بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على عمليات الإبادة الممنهجة التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، زادت الولايات المتحدة من جرعة الحديث عن مفاوضات وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتعالت معها نبرة المساعدات الإنسانية التى يجب تقديمها للسكان، وعلينا أن نصدق أن اليد التى تقدم السلاح لارتكاب تلك المجازر ستقدم لمن تبقى من الضحايا يد الإغاثة!
إن الحديث عن حرب ومفاوضات ووقف إطلاق نار، هو حديث كاذب مضلل مغاير للصورة والواقع الذى يعيشه قطاع غزة، تلك المفردات تريد منا ومن شعوب العالم الرافض لتلك الجرائم أن تقتنع بأن ما يحدث فى غزة حرب وليس إبادة، تريد من تلك الشعوب الحية أن تقتنع بأن تلك المساعدات المزعومة ستسقط حتمًا فى أفواه الجوعى والمرضى، ولن تكون فخاخًا مثلما حدث فى مجزرة «الطحين» فى شارع رشيد! ومن ثم علينا وعلى هذه الشعوب أن تصفق لتلك الإنسانية المفرطة الساعية لوقف الحرب!
إن استخدام مفردات الحرب ليس تبريرًا فقط للمذابح التى ترتكبها النازية الصهيونية أو إضفاء الشرعية على جرائمها، بل إنه تبرير لسياسة دولة ترفض جميع قرارات مجلس الأمن لوقف تلك الجرائم، ومحاولة إقناع واهية وغير شرعية للضمائر الحية بأن الذين يبحثون عن رغيف خبز وسط الركام والدمار يستحقون الإبادة بسبب ما فعلته «حماس» فى السابع من أكتوبر الماضى!
إن استخدام تلك المفردات الحربية يدعم مباشرة دعوة الحاخام الإسرائيلى «إلياهو مالى» بإبادة كل سكان غزة، ويقدم مبررات مضللة لجرائم صهيونية لا مبرر لها، ومحاولة خبيثة لتزييف الوعى وقلب الحقائق وتصوير دعوة هذا الحاخام بقتل كل نفس على قيد الحياة بأنها حق مشروع!
إن الحديث عن مفاوضات وحرب وهدنة هو خروج آمن لإسرائيل دون عقاب بعد تلك الجرائم فى حق أهالى غزة، وإضفاء شرعية لقتل المزيد والمزيد من الأطفال والنساء والشيوخ دون رادع أو مجرد عتاب تلميحًا أو تصريحًا!
إن استخدام تلك المفردات من هؤلاء الساسة يؤكد قناعة تلك الأنظمة بمشروعية المذابح التى ترتكبها إسرائيل، وتؤكد أمام العالم قناعتها الخفية والصريحة بما قاله «ستيوارت سيلدوويتز»، المسئول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس «أوباما»، بأن قتل 4 آلاف طفل فلسطينى «ليس كافياً»! وتؤكد إيمانها بجواب النائب الجمهورى «آندى أوجلز» رداً على مسئولية بلاده عن مقتل الآلاف من الأطفال فى غزة بأنه «يجب قتلهم جميعاً»!
فى النهاية.
الخلاصة: ستبقى غزة بعد أن صارت بقايا جدران تزينها أرواح شهداء قتلوا غدرًا وقهرًا وجوعًا وصمتًا حقيقة شاهدة على بقايا بشر وضمائر ميتة لا تعرف للإنسانية معنى ولا قِبلة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أشرف عزب خمسة أشهر الإبادة الممنهجة الولايات المتحدة وحماية المدنيين
إقرأ أيضاً:
تركيا تتحدى اللوبي الصهيوني
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مشاركته في المعرض الدولي الرابع للمنظمات غير الحكومية بإسطنبول، دعم تركيا لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
وفي كلمته، تطرق أردوغان إلى الأوضاع الصعبة التي يمر بها العالم الإسلامي، متهمًا النظام الدولي بتأجيج الحروب وعدم الاستقرار لتحقيق مصالحه، ووجه انتقادات لاذعة للدول والمنظمات الدولية بسبب تجاهلها الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وقال أردوغان، إن “الإنسانية تمر بفترة يتم فيها استنزاف جميع مؤسساتها تقريبا وأجهزتها وخلاياها”.
وذكر أن “الجهات المتمتعة بامتيازات في النظام الدولي تجر مناطق مختلفة وخاصة بالعالم الإسلامي إلى الحروب ودوامة من عدم الاستقرار من أجل مصالحها الخاصة”.
وأضاف أردوغان، أن “العالم، وخاصة الإسلامي، يمر باختبار صعب وحصار شامل وحلقة نيران لمخططات أعدت بخبث”.
وتابع: “انظروا، في فلسطين، إلى جوارنا مباشرة، يتم قتل المظلومين والأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين بوحشية منذ 14 شهرا”.
وأردف: “آليات الحوكمة العالمية والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام الدولية تتجاهل الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في فلسطين ولبنان والعديد من المناطق الأخرى، ويجري تطبيق تعتيم كامل لصالح إسرائيل لمنع إدراج الفظائع على جدول الأعمال”.
وأوضح أردوغان، أن “الدول المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان تعمل على تأجيج الظلم بدعمها لإسرائيل بدلا من محاولة وقف المذابح والإبادة الجماعية”.
وأفاد أن “دماء الشهداء والجرحى الفلسطينيين لا تلطخ أيادي قاتليهم فحسب بل والذين لا يمنعون وقوع تلك الجرائم أيضا”.
واستطرد الرئيس التركي في سرد حجم الخسائر البشرية والمادية والمعنوية في قطاع غزة على يد الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023.