لجريدة عمان:
2025-04-01@10:29:48 GMT

نفوذ الرئيس بايدن المعطل

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

يبدو الرئيس بايدن أشد صرامة تجاه إسرائيل هذه الأيام ومبديا المزيد من التعاطف مع الذين يتضورون جوعا في غزة. فقد قال بايدن إن «هناك الكثير من الأبرياء الذين يواجهون مشاكل ويموتون» وقال إن ذلك «يجب أن يتوقف».

لكن ذلك لن يتوقف من تلقاء نفسه، بل إن الوضع قد يزداد سوءا إذا ما غزت إسرائيل رفح، أو إذا ما تحول الجوع إلى مجاعة.

وتبدو لي مخاوف بايدن بشأن الفلسطينيين جوفاء لأنه بدا غير عازم على الضغط بقوة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لوقف ما يجري.

وإذن فنحن الآن في وضع غريب: وهو أن القنابل الأمريكية والمساعدات الأمريكية تتساقط سواء بسواء من سماء غزة.

في عام 1948، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتنفيذ جسر برلين الجوي الشهير لإنقاذ برلين الغربية من الحصار السوفييتي. ونحن الآن منخرطون في جسر جوي إنساني آخر، ولكنه هذه المرة بسبب تصرفات شريك لنا لا عدو. فإسرائيل تصر على إجراء عمليات تفتيش دقيقة لكل شاحنة مساعدات تدخل غزة. وقد قال لي أحد كبار المسؤولين في الإدارة إن إسرائيل ترد حمولة شاحنات بأكملها إذا احتوت على أدوات ولادة طارئة، ويبدو أن ذلك لأنها تتضمن مبضعا صغيرا لقطع الحبل السري. وتخبرني اليونيسف أن إسرائيل ترفض السماح لها بإدخال مراحيض متنقلة. وقد زار السيناتوران كريس فان هولين وجيف ميركلي حدود غزة ووجدا أن إسرائيل منعت مرشِّحات المياه. وقال عضو في البرلمان البريطاني إن إسرائيل منعت 2560 مصباحا يعمل بالطاقة الشمسية.

ولأن بايدن لم يتمكن من إقناع إسرائيل بالتخفيف من هذا الهراء والسماح بدخول ما يكفي من المساعدات لتجنب المجاعة، فقد انتقل إلى عمليات الإنزال الجوي والممر البحري، وذلك أفضل من لا شيء لكنه غير كاف على الإطلاق. وتحذر سيندي ماكين، رئيسة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن الوصول إلى غزة عبر الطرق أمر ضروري، وأنه «إذا لم نعمل على زيادة حجم المساعدات التي تذهب إلى المناطق الشمالية زيادة كبيرة، فإن المجاعة سوف تكون وشيكة».

ليست الدبلوماسية إقناعا وحسب وإنما هي أيضا ليُّ أذرع، لكن يبدو أن بايدن غير راغب في التصرف بما يعطي كلماته قوة. والأمر ببساطة هو أن نتانياهو يتجاهل البيت الأبيض لأن هذا التجاهل لا يوجب عليه دفع ثمن.

وليس هذا بالجديد تماما. فقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان لزعيم صهيوني أمريكي زائر في عام 1967 إن «أصدقاءنا الأمريكيين يقدمون لنا المال والسلاح والمشورة. ونحن نأخذ المال، ونأخذ الأسلحة، ونرفض النصيحة».

ويروي المؤرخ آفي شلايم أن الزائر سأل عما سيحدث لو قالت أمريكا إن إسرائيل لن تأخذ المساعدات ما لم تأخذ بالنصيحة. فأجاب ديان: «إذن سيكون لزاما علينا أن نأخذ بالنصيحة أيضا».

وفي ظل حكم الرؤساء ذوي العقلية المتشددة، حدث هذا في بعض الأحيان. فقد تضمنت زيارتي الأولى إلى الشرق الأوسط شيئا من التجوال في لبنان المدمر بعد الغزو الإسرائيلي عام 1982 الذي خلَّف العديد من القتلى الفلسطينيين وإن لم يزد إسرائيل أمنا. لم أكن أعلم أن الرئيس رونالد ريجان قد اتصل -من وراء الكواليس- برئيس الوزراء مناحيم بيجن بعد قصف مدفعي مروع، وبدلا من المطالبة بوقف ذلك، أمر به. كتب ريجان في يومياته «كنت غاضبا»، حسبما أشارت مجلة نيويورك ريفيو أوف بوكس. «وقلت له إن الأمر يجب أن يتوقف وإلا فإن علاقتنا المستقبلية كلها معرضة للخطر. واستعملت كلمة الهولوكوست عمدا وقلت إن رمز حربه بات صورة لطفل عمره سبعة أشهر مبتور الذراعين».

وأضاف ريجان أنه «بعد عشرين دقيقة، اتصل بي ليخبرني أنه أمر بإنهاء القصف، وناشدني أن تستمر صداقتنا».

أتمنى أن يظهر بايدن مثل هذه الهمة. يمكنه أن يربط شحنات الأسلحة الهجومية بطريقة معينة في الاستعمال النهائي مثلما يعمل في حالة أوكرانيا. ويمكنه ببساطة أن يلتزم، حسبما دعاه ثمانية من أعضاء مجلس الشيوخ، بالقانون الأمريكي الذي ينهي الدعم العسكري لأي بلد عندما يجد الرئيس أن هذا البلد «يحدّ، بشكل مباشر أو غير مباشر، نقل أو تسليم مساعدات إنسانية أمريكية».

في ظل ضغط من الكونجرس، أصدر بايدن الشهر الماضي مذكرة الأمن القومي رقم 20، التي تضخم القانون وتوجب على إسرائيل التأكيد بحلول أواخر مارس بأنها تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية، وإلا فإنها تخاطر بإمدادها بالأسلحة الهجومية. وهذا يمثل نفوذا، فقط لو أن بايدن مستعد لاستخدامه.

يمكن أيضا أن يحث الرئيس مصر علنا على السماح لشاحنات المساعدات المتوقفة الآن على الحدود منتظرة عمليات التفتيش الإسرائيلية بالمرور إلى غزة حتى دون موافقة إسرائيلية. (ويمكنها أن تقوم بعمليات التفتيش الخاصة بها إذا لزم الأمر). فالتعاون الأمني المصري الإسرائيلي مهم، ولكن ليس في حالة منعه الغذاء عن غزة.

يمكن أيضا أن تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت على القرارات الإنسانية في الأمم المتحدة بدلا من استخدام حق النقض (الفيتو) عليها. ويمكن لبايدن أن يتجاوز نتانياهو ويتحدث مباشرة إلى الإسرائيليين -ربما في الكنيست- ويعرض قضية المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار، والطريق إلى حل الدولتين.

قد ينكر بايدن أن لديه بالفعل نفوذا كبيرا. وهذا حق: لقد تعرض الإسرائيليون لصدمة من الهجوم «الإرهابي» الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، وليسوا في حالة مزاجية تسمح لهم بالإنصات إلى غرباء آمنين في أراضٍ بعيدة إذ يطالبون بضبط النفس. وقد أظهر استطلاع محبط الشهر الماضي أن 68% من اليهود الإسرائيليين يعارضون السماح بدخول الغذاء والدواء إلى غزة. في المقابل، استجابت إسرائيل -ولو بشكل غير كاف حتى الآن- للضغوط والانتقادات الشعبية. ففي الأيام القليلة الماضية فقط، أشار مسؤولون إلى أنهم يريدون رؤية المزيد من المساعدات الإنسانية، حيث قال متحدث عسكري إن الجيش يحاول «إغراق» غزة بالمساعدات. وتم السماح لقافلة من ست شاحنات مساعدات بدخول شمال غزة مباشرة من إسرائيل، وكان ذلك أمرا مشجعا. الحقيقة هي أننا لا نعرف مدى النفوذ الذي يحظى به بايدن لأنه لم يختبر قوته حقا. فعندما بدا أن بايدن يشير هذا الشهر إلى أن غزو رفح سيتجاوز خطا أحمر وقد يكون له تداعياته، تراجع البيت الأبيض على الفور عن تصريحه.

لعل بايدن يعتقد أنه يظهر الصداقة والولاء لحليف مأزوم. ولكن بالنسبة لنتانياهو ولمعظم العالم، يبدو هذا ضعفا.

في الوقت نفسه، يعاني سكان غزة من الجوع دونما داع، وقد يصبح هذا جزءا من إرث بايدن.

ولإيضاح كيفية فشل السياسة الحالية، سأعطي الكلمة الأخيرة للباحث اللغوي في غزة محمد الشنات، الذي اقتبست رسائله في مقالي الأسبوع الماضي. ففي رسالة جديدة، روى الشنات كيف حاول جمع الطعام من الإنزال الجوي لتجنب المجاعة:

«قررت أنا وزوجتي الذهاب إلى الشاطئ راجين أن نحصل على شيء لإطعام أبنائنا. كان عشرات الآلاف من الناس ينتظرون. قرابة الساعة الثانية والثلث بدأت ثلاث طائرات إسقاط مظلاتها على الشاطئ. بدأ الناس مطاردتها. طاردنا إحدى هذه المظلات. فلما فُتحت وجدنا زجاجات مياه وزجاجات خل. توفي طفلان بسبب التدافع. ولأننا نعاني أشد المعاناة من سوء التغذية فلم نأكل أي شيء، فقد استغرقنا ثلاث ساعات للعودة إلى المنزل، وكان علينا أن نرتاح كل عشر دقائق. وكنا نبكي طوال طريق العودة».

نيكولاس كريستوف كاتب المقال من كتاب الرأي في صحيفة التايمز منذ عام 2001

خدمة نيويورك تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أن بایدن

إقرأ أيضاً:

«الفارس الشهم 3».. بلاد زايد تغيث غزة

الشارقة - جيهان شعيب

الإنسانية لا تتجزأ.. والإمارات بمواقفها النبيلة تثبت على الدوام أصالتها، ورقي شمائلها، وطيب أرضها المعطاءة، فأياديها البيضاء تبادر بالمساندة، والدعم، والعون، والجود بأكثر مما يمكن، لنجدة المظلومين، ودعم المنكوبين، ومؤازرتهم، وتقوية عضد المستضعفين، وتقوبة عودهم، كسبيل لإشعار الجميع بأنهم ليسوا وحدهم في محنهم، وأن التكاتف معهم واجب حتمي، الى أن تستقيم أمورهم، وتعود لمجراها.
وتتعدد المواقف الإنسانية للقيادة الحكيمة للإمارات، مع الدول كافة التي تعرضت لأزمات، ونكبات، وانتكاسات، ويشهد الجميع داخل الدولة وخارجها، على مبادراتهم الرحيمة، في ظروف مختلفة مرت بها كثير من الدول في المحيط العربي والعالمي، مستمدين نهجهم في ذلك من القيم التي رسّخها الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث كان يؤمن بأن العطاء ليس مجرد عمل خيري، ومن قوله إن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً بأخيه الإنسان.
على النهج ذاته، بالوقوف بشرف وأمانة مع الشعوب التي تتعرض دولها الى كوارث، وأزمات تقض مضاجعهم، وتسلبهم حقوقهم في العيش بأمان، واستقرار، اقتدت القيادة الطيبة، حيث لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مبادرات مشهودة في نجدة المنكوبين، ومن قول سموه «دولة الإمارات تواصل تقديم يد العون للمحتاجين إلى المساعدة في كل مكان، انطلاقاً من نهجها الإنساني الراسخ في هذا الشأن».
ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» داعماً للإنسانية بامتياز، حيث جعل من دبي والإمارات مركزاً عالمياً للمساعدات الإنسانية، ومن قوله «مسيرتنا الإنسانية تعبر عن هويتنا وعن طبيعتنا وعن ديننا، ومستمرون في الطريق الذي رسمه زايد وإخوانه منذ التأسيس».
وبالنظر الى بعض المبادرات الإنسانية للإمارات مع الشعوب المتضررة من الأزمات، والكوارث التي لحقت بدولهم، تتصدر عملياتها -التي انطوى مسماها على صفات القيادة الحكيمة من النبل والمروءة والشجاعة- «الفارس الشهم 1» عام 2021، والتي أطلقتها لمساعدة السودان بعد تعرضه لفيضانات كارثية، وتضمنت إرسال مساعدات إنسانية وإغاثية للمتضررين، وتقديم مساعدات غذائية وإيوائية عبر جسر جوي إماراتي.
ثم تأتي عملية «الفارس الشهم 2» عام 2023، والتي وجهت لدعم ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، وحينها أرسلت الإمارات فرق إنقاذ ومستشفيات ميدانية، ومواد إغاثية عاجلة، شملت عمليات إجلاء طبي للجرحى، وتقديم مساعدات غذائية ولوجستية.
تضامن إنساني
ونصل الى بيت القصيد، أي عملية «الفارس الشهم 3» التي جاءت بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، في 5 نوفمبر 2023، واستهدفت فيها الدولة دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لتخفيف معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، وتعد العملية الأكبر من حيث حجم المساعدات، والكلفة، والمتضررين، وتسجل العملية بشرف في سجل الإمارات من حيث التضامن الإنساني، والرحمة والتآزر.
حيث تجاوزت كلفة المساعدات 1.2 مليار دولار منذ إطلاق العملية، وشملت حتى 21 مارس الجاري، وعلى مدار 500 يوم من العطاء الإنساني المتواصل، تقديم أكثر من 65 ألف طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت، فيما أعطت الدولة من خلال هذه المبادرة تحديداً مثالاً حياً، وبشكل كامل على إنسانية ضاربة في صميم الكيان الإماراتي الأصيل.
كما جرى تسيير عشرات طائرات شحن و659 شاحنة نقل بري عبر معبر رفح، إضافة إلى 6 سفن شحن تحمل المساعدات، وسفينة رابعة عبارة عن مستشفى عائم، و6 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية 1.2 مليون جالون يومياً، و5 مخابز بقدرة إنتاجية تتراوح بين 12,500 و15 ألف رغيف في الساعة، فيما في 19 يناير 2025، انطلقت المرحلة الأكبر من العملية، حيث تم تسيير قافلة إغاثية تتكون من 20 شاحنة محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية الضرورية.


تبرعات مختلفة
وقدمت عملية «الفارس الشهم 3» أنواعاً مختلفة من التبرعات لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، شملت إرسال أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات والمراكز الصحية، وتشغيل مستشفى عائم يقدم الخدمات الطبية والعلاجية، وإرسال فرق طبية متخصصة لإجراء عمليات جراحية معقدة، وتوفير خيام ومساكن متنقلة لإيواء النازحين، وتوزيع مستلزمات الإيواء مثل البطانيات، والمراتب، والوسائد.
وأيضاً جرى تقديم مساعدات مالية مباشرة للعائلات الأكثر احتياجاً، ودعم المشاريع الصغيرة لمساعدة الأسر على توفير مصدر دخل مستدام، وإرسال لوازم مدرسية وكتب للطلاب في غزة، ودعم المدارس والمراكز التعليمية لاستمرار العملية التعليمية، وشملت المساعدات أيضاً توزيع آلاف البطانيات والملابس الشتوية لمساعدة العائلات على مواجهة البرد، وتوفير مدافئ تعمل بالوقود وحقائب تدفئة للملاجئ والمنازل المؤقتة.
كما جرى دعم مراكز الإيواء بمواد عازلة لتحسين ظروف المعيشة في الطقس البارد، علاوة على إرسال شحنات من الوقود لتشغيل المستشفيات، والمخابز، ومحطات المياه، ودعم تشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات والمراكز الإنسانية، وتوفير الطاقة البديلة عبر ألواح شمسية لبعض المنشآت الحيوية.
وتعددت مساعدات الدولة كذلك للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث شملت كذلك إنشاء مستشفى بحري متنقل يقدم خدمات طبية متكاملة، وتقديم العلاج والجراحة للمرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات الميدانية، ودعم الطواقم الطبية المحلية بالمعدات والأدوية اللازمة، علاوة على التعاون مع المنظمات الإغاثية الدولية لضمان وصول المساعدات بفعالية، وإطلاق حملات تبرع داخل الإمارات لدعم استمرار العملية الإغاثية، وإرسال فرق متخصصة لتقييم الاحتياجات الإنسانية وتنسيق الإغاثة بشكل مستمر.
وأيضاً جرى إنشاء مستشفى ميداني في غزة، ومستشفى عائم في مدينة العريش في جمهورية مصر العربية الشقيقة مجهز بمختلف الأقسام التخصصية لعلاج الحالات الطارئة وإجراء العمليات، إضافة لمبادرة نقل الحالات الحرجة لاستكمال العلاج في مستشفيات دولة الإمارات، علاوة على مبادرة «طيور الخير»، وهي عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية للمناطق التي يصعب الوصول إليها براً، وأبرزها مناطق شمال القطاع، والعديد غير ذلك.
ولم تقف مبادرة «الفارس الشهم 3»عند ذلك فقط، بل شملت الكثير من أوجه المساندة، وتقديم العديد من المساعدات، التي وصلت لأكثر من مليون فلسطيني في غزة، وتضمنت بشكل عام بناء شبكة إغاثية متكاملة تشمل الغذاء، الصحة، الإيواء، والتعليم، مع استدامة المساعدات عبر خطط قصيرة وطويلة الأجل لضمان التعافي، وإعادة إعمار غزة، فيما تعد أكبر حملة إغاثية إماراتية، من الدولة لأخرى خارجها.
المرحلة الأكبر
وكانت المرحلة الأكبر من عملية «الفارس الشهم 3»، انطلقت في 19 يناير من العام الجاري، لتقديم المساعدات الإغاثية لسكان قطاع غزة، بالتزامن مع إعلان هدنة إنسانية، حيث سيرت العملية قافلة إغاثية تتكون من 20 شاحنة محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية الضرورية التي تشمل المواد الغذائية، وكسوة الشتاء، والاحتياجات الأساسية الأخرى، لتوفير الدعم الفوري للأسر المتضررة نتيجة الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها القطاع.
‏وقال حينذاك، حمد النيادي رئيس البعثة الإغاثية الإماراتية إن «الفارس الشهم 3» تمثل التزاماً مستمراً بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وهذه المرحلة هي الأكبر من نوعها ضمن سلسلة الجهود الإنسانية التي قُدِّمَت منذ انطلاق العملية، والتنسيق يتم بشكل كامل مع الجهات المعنية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بأسرع وقت ممكن.
‏وبذلك، يصل عدد قوافل المساعدات التي دخلت إلى القطاع، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، إلى 156 قافلة، وبلغت المساعدات الإماراتية الإنسانية المقدمة للشعب الفلسطيني الشقيق ضمن العملية نفسها إلى اليوم، والتي دخلت عن طريق البر حوالي 29784 طناً ساهمت إلى حد كبير في التخفيف من شدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، وفي رفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
‏وتواصل دولة الإمارات، تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، والتخفيف من آثار موجة البرد القارس، ومن حدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وتأتي هذه الجهود في إطار المسؤولية الإنسانية والأخوية التي تعكس عمق الروابط بين الشعوب، مع تأكيد أهمية استمرار الدعم لتحقيق أثر إيجابي مستدام في حياة المتضررين في غزة.
طيور الخير
يذكر أن مبادرة «طيور الخير»، التي أتت ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، كانت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، اعلنت انطلاقها لإسقاط المساعدات الإنسانية، والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وطائرات القوات الجوية لجمهورية مصر العربية، على شمال قطاع غزة، لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين جراء الحرب، ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
تراحم من أجل غزة
حملة «تراحُم من أجل غزة» التي انطلقت في دولة الإمارات لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، في تعبير صادق عن نهج دولة الإمارات في التضامن والتعاون الإنساني، حيث نظمت الحملة فعاليات في جميع إمارات الدولة ساهم فيها الآف المتطوعين لجمع السلال الغذائية والمخصصة للأطفال وللنساء والأمهات.
الأطفال المرضى
وإلى جانب ذلك استقبلت دولة الإمارات الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة، وقدمت لهم كامل أوجه الرعاية الطبية.

مقالات مشابهة

  • كان يُخطّط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص.. معلومات عن حسن بدير الذي استهدفته إسرائيل في غارة الضاحية
  • إسرائيل ترى الرئيس السوري الجديد عدوًّا
  • الاتحاد الأوروبي: يجب العودة إلى وقف النار واستئناف المساعدات إلى غزة
  • نائب أردوغان يشن هجوماً لاذعاً على إسرائيل.. ما الذي يحدث؟
  • مقرر أممي: إسرائيل مستمرة في استخدام الغذاء سلاحا ضد غزة
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل المقترح البديل الذي قدمته إسرائيل لمفاوضات التهدئة بغزة .. 10 أسرى مقابل التهدئة في العيد
  • ماذا يتضمّن "المقترح البديل" الذي أرسلته إسرائيل للوسطاء؟
  • بالإسقاط الجوي.. زمزم يستقبل دفعة من المساعدات الإنسانية
  • «الفارس الشهم 3».. بلاد زايد تغيث غزة
  • أكاديمية السينما تعتذر بعد إغفال اسم المخرج الذي اعتدت عليه إسرائيل