مع البرلمان الفرنسي الذي وافق يوم ١٢ مارس الجاري على التصديق على اتفاقية التعاون الأمنية التي أبرمها الرئيس ماكرون مع أوكرانيا، وتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا بأكثر من ٣ مليارات يورو. وبخصوص الخلاف مع المستشار الألماني أولاف شولتز فقد لبى ماكرون دعوة لحضور اجتماع مصغر عُقد في برلين يوم الجمعة الماضي الموافق ١٥ من شهر مارس الجاري وبحضور رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، وقد دعا الزعماء الثلاثة خلال الاجتماع إلى وحدة الصف الأوروبي والتضامن مع أوكرانيا ودعمها في حربها مع روسيا، وقد أبدى شولتز خلال الاجتماع مرونة مع الرئيس ماكرون حول بعض القضايا الخلافية بشأن قضية تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى. كما رحب ماكرون بإنشاء تحالف للضربات العميقة يكون مفتوحا لدول الاتحاد الأوروبي كل وفق إمكاناته وقدراته لتقديم المساعدات إلى أوكرانيا. وقد رحب ماكرون بالرغم من خلافه مع المستشار الألماني أولاف شولتز بالاجتماع مع الدول الثلاث التي تسعى إلى عدم السماح لروسيا بالانتصار، ولدعم أوكرانيا في الحرب حتى النهاية. ليصبح بذلك الرئيس الفرنسي من أكثر القادة الأوروبيين تشددا ضد روسيا، والداعي إلى شبه مواجهة عسكرية معها دون أن نعرف الأسباب الحقيقية وراء هذا العداء.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القادة الأوروبیین الاتحاد الأوروبی الرئیس ماکرون مع روسیا ضد روسیا

إقرأ أيضاً:

روسيا: خطوات الاتحاد الأوروبي "تهديد محتمل" و"لن تمرّ دون رد"

أعلنت روسيا أنها سوف تتخذ الخطوات اللازمة لحماية أمنها، رداً على مبادرة تم الإعلان عنها مؤخراً لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي.

ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، اليوم الجمعة، "كل هذا التسليح موجه بشكل أساسي ضد روسيا". 

المفوضية الأوروبية تكشف تفاصيل خطة لتمويل الدفاع - موقع 24أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الخميس، عن مزيد من التفاصيل حول خطة من 5 خطوات لتمويل الاستثمارات الدفاعية الضخمة في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف، أن موسكو تنظر إلى مبادرة الاتحاد الأوروبي باعتبارها تهديداً محتملاً، وستتخذ الخطوات اللازمة لحماية أمنها.
وجاء قرار الاتحاد الأوروبي لزيادة قدراته العسكرية خلال قمة طارئة، أمس الخميس.
ومن المقترحات الرئيسية التي طرحت للنقاش خطة إعادة التسليح الأوروبية، التي عرضتها المفوضية الأوروبي في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وتهدف إلى جمع حوالي 800 مليار يورو لتعزيز القدرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي.

مقالات مشابهة

  • حلفاء أمريكا يعربون عن قلقهم من موقف ترامب تجاه روسيا
  • موسكو: قرار الاتحاد الأوروبي بشأن إعادة التسلح خطير
  • سياسي فرنسي: ماكرون يستخدم الحرب في أوكرانيا لصرف الأنظار عن المشاكل الداخلية
  • «أستاذ علوم سياسية» يكشف عن رسائل الرئيس السيسي في الأكاديمية العسكرية
  • نحن الذين نشكرك.. «مصطفى بكري» معلقا على حديث الرئيس عن المصريين.. فيديو
  • إيران ترد على اتهامات ماكرون بالتدخل في أوكرانيا
  • ترامب يخيّر روسيا.. إنهاء حرب أوكرانيا أو العقوبات
  • قائد أنصار الله يعلن موقفًا حازمًا تجاه التصعيد الإسرائيلي في فلسطين ويعطى مهلة اربعه أيام لبدء تنفيذ هذا الأمر
  • روسيا: خطوات الاتحاد الأوروبي "تهديد محتمل" و"لن تمرّ دون رد"
  • بوتين يستحضر التاريخ ويذكّر ماكرون بحملة نابليون على روسيا