هل يسمح بالصيام للطفل مريض السكري؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
تطرح بعض الأسر، تساؤلات عديدة عن إمكانية ممارسة أطفالهم المصابين بداء السكري صيام شهر رمضان.
وتواجه الأسر صعوبات في السيطرة أو منع أطفالهم من الصيام؛ نظرا لعدم قدرتهم استيعاب خطورة ذلك على صحتهم العامة.
– هل الصيام مسموح للطفل مريض السكري؟
أكد دكتور بهاء الشيخ رئيس قسم التغذية العلاجية للأطفال بالتأمين الصحي في محافظة الغربية ورئيس المؤسسة المصرية لأطباء أطفال مصر، أن الطفل الذي يعاني مرض السكري لا يجب أن يصوم؛ لأنه غالبا ما يكون سكري من النوع الأول يعتمد بسببه الطفل بشكل رئيس على جرعات الأنسولين الدوائية.
وأضاف الشيخ، في تصريحات لـ”الشروق”، أن بعض الأمهات لا يستطعن منع أطفالهن من الصيام، ما يسبب في أحيان كثيرة غيبوبة كيتونية نتيجة ارتفاعات حادة في مستويات السكر قد تسبب الوفاة.
وتابع: “لابد أن تعرف الأمهات أبنائهن المرضى بالسكري، سماحة الدين فيما يخص موضوع الصيام وأنه لا حرج عليهم في عدم الصيام؛ حفاظا على أرواحهم”.
– ما الوجبة الصحية للطفل مريض السكري؟
قال الشيخ، إن الوجبة الصحية للأطفال خلال إفطار شهر رمضان هي الوجبة الغذائية المتوازنة والتي تتكون من كيبوهيدرات ودهون وبروتين وفيتامينات وأملاح، مع ضرورة أن وجود نشويات معقدة مثل الأرز أوالمعكرونة أو العيش البلدي.ونبه على أنه لابد أن تكون الوجبة التي يتناولها الطفل المصاب بداء السكري على منهج “متدرج”، معتبرا أن الإفطار الصحي لأطفال السكري هو الغذاء المتوازن الوجبة المتدرجة، فمثلا عند الإفطار يتم تناول تمرة أو لبن ثم بعدها بربع ساعة تناول شربة دافئة، ثم ملعقتين سلطة ثم البروتين ثم النشويات، وبهذا التنظيم تصبح الوجبة مثالية، وتمنع الشعور بالعطش والجوع السريعين.
– نصائح عامة لصيام الأطفال الأصحاء
بين رئيس المؤسسة المصرية لأطباء أطفال مصر، أن الصيام فريضة من فرائض الإسلام يمكن تدريب الطفل عليها منذ الصغر بشكل تدريجي بصيام جزء من اليوم، ويفضل من العصر إلى المغرب حتى يشعر الطفل ببهجة الإفطار.
وأضاف: “مفروض الطفل يبدأ يتدرب على الصيام من 8 و9 سنين، ويشترط أولا أن يكون جسمانيا بصحة وعافية”.
وشدد على أنه قبل تدريب الطفل على الصيام يجب أن تكون نسبة الكالسيوم لديه طبيعية، وألا يكون مريضا بفقر الدم “الأنيميا”، وذلك يمكن معرفته عن طريق إجراء تحليل صورة الدم الكاملة؛ لبيان نسبة الهيموجلوبين.
الشروق نيوز
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الإفطار في حضرة الشيخ الخليلي
حمود بن علي الطوقي
أواصل في كتابتي عن ذكرياتي الرمضانية التي لطالما حملت مذاقًا وطقوسًا خاصة في قريتي السباخ بولاية إبراء؛ حيث كان لرمضان طعم مختلف ينبض بدفء التقاليد والذكريات الجميلة.
عندما انتقلت إلى مسقط للدراسة في المرحلة الإعدادية، كان جامع السلطان قابوس (في روي) في رمضان يُمثل لي نقطة تحول حاسمة؛ إذ كان والدي ملازمًا لهذا الجامع منذ افتتاحه في عام 1976 وتولى إمامته. والتحقت بمدرسة روي الإعدادية في الصباح، وفي الفترة المسائية كنت أدرس في المدرسة الملحقة بالجامع، حيث تعلمت القرآن الكريم والحديث والعلوم الفقهية.
في ذلك المكان الذي جمع بين عبق التاريخ وروحانية المكان، تغيرت مفاهيمي حول رمضان. فقد أصبح الجامع بالنسبة لي معلمًا دينيًا وثقافيًا، حيث كنت أجد فيه ملاذًا للتعلم والتقرب إلى الله. كانت أيام الدراسة في مدرسة روي تملأها لحظات من الجد والاجتهاد، في هذه المدرسة تعرفت على أصدقاء جدد من قبائل مختلفة ومن طبقات مختلفة فمازالت علاقتنا وصداقتنا ممتدة حتى الآن بينما كانت مدرسة تحفيظ القرآن الملحقة بالجامع تمنحني فرصة للتعمق في معاني القرآن وأسرار التجويد، مما ساهم في ترسيخ قيم الدين والخلق في نفسي.
ومن أجمل الذكريات الرمضانية التي ما زالت راسخة في الوجدان كانت لحظات الإفطار الجماعي في ساحة الجامع. قبل حلول صلاة المغرب، كان الجامع يتحول إلى ملتقى يجمع أكثر من 300 شخص من المواطنين والوافدين بمختلف الجنسيات.
كنتُ مع زملائي نشارك في ترتيب وتجهيز هذا الإفطار الجماعي الذي أصبح رمزًا للتآخي والوحدة. ما زاد من روعة هذا الحدث هو مشاركة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان، الذي كان يجلس مع والدي والمشايخ في مائدة الإفطار؛ وكنَّا نحن الأطفال نحرص على أن يكون إفطارنا ضمن تلك المائدة المباركة، نستشعر فيها هيبة مشايخنا.
ولم تكن هذه اللحظات مقتصرة على الجانب الروحاني فحسب؛ بل كانت فرصة للتضامن الاجتماعي أيضًا؛ حيث قام عدد من الشركات بتوزيع المشروبات والألبان مجانًا للصائمين، تليها تنظيم إدارة الجامع لوجبة العشاء حيث توزع الصحون بها وجبة عشاء للصائمين بعد صلاة المغرب، مباشرة مما أكسب رمضان في هذا الجامع طابعًا مُميزًا.
لقد مثَّلت تجربة الصيام في مسقط تحولًا حقيقيًا في حياتي؛ ففيها اندمج العلم بالدين، والتعلم في مدرسة روي صباحًا، والانتقال لتعليم القرآن والعلوم الشرعية في المساءً، وكانت هذه الأيام شاهدة على أن رمضان ليس مجرد صيام وإفطار؛ بل هو موسم للتجديد الروحي والعلمي وتلاحم القلوب.
وتبقى ذكريات رمضان في مسقط لها مذاق مختلف عن مذاق رمضان في القرية، وتعد من أعذب اللحظات في حياتي، فكلما تذكرتها، أشعر بالامتنان لتلك التجربة التي شكلت جزءًا كبيرًا من هويتي الدينية والثقافية، وتركت في قلبي أثرًا خالدًا لا يمحوه الزمن.
رابط مختصر