استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع القادة الأوروبيين بالترحيب بضيوف مصر، أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية ألكسندر دي كروو، ورئيس وزراء مملكة بلجيكا، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، ونيكوس خريستو دوليدس، رئيس جمهورية قبرص، كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء الجمهورية اليونانية، كارل نيهامر، مستشار النمسا جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية.

وأضاف: «اسمحوا لي في البداية أن أُرحب بكم ضيوفاً أعزاء على مصر، حيث تأتي زيارتكم للقاهرة اليوم وسط زخم مكثف تشهده العلاقات المصرية الأوروبية سواء مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي أو دوله الأعضاء».

وتابع: «لقد مثلت زيارتكم اليوم، محطة شديدة الأهمية، في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، إذ نجحنا معا، في تحقيق نقلة نوعية في شراكتنا، حيث قمتُ منذ قليل، بالتوقيع مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على وثيقة إعلان سياسي مُشترك، لإطلاق مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة، بهدف الارتقاء بمستوى التعاون، من أجل تحقيق المصلحة المُشتركة».

واستطرد: «السيدات والسادة، لقد اقترن مسار ترفيع العلاقات، بين مصر والاتحاد الأوروبي، بحزمة مالية لدعم الاقتصاد المصري، وتتكون هذه الحزمة، التي تبلغ نحو 7,4 مليار يورو، من ثلاثة مكونات رئيسية، تتمثل في التمويل المُيسر، وضمانات الاستثمار، والدعم الفني لتنفيذ مشروعات التعاون الثنائي».

وتابع: «اتفقنا أيضاً مع السيدة رئيسة المفوضية الأوروبية، على عقد مؤتمر للاستثمار، بين مصر والاتحاد الأوروبي، خلال النصف الثاني من العام الجاري، للتعريف بالفرص والإمكانيات الاستثمارية في مصر، وبما يسهم في تعزيز انخراط الشركات الأوروبية، في السوق المصرية».

وأوضح: «كما شهدت مباحثاتنا اليوم، تركيزاً خاصاً على تعزيز التعاون في مجال الطاقة، سواء فيما يتعلق بمجال الغاز الطبيعي، أو الربط الكهربائي، حيث اتفقنا على التعاون، في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، كمصدر للطاقة النظيفة، وأكدنا مواصلة التعاون القائم، في إطار منتدى غاز شرق المتوسط، لما يساهم به في تحقيق أمن الطاقة، على المستويين الإقليمي والدولي».

وأشار: «السيدات والسادة، لقد تناولت المباحثات أهمية الاستمرار في مواجهة التحديات المُشتركة، وفي مقدمتها الهجرة غير الشرعية، حيث أكدنا التزامنا بمكافحة هذه الظاهرة، في إطار التعاون القائم، مع تضمين البُعد التنموي في معالجتها، إضافة إلى تعزيز مسارات الهجرة النظامية».

واستطرد: «واتفقنا على ضرورة دعم جهود مصر، التي نجحت في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية، منذ عام 2016، فضلاً عن استضافة 9 ملايين أجنبي في مصر، يتمتعون بالخدمات الاجتماعية والصحية، أسوة بالمواطنين المصريين».

وأوضح: «الحضور الكريم، لقد حظيت الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، باهتمام كبير في محادثاتنا اليوم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحرب في غزة، حيث أكدتُ حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية، ودعوت في هذا الإطار القادة الأوروبيين، لبذل المزيد من الجهد لوقف إطلاق النار، بشكل فوري وغير مشروط، فضلاً عن زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية، التي يعيشها الفلسطينيون».

وأكد الرئيس: «اتفقنا والقادة الأوروبيون على رفض شن إسرائيل عملية عسكرية في رفح؛ بما سيضاعف من الكارثة الإنسانية التي يُعاني منها المدنيون بالقطاع، فضلاً عن آثار تلك العملية، على تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلاً، وتؤكد مصر مجدداً، رفضها الكامل لأي محاولات من قبل إسرائيل، لتهجير الشعب الفلسطيني قسرياً، من أرضه المحتلة منذ عام 1967، بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية». 

وتابع: «لقد استعرضتُ باستفاضة، الجهود المصرية الرامية لحل الأزمة، مع تأكيد أهمية التعامل مع القضية الفلسطينية، بمنظور شامل ومُتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المُستقلة، على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

وفي ختام كلمته قال: «أُود أن اختتم كلمتي، بتأكيد ضرورة توحيد رسالتنا للمجتمع الدولي، لإبراز أن مُعاناة الشعب الفلسطيني، في كامل الأرض الفلسطينية المُحتلة، على مدار العقود الماضية، لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والعمل على تنفيذ حل الدولتين، وفقاً للمرجعيات الدولية، وأن التسويف في حل تلك القضية، يُعرّض المنطقة، والعالم بأسره، لعدم الاستقرار».

«السيدات والسادة القادة الأوروبيون، أرحب بكم مجدداً ضيوفاً على مصر .. وأشكركم على مباحثاتنا المثمرة اليوم .. وأتطلع إلى مواصلة الحوار البناء .. والتنسيق المستمر بيننا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرئيس السيسي السيسي العلاقات المصرية الاتحاد الأوروبي بین مصر والاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

اليوم.. 60 دولة ومنظمة تجتمع في مسقط ضمن أعمال "مؤتمر المحيط الهندي"

لقاءات مرتقبة بين وزير الخارجية ونظرائه من المشاركين في المؤتمر

اللقاءات تناقش سبل تعزيز التعاون البحري بين عُمان والدول المُطلة على المحيط الهندي

 

 

مسقط- العُمانية

 

تستضيفُ سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الخارجية، اليوم الأحد، أعمال النسخة الثامنة من مؤتمر المحيط الهندي (IOC) تحت شعار "رحلة نحو آفاق جديدة من الشراكة البحرية" ويستمر يومين.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون في مختلف الجوانب الاقتصادية والأمنية بين الدول المطلّة على المحيط الهندي، بالإضافة للدول التي لديها مصالح في هذا المحيط.

ويسعى المؤتمر إلى إطلاع الدول والمشاركين على المقوّمات التي تتمتع بها سلطنة عُمان في مختلف الجوانب ومنها البنية الأساسية والموانئ التي تعزز من كون سلطنة عُمان وجهة استثمارية جاذبة.

وتناقش النسخة الثامنة من المؤتمر سبل تعزيز الشراكات البحرية، وتحسين الروابط التجارية، ودعم التنمية المستدامة والقضايا المتعلقة بالأمن البحري، وضمان حرية الملاحة، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز أمن الموانئ والحوكمة.

وتأتي استضافة سلطنة عُمان للمؤتمر بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الذي يمثلون 60 دولة ومنظمة دوليّة من الدول المطلة على المحيط الهندي، انعكاسًا بالاهتمام بتعزيز الأمن البحري في المحيط الهندي ودعمًا للتجارة المستدامة وتطوير آليات التعاون بين الدول وتعزيز المصالح الاقتصادية واستدامة موارد المحيط وتجويد إمكانات النقل والأمن البحري.

ويعد المؤتمر مؤشرًا على العلاقة الاستراتيجية والمتميزة التي تجمع سلطنة عُمان بجمهورية الهند والمبادرات التي تسهم في تعزيز هذه العلاقات.

ومن المؤمل أن تشهد أعمال المؤتمر عقد لقاءات ثنائية بين معالي السيد وزير الخارجية ونظرائه من المشاركين في المؤتمر، تناقش سبل تعزيز التعاون في المجالات البحرية بين سلطنة عُمان والدول المطلة على المحيط الهندي.

ومن المقرر أن يطرح وزراء خارجية 27 دولة خلال المؤتمر رؤى دولهم حول التحديات الأمنية المشتركة وسبل تعزيز الشراكات البحرية، وذلك من أجل تحقيق الهدف الرئيس من المؤتمر وهو إيجاد شراكات وتنمية التعاون بين مختلف الدول والمنظمات المشاركة.

ويُعد مؤتمر المحيط الهندي (IOC) منصة ومنتدى دوليًّا بارزًا، انطلقت نسخته الأولى عام 2016، ليصبح ساحة رئيسة لتعزيز التعاون بين دول المحيط الهندي والقوى العالمية ذات المصالح الاستراتيجية في المنطقة، وقد قامت دول مثل سلطنة عُمان والهند وسريلانكا وأستراليا وسنغافورة بأدوار محورية في فعالياته.

 وتضم الدول المطلة على المحيط الهندي ما يقارب 3 مليارات نسمة، كما إن 70 بالمائة من التجارة البحرية العالمية تمر عبر هذا المحيط.

مقالات مشابهة

  • بحضور الرئيس السيسي.. «300» شخصية من 17 شركة دولية يناقشون أمن الطاقة والاستدامة والتحول بـ«إيجبس 2025»
  • خلال استقباله ولي عهد الأردن.. السيسي يؤكد حرص مصر على تعزيز العلاقات في كل المجالات
  • نشاط مكثف للرئيس السيسي في النصف الأول من فبراير
  • اليوم.. 60 دولة ومنظمة تجتمع في مسقط ضمن أعمال "مؤتمر المحيط الهندي"
  • انعقاد المؤتمر الصحفي عقب ختام الجولة الرابعة من سباق جدة إي بري 2025م
  • خلال المؤتمر الصحفي عقب ختام الجولة الرابعة | رولاند: سعيد بفوزي بلقب سباق جدة فورمولا إي بري
  • اجتماع عاجل لقادة الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا
  • من السد العالي.. تعليم النواب تبعث برسالة تأييد للرئيس السيسي برفض تهجير الفلسطينين
  • انعقاد المؤتمر الصحفي عقب الجولة الثالثة من منافسات سباق الفورمولا إي “جدة”
  • ‏المشاط تلقى الكلمة الافتتاحية في الورشة التدريبية لبرنامج التعاون الإقليمي لحوض المتوسط