تعرف على قصة افتتاح الجامع الأزهر
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
حدث في مثل هذا اليوم، بالسابع من شهر رمضان عام 361 هـ المبارك افتتاح جامع الأزهر، ويعتبر من أهم المساجد في مصر والعالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة، وقد أنشئ على يد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة 970 م، بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ - 970م.
وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 هـ - 972 م، فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة المدينة التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر ، وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناً بفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد وإشادة بذكراها، الأزهر معناه المشرق وهو صيغة المذكر لكلمة الزهراء.
وكيل أوقاف الفيوم يشهد الاحتفال السنوي بتأسيس الجامع الأزهر الشريف انطلاق مسابقة القرآن الكريم لبراعم الوافدين والمصريين بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهربعد الانتهاء من بناء المسجد في 972، وظفت السلطات 35 عالماً في مسجد في 989، ويعتبر المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين ، وقد اعتبرت جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة، أو القانون الإسلامي.
ويعد العصر المملوكي من أزهى وأفضل العصور التي عاشها الأزهر الشريف حيث تسابق حكام المماليك في الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً وتوسعوا في الإنفاق عليه والاهتمام بل والإضافة إلى بنيته المعمارية.
وأما في العصر العثماني فقد أبدى سلاطين آل عثمان احتراما كبيرا للمسجد وأهله بالرغم من مقاومته لهم ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، إلا أن هذا الاحترام لم يترجم عمليا في صورة الرعاية والاهتمام بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه
إلا أن الجامع خلال تلك الفترة قد أصبح المكان الأفضل لدى عموم المصريين والأولى بتلقي العلوم والتفقه في الدين من خلاله وأصبح مركزا لأكبر تجمع لعلماء مصر كما بدأ في تدريس بعض علوم الفلسفة والمنطق لأول مرة.
وخلال الحملة الفرنسية على مصر كان الأزهر مركزا للمقاومة وفى رحابه خطط علماؤه لثورة القاهرة الأولى وتنادوا اليها، وتحملوا ويلاتها وامتهنت حرمته، وفى أعقاب ثورة القاهرة الثانية تعرض كبار علماء الأزهر لأقسى أنواع التعذيب والألم، وفرضت عليهم الغرامات الفادحة، وبيعت ممتلكاتهم وحلي زوجاتهم الذهبية استيفاء لها، وعقب مقتل كليبر فجع الأزهر فى بعض طلبته وفي مقدمتهم سليمان الحلبي, وبينما كان الاحتلال الفرنسي يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى صدرت الأوامر باعتقال شيخ الأزهر الشيخ عبد الله الشرقاوي، وهكذا ظلت تخيم أزمة عدم الثقة بين الأزهر وسلطات الاحتلال الفرنسي حتى آخر أيامه ورحيله عن البلاد.
وبعد انسحاب الفرنسيين من البلاد عيّن محمد علي باشا نفسه والياً على مصر استجابة للشعب، ويعدّ مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر من 1805 إلى عام 1952، وسعى إلى توطيد حكمه من خلال التقرّب إلى علماء الأزهر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، والذي كان آخرهم الملك فاروق الذي تنازل عن العرش الملكي بسبب ثورة 1952، وفي أعقاب ذلك وفي عام 1961 ووفقاً للقانون الصادر في نفس العام تمّ إعلان قيام جامعة الأزهر رسمياً وإنشاء العديد من الكليات.
ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء.
ولايزال الجامع إلى اليوم قائما شامخا تتحدى مآذنه الزمان وتطاول هامات علمائه السحاب، لا يلين لمعتد، ولا ينحني لمتجبر، صادعا بالحق داعيا إليه ما بقيت جدرانه ومآذنه.
و للأزهر دور مهم على مدار التاريخ المصري، حيث ساهم في إشعال الثورات الشعبية ضد الاحتلال والقوى الغاشمة، خاصة دوره الشعبوي والتنويري خلال فترة الاحتلال الفرنسي.
وشيخ الأزهر هو أعلى مركز في هيكل إدارة الجامع، وقد كان النظام المتبع أن ينتخب من بين كبار العلماء، وقد أنشئ منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شئونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر.
اليوم، لا يزال الأزهر مؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع المصري ورمزاً من رموز مصر الإسلامية، ويسعى حالياً لاستعادة دوره التنويري والعلمي الشعبي بإعادة نظام الأروقة وجلسات العلم المتاحة لكافة فئات المجتمع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حدث فى مثل هذا اليوم المبارك الجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
27 كتابا تتصدر مبيعات جناح الأزهر في معرض الكتاب.. منها «الأطفال يسألون الإمام»
قدَّم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب لزوَّاره من الجمهور والباحثين وطلاب العلم، على مدار أيام المعرض، مئاتِ المصنفات في العقيدة وعلم الكلام والفلسفة والمنطق والتفسير والحديث واللغة العربية، وذلك بأقلام عددٍ من كبار علماء الأزهر والعالم الإسلامي.
والمصنفات من إصدارات العديد من الهيئات في الأزهر، مثل مجمع البحوث الإسلامية، وهيئة كبار العلماء، ومكتب إحياء التراث الإسلامي، ومرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ومركز الأزهر للترجمة، وسلسلة كتاب «نور»، ومركز الإمام الأشعري.
27 كتابا تتصدر المبيعاتوتصدَّر 27 كتابًا مبيعات جناح الأزهر بمعرض القاهرة للكتاب، بأقلام عددٍ من كبار العلماء؛ ومنها:
- كتاب «الأطفال يسألون الإمام»، في جزأين، ويشتمل على إجابات لـ69 سؤالًا للأطفال، يُجيبُ عليها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من إصدارات سلسة كتاب «نور».
- كتاب «بين الأشاعرة وابن تيميَّة»، بقلم وحدة النشر بمركز الإمام الأشعري، بالأزهر الشريف.
- كتاب «أهل القِبلة كلهم موحدون»، بقلم فضيلة الشيخ محمد زكي إبراهيم، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.
- كتاب «رسالة الحث على البحث» المشتهرة باسم «استحسان الخوض في علم الكلام»، بقلم الإمام أبي الحسن الأشعري، المتوفى سنة 324 هجرية، من إصدارات مركز الإمام الأشعري بالأزهر.
- كتاب «الإمام البخاري وصحيحه»، بقلم العالم الأصولي الفقيه الدكتور عبد الغني عبد الخالق رحمه الله المتوفى 1403هـ/ 1983م، من إصدارات هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
- كتاب «مشكلة اللغة العربية.. لماذا أخفقنا في تعليمها؟ وكيف نعلمها؟»، بقلم الشيخ الأستاذ محمد عرفة، عضو جماعة كبار العلماء بالأزهر (ت1973)، من إصدارات الإدارة المركزية للشئون الفنية بمشيخة الأزهر.
يُذكر أن الأزهر الشريف شارك، للعام التاسع على التوالي، بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.