حان الوقت لنكون مركزا عالميا للصناعات الإبداعية
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
تشكّل الصناعات الإبداعية في العالم قوة حقيقية في تنمية المجتمعات في مختلف بقاع العالم، ورغم أهميتها في هذا الجانب إلا أن تأثيرها يتجاوز الجانب الاقتصادي إلى التبادل الثقافي، وترسيخ القيم الاجتماعية والتماسك المجتمعي.
وتزدهر هذه الصناعات التي تشمل الفنون والتصميم والموسيقى والنشر والوسائط المتعددة، حيث تسهم بما يزيد على 2.
وتهتم سلطنة عمان بتنمية الصناعات الإبداعية، واختتمت اليوم حلقات العمل التي نظمتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، بالتعاون مع البرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات (نزدهر) حول الصناعات الإبداعية بـ3 مشروعات بقيمة استثمارية قدرها 15.4 مليون ريال عُماني، و8 فرص استثمارية بقيمة 19 مليون ريال عُماني، و20 مبادرة تمكينية.
وعلى الرغم من ازدهار هذه الصناعات على مستوى العالم إلا أن هذا المجال ما زال واعدًا في سلطنة عُمان ويحتاج إلى المزيد من العمل من أجل استغلاله على الوجه الاقتصادي المربح.
وتملك سلطنة عُمان من التنوُّع الثقافي والفنون ما يجعلها قادرة على تحريك هذا القطاع بشكل متميز لتحقيق الكثير من النجاح الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص عمل مستدامة، وتعزيز مجتمع أكثر شمولًا.
وتستطيع سلطنة عُمان تعزيز هذا القطاع عبر العمل على تنمية المواهب القادرة على بناء استثمارات تنطلق من الثقافة العمانية وما تملكه من تنوُّع في الفنون. وموضوع تنمية المواهب أثبت نجاحه في الكثير من الدول. فقد تكون الأفكار حاضرة ولكن تحتاج إلى من يحرّك مساراتها. كما يسهم الاستثمار في التعليم على الإبداع والابتكار وريادة الأعمال بتوفيره المهارات والمعرفة اللازمة.
وإذا كان التمويل أحد أكبر العوائق التي قد تحول دون إنجاح الكثير من المشروعات القائمة على الإبداع والابتكار، فإن تبني الكثير من المشروعات التي تعتمد على الإبداع مهم جدًا في المرحلة القادمة وهذا ما تتوجه له سلطنة عُمان وتدعو إليه.
تحتاج الصناعات الإبداعية في سلطنة عُمان أيضًا إلى تعزيز التبادل الثقافي وبناء شراكات دولية وهذا الأمر من شأنه أن يفتح آفاقًا أكبر للصناعات الإبداعية في سلطنة عُمان عبر استفادتها من التجارب العالمية والخبرة المتراكمة أو عبر فتح أسواق جديدة للصناعات العمانية.
وإذا كانت سلطنة عُمان متوجهة بهذا الشكل نحو تنمية الصناعات الإبداعية وهذا في حد ذاته دليل وعي كبير بثراء البيئة العمانية بمختلف الفنون التي يمكن أن تتحول إلى منتج إبداعي وكذلك بإمكانيات الشباب العماني القادر على الإبداع والابتكار فإن الخطوة التالية في هذا السياق تتمثل في توجّه الشباب لإنشاء مشروعاتهم الشخصية والجماعية، فقد حان الوقت لسلطنة عمان لتكون مركزًا عالميًا للإبداع والابتكار.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الصناعات الإبداعیة على الإبداع الکثیر من
إقرأ أيضاً:
نصائح لخلق بيئة عمل تحث على الإبداع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العمل من بُعد اصبح اتجاه اغلب الناس والشركات بسبب حالة الإغلاق التي جاءت بها جائحة كورونا وغيرت المفهوم التقليدي لعمل الشركات الذي يكون عادة في مكتب الشركة، واستبدلت به مفهوم العمل من المنزل الذي لقي رواجًا بسبب ملاءمته لمتطلبات ذلك الوضع الاستثنائي، وربما قضى فيروس كوفيد 19 نهائيًا على ما يسمى بالعمل في المكتب.
وعادت الكثير من الشركات للعمل من المكاتب، وهذا التوجه يحتاج إلى خلق بيئة عمل جذابة ومريحة، وأجرت مجموعة من الباحثين دراسة على شركة أمريكية شملت الدراسة ثلاث فترات “ما قبل الوباء، وخلال حالة الإغلاق، وفي أثناء العودة إلى توجه العمل الميداني في المكتب”، واستمرت الدراسة أكثر من عامين واعتمدت على الملاحظات الميدانية ومجموعات التركيز والمقابلات الفردية التي شملت نحو 56 موظفًا.
الباحثون ذهلوا بالطريقة التي تحدث بها الموظفون عن أماكن عملهم، فقد كانت تعليقات إيجابية مثل: هذا المكان مثل منزلي، أشعر أنني أحظى برعاية كبيرة هنا، كلما آتي إلى هنا أشعر أنه مرحب بي، إنه مكان مريح جدًا لتعمل فيه كل يوم، وتشير هذه التعليقات بالتأكيد إلى المناخ الإيجابي وبيئة العمل المريحة الموجودة في هذه الشركة، لكنها تلمح أيضًا إلى نقطة مثيرة للاهتمام، وهي أن الموظفين يرون المكتب مكانًا مريحًا للعمل فيه.
وأثبتت أن البشر يطورون ارتباطًا بالمكان بكل أبعاده وليس مجرد المساحة التي يشغلها، وفي هذا السياق يمكننا المقارنة بين مصطلحي المنزل والموطن، فالمنزل هو مجرد منشأة مادية، أما الموطن فيحتوي أبعادًا اجتماعية أشمل، ومكتب العمل ليس بيتًا في النهاية، لكن هؤلاء الباحثين وجدوا أن استخدام توجه العودة إلى المكتب لخلق بيئة عمل جذابة سيكتب له النجاح إذا تمكن أرباب العمل من تحويل مساحة العمل إلى مكان للعمل، أو إلى ما يشبه الموطن وليس المنزل.
وقدم الباحثون ثلاث استراتيجيات تساعد على تحقيق هذا الهدف:
1- توفير مساحة خاصة في مكان العمل:
أظهرت نتيجة البحث أن الموظفين ينظرون إلى المكتب بوصفه بيئة عمل جذابة عندما يلبي احتياجاتهم، وكلما زاد عدد الأهداف التي يمكن للأشخاص تحقيقها في مكان ما، زاد شعورهم بالارتباط به، أي إن مكان العمل يتمتع بمرونة تتلاءم مع حالتك المزاجية حول كيفية إنجاز المهام أو مع ما تتطلبه الحالة أيضًا، وقد يساهم ذلك في تحويل المساحات إلى أماكن تلبي العديد من الحاجات البشرية أو المتعلقة بالعمل.
2- إضفاء طابع اجتماعي دافئ على مكان العمل:
الناس هم الذين يحولون المساحات إلى أماكن ويعطونها قيمتها، والطريقة المثلى لتحقيق ذلك، استخدام هذه المساحة ومكوناتها، وكانت الشركة التي درسها الباحثون خير مثال على ذلك، فقد سعت لابتكار الكثير من الأنشطة الاجتماعية بهدف تحويل مكاتبها إلى أماكن اجتماعية وليس فقط أماكن عمل، ما يساهم في صنع بيئة عمل جميلة ومريحة، فقد استضافت وجبات الإفطار والغداء، وأقامت ليالي سينمائية لمشاهدة الأفلام، ودعت عربات الطعام وعربات المثلجات وأقامت حفلات رقص صامتة، وغير ذلك.
3- الاستفادة من التكنولوجيا في خلق بيئة مجتمعية:
كان للتكنولوجيا دور أساسي في تكوين بيئة العمل بعد حدوث الجائحة، ومع زيادة المرونة لم يعد الموظفون يجلسون في المكتب كثيرًا، حتى في الشركات التي تتبنى سياسات الحضور الشخصي. ومنذ عام 2022، طبقت عدد من الشركات -مثل أمازون وتيسلا وغيرهما- متطلبات صارمة للحضور الشخصي، ما قد يدل على أن التكنولوجيا تعيق توجه العودة إلى المكتب، لكن في الحقيقة قد تكون التكنولوجيا صانعة للمكان.
ملامسة النتائج الإيجابية:
رغم أهمية التجربة المذكورة، للأسف قد لا تنجح مع الجميع، ففي البحث كان معظم الموظفين من النوع الذي نسميه المتعلقين بالمكان قبل الجائحة، لكن بعد الجائحة فقد البعض منهم إحساسهم بالارتباط بالمكتب والشعور بالمجتمع الذي اعتادوا أن يشعروا به في المكتب.
وقدرت أن نحو 30% من القوى العاملة بعد الجائحة في الشركة يشعرون الآن بالانفصال عن ثقافة الشركة والتركيز على الوجود في المكتب للعمل، لكن بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين اكتشفوا في أثناء الوباء أنهم يفضلون العمل من المنزل، فإن نسبة 30% هي في الواقع نسبة منخفضة.