الزوجة كلمة سر الحشاشين.. كيف أقنع حسن الصباح جماعته بالقتل وسفك الدماء؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
منذ الحلقات الأولى من مسلسل الحشاشين، للفنان كريم عبدالعزيز، لم تظهر زوجة حسن الصباح، ربة منزل عادية، أو حتى سلب منها الرأي والحكمة، بل كانت أحد أذرعه التي استغلها وقتما يشاء، آمنت به وبجماعته، وعاشت معه مشوار دعوته، حتى وأن كانت على علم بإنه العقل المُدبر، والجندي المجهول لعمليات القتل وسفك الدماء.
«أبايعك نفسي، وروحي، وجسدي، على أن نلتقي في جنة الخُلد» هكذا دخل حسن الصباح في كنف خليفته، متعهدًا بأن يدافع عن دولته بروحه، وهكذا ضم «الصباح» الرجال لجماعته، ليس رجال الحشاشين فقط، بل وزوجته التي كانت جنديا مجهولا في الكثير من عمليات زوجها.
ميرنا نورالدين، التي تجسد دور زوجة حسن الصباح، بمسلسل الحشاشين، مشهد وراء الآخر يبرز شخصيتها بالعمل، إذ حاولت مساعدته بشكل غير مباشر، كان أولها التحفظ على أحمد عيد، بعد قتله لمؤذن المسجد بأمر من الصباح، وهي تعلم إنه «قاتل».
لم يتوقف دورها عند هذا الحد، فعلى الرغم من ظهورها مسلوبة الإرادة داخل منزلهما، حتى في علاقته مع أطفالها، إلا إن دورها في دعوته، لا يستهان به.
بحنكة وذكاء، ساعدت زوجة حسن الصباح، الأخير وهو داخل مصر بمقابلة والدة الخليفة المستنصر، ومن ثم مقابلة الخليفة، بعدما وصلت لجارية القصر، وتحدثت معها عن علم الفراسة الذي يتمتع به زوجها، وكان وسيلته لدخول القصر.
وخلال الحلقة الـ6، ظهرت زوجة «الصباح» في الجانب الخفي من محاولة اغتيال الخليفة العباسي، وهي تقنع زوجة الشاب التركي الذي طلب منه حسن الصباح اغتيال الخليفة، بأن توافق وتقنع زوجها هي الأخرى، وإنه عمل شريف وعظيم سيجمعهما في جنة الخلد على إثره، وهو ما نجحت فيه ببراعة شديدة.
الزوجة كلمة سر الحشاشينفي هذا للصدد، أكد الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي، لـ«الوطن»، إن جماعة الحشاشين، اعتمدت على اللعب بالعقول والفؤاد باسم الدين: «كانوا بيقنعوا الرجال بالقتل وسفك الدماء مقابل الجنة، وإن أي حد خارج عن جماعتهم كافر، وطبيعي قتله واجب ديني للدخول في الجنة».
وأشار أستاذ التاريخ، إن الجماعة، بقيادة مؤسسها حسن الصباح، كانت تستغل جميع الفرص لإقناع الرجال المجندين لهم، والوصول لغايتهم، حتى وإن كانت وسيلتهم الزوجة، فكانت الغاية في الحكم هي الهدف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دراما المتحدة مسلسلات رمضان رمضان 2024 دراما رمضان حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
محمد الضيف.. "الرجال يُستشهدون لكن المقاومة لا تموت"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، مساء اليوم الخميس، استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام، محمد الضيف، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية للحركة، وذلك خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي وغربي، دون الكشف عن توقيت استشهادهم.
محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ"محمد الضيف"، ولد في غزة عام 1965. ويعتبر من أبرز القادة العسكريين الفلسطينيين، حيث شغل منصب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وبرز في العمل الدعوي والطلابي والاجتماعي، وكان من نشطاء الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل على بكالوريوس في علم الأحياء عام 1988.
من طالب جامعي إلى أخطر رجل على إسرائيل
ولد محمد الضيف في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة عام 1965 لعائلة فلسطينية لاجئة هجّرتها النكبة من قراها عام 1948. منذ صغره، حمل الضيف حلم التحرير، فكان ناشطًا في صفوف الكتلة الإسلامية داخل الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس علم الأحياء، قبل أن تنقله دروب المقاومة إلى عالم السلاح والتخطيط العسكري، ليصبح خلال سنوات قليلة الرجل الأكثر مطاردة من قبل إسرائيل.
التحاقه بالمقاومة
انضم الضيف في شبابه إلى جناح المقاومة الفلسطينية، وبرز بسرعة كمقاتل شرس ثم كقائد استراتيجي في كتائب القسام، حيث تولّى تطوير البنية العسكرية للحركة، ليقود لاحقًا تحولات جوهرية في بنية الكتائب، من مجموعات صغيرة إلى جيش منظّم يتمتع بمستويات متقدمة من التخطيط والتكتيك العسكري.
لعب دورًا محوريًا في تنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كان أبرزها سلسلة العمليات الاستشهادية في التسعينيات، مما جعله في قائمة المطلوبين لدى تل أبيب، التي اعتبرته منذ ذلك الحين عدوًا وجوديًا.
رجل ينجو من الموت مرارا
تعرض الضيف لأكثر من 8 محاولات اغتيال مباشرة، آخرها خلال عدوان 2014 حين قصفت إسرائيل منزله بغزة، مما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه الرضيع، لكن الرجل خرج مرة أخرى من بين الأنقاض حيًا، لتتحول أسطورته إلى حقيقة راسخة في أذهان أعدائه قبل محبيه.
لقّبته الصحافة الإسرائيلية بـ "الشبح"، إذ لم يُعرف له صورة حديثة، ولم يتمكن أي جهاز استخباراتي من تتبّع تحركاته، فهو يغيّر أماكنه باستمرار، ولا يستخدم وسائل الاتصال الحديثة، كما يعتمد أعلى درجات السرية في حياته وتنقلاته.
إعلان استشهاده.. سقوط القائد أم ولادة الأسطورة؟
في 30 يناير 2025، وبعد أكثر من 30 عاما من الصراع والملاحقة، أعلنت كتائب القسام رسميًا استشهاد محمد الضيف إلى جانب عدد من كبار قادة المقاومة، من بينهم مروان عيسى، نائب قائد أركان القسام، وغازي أبو طماعة، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، وغيرهم.
لم تكشف إسرائيل تفاصيل العملية التي أدت إلى اغتياله، ولكنها وصفتها بـ "الأعقد في تاريخها"، مؤكدة أنها كلفتها سنوات من العمل الاستخباراتي. ومع ذلك، فإن استشهاد الضيف لا يعني نهاية المعركة، فقد كان يؤمن أن "الرجال يُستشهدون لكن المقاومة لا تموت".