وجه تحقيق أجرته الأمم المتحدة، أصابع الاتهام لدبابة إسرائيلية بتعمد قصف تجمع للصحفيين في جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل مصور وكالة رويترز عصام عبد الله، في تشرين الأول. وانتهى التحقيق إلى أن "الدبابة أطلقت قذيفتين من عيار 120 ملم على مجموعة من الصحفيين، من بينهم عبد الله، رغم هويتهم الواضحة كإعلاميين، وهو ما اعتبره تقرير الأمم المتحدة، المؤرخ في 27 شباط الماضي، انتهاكاً صارخا للقانون الدولي، وقرار مجلس الأمن رقم 1701، بحسب موقع "بيزنس انسايدر" الأمريكي.



ويسلط التقرير الضوء على نتائج تحقيق الأمم المتحدة، وردود أفعال المنظمات الدولية، والسياق الأوسع لانتهاكات حرية الصحافة، وسط الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

ودعا التقرير الجيش الإسرائيلي إلى إجراء تحقيق شامل في الظروف المحيطة بالهجوم، ومراجعة شاملة للإجراءات العملياتية لمنع وقوع حوادث مشابهة في المستقبل.

في الأثناء، أفاد شهود عيان في مكان وقوع الحادث بأنه كان من الممكن التعرف على الصحفيين بشكل لا لبس فيه، بصفتهم إعلاميين.

بالإضافة إلى ذلك، ظل هؤلاء الصحفيون ثابتين في مواقعهم لفترة طويلة قبل أن تطلق دبابة إسرائيلية قذيفتين عشوائيتين عليهم، وهو ما يؤكد الطبيعة المتعمدة للهجوم.

يأتي ذلك بينما أكدت التحقيقات اللاحقة، التي أجرتها رويترز وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، نتائج تحقيق الأمم المتحدة استنادا إلى أدلة الفيديو والتحليل الصوتي وشهادات الشهود.

وبينما أوضحت "هيومن رايتس ووتش" أن الصحفيين كانوا على مرأى من معدات المراقبة الإسرائيلية، وهو ما يؤكد أن القوات الإسرائيلية استهدفتهم عمدا، قالت منظمة العفو الدولية إن الهجوم يشكل على الأرجح جريمة حرب.

وبينما أعرب الجيش الإسرائيلي عن أسفه لمقتل عبد الله وتعهد بالتحقيق في الحادث، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن العدد المقلق من الضحايا الصحفيين الناجم عن الممارسات الإسرائيلية منذ هجوم 7 تشرين الأول.

ووفقاً لتقارير متعددة، بلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال هذه الفترة، أثناء أداء واجبهم الرسمي، قرابة 103 صحفيين، بينما أدانت كل من "مراسلون بلا حدود" و"لجنة حماية الصحفيين" الاستهداف المتعمد لبعض العاملين في وسائل الإعلام، كما اتخذت مراسلون بلا حدود خطوات لتقديم طلب للمحكمة الجنائية الدولية للتدخل ردًا على هذه الانتهاكات الصارخة لحرية الصحافة.

حادثة مقتل مراسل رويترز "عصام عبد الله " ليست الوحيدة، كما يتضح من فقدان صحفيين آخرين، ما يؤكد الحاجة الملحة للمساءلة واحترام حرية الصحافة في مناطق النزاع، وفقا للموقع.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة عبد الله

إقرأ أيضاً:

تقرير تحليلي: الفشل الذريع في ليبيا تتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة التي صممت الاتفاق السياسي

ليبيا – تسائل تقرير تحليلي لـ”المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية” عن أسباب إعاقة جهود الاتفاق على مسار جديد لتحقيق الاستقرار في ليبيا وإطالة أمد أزمتها.

التقرير الذي تابعته وترجمت أهم ما ورد فيه من تحليلات صحيفة المرصد أكد رزوح البلاد تحت وطأة 10 سنوات من الجمود الانتخابي والانقسام السياسي الشديد والاصطدام بالطريق مسدود مرجعا فشل محاولات الأمم المتحدة لإنهاء كل هذا لعدم تمكن القوى المتنافسة على الانتخابات والنظام السياسي التعددي.

ووفقا للتقرير تمتد مساحة التحديات الدائمة في ليبيا إلى ما هو أبعد من المأزق السياسي لتشمل فشل الحكم والصعوبات الاقتصادية وانتشار الفساد والمحسوبية وانتشار الميليشيات المسلحة وتسبب التدخل الخارجي في تحويل البلاد إلى مسرح للتنافسات الدولية.

وشدد التقرير على وجوب اتخاذ الأمم المتحدة موقفا أكثر جرأة في ليبيا فالأخير تشكل ليبيا مثالا واضحا على التفكك المستمر للنظام العالمي واصفا الحالة الليبية بالفريدة من نوعها إذ لعبت المنظمة الأممية دورا رئيسيا في تشكيل التكوين السياسي لم يتم بطريقة إيجابية مطلقة.

وبحسب التقرير بينت استقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي الحاجة لتحرك الأمم المتحدة إلى ما هو أبعد من الاتفاقات المؤقتة بين النخب واتخاذ موقف أكثر جرأة في وقت تجعل فيه الحالة المتقلبة للشؤون العالمية التقدم في ليبيا غير مؤكد ما يرجح إفضاء تكرار الأخطاء السابقة بعملية الانتقال لذات النتائج.

واتهم التقرير حلف شمال الأطلسي “ناتو” بالمسؤولية عما وصل إليه حال ليبيا الآن فالتدشق بالمسؤولية عن الحماية قاد لإسقاط نظام العقيد الراحل القذافي موجها في ذات الوقت سهام النقد اللاذعة للبعثة الأممية بمن تعاقب على رئاستها من مبعوثين أممين فالأخيرة قد انحرفت عن مسارها لتوفير بيئة للنخب للمساومة على النفوذ السياسي والاقتصادي.

وأرجع التقرير هذا الفشل الذريع في ليبيا للتدخلات الأجنبية وعيوب متأصلة في تصميم الاتفاق السياسي مسؤولة عنها الأمم المتحدة فالضعف الرئيسي فيه يتمثل في منحه الأولوية لعملية إعادة توحيد سياسية على حساب الإصلاح القانوني والاقتصادي والأمني.

وواصل التقرير هجومه على المبعوثين الأممين المتعاقبين باتهامه لهم بـ البرغاماتية في التعامل مع الأزمة الليبية لوجود دعم خارجي للاعبين الفاعلين في ليبيا ما يحتم على البعثة الأممية التحرك فورا لكسر هذا الجمود الليبي فالمعايير والمؤسسات الدولية تتعرض للتحدي في مختلف أنحاء العالم.

وتابع التقرير إن هذه التحدي لا يعني بقاء الأمم المتحدة في موقع المتفرج مشيرا إلى نجاح أعضاء المجلس الأمن الدولي في الاتفاق على الإطاحة بالعقيد الراحل وفشلهم في الاتفاق على تدابير الحظر لوقف تدفق الأسلحة إلى ليبيا فيما حصارت البعثة الأممية البلاد بشبكة مؤسسية معقدة للغاية.

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو للتحقيق في جريمة اغتيال الصحفيين الغول والريفي
  • مقررون أمميون: قرار العدل الدولية بشأن الأراضي الفلسطينية تاريخي
  • قلق أممي من استهداف إسرائيل مناطق سكنية مكتظة في بيروت
  • دعم أممي عاجل لـ195 ألف لاجئ سوداني في ليبيا
  • تقرير تحليلي: الفشل الذريع في ليبيا تتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة التي صممت الاتفاق السياسي
  • الأمم المتحدة تدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لحماية الأطفال من جريمة الاتجار بالبشر
  • لبنان يقدم شكوى إلى الأمم المتحدة بسبب الغارة الإسرائيلية
  • الأمم المتحدة: اتصالات مع المسؤولين في لبنان من أجل منع نشوب حرب
  • الأمم المتحدة: على دول العالم إعادة النظر في كل العلاقات مع إسرائيل
  • "حريات" يدعو الأمم المتحدة لتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني