بكورنيش النيل الغربي وتحديدا أمام تمثال الرئيس جمال عبد الناصر بمحافظة سوهاج يقبع مدفع الإفطار أو "مدفع رمضان" أحد أهم المعالم والمظاهر الرمضانية التي تشهدها المحافظة طوال شهر رمضان المبارك حيث أعادت مديرية الأمن تشغيل مدفع الإفطار الخاص بشهر رمضان المبارك العام قبل الماضي عقب توقفه بسبب أزمة فيروس كورونا عام 2019م وسط مظاهر الاحتفال والبهجة التي ظهرت على وجوه المواطنين .


 

وبدأ العمل بمدفع رمضان بالمحافظة منذ أكثر من 100 عام وكانت مديرية أمن سوهاج تقوم بتشغيله خلال شهر رمضان حتى عام 2019 وظهور فيروس كورونا ما دعا الأجهزة الأمنية بالمحافظة بإيقاف تشغيله خوفًا من تجمعات المواطنين الذين يصطحبون أطفالهم لمشاهدة لحظة إطلاق المدفع بتوقيت آذان المغرب غير عابئين بتناول الطعام في منازلهم وقت الإفطار.

 

ومنذ بداية شهر رمضان عام 2022 عادت الحياة والروح لمدفع رمضان مرة أخرى مكانه بكورنيش النيل الغربي حيث يتجمع العشرات من المواطنين كبارًا وصغارًا لمشاهدة لحظة إطلاق المدفع بالتزامن مع أذان المغرب في تمام الساعة السادسة و10 دقائق بتوقيت المحافظة.


 

ومدفع إفطار رمضان يعد من أبرز الأدوات التي ظهرت بمصر ارتباطا بالشهر الكريم والقاهرة هي أول مدينة أطلق فيها مدفع رمضان عند المغرب في عام 859 هجرية 1455 ميلادية.


 

وتقول الرويات أن السلطان المملوكي "خوش قدم" أراد تجربة مدفع ألماني جديد وصل إليه وقد صادف تجربته وقت آذان المغرب فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى موعد الإفطار فخرجوا إلى مقر الحكم ليشكروا السلطان فقرر الإستمرار في إطلاق المدفع كل يوم في وقت المغرب تذكيرا للصائمينثم استحدث بعدها مدفعي السحور والإمساك .


 

وهناك رواية أخرى تقول أن المدفع تم اعتماده بطريق الصدفة عندما كان ينظف بعض الجنود أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة تصادف أنها كانت في وقت المغرب فصدر فرمان بعدها من الحاجة فاطمة زوجة السلطان خوش قدم بأن يستمر ذلك وسُمي المدفع من حينها باسم الحاجة فاطمة كما تذكر المراجع.


 

وتداولت الكتب رواية أخرى شهيرة تقول إن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددا من المدافع الحربية وفي أحد أيام رمضان انطلق صوت المدفع في نفس لحظة غروب الشمس من فوق القلعة فتخيل الناس أن هذا تنبيها لهم بوقت الإفطار ومن هنا أصبحت عادة مرتبطة بالمصريين كل رمضان.


 

وكان بمحافظة القاهرة حتى وقت قريب 6 مدافع في 4 مواقع اثنان في العباسية واثنان في القلعة وواحد بحلوان وآخر بمصر الجديدة ولا تخرج من مكانها إلا في خمس مناسبات فقط وهي شهر رمضان والمولد النبوي وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية وعيد الثورة.


 

وحاول المسلمون على مر التاريخ ومع انتشار الإسلام أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد الإفطار إلى أن ظهر مدفع الإفطار من مصر ومع مرور الوقت انتشر المدفع إلى باقي البلدان العربية والعالم الإسلامي.


 

وبعد ولادة الفكرة بمصر وتطبيقها بدأت تنتشر في بلاد الشام ثم بغداد في أواخر القرن التاسع عشر وبعدها وصلت إلى الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح ثم انتقلت إلى باقي دول الخليج وكذلك اليمن والسودان إلى أن وصلت لدول غرب إفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا وكانت تعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 وبعد ذلك ظهرت مدافع تعمل بالذخيرة غير الحقيقية بعد أن تكررت شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مبنى القلعة ولذلك تم نقل مدفع القلعة إلى نقطة الإطفاء بالدراسة بالقرب من مشيخة الأزهر.


 

وقال الأمين كرم المكلف من قبل مديرية أمن سوهاج بالعمل على مدفع رمضان أنه يعمل على مدفع إفطار رمضان منذ 17 عاما ويقوم بوضع البارود الخاص به ويتم الإطلاق في موعد أذان المغرب حسب التوقيت المحلي للمحافظة وأن القذيفة التي يتم إطلاقها مع بدء أذان المغرب من نوع الدانة .


 

وأوضح الأمين كرم أن هناك أماكن محددة يستخدم فيها المدفع حيث يتم استخدامه في الأماكن المفتوحة فقط نظرا لخطورة سقوط القذيفة التي يتم إطلاقها وما تسببه من خسائر معربا عن ساعدته للقيام بهذا العمل كل عام من شهر رمضان قائلا: كفاية فرحة الناس لما المدفع يضرب .


 

وأعرب المسؤول عن المدفع عن سعادته هذا العام لأنه إستطاع أن يدخل الفرح على مواطني سوهاج محافظة مضيفا بأن الكل كان ينتظر مشاهدة انطلاق قذيفة مدفع الإفطار علشان يفرح وأنه سعيد جدا لعودة صديقه إلى العمل عقب توقفه وبعده عنه سنتين وأنه ينتظر شهر رمضان كل عام من أجل رؤية الفرحة في عيون الأهالى .


 

وعبّر مواطني المحافظة عن فرحتهم وسعادتهم برؤية مدفع الإفطار وعودته للعمل من جديد خلال الشهر الكريم عقب توقفه بسبب جائحة كورونا مؤكدين أنه يعتبر من أهم الأجواء والطقوس الرمضانية التي تشعرهم ببهجة الشهر الكريم وأن صوت القذيفة المدفعية توجد الفرحة في نفوس الصائمين ويوحي لها بتوقيت مغرب مختلف عن الأيام العادية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مظاهر البهجة سوهاج شهر رمضان المبارك مدفع الإفطار بوابة الوفد الإلكترونية مدفع الإفطار إطلاق المدفع مدفع رمضان شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

الإفطار بالماء.. رمضان يحل على اليمنيين وسط أزمات غير مسبوقة

صنعاء ـ "لم يستطع زوجي شراء التمر خلال شهر رمضان المبارك، وأصبحنا نفطر على الماء، وصنف واحد من الطعام"، بهذه الكلمات تشكو اليمنية أم عبد الله الأحمدي وضعها المعيشي الصعب في الشهر الفضيل الذي يحل على البلد المصنف من بين أفقر بلدان العالم.

تضيف أم عبد الله المقيمة في تعز -أكبر المحافظات اليمنية سكانا- أن أسرتها المكونة من 8 أفراد لا تملك سوى قليل من الدقيق والزيت، أما التمر والأرز والسكر والشاي فهي مواد غير متوفرة، بسبب الفقر والبطالة التي يعاني منها زوجها".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيديو.. ماذا يفتقد الغزيون في رمضان؟list 2 of 2سنة أولى صيام.. كيف تحفزين طفلك لشهر رمضان؟end of list

ويأتي شهر رمضان في وقت يعاني فيه معظم سكان اليمن من الفقر الذي تسبب في العيش من دون أدنى متطلبات الشهر المبارك.

ويوم الأربعاء 5 مارس/آذار الجاري أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان مقتضب عبر منصة "إكس"، بأن أكثر من نصف سكان ‎اليمن بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مع دخول البلاد عامها العاشر من الصراع.

وأضاف أن معدلات الجوع في البلاد شهدت ارتفاعًا نتيجة الانقطاعات في المساعدات الغذائية والتراجع الاقتصادي المستمر والصراع والصدمات المناخية.

أكثر من نصف سكان #اليمن بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مع دخول البلاد عامها العاشر من الصراع.

وشهدت معدلات الجوع في البلاد ارتفاعًا نتيجة التقلصات والانقطاعات في المساعدات الغذائية والتراجع الاقتصادي المستمر، والصراع، والصدمات المناخية. pic.twitter.com/yjlj8FePQe

— OCHA MENA (@ocharomena) March 5, 2025

إعلان

وتواصل الأحمدي نقل معاناتها جراء الفقر، قائلة "في أول أيام رمضان قررت ترك منزل زوجي إلى بيت أبي نتيجة عدم توفر متطلبات الشهر الكريم، لكن بعض الأهل والجيران قدموا لي القليل من المساعدات وبقيت في منزلي".

وأردفت "زوجي عامل بالأجر اليومي، ومع غياب فرص العمل هذا العام ساء وضعنا وأصبحنا لا يهمنا توفير التمور أو تحسين الوجبات بقدر الاهتمام بمكافحة الجوع".

بدوره، يصف المواطن اليمني علي سعيد الذي يعمل بمهنة البناء في العاصمة صنعاء وضع أسرته في رمضان هذا العام بالمأساوي للغاية، جراء غياب فرص العمل، وتوقف المساعدات الإنسانية والمبادرات الخيرية التي كانت تنشط في الشهر الفضيل خلال الأعوام الماضية.

وأضاف الرجل الأربعيني للجزيرة نت أن أسرته المكونة من 5 أفراد تفطر على الماء بدلا من التمر الذي ارتفع سعره كثيرا، وتمتلك فقط نصف كيس دقيق وجالون زيت سعته 4 لترات ونزرا يسيرا من المتطلبات الأساسية الأخرى.

وتابع "لا أعلم أين كان هذا الوضع مخبأ لي، وقفت عاجزا عن توفير أدنى مقومات الحياة لأسرتي بسبب شح الأعمال بشكل كبير. نتمنى فقط أن نستطع توفير المقومات الأساسية لأطفالنا، أما المتطلبات الأخرى فقد استغنينا عنها".

يمني يتلقى وجبة غذائية من مبادرة شباب التمكين في تعز (الجزيرة) مبادرات لتخفيف الأوجاع

تنتشر في بعض المدن اليمنية مبادرات رمضانية تحاول تخفيف المعاناة لدى الفقراء في شهر رمضان، فيعدّ مشروع "شباب التمكين" من المبادرات الشبابية الإنسانية التي تنشط في الشهر الفضيل بمدينة تعز.

وفي حديث للجزيرة نت، يقول مدير المشروع ضياء إسماعيل إنه يقوم مع فريقه بتقديم وجبات يومية خلال رمضان تستهدف 250 أسرة من النازحين والمحتاجين.

وأضاف إسماعيل أن المشروع إنساني بحت يهدف إلى تخفيف معاناة الفقراء والمساكين في الشهر الكريم، بدعم من فاعلي خير، خصوصا في ظل تراجع المعونات واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية.

طفلة يمنية تحتضن وجبة إفطار مقدمة من فاعلي خير (الجزيرة) إغاثة الأسر المتعففة

وفي العاصمة صنعاء، أسست السيدة حنان علي مطبخا رمضانيا يقدم الوجبات للأسر المتعففة خلال شهر رمضان.

إعلان

وتقول حنان للجزيرة نت إنها تقدم 200 وجبة يومية خلال أيام رمضان الحالي للأسر المتعففة داخل البيوت والحارات، وجزء منها لعابري السبيل وممن يزورون المطبخ ويطلبونها.

وأضافت السيدة اليمنية أن الوجبات المقدمة تشمل الأرز والخبز والشوربة، بدعم من فاعلي خير، مشيرة إلى أنه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة "شهد هذا العام تراجعا ملحوظا في المبادرات الإنسانية والمطابخ الخيرية في العاصمة صنعاء، والتي كانت تحظى بمنافسة كبيرة خلال السنوات الماضية. ونتيجة لذلك، أصبحنا نقدم 200 وجبة فقط من أصل 600 وجبة خلال السنوات الماضية".

مطابخ خيرية تعدّ الطعام للمحتاجين في رمضان (الجزيرة) أوضاع غير مسبوقة

يحل رمضان على اليمنيين ونسبة البطالة وصلت إلى 60% بينما ما يقارب 80% تحت خط الفقر، حسب تقارير حكومية.

ويرى الباحث الاجتماعي عيبان محمد السامعي أن رمضان يأتي واليمنيون يعانون من تردّ غير مسبوق في الوضع المعيشي بسبب استمرار الحرب وما أفرزته من تدهور بالأوضاع الاقتصادية وتراجع حاد في قيمة العملة المحلية.

وأضاف السامعي للجزيرة نت أن هذا الأمر انعكس سلبا على القيمة الحقيقية للأجور والرواتب لموظفي القطاع الحكومي، إذ كان متوسط الأجر الشهري للموظف في عام 2015 ما يعادل 250 دولارا في حين أصبح في عام 2025 أدنى من 50 دولارا وهو أجر هزيل لا يغطي الحد الأدنى من معيشة الأسرة اليمنية التي تتكون في متوسطها العام من 6 أفراد.

وأشار إلى أن الحرب تسببت في ارتفاع مخيف لنسبة الفقر والبطالة، إذ تشير تقارير أممية إلى أن نسبة اليمنيين ممن باتوا يعيشون تحت خط الفقر الدولي تتجاوز 85%، وذلك يعني تآكل الطبقة الوسطى واتساع طبقة الفقراء والمعوزين واستمرار غياب الحلول التي من شأنها أن تحد من هذا التدهور المتسارع.

ولفت إلى أن هناك مبادرات يقوم بها فاعلو خير ومنظمات مجتمع مدني، تقدم بعض المساعدات الغذائية للأسر الفقيرة، لكنها تبقى محدودة ولا تغطي إلا نزرًا يسيرًا من الاحتياجات نظرًا لاتساع رقعة الفقر.

معظم اليمنيين يعانون من ظروف إنسانية بالغة الصعوبة (الجزيرة) الصوم مع المعاناة

بدوره، يقول الصحفي المهتم بالشؤون الإنسانية محمد جمال الطياري إن الوضع في اليمن يعد من أكثر الأزمات تعقيدًا وتدهورًا على مستوى العالم نتيجة عقد من الصراع المرير.

إعلان

وأضاف الطياري للجزيرة نت أن ملايين اليمنيين يصومون وهم يعانون من تبعات الحرب التي طال أمدها، مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، ومحدودية الأجور وتقلص القدرة الشرائية، وانحسار المبادرات الخيرية، وشح فرص العمل وتوقف الدعم الإنساني من المنظمات الدولية.

وشدد على أن الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لتوفير الدعم المالي والإنساني اللازم لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، معتبرا أنه من دون حل سياسي شامل للصراع ستستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم وتهدد مستقبل أجيال كاملة.

مقالات مشابهة

  • هل يكون الإفطار في رمضان بمدفع الإفطار أم بالأذان؟.. "الإفتاء" تجيب
  • مدفع شرطة دبي المتنقل يصل إلى منطقة «وصل 1»
  • مدفع شرطة دبي المتنقل يصل منطقة «وصل 1»
  • ‎إصابة رجل بجروح خطيرة بسبب انفجار قنبلة مدفع رمضان
  • الإفطار بالماء.. رمضان يحل على اليمنيين وسط أزمات غير مسبوقة
  • في رمضان تختلف قصص الشعوب وعاداتهم.. تعرف على أبرزها
  • مدفع الإفطار في المقطع يبرز عراقة التقاليد الرمضانية بالإمارات
  • مدفع الإفطار في المقطع يحتفي بالتقاليد الرمضانية العريقة
  • «الشفوت».. طبق رمضاني لا يغيب عن مائدة اليمنيين
  • مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في السيدة زينب.. أجواء روحانية وزينة مضيئة