أتى شهرُ الخيرِ والبركات، شهرُ الصِّيامِ والقِيام، موسمُ المَغِفرةِ والرَّحمَات.
اعتدنا مع قدوم شهر رمضان كثرةَ الجدلِ والاختلاف وزحام الفتاوىَ حول مسائل فِقْهية بعضُها يتَعلقُ بالصيامُ (أحكامُه ورُخصه ومُبْطِلاته) وصلاةُ التّراويحِ وزكاةِ الفِطر (مقاديرُها مِن كُلِّ ما يجوز إخراجه).. الخ، كما يكثُر الخُلاف في الآونة الأخيرة حول مشاكل الزواج والطلاق والميراث وقضايا كثيرة بعضها قديم والبعض يستجد مع متغيرات الحياة.
ويُحْمَدُ للمسلمِ السعي إلى معرفة ما يساعده على أداء شرع الله على نحوٍ صحيح حتى يكْتَمِل له أجر العبادة وثواب الطاعة.
ولأني لستُ فقيهاً ولا واعظاً أزهرياً فلا أُقحِمُ نفسي في الافتاء أو التفسير ولا أملك الجرأة على ذلك (كان الصحابة لا يجرؤون عليها حتى أهل بَدر) فعلمي في الفِقهِ لا يَرقى لِدرجةِ علم الدارِس المُتَخصـِّص، ومن هذا المنطلق أُناشد المؤسسة الدينية العريقة (مشيخة الأزهر الشريف) ودارِ الإفتاء المصرية، لإنشاء موسوعة فقهية مطبوعة تشمل كل الإجابات عن الأسئلة الشائعة والمتوقعة (الافتراضية)، كما تُشَكَّل لجنة معتمَدة مِن الحاصلين على إجازة الإفتاء من الأزهر لتقديم البرامج الدينية بالتليفزيون وتكون المصدر الوحيد للفتوى من خلال الإعلام بوسائله المختلفة حتى لا يُتْرَكُ المَجالُ لكلِ راغبِ شُهرة أن يُزاحِم ويُزايد في الإفتاء بغيرِ علمٍ يُؤهِّلَهُ له فيترتب على فتواه اضطراب فكري لدى البُسَطاء من غيرِ الدارسين ومحدودي المعرفة. وعلى اللجنة حسم الخلافات حول الجَدَل الفِقهي مُتَعَددَّ الآراء بحيث يكون رأي اللجنة قاطعاً مقنعاً لا يتعارض مع النُصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، فقد تلاحظ أن بعض مُقدِّمي البرامج الدينية أو ضيوفَهم يُجيبونَ السائل بأن "هناك عِدة آراء ولك أن تتبع أيها" ويستخدم بعض الشيوخ عبارة "استفت قلبك" وبذلك يضعُ السائلَ في دائرة الحِيرَةِ والتشَتُّت ولم يوضِّح له الرأي الأرجح.
ومراعاة أن تُبَثَ البرامج الدينية في أوقات تُتيح للأغلبية مشاهدتِها كما أتمنى (بل يجب) تشكيل لجنة رقابة إعلامية مِن رجالِ الدين وأساتذة الاجتماع وعلم النفس مِمن تتوافر لديهم رؤية إعلامية وفنية مُتَّزنة تَبُثُ وتُنمِّي الوعي من خلال برامجَ ومسلسلات رمضان (وغير رمضان) لتمنع من عرض ما يتضمن العُري وشرب الخمور والمُخدرات والتدخين بعد أن عادت المحرمات إلى الشاشات بشكل فج تمارسه كل الأعمار، وتعمل هذه اللجنة على إزالة اللبس وتصحح المفاهيم عند الكبار وتنير طريق الهداية للنشء فيصبح شبابا يحمل المسئولية محصنا ضد التسطيح والخلل الأخلاقي.
وهنا تجب وقفة جادة مع البرامج الترفيهية التي تعتمد على الهَزْل والترويع من أجل الضَحِك والتسلية وهو مُبَرِّرٌ قبيح ينافي تعاليم الدين والأخلاق الراقية، كذلك تَجِب وقفة مع الإعلانات المستفزة والمخلوطة بالتفاهة والرقص المبتذل والحركات والألفاظ التي تَشمئِزُ منها النَّفس..
تَقبَّل اللهُ مِنَّا ومِنكم صالحَ الأعمال.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
«القوافل العلمية» تختتم أعمالها ببرامج تعزز الشراكة في دعم البحوث
اختتمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار فعاليات القوافل العلمية للتعريف بمشروعات وبرامج البحث العلمي والابتكار وسط حضور ومشاركة مجتمعية واسعة جابت فيها 5 محافظات خلال الفترة من 2 أكتوبر الماضي إلى 1 نوفمبر الجاري، وشهدت تنظيم 3 جلسات ضمن برنامج مقهى الابتكار في المؤسسات الأكاديمية بالمحافظات، واستعراض 4 قصص بحثية ناجحة بالإضافة إلى عرض 17 مشروعًا ابتكاريًا ملهمًا، وإجراء سحب على 12 دورة تدريبية في مجال الثورة الصناعية الرابعة وإنترنت الأشياء وغيرها من الفعاليات.
وشهد برنامج القافلة تنفيذ سلسلة من الفعاليات العلمية والمجتمعية منها الزيارات التوعوية لمكاتب أصحاب السعادة المحافظين بحضور أصحاب السعادة الولاة وممثلي مختلف الجهات الحكومية والخاصة وذلك للتعريف ببرامج ومشروعات الوزارة في مجال البحث العلمي والابتكار سواء الموجهة للقطاع الأكاديمي أو الحكومي أو القطاع الصناعي والدور الذي تلعبه هذه البرامج في تحقيق أولويات «رؤية عُمان 2040»، علاوة على تنفيذ الركن التوعوي بالمجمعات التجارية المعروفة في هذه المحافظات بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور المستهدف وعموم المجتمع في مكان عام يستطيع الجميع الوصول إليه والتعرف على هذه البرامج والمشروعات.
وقال عبدالله بن سعيد الراشدي مدير دائرة النشر العلمي والتوعية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لـ«عمان»: إن القوافل العلمية ساهمت في تعزيز الوعي العلمي والتعريف ببرامج ومشروعات البحث العلمي والابتكار أمام فئات المجتمع، وهي مبادرة توعوية جديدة للوصول إلى مختلف شرائح المجتمع في الأماكن العامة بالمحافظات، علاوة على تقديم قدوات من الشباب العُماني المبتكر أمام الجمهور، وإتاحة الفرصة لهؤلاء المبتكرين للتعريف بأفكارهم ونماذجهم الأولية.
وأضاف: إن القافلة العلمية استهدفت الوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور كالمؤسسات الحكومية بهدف إشراكها في برامج دعم البحوث مثل برنامج دعم مشروعات البحوث الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن هناك ترحيبا كبيرا من الجمهور بتنفيذ مثل هذه الأنشطة في المحافظات.
وقد اشتمل الركن التفاعلي للقافلة العلمية على مجموعة من الأنشطة التوعوية والعروض التفاعلية وتوزيع منشورات وبث مقاطع مرئية تسلّط الضوء على قصص نجاح من داخل سلطنة عُمان وخارجها، بالإضافة إلى عرض 17 قصة ابتكارية لمشروعات شبابية عُمانية أسهمت في تعزيز ثقافة الابتكار وتنمية القدرات الوطنية.
إلى جانب تعريف زوار الركن بأهم البرامج البحثية والابتكارية مثل برامج التمويل المؤسسي والاستراتيجي، وبرامج بناء القدرات البحثية والابتكارية والفردية والمجتمعية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، واستعراض أبرز منجزات ومخرجات البرامج الممكنة للباحثين والأكاديميين والمبتكرين، وتسليط الضوء على أهمية التعاون وبناء الشراكات المؤسسية والمجتمعية المختلفة. وفي هذا السياق، عبّر عدد من زوار الركن التفاعلي عن أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية البحث العلمي والابتكار، مؤكدين على ضرورة دعم مثل هذه الجهود لإيجاد جيل واعٍ بالاقتصاد المبني على المعرفة لتحقيق تطلعات السلطنة في إطار «رؤية عُمان 2040».
الجدير بالذكر أن القافلة العلمية التي نظّمتها دائرة النشر العلمي والتوعية تأتي في إطار نشر الوعي العلمي والتعريف بالمشروعات البحثية التي تسهم في رفع مستوى التنافسية وتعزيز الاقتصاد المبني على المعرفة، كما تسهم الفعاليات المصاحبة للركن التوعوي على تشجيع الشباب العُماني على الانخراط في المجالات البحثية والابتكارية، مما يعزز من قدراتهم ويسهم في إعداد جيل جديد من العلماء والمبتكرين القادرين على مواجهة التحديات المستقبلية.