عاجل : غوانتانامو إسرائيلي .. صور أقمار صناعية تظهر توسعا ضخما لسجن سدي تيمان
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
سرايا - أظهرت صور أقمار صناعية ملتقطة حديثا توسعا غير مسبوق في معسكر "سدي تيمان" التابع للقيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، والذي يعد قاعدة جوية تقع بين مستوطنة بئر شيفع (بئر السبع) وقطاع غزة.
وتكشف لقطات الأقمار الصناعية ظهور عدد من المباني الجديدة بالإضافة لما يشبه خياما ضخمة (حظائر) بأماكن مختلفة في القاعدة العسكرية الإسرائيلية التي تغير شكلها وتحولت من معسكر وقاعدة جوية إلى ما وصفته جهات حقوقية بـ"غوانتانامو إسرائيل".
وأفادت تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتلقي شهادات جديدة عن تعرض معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة -بينهم نساء وأطفال- لعمليات تعذيب قاسية ومعاملة مهينة للكرامة الإنسانية، داخل السجن، شملت التعرية والتحرش الجنسي والتهديد به، بالإضافة لحبسهم في أقفاص حديدية تشبه الأقفاص التي تحتجز بها الحيوانات، وهم مقيدون ومجبرون على الجلوس على الأرض في وضع قاس ومهين.
وأوضح التقرير، المنشور في الخامس من فبراير/شباط الماضي، عن تزايد حدة التعذيب مثل ضرب المعتقلين الفلسطينيين بشكل "وحشي وانتقامي"، وإطلاق الكلاب تجاههم، وشبحهم لساعات طويلة، وتعريتهم من ملابسهم بشكل كامل، وحرمانهم من الطعام والذهاب لدورات المياه.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية بمقتل 27 معتقلا فلسطينيا في غزة أثناء احتجازهم في منشآت سدي تيمان العسكرية إسرائيلية، ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن ظروف الوفاة.
وبحسب هآرتس توفي المعتقلون في سجني سدي تيمان وعناتوت أثناء التحقيق معهم في الأراضي الإسرائيلية، وأفاد مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن شرطة التحقيق العسكرية فتحت تحقيقا في الوفيات.
وذكر التقرير أن المعتقلين في سدي تيمان كانوا محتجزين وهم مكبلون بأربطة بلاستيكية ومعصوبو الأعين طوال اليوم، وأن الجنود هناك يعاقبون الفلسطينيين إذا تحركوا أو تحدثوا، ويُقفون المعتقلين لفترات طويلة وهم مكبلو الأيدي فوق الرأس وخلف الظهر أو يقيدونهم في السياج بالعراء وبدون ملابس مناسبة.
وبحسب هآرتس، قفزت أعداد الغزيين بنسبة 150% خلال ديسمبر/كانون الأول من العام المنصرم. وقد استحدثت إسرائيل أثناء الحرب تعديلات قانونية في شروط الاحتجاز.
ويسمح التعديل الجديد بحبس المعتقلين لمدة تصل إلى 75 يوما دون رؤية قاض، ويمكن لقاضي المحكمة المحلية أن يمنعهم من رؤية محام لمدة تصل لـ180 يوما.
وبعد مرور 160 يوما على الحرب في قطاع غزة، ووفقا لآخر تحديات "هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني" المنشورة قبل يومين، وصلت أعداد الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى نحو 7585 معتقلا، ويرفض الاحتلال تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدولية والفلسطينية المختصة بأي معطيات بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
هآرتس: لبنان يواجه خياراً صعباً بين الحرب والتطبيع مع إسرائيل
رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه في الوقت الذي يشهد لبنان دماراً، فإنه يخشى أن يتعرض لحرب إسرائيلية شاملة، حتى يصل البلدان إلى اتفاق لتطبيع العلاقات.
وقالت هآرتس تحت عنوان "لبنان مدمر، ويخشى أن تقصفه إسرائيل حتى يتم التوصل إلى اتفاق تطبيع"، أن القيادة اللبنانية الجديدة، التي يتعين عليها الآن التعامل مع عواقب الحرب، ودراسة سبل إعادة إعمار البلاد، وجمع القروض والمنح، لإصلاح الدمار الذي يقدر بأكثر من 13 مليار دولار، ونشر الجيش في جميع أنحاء جنوب لبنان، وإغلاق المعابر الحدودية غير الشرعية بين لبنان وسوريا، أصبحت محاصرة بين الضغوط الداخلية وتهديد تجدد الحرب.
#لبنان.. أول تعليق رسمي على "هجوم الفجر" الإسرائيليhttps://t.co/NahFreeigJ pic.twitter.com/gVIt1jarEZ
— 24.ae (@20fourMedia) April 4, 2025 نوايا خفيةوأشارت هآرتس، في التحليل الذي أعده المُحلل الإسرائيلي، تسيفي بارئيل، إلى البيان الذي صدر عن مكتب الرئيس اللبناني جوزيف عون بأن "استمرار العدوان الإسرائيلي يتطلب منا بذل جهد إضافي للحوار مع أصدقاء لبنان حول العالم، وحشدهم لدعم حقنا في السيادة الكاملة على أرضنا، إن الهجوم على الضاحية الجنوبية هو إشارة فاشلة لنوايا خفية ضد لبنان"، كما نقلت تأكيدات رئيس الوزراء نواف سلام أن هذا الهجوم "يشكل انتهاكا واضحا لترتيبات وقف الأعمال العدائية".
الاتفاق لا يزال بعيداًويضاف إلى ذلك "تهديد سياسي" آخر يحتل مكانة مركزية في الخطاب السياسي في لبنان، حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بعد اجتماعه مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، إن إسرائيل مهتمة بالتطبيع مع لبنان، لكن "قد يكون من المبكر جداً، من وجهة النظر اللبنانية، القيام بذلك الآن".
وقال ساعر إن "البلدين باشرا بالفعل مناقشة عدة قضايا مثل ترسيم الحدود البرية، وإطلاق سراح اللبنانيين الذين تم أسرهم في الحرب، لكن في الوقت الحالي لا يتعلق الأمر بالمفاوضات حول التطبيع، وآمل أن يكون ذلك في المستقبل".
وعلقت الصحيفة قائلة إن النقاش حول التطبيع لا يزال بعيداً عن التحقيق، بل إن المفاوضات بشأن ترسيم الحدود متوقفة أيضاً، كما هو الحال مع التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى أن لبنان غير مطمئن إلى لهجة ساعر المستقبلية، التي تعتبر أن الحديث عن التطبيع ينتمي إلى مستقبل ما، ويعتقد المعلقون اللبنانيون أن إسرائيل تنوي قصف لبنان حتى تطبع علاقاتها معه.
فجوة عميقة بين الموقف الفرنسي والأمريكي
وكان من المتوقع أن تصل مبعوثة الرئيس ترامب، مورغان أورتاغوس، إلى لبنان لاستخدام ثقلها الكامل لدفع قضيتين رئيسيتين، نزع سلاح حزب الله في جميع أنحاء لبنان، وإنشاء لجان دبلوماسية لإدارة المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البرية، ورغم أن ساعر لم يقدم الكثير من التفاصيل حول محتوى محادثاته مع بارو، إلا أن لبنان يدرك جيداً الفجوة العميقة بين الموقفين الفرنسي والأمريكي في القضيتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تطالب لبنان بتحديد جدول زمني قصير لنزع سلاح حزب الله، فيما ترى فرنسا، التي تدعم موقف الرئيس اللبناني، أن نزع السلاح يجب أن يتم عبر الحوار والتوافق الداخلي، من أجل منع الصراع بين الجيش اللبناني وحزب الله، والذي قد يؤدي في رأيها إلى حرب أهلية.
ووفقاً لـ"هآرتس"، فقد لا تكتفي أورتاغوس، في ظل نفاد صبر إدارة ترامب المعتاد، بالمطالبة بجدول زمني سريع، بل قد تهدد أيضاً بأن لبنان لن يتمكن من تلقي أي مساعدات والبدء في إعادة بناء البلاد إذا لم ينزع سلاح التنظيم، أما بالنسبة للجان التفاوضية لترسيم الحدود، فهنا أيضاً فجوة بين الموقف الأمريكي والتوجه اللبناني والفرنسي، الذي يرفض مصطلح "اللجان الدبلوماسية"، الذي يمكن تفسيره كآلية لإجراء مفاوضات سياسية شاملة مع إسرائيل، ويصر في الوقت الراهن على أن تتألف اللجان من عسكريين وعناصر مهنية، كما كان الحال في المفاوضات السابقة، وأن تدور المحادثات حول القضايا التقنية فقط ولن تتوسع إلى المفاوضات السياسية.
تعاون ضروريلكن الحكومة اللبنانية، وكذلك حزب الله، يدركان أن فرنسا وحدها لن تتمكن من إملاء سياستها دون التعاون مع الولايات المتحدة، أي من دون الضغط الأمريكي على إسرائيل، وهذا ليس وارداً حالياً، لأن لبنان يحتاج، من أجل الحصول على المساعدة الأولية لإعادة الإعمار والتنمية، إلى قروض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهما مؤسستان تقعان تحت نفوذ أمريكي كبير.
لبنان يدعو أوروبا للضغط على إسرائيل للانسحاب من أراضيهhttps://t.co/p9BxoRRD9W
— 24.ae (@20fourMedia) April 3, 2025 صعوبة تقييم الأضراروأشارت الصحيفة إلى أن البنك الدولي أوضح بالفعل أنه يواجه صعوبة في إجراء "تقييم لحجم الأضرار"، والذي من شأنه أن يشكل الأساس لتقدير المساعدة التي يحتاجها لبنان، طالما أن وقف إطلاق النار غير كامل ونهائي.
وتابعت: "يحمل صندوق النقد الدولي حقيبة ثقيلة من الإصلاحات التي يتعين على الحكومة اللبنانية تنفيذها، مثل تغيير هيكل النظام المصرفي، وإنشاء آليات للإشراف على التحويلات المالية ومنع الفساد، والتشريعات الواسعة التي من شأنها منع غسل الأموال، وإرساء الشفافية، والحد من تمويل الجماعات المسلحة"، موضحة أنه تم توقيع اتفاق بشأن كل هذه الأمور بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي في عام 2022، ولكن حتى الآن لم يتم تطبيق سوى تصحيحات قليلة جداً.
وأضافت الصحيفة أنه لا يزال من المبكر جداً تقييم مدى قدرة الحكومة اللبنانية، التي بدأت للتو مهماتها السياسية، على التعامل مع المطالب والشروط التي تضعها الولايات المتحدة أمامها.