طوفان الأقصى.. حقائق الواقع وسيناريوهات المستقبل (الحلقـــــة الثامنة) الأوضاع الإنسانية وصمت العالم (٣-٣)
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
ذكرتِ «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية أن «بلدة كفر كلا تتعرض لقصف معادٍ عنيف، وقصف فوسفوري على المناطق المأهولة، هو الأعنف منذ بداية الأحداث». وأشارت إلى أن «القصف المعادي تجدد على أطراف اللبونة والناقورة».. لافتةً إلى أن «الطائرات الحربية المعادية نفَّذت غارة جوية على منطقة الخرزة في بلدة عيتا الشعب قريبة من المنازل».
ومن جانبه، أعلن «حزب الله» اللبناني عن استهداف مواقع إسرائيلية على الحدود وإصابتها بشكل مباشر.. لافتًا إلى أنه تم «استهداف مواقع المرج وجل العلام والضهيرة ونقطة الجرداح وتموضعات وكمائن العدو في خلة وردة وإصابتها بصورة مباشرة».
وفي سياق متصل، أعلنت شركة «ألفا» لتشغيل شبكات الهاتف الجوَّال في لبنان، تعرُّض إحدى محطاتها لقصف إسرائيلي في قضاء مرجعيون، مما أدى إلى انقطاع الخدمة عن مناطق جنوبية.
وقالت شركة «ألفا»، في بيان صحافي أوردته «الوكالة الوطنية للإعلام»: «تعرَّضت محطة محيبيب الرئيسية في قضاء مرجعيون إلى تدمير جزئي نتيجة قصف إسرائيلي تعرضت له». وأضافت أن: «هذه المحطة تغذي بدورها محطات (ألفا) في ميس الجبل والدبية وحيان وحولا ومركبا، مما أدى إلى تعطل المحطات الست وانقطاع الخدمة عن كامل المناطق التي تتغذى من هذه المحطات».
ولفتت إلى أنها «تبقى على تنسيق كامل مع الجيش من أجل إيجاد الظرف المناسب لإصلاح محطة محيبيب، مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع عند الحدود».
وكانتِ المدفعية الإسرائيلية جددت قصف منطقة اللبونة في الناقورة وأطراف طير حرفا الجبين لجهة بلدة الضهيرة في القطاع الغربي في جنوب لبنان. وذكرتِ «الوكالة الوطنية للإعلام» أن عددًا من قذائف المدفعية المعادية سقط على أحراچ الناقورة الجنوبية.
وأشارت إلى أن: «العدو الإسرائيلي قصف ليل أمس محيط بلدة الناقورة وجبل اللبونة بقذائف المدفعية الثقيلة، وأن الطيران الحربي المعادي أغار على أطراف بلدة زبقين على دفعتين».. لافتة إلى أنه «دوَّى انفجار في سماء القطاع الغربي فوق بلدة ياطر تبين أنه ناتج عن تفجير صواريخ (باتريوت) - القبة الحديدية»(19).
وكانت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قد نقلت عن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت قوله: إن إسرائيل تخوض حربًا «متعددة الجبهات» حتى لو تركزت في غزة.
وأضاف جالانت أن «حزب الله» اللبناني أطلق أكثر من 1000 صاروخ على إسرائيل، لكنه «يدفع ثمنًا باهظًا» كل يوم. وفيما يتعلق بالضفة الغربية، قال جالانت: إن هناك محاولات كثيرة للقيام بعمليات ضد إسرائيليين يتم إحباطها من قِبل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك).
وانتقد جالانت إيران، ووصفها بأنها «سبب كل العداء ضد دولة إسرائيل». ومضى يقول: «رصدنا اتجاهًا متزايدًا من إيران لتكثيف هجماتها عبر وكلائها في العراق وسوريا واليمن»(20).
في هذا الوقت حضَّ المرشد الإيراني على خامنئي دول المنطقة على قطع العلاقات السياسية مع إسرائيل «لفترة محدودة من الزمن على الأقل».. مضيفًا أن «هزيمة» إسرائيل في حربها ضد حركة «حماس» في قطاع غزة «حقيقة»، وتؤشر على «فشل» الدول الغربية.
وقال خامنئي إن: «بعض الحكومات الإسلامية استنكرتِ الجرائم الإسرائيلية في تجمعاتها، والبعض الآخر لم يفعل ذلك، وهذا غير مقبول»، قبل أن يؤكد مجددًا أنه يتعين على الحكومات الإسلامية عدم إرسال إمدادات الطاقة والسلع إلى إسرائيل. وأضاف خامنئي: «على الحكومات الإسلامية أن تقطع على الأقل علاقاتها السياسية مع إسرائيل ولو لفترة محدودة».
ونقل موقع خامنئي قوله لدى تفقده المعرض الدائم للوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، إن «قضايا غزة كشفتِ الكثيرَ من الحقائق المكتومة للعالم».. متهمًا قادة الدول الغربية بـ «مناصرة التمييز العنصري».
ولفت خامنئي إلى أن «الفشل العسكري والاستخباراتي» لإسرائيل من القضايا المطروحة في غزة. وقال: «رغم القصف الواسع فإنه فشل في مسعاه حتى الآن، في البداية كان يقول إن هدفنا القضاء على (حماس) والمقاومة، وعرقلتهم، لكن بعد 40 يومًا، لم يستطيعوا القيام بذلك، رغم كل القوة العسكرية».
وقال: «القصف الوحشي للمستشفيات والنساء والأطفال، يُظهر توتر قادة الكيان الصهيوني من الهزيمة». وأضاف: «هزيمة الكيان الصهيوني حقيقة، ودخول المستشفيات ليس انتصارًا، لأن النصر يعني هزيمة الطرف الآخر، وهو ما لم يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيقه حتى الآن، ولن يتمكن من تحقيقه في المستقبل».
وأضاف: «عندما يقوم رئيس أميركا والمستشار الألماني والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني بدعم الكيان العنصري، رغم كل مزاعمهم، فإن ذلك يعني مساعدتهم للعنصرية، بوصفها أحد أبشع أنواع الكراهية في العالم». وقال: «على الشعوب الأوربية والأميركية أن توضح موقفها من هذا الوضع، وأن يُظهروا أنهم لا يناصرون التمييز العنصري».
وقال خامنئي إن: «الصهاينة يَعُدُّون أنفسهم أعلى من جميع الأعراق، وانطلاقًا من هذه النزعة قتلوا آلاف الأطفال في غزة دون أن يرجف لهم طرف»، على حد التعبير الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية(21).
في هذا الوقت أظهر استطلاع رأي أن قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي بدأت تقتنع بأن الجيش يحرز مكاسب في الحرب على غزة، وبأن هذه الحرب فتحت شهية اليمين الإسرائيلي على إعادة الاستيطان في القطاع، وقال نحو ثلث الإسرائيليين إن مواقفهم السياسية أصبحت أكثر تشددًا بعد الحرب، وأكدتِ الأكثرية ضرورة إجراء انتخابات جديدة بعد وقف النار(22).
ووفقًا لهذا الاستطلاع الذي أجراه مركز «مدغام» لصالح «القناة 12» للتليفزيون الإسرائيلي، فإن 44 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون إعادة الاستيطان في غزة في نهاية الحرب، فيما عبَّر 39 في المائة من المشاركين في الاستطلاع عن معارضتهم لذلك، في حين قال 17 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال.
وسُئلوا عما إذا كان ينبغي إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل بعد الحرب، فأجاب 58 في المائة من جميع الذين شملهم الاستطلاع بأنه ينبغي التوجه إلى انتخابات جديدة، فيما قال 19 في المائة إنهم يؤيدون بقاء الحكومة الحالية، بقيادة بنيامين نتنياهو رغم الإخفاقات التي ظهرت في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفقط 13 في المائة قالوا إنهم يؤيدون تشكيل حكومة بديلة دون إجراء انتخابات جديدة على أن يترأسها أحد قيادات «الليكود» بدلًا من نتنياهو. في حين قال 10 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال.
وسُئلوا عما يجب أن يحدث في غزة في نهاية الحرب، فأجاب 32 في المائة بضرورة بقاء إسرائيل بشكل دائم في قطاع غزة، وتجديد الاستيطان اليهودي هناك (بدعم 53 في المائة من الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم من أنصار نتنياهو مقارنةً بـ 13 في المائة من معارضيه)، وقال 30 في المائة إنهم يؤيدون نقل القطاع لسيطرة جهة دولية (بدعم 19 في المائة من الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم من أنصار نتنياهو مقارنةً بـ49 في المائة من معارضيه)، في حين قال 14 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون سيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل كامل، وقال 24 في المائة إنهم يؤيدون نقل قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية.
وفي الرد على سؤال حول تأييد أو معارضة تجديد الاستيطان في قطاع غزة، قال 44 في المائة من الإسرائيليين إنهم يؤيدون إعادة الاستيطان في غزة، بما يشمل 60 في المائة من أنصار اليمين، و16 في المائة من ناخبي معسكر «يسار الوسط»، في حين قال 17 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال، وعارض إعادة الاستيطان في غزة 39 في المائة من المستطلعة آراؤهم.
وسُئل المشاركون في الاستطلاع عمَّا إذا أصبحوا بعد الحرب أكثر يمينية أو يسارية أم أنها لم تغير موقفهم السياسي على الإطلاق، فأجاب 36 في المائة من المستطلعة آراؤهم أنهم أصبحوا أكثر يمينية، فيما قال 6 في المائة إنهم أصبحوا «أكثر يسارية»، في حين قال 53 في المائة إنه لم يطرأ أي تغيير على موقفهم بعد الحرب على غزة. وفي أوساط ناخبي كتلة نتنياهو، قال 55 في المائة إنهم أصبحوا أكثر يمينية، مقارنةً بـ 22 في المائة من معارضيه. ومن بين أولئك الذين يعرِّفون أنفسهم على أنهم يمينيون، غيَّر 52 في المائة موقفهم وأصبحوا أكثر تشددًا، فيما قال 10 في المائة فقط من ناخبي يسار الوسط إنهم أصبحوا أكثر يمينية.
وفحص الاستطلاع موقف الإسرائيليين من الأولويات التي يجب أن تحدث في إسرائيل بعد الحرب. فأجاب 19 في المائة أن الحكومة الحالية يجب أن تستمر في الحكم رغم فشلها (تبلغ هذه النسبة بين ناخبي كتلة نتنياهو 38 في المائة، وبين أنصار اليمين 27 في المائة)، في المقابل يدعم 13 في المائة من المستطلعة آراؤهم تشكيل حكومة بديلة برئاسة عضو آخر في «الليكود» (بتأييد 27 في المائة من أنصار اليمين و18 في المائة من ناخبي كتلة نتنياهو)، فيما يدعم 58 في المائة من الإسرائيليين إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل بعد الحرب على غزة، فيما قال 10 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال.
وفي أوساط ناخبي معسكر نتنياهو أيَّد 31 في المائة إجراء انتخابات جديدة، كما أيد 48 في المائة من ناخبي اليمين إجراء انتخابات جديدة، مقارنةً مع 83 في المائة من ناخبي المعسكر المناهض لنتنياهو و78 في المائة من ناخبي أحزاب «يسار الوسط»(23).
في هذا الوقت كانت مأساة الأطفال الخدج في مستشفيات غزة قد بلغت حدًّا كبيرًا من الخطورة، وقد أكد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت في 19 نوفمبر 2023 إجلاء 31 من الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء الأكبر في قطاع غزة، الذي كان الجيش الإسرائيلي وجَّه إنذارًا بإخلائه.
وقال زقوت: «تم إجلاء جميع الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء وعددهم 31 طفلًا، ومعهم 3 أطباء وممرضين».. مضيفًا: «تُجرى الترتيبات لنقل الأطفال إلى مصر» عبر معبر رفح الحدودي بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بنقلهم وعلاجهم في مصر.
وفي وقت لاحق أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» التليفزيونية بأن سيارات إسعاف مصرية مجهزة عبرت معبر رفح لنقل الأطفال الخدج إلى الجانب المصري من أجل تلقي الرعاية الصحية، وكان المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش قد أكد أن الطواقم الطبية والجرحى والنازحين أُجبروا قسرًا وتحت تهديد السلاح على إخلاء مجمع الشفاء الطبي.
وهكذا ظلتِ المأساة تتصاعد في مواجهة المدنيين في غزة، حيث تصاعدت عمليات القتل والحصار حتى بات الأهالي وكأنهم ينتظرون أقدارهم.
الهوامش:
(19) «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية: 19/11/2023.
(20) وكالة أنباء العالم العربي: 19/11/2023.
(21) وكالة رويترز للأنباء: 19/11/2023.
(22) جريدة الشرق الأوسط: 19/11/2023.
(23) القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي: 19/11/2023.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الوکالة الوطنیة للإعلام إجراء انتخابات جدیدة الأطفال الخدج أصبحوا أکثر إنهم یؤیدون فی قطاع غزة فی حین قال بعد الحرب من أنصار فیما قال فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 57 (الوليد أبو الحسن)
غزة - صفا
تستعرض وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" بشكل يومي وعبر سلسلة من الحلقات المتتالية سيرة أحد شهداء الحركة الرياضية في الوطن، حيث استشهد المئات منهم منذ السابع من شهر أكتوبر 2023م "طوفان الأقصى"، وفي الحلقة 57 من هذه السلسلة نتناول سيرة الشهيد الوليد خالد محمد أبو الحسن.
ولد في المملكة العربية السعودية عام 1987م. حصل على بكالوريوس هندسة من الجامعة الإسلامية بمدينة غزة. بدأ حياته الرياضية في فرق المدارس، والساحات الشعبية بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة. لاعب كرة طاولة، وتوج ببطولة المنطقة الوسطى المركزية. بطل الجامعة الإسلامية في بطولة الشطرنج. لاعب شطرنج محترف، لعب لنادي الأقصى الرياضي بالنصيرات. ساهم في تطوير اللعبة، وخاصة فئة الناشئين على مستوى المحافظة الوسطى. حكم معتمد في الاتحاد الفلسطيني للشطرنج. عضو مجلس إدارة في الاتحاد الفلسطيني للشطرنج. استشهد يوم الإثنين 18 نوفمبر 2024م باستهداف خيمة تأوي نازحين في منطقة العطار بمواصي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، برفقة زوجته، وأطفاله خالد، وأسيل.