بوابة الوفد:
2024-12-28@18:02:49 GMT

بقايا جدران.. بقايا بشر

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على عمليات الإبادة الممنهجة التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، زادت الولايات المتحدة من جرعة الحديث عن مفاوضات وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتعالت معها نبرة المساعدات الإنسانية التى يجب تقديمها للسكان، وعلينا أن نصدق أن اليد التى تقدم السلاح لارتكاب تلك المجازر ستقدم لمن تبقى من الضحايا يد الإغاثة!
إن الحديث عن حرب ومفاوضات ووقف إطلاق نار، هو حديث كاذب مضلل مغاير للصورة والواقع الذى يعيشه قطاع غزة، تلك المفردات تريد منا ومن شعوب العالم الرافض لتلك الجرائم أن تقتنع بأن ما يحدث فى غزة حرب وليس إبادة، تريد من تلك الشعوب الحية أن تقتنع بأن تلك المساعدات المزعومة ستسقط حتمًا فى أفواه الجوعى والمرضى، ولن تكون فخاخًا مثلما حدث فى مجزرة «الطحين» فى شارع رشيد! ومن ثم علينا وعلى هذه الشعوب أن تصفق لتلك الإنسانية المفرطة الساعية لوقف الحرب!
إن استخدام مفردات الحرب ليس تبريرًا فقط للمذابح التى ترتكبها النازية الصهيونية أو إضفاء الشرعية على جرائمها، بل إنه تبرير لسياسة دولة ترفض جميع قرارات مجلس الأمن لوقف تلك الجرائم، ومحاولة إقناع واهية وغير شرعية للضمائر الحية بأن الذين يبحثون عن رغيف خبز وسط الركام والدمار يستحقون الإبادة بسبب ما فعلته «حماس» فى السابع من أكتوبر الماضى!
إن استخدام تلك المفردات الحربية يدعم مباشرة دعوة الحاخام الإسرائيلى «إلياهو مالى» بإبادة كل سكان غزة، ويقدم مبررات مضللة لجرائم صهيونية لا مبرر لها، ومحاولة خبيثة لتزييف الوعى وقلب الحقائق وتصوير دعوة هذا الحاخام بقتل كل نفس على قيد الحياة بأنها حق مشروع!
إن الحديث عن مفاوضات وحرب وهدنة هو خروج آمن لإسرائيل دون عقاب بعد تلك الجرائم فى حق أهالى غزة، وإضفاء شرعية لقتل المزيد والمزيد من الأطفال والنساء والشيوخ دون رادع أو مجرد عتاب تلميحًا أو تصريحًا!
إن استخدام تلك المفردات من هؤلاء الساسة يؤكد قناعة تلك الأنظمة بمشروعية المذابح التى ترتكبها إسرائيل، وتؤكد أمام العالم قناعتها الخفية والصريحة بما قاله «ستيوارت سيلدوويتز»، المسئول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس «أوباما»، بأن قتل 4 آلاف طفل فلسطينى «ليس كافياً»! وتؤكد إيمانها بجواب النائب الجمهورى «آندى أوجلز» رداً على مسئولية بلاده عن مقتل الآلاف من الأطفال فى غزة بأنه «يجب قتلهم جميعاً»!
فى النهاية.

. وضعت أحداث غزة وجرائم الإبادة الجماعية التى لا تحتاج شهوداً عليها العالم فى مأزق كبير، شعوب حية ترفض تلك المذابح، وضمائر ميتة لساسة يحاولون إيجاد مبررات واهية لما يرتكبه الكيان المحتل، كل ذلك يحدث وآلة الجرائم الصهيونية لا تتوقف عن التدمير وحصد أرواح الأبرياء.
الخلاصة: ستبقى غزة بعد أن صارت بقايا جدران تزينها أرواح شهداء قتلوا غدرًا وقهرًا وجوعًا وصمتًا حقيقة شاهدة على بقايا بشر وضمائر ميتة لا تعرف للإنسانية معنى ولا قِبلة.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب خمسة أشهر الإبادة الممنهجة الولايات المتحدة وحماية المدنيين

إقرأ أيضاً:

أحمد بن حمدان يؤكد أهمية “المعسكر الدولي للشراع الحديث”

أكد الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان رئيس اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث، أهمية “المعسكر الدولي للشراع الحديث”، الذي ينظمه نادي الحمرية، في التسويق لدولة الإمارات كواجهة للرياضات البحرية.
جاء ذلك خلال زيارته، اليوم، “المعسكر” الذي انطلق يوم 26 ديسمبر الجاري ويستمر حتى 2 يناير المقبل، بمشاركة لاعبين دوليين من الإمارات والسعودية وعمان واليابان وبريطانيا وإسبانيا.
وكان في استقبال الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، سعادة حميد الشامسي، رئيس مجلس إدارة نادي الحمرية، وعدد من المسؤولين.
وتفقد الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، “المعسكر” والتقى المشاركين واللجنة الفنية، كما تفقد مقر تدريب فريق الحمرية للشراع الذي يحتضن المعسكر.


مقالات مشابهة

  • أحمد بن حمدان يؤكد أهمية المعسكر الدولي للشراع الحديث
  • الصين.. علماء حفريات يكتشفون بقايا متحجرة لقطة حجمها لا يتحاوز كف اليد
  • أحمد بن حمدان يؤكد أهمية “المعسكر الدولي للشراع الحديث”
  • للعام الثالث على التوالي.. الخماسي الحديث أفضل اتحاد
  • اعتقال مسؤول أمني بارز في دمشق ضمن حملة لملاحقة "بقايا نظام الأسد"
  • نجم برشلونة يثير القلق داخل جدران القلعة الكتالونية
  • الحديث النبوي: من هم الذين تحرم عليهم النار؟
  • محاكمة علي كوشيب: بارقة أمل لضحايا الإبادة الجماعية في دارفور
  • وكيل أعمال حاج موسى يتفادى الحديث عن مستقبل موكله
  • أردوغان يستقبل جنبلاط في أنقرة.. ما الحديث الذي دار بينهما؟