لم تكن حياة الفنانة سعاد حسنى «سندريلا الشاشة» مليئة بالصخب، بل كانت روتينية عادية، إذ لم ترتدِ فستان زفاف فى زواجها، ولم تشترِ سيارات فاخرة، بل كانت تمتلك سيارة «128» حينها، تعيش ببساطة وتقلد الأطفال ببراءة، تضع قطع الجاتوه فى الشاى وتلتقطه بأصبعها لا بالملعقة، كانت تتصرف دائماً بطفولية وتضع مكياجاً رديئاً خوفاً من الحسد «مكياج وحاشة»، لم تهتم بالسياسة ولا حتى الفن المكتوب، بحسب مقال الإعلامى الراحل مفيد فوزى، لمجلة صباح الخير فى عددها الصادر يوم 20 يناير عام 1977.

أسرار في حياة سعاد حسني

سعاد حسنى التى أثرت السينما المصرية بعشرات الأفلام، كانت لا تمتثل أحياناً لحديث سيناريست أو كاتب العمل بضرورة الحفظ الجيد للدور الذى تؤديه، وحينما سألها مفيد فوزى فى إحدى السهرات قبل كتابة مقاله ردت: «الممثلة لازم تقول حاجة.. أنا فنان مش أراجوز، أنا إحساس يديره عقل.. والمهم مش نتابع صور ولقطات المهم الصور تودينا لفين وتاخدنا لأنهو سكة، بتوصلنا للى عاوزين نقوله ولا لا، والإحساس هو ده اللى عمل لى رصيد عند الجمهور».

لم تمتلك سعاد حسنى حساباً بنكياً طوال حياتها، فكان الجميع يطلق عليها لقب «المفلسة مادياً»، لكنها كانت تمتلك رصيداً كبيراً عند الجمهور، تسكن شقة صغيرة فى الزمالك مع زوجها على بدرخان، يمتلكان سيارة 128، لكنها كانت بئر إحساس لا تنضب بحسب تعبير مفيد فوزى: «كانت بتقول إن إحساسها هو سر ديمومتها واستمراريتها على الشاشة، وحرصها على عدم حضور حفلات الفنانين الخاصة جعلها تحافظ على تألقها على الشاشة».

حياة هادئة كطفلة عاشتها سعاد حسنى مع زوجها، تبدو كزوجة من الطبقة المتوسطة، تنتظر زوجها كل مساء، وإن غاب تترك له عشاءه فى الثلاجة، لا تجيد فن المجاملات ولا تحب السهرات أو الخروج فى الأماكن العامة: «التلقائية هى سر تفوقى ومابحبش أخطط لنفسى أى حاجة، أوقات أقرأ فن وأخرى وفيات وثالثة بشوف البخت.. الفنان مزاج وحالة تفرح وتحزن معها وتصدّقها وتكتشف كذبها بسهولة ويفضحها صوتها».

أصدقاء سعاد حسني

سعاد حسنى لم يكن لها أصدقاء، فضّلت أن تكون السينما صديقتها وعائلتها، الصداقة عندها موسمية طبقاً لإجازتها من السينما، وأثناء التصوير لا صديق لها سوى الشخصية التى تمثلها، ولا ترتبط بثمة صداقة مع أى زميلة عمل: «أنا ديمقراطية فى صداقتى، ممكن أصاحب كوافيرة أو ماكييرة أو موظفة فنية عن زميلة فى العمل، الأهم عندى أكون مرتاحة، مابيهمنيش ده مين ولا اسمه إيه على قد ما بيهمنى ألاقى حاجة مريحة معاه».

رغم خفة الظل والمهارات الاستعراضية والتنوع بين الأدوار الخفيفة والميلودراما، فإن حياة سعاد حسنى كانت مغلقة تماماً على نفسها وزوجها، فكانت تكتب أدعية بشكل يومى تدعو الله أن يقيها شر الحسد والحقد، وخاصة وقت زواجها من على بدرخان الذى استمر نحو 13 عاماً: «ملامحنا ممكن تتغير من الحقد والحسد وفى الوقت ده بنحتاج من يربت على ظهرنا بحنان، بنبقى عاوزين نخاصم الكلام نكون صامتين وأقرب إلى الخرس، لازم تكون راسنا مشغولة رغم الصمت، نتأمل، نرى، نسمع، ننفعل، نغضب، نحزن ونفرح برضو، لكن بنكون عاجزين عن الجدل والدخول فى أسواق الكلام».

مفيد فوزي عن سعاد حسني

مفيد فوزى وصف السينما فى حياة سعاد حسنى بـ«العاشق المستبد»، تمنحه نفسها حتى النخاع وكأنه لا تاريخ لها قبله ولا درب لها غير برقه ولا وطن لها سوى ذراعيه ولا خبز لها غير قمح راحته، لذلك كانت بعيدة عن أضواء البلاتوهات، فبدت وكأنها غريبة فى هذا العالم: «كانت تبدو كطفلة أفلتت يد أمها فى الليلة الختامية لمولد، تبدو وكأنها فى حالة إفراج مؤقت من أسر اختيارى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الراحلة سعاد حسني الفنانة سعاد حسني سعاد حسني

إقرأ أيضاً:

ريتشارد غير يُكرَّم بجائزة غويا لمساهمته في السينما والعمل الإنساني!

متابعة بتجــرد: سينال الممثل الأمريكي ريتشارد غير جائزة غويا لـ “مساهمته الاستثنائية في السينما” ولالتزاماته الإنسانية، خلال الاحتفال المقبل لتوزيع هذه الجوائز، على ما أفادت الأكاديمية الإسبانية للسينما، الخميس.

وأشارت الأكاديمية في بيان إلى أنّ النجم الهوليوودي البالغ 75 عاماً، والذي انتقل حديثاً إلى إسبانيا، سيحصل على جائزة غويا، خلال الاحتفال المقبل لتوزيع هذه الجوائز الإسبانية في غرناطة في جنوب إسبانيا بتاريخ الثامن من شباط/فبراير.

وستتم مكافأة الممثل الحائز جائزة “غولدن غلوب” عن دوره في فيلم “شيكاغو” (2002)، ولـ”مساهمته الاستثنائية في الفن السينمائي إذ شارك في عدد من أهم الأفلام في تاريخ السينما، ولالتزاماته الاجتماعية التي أظهرها على المستويين الشخصي والمهني”، بحسب الأكاديمية.

خلال مسيرته المهنية الممتدة لخمسة عقود، شارك ريتشارد غير في أفلام كثيرة بينها “أميركان جيغولو” (1980)، و”إن أوفيسير أند إيه جنتلمان” (1982) و”بريتي وومن” (1990). وعمل مع مخرجين بارزين بينهم تيرينس ماليك وفرانسيس فورد كوبولا وروبرت ألتمان.

ووجهت الأكاديمية تحية لنضاله عن طريق مؤسسته “الداعمة للحكم الذاتي في التيبت والحفاظ على الثقافة التيبتية”، فضلاً عن دعمه “للسكان الأصليين واللاجئين والمشردين”.

وتعاون الممثل الأمريكي أيضاً مع منظمات إسبانية من أمثال “اوبن أرمز” التي تنفذ عمليات إنقاذ بحرية للمهاجرين الذين يسعون للتوجه إلى أوروبا، و”هوغار سي” التي تساعد المشردين.

انتقل ريتشارد غير حديثاً إلى مدريد مع زوجته سيدة الأعمال الإسبانية أليخاندرا سيلفا وولديهما.

الزوجان عضوان في مجلس إدارة منظمة “هوغار سي”، بحسب مجلة “إيل” Elle.

هذه السنة الرابعة التي تُمنح فيها جائزة غويا لشخصية عالمية. وسبق أن فازت بهذه المكافأة كل من كيت بلانشيت وجولييت بينوش وسيغورني ويفر.

main 2025-01-31Bitajarod

مقالات مشابهة

  • في مثل هذا اليوم.. 99 عاما على ميلاد سعاد محمد
  • أسرة الوفد تهنئ الزميل إبراهيم صابر بمناسبة زفاف نجله
  • ضمن موسم الرياض..أحلام وأميمة طالب تحييان حفل زفاف 300 فتاة
  • الشاي بـ 5 جنيهات.. أسعار السلع التموينية عن شهر فبراير 2025
  • دراسة صادمة.. هذا النوع من المسكنات قد يكون مفيد للدماغ
  • فستان قصير .. شيماء سيف تبهر متابعيها بخسارة وزنها
  • صدمة لمحبي الشاي بالحليب.. تأثيراته سلبية أكثر خطورة مما تتصور
  • شاهد| فعاليات الصالون الثقافي "السينما والذكاء الاصطناعي" بحضور نجوم الفن
  • ريتشارد جير سينال جائزة غويا لـمساهمته الاستثنائية في السينما
  • ريتشارد غير يُكرَّم بجائزة غويا لمساهمته في السينما والعمل الإنساني!