«بلدنا محروسة».. لماذا فشل الحشاشون في السيطرة على عقول المصريين؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
«مصر محروسة».. مثل ينطبق على المصريين، فلا يستطيع أحد السيطرة على عقولهم، أو اللعب في الثوابت الدينية لديهم، مثلما حاول حسن الصباح لكنه فشل، وأصبحت طائفته عاجزة عن استمالة قلوب الناس، من الناحية الدينية بسبب قوة عقيدتهم.
لم ينجح الحشاشون في مصر، بسبب استقبال الشعب المصري للعلوم الشرعية من المسلمين الأوائل، ما أدى إلى زرع الإيمان في قلوبهم، فلا يقدر أحد على استمالتهم إلى عقائد دينية أخرى.
فشلت الحركة الإسماعيلية في نشر فلسفتها وتعميم عقيدتها، على الرغم من نجاحها السياسي، فوضع الدعاة كل تركيزهم في الحركة، على وضعهم الاجتماعي والسياسي والقانوني، حتى لا يكونوا مختلفين عن الجماعات الأخرى التي شهدتها المنطقة من قبل، بحسب كتاب «حركة الحشاشين»، للدكتور محمد عثمان الخشت.
اقتصرت الحركة الإسماعيلية في نشاطها الفكري والديني على الظاهر فقط، إذ كانوا يركزون على الجانب السياسي بشكل كبير، لاستغلال سخط السكان على الحكام لصالحهم، بجذبهم إلى طائفتهم، التي نجحت في الجانب السياسي بشكل كبير، وغابت عن الناس فكريًا.
رغم انتشار الدعوة الإسماعيلية في دول عديدة، إلا أنها لم تستطع تحقيق انتصارها السياسي، إلى انتصار عقائدي، وبعد فترة انتهت الحركة الإسماعيلية، وبمجرد سقوطها زالت بعض آثارها في دول، وزالت تمامًا من مصر، على المستوى الديني والفكري والاجتماعي، لينتهي عهد الفاطميين.
الطائفة التي أرعبت العالممسلسل الحشاشين يلقي الضوء على الطائفة التي أرعبت العالم، لفترة من الزمن، وهي جماعة الحشاشين، بقيادة حسن الصباح، وقدرتهم على تأسيس دولة قوية سياسيًا، لكنها فشلت في الجانب الديني.
يؤدي الفنان كريم عبد العزيز دور البطولة في مسلسل الحشاشين، مع مجموعة كبيرة من الفنانين، أبرزهم فتحي عبد الوهاب، أحمد عيد، إسلام جمال، والمسلسل من تأليف عبد الرحيم كمال، إخراج بيتر ميمي، وإنتاج شركة سينرجي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نشاطها دراما المتحدة مسلسلات رمضان رمضان 2024 دراما رمضان
إقرأ أيضاً:
شوقي علام: الحركة النقدية مستمرة داخل المدارس الفقهية المختلفة
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن هناك حركة نقدية علمية مستمرة داخل المدارس الفقهية المختلفة، حيث يخضع الاجتهاد الفقهي لمراجعة دقيقة وفق الأصول التي وضعها كل مذهب لنفسه.
وأوضح مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج "بيان للناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت: "بكل اطمئنان، نحن أمام حركة علمية نقدية تبين مدى وقوف هؤلاء المجتهدين في إبداء أحكامهم وآرائهم وفق المنهج الذي رسموه لأنفسهم أو لا، حتى إنني ألحظ في بعض الحالات، مثلًا، على المذهب الحنفي، أن لديه منهجًا معينًا وأصولًا وقواعد يسير عليها".
وتابع: "كل مذهب فقهي له أصول يسير عليها، فإذا خرج عن الأصول نجد أننا نقف له بالمرصاد، فنقول: "أنت خالفت نفسك في هذه المسألة، كيف تجتهد وتقول كذا مع أن القاعدة عندك تقول كذا؟"، على سبيل المثال، في الفقه المالكي، هناك قاعدة مقررة بأن عمل أهل المدينة حجة، وهو مقدم على خبر الواحد، هذه قاعدة عندهم، وعندما نأتي إلى هذا الأمر نجد أن هذه حركة نقدية نقوم بها في تقييم المذهب المالكي، مثلًا، يقول الإمام مالك: "في كل اجتهاداتي، إذا وجدت أن عمل أهل المدينة موجود ويجري عليه العمل، فسأقدمه باعتباره سنة عملية متواترة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا، أي إلى زمن الإمام مالك".
وأردف: "الإمام مالك، يتحدث عن الأجيال الثلاثة: جيل الصحابة، جيل التابعين، وجيل تابع التابعين، الذين أدركهم الإمام مالك نفسه، حيث أدرك جيلين سابقين، ومن هنا، يقول: "أنا متبع لأهل المدينة، فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدوا المشاهد معه، وعندهم حجج كثيرة جدًا".
وأشار إلى أنه قد ورد ذلك في رسالة الإمام مالك إلى الإمام الليث بن سعد المصري، حيث احتج فيها بعمل أهل المدينة، وعند قراءة الرسالتين، رسالة الليث ورسالة مالك، نجد أن هذا نموذج عالٍ المستوى وراقٍ في النقد العلمي وتصحيح المسار، من أجل تحقيق المصلحة ودفع المفسدة، حتى لا ينحرف الاجتهاد هنا أو هناك عن إدراك المراد من النص الشرعي، أو عن إدراك مقصود النص، أو غايته.
واستكمل: "وجدنا أن المالكية يقولون إن عمل أهل المدينة مقدم على خبر الواحد، ثم وجدنا أن الإمام مالك في نحو 40 موضعًا من "الموطأ" يروي حديثًا بسنده، ثم يقدم عليه عمل أهل المدينة، فهل ترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا، بل يقول: "أنا لم أترك حديث رسول الله، وإنما قدمت ما هو أقوى رتبة، لأن من القواعد عندي أن ما كان متواترًا، وما كان قطعيًا، وما كان يقينيًا ومعلومًا، فهو مقدم على ما كان ظنيًا".
وتابع:"لذلك، قضية الثابت والمتغير قضية محورية جدًا، حيث نتعامل معها انطلاقًا من مركز الدائرة، وهو الوحي الشريف، ويجب أن يكون هذا المفهوم حاضرًا في ذهن كل مجدد، حيث ينظر إلى الثابت فيبقي عليه كما هو، وينظر إلى المتغير فيقرؤه في سياقه وزمانه، ووفق ظروف مكانه، ومن هنا نجد نقدًا يقول للمالكية: "أنتم قاعدتكم كذا، ولكنكم خالفتم عمل أهل المدينة في هذه المسألة، فقد وجدنا، مثلًا، أن سيدنا عبد الله بن عمر، وهو من علماء المدينة، كان يعمل بخلاف ما تقولون إنه عمل أهل المدينة.
هذه الحركة النقدية ليست جديدة، بل نجد فيها أبحاثًا ورسائل وكتبًا عديدة جدًا تهذب العقل المسلم، أو تعيد تقييم اجتهاده عبر الزمن".
اقرأ أيضاًبحضور وزراء التموين والزراعة والعمل.. افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بحى باب الشعرية
محمود توفيق يشارك في دورة مجلس وزراء الداخلية العرب