«تيك توك» الصيني المؤرق لواشنطن
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
للمنافسة الصينية – الأمريكية أكثر من وجه. ليس غريباً أن تكون «المعركة» الجارية حول التطبيق الشهير، الصيني المنشأ، «تيك توك» أحد عناوين هذه المنافسة. مضى الزمن الذي كان فيه الغرب، أمريكا ومعها أوروبا، وحده من يتحكم في وسائل الاتصال الحديثة، ويستحوذ على ما في جوفها من معلومات. ها هي بكين منافس خطير تخشاه واشنطن، يقتحمها في عُقر دارها.
هل الشعور بالإذلال من غزو الديار، حتى لو كان إلكترونياً، هو ما حمل مجلس النواب الأمريكي على تمرير ما عرف ب«قانون حماية الأمريكيين من التطبيقات الخاضعة للرقابة من قبل الخصوم الأجانب»، بأغلبية 352 صوتاً مؤيداً ومعارضة 65 نائباً فقط، استهدف «تيك توك»، على خلفية الخشية من تأثير التطبيق المذكور على المؤسسات ووسائل الإعلام والجامعات والمشاهير، كيف لا وحوالي ثلث الشباب الأمريكيين يحصلون على أخبارهم بانتظام من تلك المنصة، وتحذّر وسائل إعلام أمريكية من أن لدى المنصة مقدرة على حمل قطاعات من الأمريكيين لتبني «وجهات نظر أكثر ودية تجاه الصين». الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وفي تعليق على ما يجري لخّص الأمر بالتالي: «حين يرى شخص ما شيئاً جيداً لدى شخص آخر ويحاول أن يأخذه لنفسه، فهذا منطق قطّاع طرق بالتأكيد».
واجه أصحاب المقترح تحدّيات لا يستهان بها. «تيك توك» شنّ حملة مضادة، وثمّة حديث عن أن مشروع القانون سيواجه مقاومة أشدّ في مجلس الشيوخ، خاصة أن أصحاب المنصة أظهروا مقدرة في التأثير على الرأي العام الأمريكي، وحتى لو وقع الرئيس بايدن على القانون، ستظلّ هناك الكثير من العقبات لإتمام إجراءات تنفيذه. حسب وسائل الإعلام الأمريكية أيضاً، فإن هذا القانون أو أي قانون مماثل «يجب أن يحظى بموافقة المحاكم، حيث سيواجه تدقيقاً إضافياً لأنه يهدد منصة يمارس عليها عشرات الملايين من الأمريكيين حقوقهم التي يكفلها التعديل الأول للتعبير عن أنفسهم».
يمكن لإحدى شركات الاتصالات العملاقة وذات الخبرة أن تشتري «تيك توك» وتدمجه. لكن هذا يتعارض مع نهج مكافحة الاحتكار الذي تتبعه إدارة بايدن، ومن غير المعروف كيف ستكون المنافسة بين شركات التكنولوجيا العملاقة التي ستتدخل في المعركة.
وفي الخلاصة لا يبدو أن «تيك توك» سيختفي من هواتف الأمريكيين في وقت قريب.
حسن مدن – صحيفة الخليج
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: تیک توک
إقرأ أيضاً:
"دراسات الحدود الصينية المعاصرة".. نقاشات حول علم الحدود الصيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدر حديثًا عن بيت الحكمة للثقافة، كتاب "دراسات الحدود الصينية المعاصرة (1949-2019)"، من تحرير الكاتب الصيني ما داتشنغ، وترجمة محمد عبد الحميد.
ويدور الكتاب حول دراسات الحدود الصينية المعاصرة، التي تشمل كلاً من الحدود البرية والبحرية، وتاريخها وحاضرها، عبر خمسة آلاف عام، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، حيث ترتبط حدود الصين ارتباطًا وثيقًا بالصين الداخلية الموحدة متعددة القوميات، وهي “علاقةٌ لا انفصام فيها”؛ كما يؤكد الناشر.
وتتميّز دراسات الحدود الصينية بثرائها وتنوّعها، فهي تتناول الجوانب الكلية والجزئية، وتبحث في القضايا الساخنة والمواضيع المتخصّصة. وقد بدأ تزايد الاهتمام بدراسات الحدود الصينية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، وما زال هذا الاهتمام مستمرا لمدة سبعين عامًا، حتى الآن.
ويتكوّن الكتاب من أربعة أجزاءٍ وأحد عشر فصلًا؛ يتضمّن الجزء التمهيدي فصلين، يُقدّمان لمحةً عامّةً عن الصين الموحدة متعددة القوميات وحدودها، بالإضافة إلى تراكم دراسات الحدود الصينية على مدى ألف عام وجهود البحث على مدى قرن. أمّا الجزء الثاني، فيتكوّن من أربعة فصول، يتناول تطوّر الحدود الصينية على مدى 70 عامًا من منظورٍ تاريخيّ، ويناقش أيضًا استمرارية وتغيّر دراسات الحدود في منطقة تايوان في النصف الثاني من القرن العشرين.
وكان الجزء الثالث مُقسّمًا في الأصل إلى تسعة فصول، ولكن تمّ اختصارها إلى فصلين لتقليل حجم الكتاب، وهما يُلخّصان بحوث تاريخ دراسات الحدود الصينية، بالإضافة إلى نتائج تنظيم وبحث موادّ مسح "الحزام الأساسي لطريق الحرير - منطقة شينجيانج الصينية".
أمّا الجزء الرابع، فيتكوّن من ثلاثة فصول، حيث يركّز على التطوّر المُبتَكَر لدراسات الحدود الصينية في القرن الجديد، ويُبيّن أنّ بناء "علم الحدود الصينية "أصبح اتجاهًا حتميًّا لتطوّر هذا المجال، وسيكون نقطة انطلاقٍ جديدة لدراسات الحدود الصينية.