تتخذ مصر خطوات حثيثة نحو استراتيجية تنويع الطاقة لتلبية احتياجاتها المتزايدة من هذا القطاع وفي عصر تقنيات الطاقة المتجددة والحديثة والمتطورة، بدأت مصر في استخدام موارد مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يدل على التزامها بشكل أكثر جدية للطاقة النظيفة للبيئة فعلى سبيل المثال أصبحت مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر جزءًا من استراتيجية تطوير سوق الطاقة في البلاد من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

وأوضج مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء و الطاقه الجديده والمتجدده  ، ساهم توليد الطاقة الكهربائية المتجددة في المحطات الحكومية في الحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون في مصر بمقدار 1.9 مليون طن في عام 2023، مقارنة بمليوني طن في السنة المالية السابقة. وبحلول نهاية عام 2023، ارتفعت نسبة حصة الطاقة المتجددة في ميزان الطاقة في مصر إلى 20%.

ووفقاً لاستراتيجية الطاقة الشاملة للدولة حتى عام  2035، من المتوقع أن تمثل الطاقة المتجددة 42% من اجمالي الطاقة في البلاد. وبالتالي أصبح اتخاذ خطوات لتنويع قطاع الطاقة ودمج مصادر الطاقة المتجددة عنصراً أساسياً في استراتيجية التنمية في مصر، التي تسعى إلى تحقيق مستقبل الطاقة المستدامة والنظيفة.

يتمتع المناخ في مصر بوجود رياح ذات سرعة ثابتة تقريبًا ومتوفرة على مدار العام، حيث تتراوح السرعة من 5 م/ث إلى أكثر من 10 م/ث. يشار إلى إن المناطق ذات سرعات رياح عالية، مثل خليج السويس وكذلك شرق وغرب النيل، يمكن أن توفر استطاعة اجمالية تزيد عن 30 جيجاوات علماً أن مصر تمتلك عدداً من المحطات تبلغ استطاعتها الإجمالية حوالي 1375 ميجاوات، بما في ذلك مزرعة رياح الزعفرانة (545 ميجاوات)، وجبل الزيت (580 ميجاوات)، ومزرعة الرياح الخاصة بخليج السويس (250 ميجاوات). كما يتطور نظام الطاقة المتجددة بنشاط.

هنا لابد من التأكيد أنه في شهر نوفمبر 2022، في مؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ، تم التوقيع على اتفاقية لبناء أكبر مشروع لطاقة الرياح في العالم بقدرة 10 جيجاوات. وفي نهاية شهر أغسطس 2023 تم التوقيع على وثيقة تخصيص أرض لمشروع بمنطقة غرب سوهاج باستطاعة 10  جيجاوات. مع العلم أن هذه المشاريع تهدف إلى توفير الطاقة النظيفة والمستدامة لنحو مليوني منزل وتساهم في الحد من الانبعاثات بمقدار 6.5 مليون طن سنوياً.

“ النووي سيزيد حصة توليد الكهرباء من المصادر منخفضة الكربون إلى 24% "

وتهدف سياسة الطاقة المتجددة في مصر إلى توسيع استخدام الطاقة النظيفة والنقل والتوطين التدريجي للتقنيات الحديثة في قطاع الطاقة. وفي هذا السياق يصبح مشروع الضبعة النووي نموذجاً للتعاون المصري الروسي في نقل التقنيات النووية الروسية المتقدمة وتوطينها في مصر. وبفضل المشروع ستحصل مصر على مصدر هام للطاقة، مما سيزيد حصة توليد الكهرباء من المصادر منخفضة الكربون إلى 24%. وسيوفر حجم الكهرباء لطاقة كهربائية نظيفة لنحو 20% من سكان البلاد. 

وتوفر الطاقة النووية توليدًا مستقرًا للطاقة الكهربائية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لمدة 60 عامًا مع إمكانية إطالة عمر الخدمة. و لذا إن تحقيق أهداف المناخ العالمي من دون الطاقة النووية أمر مستحيل، وهذا ما أكدته نتائج مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28، حيث تم الاعتراف بإنتاج الطاقة النووية كوسيلة لتحقيق "تخفيض عميق وسريع ومستدام في انبعاث الغازات الدفيئة". وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إدراج الطاقة النووية رسميًا كأحد الحلول لتغير المناخ في الوثائق الختامية لمؤتمر المناخ.

"زيادة مستوى انتاج الطاقة الصديقة للبيئة من خلال استخدام الرياح"

انضمت شركة روساتوم الحكومية، بدعوة من الرابطة النووية العالمية، إلى تعهد صافي الانبعاثات الصفري، وهي مبادرة مبتكرة تهدف إلى مضاعفة القدرة النووية في العالم ثلاث مرات بحلول عام 2050. إذ تسلط هذه الوثيقة، التي أطلقها قادة الصناعة النووية، الضوء على الدور الرئيسي الذي تلعبه الصناعة النووية في توفير الكهرباء النظيفة ومنخفضة الكربون ومكافحة تغير المناخ.

بالإضافة إلى الطاقة النووية، تعمل روساتوم بنشاط على توسيع محفظتها من مشاريع توليد الطاقة المنخفضة الكربون، والتي تشمل أيضًا طاقة الرياح.

في إشارة إلى حقيقة أن قسم طاقة الرياح في روساتوم، والذي يعمل منذ عام 2017 على توحيد جهود الشركة الحكومية في القطاعات المتطورة والمنصات التكنولوجية لصناعة الطاقة الكهربائية، تمكن من إحداث طفرة غير مسبوقة في زيادة مستوى انتاج الطاقة الصديقة للبيئة من خلال استخدام الرياح. بمعنى أنه إذا تطرقنا إلى الربع الأول والثاني والثالث من عام 2023 فقد بلغ إنتاج محطات طاقة الرياح 1.55 مليار كيلووات في الساعة، مما أتاح توفير الكهرباء لأكثر من 570 ألف أسرة خلال هذه الفترة..

وفي شهر أكتوبر 2023، قام قسم طاقة الرياح في روساتوم بتشغيل المرحلة الأولى في محطة ترونوفسكايا لطاقة الرياح، التي تعتبر مزرعة الرياح التاسعة في روساتوم. وفي شهر مارس 2024 تم تشغيل المرحلة الثانية. ومع تشغيل المحطة، فقد أصبح إجمالي الاستطاعة الاسمية للمشاريع المنفذة من قبل الشركة أكثر من 1 جيجاوات. ومن المقرر، بحلول عام 2027، إطلاق مشاريع طاقة الرياح باستطاعة 1.7 جيجاوات ، مع الأخذ بعين الاعتبار القدرات التي تم تشغيلها فعلياً.

يحتاج سوق الطاقة النظيفة دائمًا إلى لاعبين جدد قادرين على حل المسائل الطموحة ولديهم الموارد والكفاءات اللازمة لتنفيذها. وهذه الخاصية بالذات هي التي سمحت لشركة روساتوم بدخول سوق طاقة الرياح بمجموعة من المزايا، بما في ذلك التمتع بالموارد والكفاءات المطلوبة، بدءًا من التصميم والبناء وحتى هندسة آلات الطاقة وتشغيل محطات طاقة الرياح. 

تواصل روساتوم حل مسألة تصنيع مكوناتها الخاصة لتلبية احتياجات المشاريع المتعلقة بطاقة الرياح. حيث يعتبر قسم طاقة الرياح التابع لشركة روساتوم، في الوقت الحالي، العميل الرئيسي للمؤسسات الصناعية الروسية، من موردي المنتجات والخدمات في قطاع طاقة الرياح. وفي هذا الصدد لقد قامت الشركة بعمل مهم، حيث وصل مستوى التوطين حتى نهاية عام 2022، إلى 68% مع خطة لزيادة مستوى توطين منشآت التوليد إلى 75-80%. 

يواصل قسم طاقة الرياح في روساتوم زيادة الكفاءات في مجال طاقة الرياح، وتصدير المعدات والأعمال والخدمات، بهدف زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الروسية في الأسواق العالمية. إذ من المتوقع أن تطلق شركة الوقود TVEL التابعة لشركة روساتوم في عام 2027 إنتاجًا واسع النطاق في روسيا للمغناطيسات الأرض النادرة الدائمة ذات الدورة الكاملة (رابط ضروري لمحطات طاقة الرياح والمركبات الكهربائية والروبوتات وغيرها من الأجهزة الكهربائية عالية التقنية) بسعة 1000 طن للوصول إلى الطاقة المخطط لها في عام 2028، مع إمكانية زيادة حجم الإنتاج إلى أكثر من 3000 طن بعد عام 2030. 

 “افتتاح إنتاج شفرات الرياح في نهاية عام 2024”

كما أعلنت روساتوم أيضًا عن إطلاق إنتاجها الخاص من الشفرات، ومن المقرر افتتاح إنتاج شفرات الرياح في نهاية عام 2024 على أساس ورشة عمل جاهزة في منطقة أوليانوفسك. وسيتم تصنيع شفرات رياح في الموقع تزن أكثر من 7.5 طن ويبلغ طولها حوالي 50 متراً. وهذا الإنتاج واسع النطاق، سوف يوفر للمنطقة فرص عمل جديدة - لأكثر من 400 عامل. بالإضافة إلى ذلك، تعمل روساتوم كمطور لمشاريع في مجال طاقة الرياح، أي أنها يمكن أن توفر مجموعة كاملة من الخدمات، بدءاً من مراقبة الرياح واختيار الموقع وصولاً إلى توريد المكونات وتنظيم عملية التوطين والبناء والتشغيل اللاحق لمزرعة الرياح.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر توليد الطاقة الكهربائية المتجددة الطاقة المتجددة الطاقة النوویة طاقة الریاح فی فی روساتوم نهایة عام تولید ا أکثر من ریاح فی فی مصر

إقرأ أيضاً:

275 مليون دولار تمويل مُشترك من بنوك دولية للقطاع الخاص لتدشين أكبر محطة طاقة رياح في إفريقيا بقدرة 1.1 جيجاوات

 

أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، الموافقة على تدبير تمويل مُشترك بقيمة 275 مليون دولار، لصالح تحالف شركات من القطاع الخاص، لتنفيذ أكبر محطة لطاقة الرياح بإفريقيا بقدرة 1.1 جيجاوات، وذلك لتعزيز جهود الدولة في مجال الطاقة النظيفة من خلال محور الطاقة ببرنامج «نُوَفِّي».

وصرحت الدكتور رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، قائلة: «تعتزم مصر المضي قدُمًا في تحقيق طموحها من الطاقة المتجددة والوصول بها إلى 42% بحلول عام 2030 وفقًا للمساهمات المُحددة وطنيًا NDCs، ومن خلال شراكتنا مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية كشريك تنمية رئيسي ضمن محور الطاقة ببرنامج «نُوَفِّي»، يتم حشد التمويلات المختلطة التي تُسهم في جذب استثمارات القطاع الخاص للطاقة المُتجددة في مصر. حتى الآن تم تدبير التمويلات لمشروعات بقدرة 4.7 جيجاوات والعمل مستمر من أجل إنجاز مستهدفات البرنامج لخفض استهلاك مصر من الوقود والتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة»

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الدولة عززت الاستثمارات الخاصة بقطاع الطاقة المُتجددة، وأن تمكين القطاع الخاص في مختلف القطاعات جزء رئيسي من رؤية الوزارة لتحقيق التنمية الاقتصادية، مثمنة جهود البنك الأوروبي في حشد التمويلات المبتكرة للقطاع الخاص المحلي والأجنبي.

ويتيح البنك الأوروبي، تمويلًا بقيمة 200 مليون دولار، بينما يتيح البنك العربي 60 مليون دولار، و15 مليون دولار من بنك ستاندارد تشارترد، كما يشترك أيضًا في تمويل المشروع البنك الأفريقي للتنمية (AfDB)، ومؤسسة التمويل التنموي البريطانية للاستثمار الدولي (BII)، ومؤسسة التمويل التنموي الألمانية Deutsche Investitions und Entwicklungsgesellschaft (DEG)، وصندوق أوبك للتنمية الدولية (OPEC Fund)، والمؤسسة العربية للاستثمارات البترولية (APICORP).

ومن المقرر أن تبلغ قدرة مزرعة الرياح في منطقة خليج السويس 1.1 جيجاوات وستوفر طاقة متجددة نظيفة ومحلية بتكلفة أقل من تكلفة الطاقة التقليدية. ومن المتوقع أن تولد محطة توليد الطاقة الجديدة أكثر من 4300 جيجاوات ساعة من الكهرباء سنويًا وتساعد في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية بأكثر من 2.2 مليون طن، مما يدعم البلاد في تطوير قطاع طاقة يتماشى مع التزاماتها بموجب اتفاقية باريس.

وينفذ المشروع Suez Wind هي شركة مشروع خاص مملوكة بشكل مشترك لشركة ACWA Power وHAU Energy يستثمر فيها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية جنبًا إلى جنب مع شركة Hassan Allam Utilities وMeridiam Africa Investments.

مقالات مشابهة

  • حصاد 2024.. خطوات إماراتية رائدة لتحقيق التنمية المستدامة
  • مصر: تمويل مشترك بقيمة 275 مليون دولار لتنفيذ أكبر محطة طاقة رياح
  • قسنطينة: إنقاذ 5 أشخاص إثر تسممهم بغاز أحادي أكسيد الكربون
  • «المشاط»: 275 مليون دولار تمويل من بنوك دولية لتدشين أكبر محطة طاقة رياح بأفريقيا
  • التخطيط: 275 مليون دولار تمويل لتدشين أكبر محطة طاقة رياح في أفريقيا
  • 275 مليون دولار تمويل مُشترك من بنوك دولية للقطاع الخاص لتدشين أكبر محطة طاقة رياح في إفريقيا بقدرة 1.1 جيجاوات
  • المشاط: 275 مليون دولار لتدشين أكبر محطة طاقة رياح في أفريقيا
  • المشاط: 275 مليون دولار تمويل مُشترك من بنوك دولية لتدشين أكبر محطة طاقة رياح بأفريقيا
  • المحطة النووية العائمة الوحيدة بالعالم تنتج 978 مليون كيلوواط ساعة من الكهرباء
  • العاصمة.. تسمم شخصين بغاز أحادي أكسيد الكربون