رغم أنه من أغلى المناطق الأمريكية بشكل عام سواء من ناحية المعيشة وأسعار الفنادق والمطاعم أو الشوبنج إلا أنه من أقرب المناطق إلى قلبى. ليس هذا لأننى أقيم فيه مثلا، ولا حتى أجرؤ على الحلم بالإقامة فيه، ولا طبعا أتسوق منه لا سمح الله، حيث إن الأسعار فيه ليست فلكية ولكنها فاقت الفلك والنجوم وتجاوزت كل حدود الممكن، احب هذا المكان فقط لكن لأنه يكتظ يوميا بعدد كبير من الأشقاء العرب، أو قل الأثرياء العرب إن شئت الدقة.
ولعلك تسأل نفسك أو ربما تسألنى فى سرك: وما علاقتك أنت أيها الصعلوك بالأثرياء العرب؟! طبعا من حقك تسأل، وهو سؤال وجيه جدا، ولن أفعل مثلما يفعل مدعو الديمقراطية عندما يقولون: من حقك تسأل ومن حقى الامتناع عن الإجابة، لا لا أنا لست منهم. الإجابة بكل بساطة هى أننى بعد مرور أقل من أسبوعين على سفرى خارج مصر أشعر بحنين جارف للغة العربية، وأفتقدها، وأخشى على أذنى من اعتياد الاغتراب، فأبحث عن أى مكان قد تترامى إلى اذنى فيه ولو بعض الكلمات العربية.
عندما كنت فى أمريكا مؤخرا وبعد أيام قليلة من وصولى هناك داهمنى حنين للغة العربية, فذهبت منذ أيام إلى (تايسونز كورنر) ولعله من الأماكن القليلة فى الولايات المتحدة الأمريكية الذى تستطيع أن تلقى فيه السلام باللغة العربية وتكون على ثقة أنك ستستمع للرد بنفس اللغة. كأنك فى مول العرب مثلا أو سيتى ستارز أو كايرو فيستيفال. توقع عادى هنا أن تستمع إلى اثنين يحكيان باللهجة الخليجية المحببة التى يغلب عليها طابع اللغة العربية الفصحى، أو أب وأم يعانيان مع أطفالهما الصغار الذين لا يطيعون الأمر بسهولة، عكس الأطفال الأمريكيين فى نفس السن حيث تكفى نظرة من الأب أو الأم ليعود الصغير إلى رشده ويكف عن المناكفة مع أخيه أو أخته.
عذرا، الكلام أخذنى ونسيت أن أقول لك إن حى (تايسونز كورنر) المتميز يقع فى مقاطعة «فيرفاكس» بولاية فيرجينيا المتاخمة لواشنطن دى سى من جهة (يبعد ٢٠ كيلو تقريبا من واشنطن) ولولاية ماريلاند من جهة أخرى حيث يطلق على الولايات الثلاثة واشنطن العظمى وهو ما يعادل عندنا القاهرة الكبرى، أى الجيزة والقاهرة والقليوبية! وحتى لا تتسرع مثلى وتظن أن «تايسونز كورنر» مسماة بهذا الاسم مثلا لسكن الملاكم الأمريكى الشهير تايسون بها أؤكد لك أن الاسم يعود إلى شخص يدعى وليام تايسون، قام بعد انتهاء الحروب الأهلية بشراء قطعة أرض كبيرة ليقيم فيها مجموعة من المتاجر الصغيرة قام بتأجيرها واختص نفسه بركن صغير أطلق عليه تايسونز كورنر، ليبيع فيه التفاح وعصير التفاح. وفى عام ١٩٦٣ حدث تطور رهيب عندما دخلت منطقة تايسونز ضمن التخطيط الحضرى الجديد يعنى بالبلدى البلية لعبت مع الحاج تايسون ودخلت أرضه كردون المبانى وتحولت من مفترق طريق ريفى إلى منطقة حضرية تجارية عملاقة.
ومع هجرة كبرى الشركات العملاقة إلى ولاية فيرجينيا وجدت تلك الشركات ضالتها المنشودة فى إقامة مكاتب لها بتايسونز كورنر للاستفادة من قربها من العاصمة الأمريكية.
ليس غريبا طبعا أن يكون عدد السائحين الذين يفدون إلى تايسونز كورنر يوميا ربما يفوق عدد السائحين سنويا لدول بأكملها. فنادق الحى من أربعة إلى سبعة نجوم وهى محجوزة قبلها بشهور وربما بسنوات، أما زوار المولات التجارية الموجودة فى تايسونز كورنر فالأقلية منهم هم من يتبضعون من المكان وهم غالبا الأثرياء من أشقاء الخليج، أما الأغلبية منهم بمن فيهم الأمريكان أنفسهم فهم مثلى زوار «كحيتى» تخصص فرجة فقط، وهذا سبب آخر يجعلنى أحب وبشدة «تايسونز كورنر»!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هشام مبارك المناطق الأمريكية أقرب المناطق الأثرياء العرب
إقرأ أيضاً:
اتشتمت السنة اللى فاتت.. رانيا يوسف تسأل: هل مي عمر تتعرض لنفس المصير؟
كشفت الفنانة رانيا يوسف عن نيتها متابعة مسلسل "إش إش" لمي عمر، حيث ستظهر الأخيرة في دور راقصة، وهو الدور نفسه الذي تقدمه رانيا في مسلسل "جريمة منتصف الليل".
ومازحت رانيا يوسف في لقاء مع "et بالعربي" قائلة: "هتفرج على المنافسة بتاعتي مي عمر، بما أني اتشتمت السنة اللي فاتت عشان قدمت دور راقصة في رمضان، عايزة أشوف إذا كانت هي كمان هتتعرض لنفس الانتقادات ولا أنا بس".
وأضافت رانيا يوسف: أنها تعرضت لانتقادات قاسية عندما تم الإعلان عن دورها، متسائلة عن مصير مي عمر في نفس الدور هذا العام.
من ناحية أخرى تشارك الفنانة رانيا يوسف في مسلسل "أهل الخطايا"، حيث تجسد شخصية "وردة"، وهي امرأة تؤمن بالسحر والشعوذة وقراءة الفنجان، كما ظهر في أولى حلقات العمل المعروض على قناة "النهار" يوميًا في تمام الساعة الثامنة مساءً.
وخلال لقاء لها عبر قناة "النهار"، كشفت رانيا يوسف عن ملامح شخصية "وردة"، وتفاصيل دورها، وأصعب المشاهد التي واجهتها في أحداث المسلسل.
وقالت رانيا يوسف: "أجسد دور (وردة)، وهي امرأة تؤمن بالخرافات وتسعى وراء مصلحتها الشخصية بكل الطرق، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين، وكل همّها هو مستقبل ابنتها التي لم تتزوج بعد".
وأضافت: "شخصيتي في الحقيقة مختلفة تمامًا عن (وردة)، فهي شخصية قوية وجبارة، تبرر لنفسها أي تجاوزات مهما بلغت خطورتها، حتى أنها تصل إلى المشاركة في جريمة كبرى".
كما أشارت رانيا يوسف إلى أن أصعب مشاهدها في المسلسل كان مشهد جريمة قتل تحدث أمامها، واصفة المشهد بأنه "خالٍ من الرحمة والإنسانية تمامًا".
وأكدت أن قبولها لدور "وردة" جاء بسبب كونه دورًا جديدًا ومختلفًا بالنسبة لها، مليئًا بالتشويق والإثارة، موضحة أنها صممت إطلالة خاصة تتماشى مع طبيعة الشخصية، ولم تشعر بالرهبة من أداء هذا الدور، خصوصًا أنها سبق وقدمت أدوارًا خارج الصندوق، مثل دورها في مسلسل "السبع وصايا".