بوابة الوفد:
2024-09-30@19:02:40 GMT

بقايا جدران.. بقايا بشر

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على عمليات الإبادة الممنهجة التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، زادت الولايات المتحدة من جرعة الحديث عن مفاوضات وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتعالت معها نبرة المساعدات الإنسانية التى يجب تقديمها للسكان، وعلينا أن نصدق أن اليد التى تقدم السلاح لارتكاب تلك المجازر ستقدم لمن تبقى من الضحايا يد الإغاثة!
إن الحديث عن حرب ومفاوضات ووقف إطلاق نار، هو حديث كاذب مضلل مغاير للصورة والواقع الذى يعيشه قطاع غزة، تلك المفردات تريد منا ومن شعوب العالم الرافض لتلك الجرائم أن تقتنع بأن ما يحدث فى غزة حرب وليس إبادة، تريد من تلك الشعوب الحية أن تقتنع بأن تلك المساعدات المزعومة ستسقط حتمًا فى أفواه الجوعى والمرضى، ولن تكون فخاخًا مثلما حدث فى مجزرة «الطحين» فى شارع رشيد! ومن ثم علينا وعلى هذه الشعوب أن تصفق لتلك الإنسانية المفرطة الساعية لوقف الحرب!
إن استخدام مفردات الحرب ليس تبريرًا فقط للمذابح التى ترتكبها النازية الصهيونية أو إضفاء الشرعية على جرائمها، بل إنه تبرير لسياسة دولة ترفض جميع قرارات مجلس الأمن لوقف تلك الجرائم، ومحاولة إقناع واهية وغير شرعية للضمائر الحية بأن الذين يبحثون عن رغيف خبز وسط الركام والدمار يستحقون الإبادة بسبب ما فعلته «حماس» فى السابع من أكتوبر الماضى!
إن استخدام تلك المفردات الحربية يدعم مباشرة دعوة الحاخام الإسرائيلى «إلياهو مالى» بإبادة كل سكان غزة، ويقدم مبررات مضللة لجرائم صهيونية لا مبرر لها، ومحاولة خبيثة لتزييف الوعى وقلب الحقائق وتصوير دعوة هذا الحاخام بقتل كل نفس على قيد الحياة بأنها حق مشروع!
إن الحديث عن مفاوضات وحرب وهدنة هو خروج آمن لإسرائيل دون عقاب بعد تلك الجرائم فى حق أهالى غزة، وإضفاء شرعية لقتل المزيد والمزيد من الأطفال والنساء والشيوخ دون رادع أو مجرد عتاب تلميحًا أو تصريحًا!
إن استخدام تلك المفردات من هؤلاء الساسة يؤكد قناعة تلك الأنظمة بمشروعية المذابح التى ترتكبها إسرائيل، وتؤكد أمام العالم قناعتها الخفية والصريحة بما قاله «ستيوارت سيلدوويتز»، المسئول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس «أوباما»، بأن قتل 4 آلاف طفل فلسطينى «ليس كافياً»! وتؤكد إيمانها بجواب النائب الجمهورى «آندى أوجلز» رداً على مسئولية بلاده عن مقتل الآلاف من الأطفال فى غزة بأنه «يجب قتلهم جميعاً»!
فى النهاية.

. وضعت أحداث غزة وجرائم الإبادة الجماعية التى لا تحتاج شهوداً عليها العالم فى مأزق كبير، شعوب حية ترفض تلك المذابح، وضمائر ميتة لساسة يحاولون إيجاد مبررات واهية لما يرتكبه الكيان المحتل، كل ذلك يحدث وآلة الجرائم الصهيونية لا تتوقف عن التدمير وحصد أرواح الأبرياء.
الخلاصة: ستبقى غزة بعد أن صارت بقايا جدران تزينها أرواح شهداء قتلوا غدرًا وقهرًا وجوعًا وصمتًا حقيقة شاهدة على بقايا بشر وضمائر ميتة لا تعرف للإنسانية معنى ولا قِبلة.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب خمسة أشهر الإبادة الممنهجة الولايات المتحدة وحماية المدنيين

إقرأ أيضاً:

رأس نصر الله "جائزة" لإسرائيل..من المبكر الحديث عن تحييد الحزب

أكد حزب الله، السبت، مقتل زعيمه حسن نصر الله في غارة إسرائلية على بيروت يوم الجمعة.

وحسب شبكة "سي.إن.إن" تشكل لحظة مقتل نصرالله علامة فارقة ومهمة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، ولكن العواقب طويلة الأجل غير مؤكدة. ويثير هذا سؤالاً رئيسياً: هل تؤدي "ضربات قطع  رأس الإفعى" التي تقتل زعماء الميليشيات أو الجماعات الإرهابية إلى شل حركتهم؟ والإجابة المختصرة، هي لا.

Killing of Nasrallah is a key prize for Israel, but it’s too early to write off Hezbollahhttps://t.co/s4qTq826jo

— MSN (@MSN) September 29, 2024 نجاح مؤقت

وتذكر الشبكة الأمريكية أن على إسرائيل أن تتعلم من تاريخها، أن مثل هذه الضربات لا تنجح دائماً في شل حركة جماعة مسلحة. ففي 2008، قتلت إسرائيل القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، في دمشق لكن الجماعة لم تكتسب قوتها إلا بعد اغتياله بسنوات.

ومنذ 4 سنوات، قتلت إسرائيل مؤسس حماس أحمد ياسين، في غارة جوية. ومع ذلك، لم تنهار الجماعة، وبعد ما يقرب من عقدين، نفذت هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي في يوم واحد.

وفي الآونة الأخيرة، في يوليو(تموز) قالت إسرائيل إنها قتلت أحد العقول المدبرة لهجمات 7 أكتوبر(تشرين الأول) محمد ضيف، وهو قائد عسكري رئيسي في حماس، ومع ذلك تواصل الجماعة المسلحة القتال في غزة.

وللولايات المتحدة تاريخ في اغتيال زعماء الميليشيات والإرهاب على أمل أن يؤدي ذلك إلى شل حركة أعدائها. ففي 2006 قتلت زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، في غارة جوية أمريكية، واعتبرته إنجازاً كبيراً لأن تنظيم القاعدة في العراق كان يساهم بشكل كبير في الحرب الأهلية التي كانت تمزق البلاد آنذاك.

ومع ذلك، بعد 8 سنوات، تحول التنظيم في العراق في نهاية المطاف إلى داعش الإرهابي، الذي استولى على أراض بحجم البرتغال وسيطر على 8 ملايين نسمة في العراق وسوريا. كما نفذ داعش هجمات إرهابية مدمرة في الغرب، من أبرزها هجمات باريس في 2015 التي أسفرت عن  130 قتيلاً.

بعد التصعيد في لبنان واغتيال نصر الله.. ما مستقبل الحرب في غزة؟ - موقع 24وسط تصعيد غير مسبوق تقوم به إسرائيل تجاه لبنان، عبر انفجارات طالت الآلاف، واغتيالات لقيادات حزب الله كان آخرها مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله، تقف مساعي التوصل إلى هدنة في قطاع غزة أمام تحديات عديدة. حرب برية

لم ينتهى تنظيم داعش بضربة لقيادته بل بحملة برية ضده من 2014 إلى 2019 شنتها القوات العراقية وقوات كردية سورية مدعومة بآلاف الجنود الأمريكيين، وقوة جوية أمريكية كبيرة. ودمرت قاعدة داعش، ثاني أكبر مدينة في العراق الموصل، إلى حد كبير خلال هذه الحرب.

في مايو(أيار) 2016 أذن الرئيس باراك أوباما بشن غارة بطائرة دون طيار في باكستان أسفرت عن مقتل زعيم طالبان، الملا أختر محمد منصور. ومع ذلك، تسيطر طالبان اليوم على كل أفغانستان.

وأمر الرئيس دونالد ترامب بشن غارة في بغداد أوائل يناير(كانون الثاني) 2020 أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والذي كان أمراً حاسماً في علاقات إيران مع قواتها في المنطقة مثل حزب الله وحماس وميليشيا الحوثي في اليمن والميليشيات المسلحة في العراق.

بعد مقتل سليماني، قال ترامب: "كان سليماني يخطط لهجمات وشيكة وشريرة على الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين، لكننا ضبطناه متلبساً وقضينا عليه".

ومع ذلك، لم يكن لوفاته تأثير دائم على القوة الإقليمية وطموحات إيران، وواصل حزب الله وحماس والحوثيون في اليمن هجماتهم على أهداف إسرائيلية، وواصلت الميليشيات في العراق هجماتها على أهداف أمريكية في البلاد.

تعطيل جماعة إرهابية

وذكر تحليل "سي.إن.إن" أن ما يمكن أن يشل جماعة إرهابية هو حملة مستمرة للقضاء على أكبر عدد ممكن من قادتها ومديريها المتوسطين. مستشهدة بحملة طائرات دون طيار لوكالة المخابرات المركزية والتي تكثفت في 2008 في المناطق القبلية الباكستانية المتاخمة لأفغانستان والتي أسفرت عن تحييد العديد من قادة القاعدة هناك.

وأشارت إلى أن الوثائق التي استعادها جنود البحرية الأمريكية الذين قتلوا أسامة بن لادن  في باكستان في 2011 تظهر أن زعيم القاعدة كان يكتب بانتظام إلى أتباعه في المناطق القبلية في البلاد، ويحثهم على تجنب التحرك إلا في الأيام الملبدة بالغيوم عندما تكون الطائرات دون طيار أقل فعالية. ونتيجة لذلك، كان بن لادن يخطط لسحب أتباعه من المنطقة القبلية وإعادة توطينهم في أجزاء أخرى من باكستان.

لم تكن لخليفة بن لادن، أيمن الظواهري، الكاريزما أو المهارات التنظيمية اللازمة لإحياء القاعدة بعد مقتل بن لادن، كما قُتل الظواهري بغارة لطائرة دون طيار أمريكية في أفغانستان منذ عامين واليوم تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك نحو 400 عضو من تنظيم القاعدة  في أفغانستان.

إذا كان تنظيم القاعدة يشكل جماعة إرهابية صغيرة نسبياً، فإن حزب الله موجود منذ 4 عقود ويحظى بدعم إيران، التي تعد لاعباً رئيسياً في المنطقة، ولديه جيش من نحو 30 ألف مقاتل مسلحين بترسانة هائلة، بما فيها نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة وفيما يعد مقتل نصر الله جائزة رئيسية لإسرائيل إلا أن الحديث عن تحييد الحزب في الوقت الراهن، يبدو بعيد المنال.

مقالات مشابهة

  • فضيتان لـ «الحمرية» في الشراع الحديث
  • «الثقافة» تصدر كتاب «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» بهيئة الكتاب
  • الثقافة تصدر «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» بهيئة الكتاب
  • الإبداع العربي| «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» إصدار جديد بهيئة الكتاب
  • الجبهة الشعبية: العدوان الصهيوني على الحديدة محاولات فاشلة وامتداد لجرائم الإبادة في غزة ولبنان
  • بقايا شجرة عمرها 184 مليون سنة
  • رأس نصر الله "جائزة" لإسرائيل..من المبكر الحديث عن تحييد الحزب
  • بقايا حيوانات عمرها 11 ألف عام
  • سياسيون ينعون نصرالله: رحل رمز المقاومة في العصر الحديث
  • روسيا.. اكتشاف بقايا شجرة شبه استوائية عمرها 184 مليون سنة