محلل أميركي: النزاع الحدودي بين إسرائيل ولبنان في حدود نطاق السيطرة
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
وصف ألكسندر لانغلويس -وهو محلل في السياسة الخارجية يركز على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- النزاع الحدودي بين إسرائيل ولبنان بأنه "أدفأ لكنه ليس ساخنا". وعلق على الاضطراب المستمر بينهما بأن المرء قد يفترض أن البلدين سيعملان على تجنب أزمات إضافية بأي ثمن.
لكن الواقع غير ذلك، حيث يختار البلدان تصعيد نزاعهما الحدودي طويل الأمد، مما يثير مخاوف من صراع كبير مثل حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
ويرى لانغلويس في تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست" (National Interest) أنه في حين لا يستطيع أي من الطرفين تحمل تكاليف قتال متجدد بهذا الحجم في الواقع، فمن المحتمل أن تمثل هذه الجولة محاولة لإظهار القوة من جانب الجهات الفاعلة في كلا البلدين، والتي تركز على ما يسمى بـ"الردع من خلال المرونة" على الحدود أثناء إدارة وتقليل الإجراءات التصعيدية المحتملة.
ويعتقد أن الأحداث الحالية هي أعراض الخلافات الحدودية طويلة الأمد في المنطقة التي يلتقي فيها لبنان وسوريا وإسرائيل.
وأرجع الكاتب التصعيد الحدودي بين البلدين إلى ما سماه العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، نظرا إلى دعم حزب الله القوي للمقاومة الفلسطينية، وانتهاك إسرائيل للحدود باحتلالها الجولان والطلعات الجوية العسكرية فوق لبنان لقصف الأهداف الإيرانية في سوريا، ناهيك عن الأعمال العدوانية العابرة للحدود.
الحقيقة الواقعة هي أن أيا من الطرفين لا يرغب في تصعيد كبير على حدودهما المتنازع عليها. وتكافح إسرائيل مع الاضطرابات الداخلية الناجمة عن جهود الإصلاح القضائي شديدة الاستقطاب والوضع الأمني المتزايد صعوبة في الضفة الغربية.
وبالنسبة للبنان، وخاصة حزب الله، ترتبط هذه الجولة من النزاع الحدودي، جزئيا على الأقل، بالعنف الأخير في الضفة الغربية، أي الغارة الإسرائيلية الوحشية على جنين في الرابع من يوليو/تموز والتي قتلت 12 فلسطينيا ودمرت مساحات شاسعة من الممتلكات. وبالنسبة لإسرائيل، فإن أي نزاع حدودي يهدد بالردع ضد هجمات المسلحين المدعومين من إيران.
وخلص الكاتب إلى أن الحقيقة الواقعة هي أن أيا من الطرفين لا يرغب في تصعيد كبير على حدودهما المتنازع عليها. وتكافح إسرائيل مع الاضطرابات الداخلية الناجمة عن جهود الإصلاح القضائي شديدة الاستقطاب والوضع الأمني المتزايد صعوبة في الضفة الغربية، والذي يبدو أنها غير مستعدة لمواجهته بدون عملية عسكرية واسعة النطاق من شأنها أن تتسبب في حرب شاملة مع "المسلحين الفلسطينيين" وتزيد من الإضرار بصورتها الدولية.
ومن ناحية أخرى، لا يبدو حزب الله مستعدا لمواجهة إسرائيل، كما يتضح من رد فعله على إطلاق حماس صواريخ من جنوب لبنان قبل 3 أشهر. وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل اختارت أيضا تجنب التصعيد في ذلك الوقت، وتقييم حزب الله لم يكن مهتما بحرب أوسع.
ولهذه الأسباب، مع أن هذه الجولة من انعدام الأمن الحدودي ملحوظة واستثنائية، لا يبدو أن أيا من الفاعلين الرئيسيين على استعداد لتصعيد أفعالهما خارج نطاق السيطرة. وهي حقيقة نأمل أن تستمر لمنع إراقة الدماء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
جعجع: الاحتلال سقط ولبنان ينتصر!
أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "العمل الإيجابي بات اليوم متاحاً أمامنا أكثر من ذي قبل، حيث كان شغلنا الشاغل هو صد الضربات عن لبنان ومجتمعنا، أما الآن فقد أصبح عملنا منصباً على بناء المجتمع والدولة في لبنان".
كلام جعجع جاء خلال رسيتال ميلادي، من تنظيم كشافة الحريّة، في المقر العام للحزب في معراب، وإحياء جوقة "Levanos" بقيادة المرنّمة نسرين حصني، في حضور: عضو الهيئة التنفيذيّة أسعد سعيد، الأمين المساعد لشؤون الإدارة رفيق شاهين، المشرف العام في جمعية كشافة الحرية جيلبير سمعان، رئيسة لجنة الأنشطة جويل فضول، رئيسة مكتب التسويق سارة عساف وحشد من عناصر الكشافة.
ولفت جعجع إلى أن " العيد هذا العام يحمل طابعاً مختلفاً، لأننا بعد نضال استمر عشرات السنوات، وتقديم آلاف الشهداء من رفاقنا، عليكم أن تدركوا أن هناك شباباً، كانوا أكبر قليلاً أو أصغر قليلاً من أعماركم أنتم الموجودون في هذه القاعة، قد استشهدوا معنا في سبيل النضال من أجل القضية التي نؤمن بها، لذا بعد هذه التضحيات كلها، وعشرات الآلاف من الجرحى، ومئات الآلاف من الناس الذين عملوا بجهد من أجل هذه القضية عبر السنوات الطويلة، تمكنّا أخيراً من اجتياز مرحلة كبيرة جداً في مسيرة تحقيق أهدافنا، واليوم أصبح الطريق مفتوحا أمامنا لإرساء دولة حقيقية فعليّة في لبنان، وكل ما كنا نعمل في سبيله حتى الآن كان بهدف تهيئة الظروف لبلوغ هذه الدولة". وقال: "منذ العام 1975 وحتى اليوم، واجهنا عقبات متتالية؛ الاحتلال الإسرائيلي، ثم السوري، ثم الإيراني، ولكن بفضل الله، وصمودنا، وإيماننا الراسخ والتزامنا بقضيتنا، وصلنا إلى هذا اليوم الذي طالما تطلعنا إليه.
وأشار جعجع إلى أنه "لا يمكننا أن ننسى أنه كان هناك ضبع جاثم على حدود لبنان، وهو نظام الأسد. هذا النظام الذي لم يشهد التاريخ نظيراً لوحشيته، والذي اضطهد وقتل عددا مهولاً من الناس، سواء داخل سوريا أو في لبنان عندما كان موجوداً هنا". وقال: "انطلاقاً من هذا الواقع، يحق لكم هذا العام أن تحتفلوا بالعيد، ويحق لنا جميعاً أن نحتفل به بقلوب مفعمة بالفرح، فنحن كنا نحييه في الأيام الصعبة كما يجب، فكم الحري في هذه الأيام؟".
وكان جعجع استهل كلمته بتوجيه تهنئة للجوقة، وقال: "أحييكم لجهودكم وأثني على عطائكم، لأنني أعتقد أن من أصعب المهمات أن يتمكن أحدهم من ترتيب مجموعة ألحان وأغانٍ تتلاءم مع الأعمار المتنوعة كما هو الحال في هذه القاعة اليوم"، وتابع: أود أن أشكر الأمين المساعد لشؤون الإدارة، والمسؤول عن الكشافة رفيقنا أسعد سعيد، الذي تتجاوز صفاته مختلف المناصب والألقاب. كما أود أن أشكر رفيقاتنا سارة عساف، جويل فضول وميرنا رحمة، وكل من ساهموا في الإعداد لهذا الاحتفال".
وختم جعجع متوجهاً بالمعايدة للحضور قائلاً: "كل عام وأنتم بخير، وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية، وعيداً مباركاً يحمل الخير والتقدم لكم جميعاً".