إكسبو الدوحة يسترجع ذكريات الماضي بعادات رمضانية وفعاليات تراثية
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
الدوحة- يزدان معرض "إكسبو 2023″ بالدوحة خلال شهر رمضان المبارك بحلة من الروحانيات والبهجة، حيث تحول إلى وجهة مميزة غنية بالفعاليات والتجارب.
مع حلول غروب الشمس، تبدأ أجواء الشهر الكريم بالظهور بشكل أوضح، حاملة معها نسمات رمضانية عذبة، وبينما ينساب صوت المؤذن عبر أرجاء المكان، داعيا إلى أداء صلاة المغرب، تزين الفوانيس الرمضانية أجنحة المعرض، وتنتشر رائحة العود في أرجائه.
تقام صلاة التراويح في خيمة كبيرة تم إنشاؤها خصيصا لهذه المناسبة.
وبعد صلاة التراويح، تبدأ الفعاليات المتنوعة، حيث يقدم المعرض طوال شهر رمضان برنامجا غنيا بالفعاليات التي تتنوع بين الثقافية التراثية والدينية والرياضية سواء كانت من قطر أو دول عربية كالسودان ولبنان وغيرهما.
كما يقدم عروضا مسرحية وفنية تناسب جميع أفراد العائلة، ويتم تنظيم ندوات وورش عمل حول مواضيع ثقافية متنوعة، وتقام مسابقات ثقافية وتوزيع جوائز على الفائزين.
أطفال يستمتعون بأجواء شهر رمضان في "إكسبو 2023" بالدوحة (الجزيرة) عبور إلى الماضيوتعد "عنة إكسبو" في المنطقة الثقافية بمثابة بوابة عبور إلى الماضي، حيث تقام الفعاليات التراثية التي تجسد الهوية القطرية، وتتاح الفرصة للأجيال الجديدة لخوض رحلة عبر الزمن، واكتشاف حياة الأجداد، والتعرف على تراثهم وثقافتهم وحياتهم اليومية بكل تفاصيلها.
كما تشمل الفعاليات عروضا للفنون التقليدية القطرية، مثل العزف على العود والطبلة، والرقص التقليدي، والعروض الثقافية المتنوعة، لتكون فرصة للزوار للاستمتاع بتجربة تراثية أصيلة والتعرف على التقاليد والثقافة القطرية.
فرقة شعبية نسائية تقدم عروضها بالمعرض (الجزيرة) فعالية المطوعومن أبرز الفعاليات في الجناح القطري فعالية "المطوع" التي تقام بعد صلاة التراويح، حيث يعتبر المطوع تقليدا قطريا قديما.
و"المطوع" هو شخص يجمع الأطفال حوله وهم يرتدون الملابس التقليدية التراثية ليطوفوا في أروقة الفريج، ويؤدوا "التحميدة" مرددين أدعية التحميد والتهليل والشكر لله.
ومن بين العبارات التي يرددها الأطفال خلف "المطوع"، "الحمد الله الذي هدانا.. للدين والإسلام واجتبانا.. سبحانه من خالق سبحانه.. بفضله علمنا القرآن.. نحمده وحقه أن يحمدا.. حمدا كثيرا ليس يحصى عددا.. طول الليالي والزمان سرمدا.. أشهد بأن الله فرد واحد.. وأن رسوله النبي الأمجاد".
ويجسد "المطوع" صورة من حياة الفرجان القطرية القديمة، حيث كان يتمتع بمكانة خاصة بين الأهالي، وكان محبوبا ومهابا، ويلعب دورا مهما في حل المشكلات والخلافات.
وبالإضافة إلى ذلك، كان "المطوع" مسؤولا عن تعليم الصغار أركان الإسلام، وتحفيظ القرآن، والأحاديث النبوية، إضافة إلى التدريب على مهارات الكتابة، والحساب، والخط.
اجعلوا هذا الشهر الفضيل ذكرى لا تُنسى مع قضاء أوقات رائعة في #إكسبو_2023_الدوحة! مغامرات شيقة بانتظار جميع أفراد الأسرة مليئة بالمتعة والمرح. رمضان معنا غير!
????️ يومياً حتى 28 مارس
⏰ من الساعة 5 مساءً حتى 1 منتصف الليل
???? جميع مناطق إكسبو
Make this holy month unforgettable by… pic.twitter.com/mBx6bcDqwD
— Expo2023Doha (@Expo2023Doha) March 13, 2024
النهمة والمسحركما يخصص معرض "إكسبو" قطر للبستنة مساحة خاصة لعرض فن النهمة، حيث يتم تنظيم عروض حية من قبل نخبة من النهامين القطريين والخليجيين، وذلك بهدف إحياء التراث البحري.
كما تعد فعالية المسحر من الفعاليات الرئيسية في المعرض خلال شهر رمضان والتي يتم من خلالها إعادة إحياء تقليد عريق؛ فبين أروقة "إكسبو" يجوب المسحرون أرجاء المعرض حاملين الطبول والمصابيح، منشدين الأناشيد الرمضانية التي تبشر بقدوم وقت السحور.
كما يشهد "إكسبو" إقامة فعاليات متنوعة تستهدف الفتيات وتتضمن فن رسم الحناء، حيث يتاح للزائرات فرصة تجربة هذا الفن والتعرف على تقاليده وتقنياته، إلى جانب توفير ورش عمل مخصصة لتعليم الزوار كيفية الرسم.
بناء السفن التقليدية من المهن القديمة في قطر (الجزيرة) المهن القديمةبالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم فعاليات تجسد المهن القديمة التي تحتفظ بتراث وتاريخ المنطقة، وتتضمن صناعة السفن التقليدية، حيث يتم عرض عملية بناء السفن واستعراض الأدوات والتقنيات المستخدمة في هذا المجال.
وتعتبر فعاليات صناعة شباك الصيد جزءا آخر من المهن القديمة، وتُنظم أيضًا فعاليات تتعلق بفن الخطاطة والتلوين.
وإلى جانب ذلك، يشهد المعرض تنظيم بطولات لكرة القدم والبادل.
فن الخط ورسم الحروف واحدة من فعاليات إكسبو الدوحة في رمضان (الجزيرة) تجربة الزوارويقول المسؤول عن فعاليات الجناح القطري هيثم شمص، إن الفعاليات الرمضانية تمثل جزءا مهما من معرض إكسبو قطر للبستنة 2023، حيث تقدم اللجنة المنظمة مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تعكس التراث القطري وتعزز تجربة الزوار خلال شهر رمضان المبارك.
ويشير شمص، في حديث للجزيرة نت، إلى أن هذه الفعاليات التي تشهد إقبالا كبيرا، تسهم في تعزيز الهوية القطرية لدى الأجيال الجديدة، ومعرفة العادات التراثية القديمة عن قرب من خلال معايشتهم لها.
وأوضح أن الجناح القطري يعد مقصدا رئيسيا للزوار، حيث يتمتعون بفرصة مشاهدة ومشاركة العديد من الفعاليات التراثية القديمة مثل النهمة والمطوع والمسحر، مما يسهم في إحياء هذه العادات الثقافية القيمة.
ويختم، "بالإضافة إلى الفعاليات التراثية، نقدم أيضا مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية الأخرى، مثل العروض الموسيقية لآلة العود وفن الرسم والغناء وغيرها، مما يوفر تجربة ثقافية شاملة للزوار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات من الفعالیات شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
التشكيل وفق القواعد القديمة.. وسلام لا يرضخ للضغوط
في الايام الاخيرة بات واضحاً ان كل الحديث الذي سوقت من خلاله قوى التغيير تحديدا بأن تسمية رئيس الحكومة المكلف نواف سلام ستشكل، بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون، نقطة تحول حقيقية في مسار الحكم في لبنان وان الأمل بات منظوراً والتغيير بات حتمياً، هو مجرد كلام مثالي تنظيمي دعائي في الحياة السياسية اللبنانية.
بالرغم من الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها رئيس الحكومة المكلف من قبل جزء من قوى المعارضة وبعض التغييريين، من النواب ومن غير النواب، من اجل تشكيل حكومته من دون التواصل الفعلي مع القوى السياسية، الا ان سلام اخذ الطريق التقليدي من خلال تأليف حكومة سياسية كاملة الاوصاف تسمي الوزراء فيها الاحزاب الممثلة في المجلس النيابي.
واذا كان الحديث عن حكومة غير حزبية مرتبطا فقط بالالتزام الرسمي للوزير بحزبه، فإن الكثيرين من المطروحين للتوزير اليوم والتي تسميهم احزابهم هم اكثر حزبية ممن يحملون بطاقات حزبية، وعليه ، وبعيدا عن كيفية تظهير المشهد، فان الحكومة التي يتم العمل على تشكيلها هي حكومة الاحزاب وحكومة حزبية.
الاهم من كل هذا، فإن الخاسر الاكبر في عملية التأليف هم من سمى سلام او من دفع بإتجاه تسميته، فالقوى الشيعية والسنية ستأخذ حصصها كاملة وعمليا هذه القوى لم تكن تريد وصول سلام وان كانت بعض الكتل قد شاركت في تسميته في اللحظة الاخيرة، لكن نواب التغيير مثلا، خسروا على كل المستويات، اولا: خسروا خطابهم السياسي فها هم يأتون بمرشحهم الا انهم يعجزون عن الخروج من أسلوب الاحزاب في التشكيل وادارة البلاد.
ثانيا، لم يستطع نواب التغيير فرض شروطهم في التأليف، اذ انهم اليوم يحاولون التشارك مع حزب من هنا واخر من هناك كي يسموا مرشحا مشتركا لتولي حقيبة ثانوية، كذلك "القوات اللبنانية" التي تجد نفسها مجبرة على الدخول الى الحكومة في الوقت الذي قد لن تحصل فيه على اي وزارة سيادية في مقابل حصولها على وزارة اساسية واحدة.
امام هذا المشهد، وامام تطور مشهد المنطقة والعالم في ظل تركيز ترامب على الداخل الاميركي وبدء انشغال اسرائيل بخلافاتها الداخلية، يبدو ان الكباش الداخلي سيستمر وان بوتيرة منخفضة بإنتطار الانتخابات النيابية المقبلة التي ستحدد وجه لبنان السياسي السنوات العشر المقبلة..