وصف ألكسندر لانغلويس -وهو محلل في السياسة الخارجية يركز على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- النزاع الحدودي بين إسرائيل ولبنان بأنه "أدفأ لكنه ليس ساخنا". وعلق على الاضطراب المستمر بينهما بأن المرء قد يفترض أن البلدين سيعملان على تجنب أزمات إضافية بأي ثمن.

لكن الواقع غير ذلك، حيث يختار البلدان تصعيد نزاعهما الحدودي طويل الأمد، مما يثير مخاوف من صراع كبير مثل حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.

ويرى لانغلويس في تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست" (National Interest) أنه في حين لا يستطيع أي من الطرفين تحمل تكاليف قتال متجدد بهذا الحجم في الواقع، فمن المحتمل أن تمثل هذه الجولة محاولة لإظهار القوة من جانب الجهات الفاعلة في كلا البلدين، والتي تركز على ما يسمى بـ"الردع من خلال المرونة" على الحدود أثناء إدارة وتقليل الإجراءات التصعيدية المحتملة.

ويعتقد أن الأحداث الحالية هي أعراض الخلافات الحدودية طويلة الأمد في المنطقة التي يلتقي فيها لبنان وسوريا وإسرائيل.

وأرجع الكاتب التصعيد الحدودي بين البلدين إلى ما سماه العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، نظرا إلى دعم حزب الله القوي للمقاومة الفلسطينية، وانتهاك إسرائيل للحدود باحتلالها الجولان والطلعات الجوية العسكرية فوق لبنان لقصف الأهداف الإيرانية في سوريا، ناهيك عن الأعمال العدوانية العابرة للحدود.

الحقيقة الواقعة هي أن أيا من الطرفين لا يرغب في تصعيد كبير على حدودهما المتنازع عليها. وتكافح إسرائيل مع الاضطرابات الداخلية الناجمة عن جهود الإصلاح القضائي شديدة الاستقطاب والوضع الأمني المتزايد صعوبة في الضفة الغربية.

وبالنسبة للبنان، وخاصة حزب الله، ترتبط هذه الجولة من النزاع الحدودي، جزئيا على الأقل، بالعنف الأخير في الضفة الغربية، أي الغارة الإسرائيلية الوحشية على جنين في الرابع من يوليو/تموز والتي قتلت 12 فلسطينيا ودمرت مساحات شاسعة من الممتلكات. وبالنسبة لإسرائيل، فإن أي نزاع حدودي يهدد بالردع ضد هجمات المسلحين المدعومين من إيران.


وخلص الكاتب إلى أن الحقيقة الواقعة هي أن أيا من الطرفين لا يرغب في تصعيد كبير على حدودهما المتنازع عليها. وتكافح إسرائيل مع الاضطرابات الداخلية الناجمة عن جهود الإصلاح القضائي شديدة الاستقطاب والوضع الأمني المتزايد صعوبة في الضفة الغربية، والذي يبدو أنها غير مستعدة لمواجهته بدون عملية عسكرية واسعة النطاق من شأنها أن تتسبب في حرب شاملة مع "المسلحين الفلسطينيين" وتزيد من الإضرار بصورتها الدولية.

ومن ناحية أخرى، لا يبدو حزب الله مستعدا لمواجهة إسرائيل، كما يتضح من رد فعله على إطلاق حماس صواريخ من جنوب لبنان قبل 3 أشهر. وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل اختارت أيضا تجنب التصعيد في ذلك الوقت، وتقييم حزب الله لم يكن مهتما بحرب أوسع.

ولهذه الأسباب، مع أن هذه الجولة من انعدام الأمن الحدودي ملحوظة واستثنائية، لا يبدو أن أيا من الفاعلين الرئيسيين على استعداد لتصعيد أفعالهما خارج نطاق السيطرة. وهي حقيقة نأمل أن تستمر لمنع إراقة الدماء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

وزيرا خارجية مصر ولبنان يعقدان جلسة مباحثات في بيروت

القاهرة دبي "د ب أ" "رويترز": عقد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي جلسة مباحثات مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب خلال زيارته الحالية لبيروت.

وبحسب بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أكد عبد العاطي على الدعم المصري الكامل لتحقيق الاستقرار فى لبنان، وضرورة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتطبيق القرار 1701.

وشدد عبد العاطي على دعم مصر للأولويات الوطنية التي حددها الرئيس اللبناني في خطاب القسم الذي ألقاه سيادته أمام البرلمان اللبناني، مشيرا إلى استعداد مصر للعمل مع الجانب اللبناني لتقديم كافة أشكال الدعم، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار الداخلي للبنان الشقيق.

وأشار وزير الخارجية المصري إلى استمرار مصر في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية لتمكينها من الاضطلاع بمهامها، معربا عن تطلع مصر للارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في كافة القطاعات، بما فى ذلك قطاعات الكهرباء والبنية الأساسية والسياحة.

وكان وزير الخارجية والهجرة بدر عبدالعاطي قد اجتمع مع الرئيس اللبناني مع رئيس حكومة تسيير الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، وذلك خلال الزيارة التي يجريها لبيروت.

وأعرب عبد العاطي عن تقدير مصر الكبير للجهود التي بذلها ميقاتي خلال فترة توليه رئاسة الحكومة اللبنانية منذ سبتمبر 2021، ونجاحه في تسيير الأمور بحكمة عاليه في ظل تحديات جسيمة تواجه لبنان الشقيق، وكذلك تسيير شؤون الدولة خلال فترة الفراغ الرئاسي لأكثر من عامين.

وأكد وزير الخارجية المصري أن زيارته لبيروت تأتي في إطار التعبير عن تضامن مصر الكامل مع لبنان خلال هذه المرحلة الدقيقة، والرغبة الصادقة في تقديم كافة أشكال الدعم بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار والهدوء للبنان، وتمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية من الاضطلاع بدورها.

كما عقد عبدالعاطي خلال زيارته لبيروت لقاء مع رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نواف سلام.

وكان وزير الخارجية والهجرة المصري قد استهل زيارته لبيروت اليوم الجمعة بلقاء الرئيس جوزف عون.

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية،السفير تميم خلاف، بأن عبد العاطي قام بتسليم رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى عون تؤكد على دعم مصر الكامل له ، والتضامن الكامل مع الجمهورية اللبنانية، وتوجيه الدعوة للرئيس اللبناني لزيارة مصر فى أقرب فرصة.

وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تثمن عاليا خطوة انتخاب رئيس الجمهورية، وما تشكله من مرحلة جديدة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار بلبنان الشقيق، مؤكدا على الموقف المصري الداعم لمؤسسات الدولة اللبنانية.

وأكد على دعم مصر الكامل لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، والمطالبة بالانسحاب الفوري والكامل غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، لتمكين الجيش ومؤسسات الدولة اللبنانية من تطبيق القرار 1701، مؤكدا أن مصر تدعم التطبيق الكامل والمتزامن لهذا القرار من الجانبين دون انتقائية، وتطالب بتوقف إسرائيل عن انتهاك السيادة اللبنانية.

وأضاف عبد العاطي أن مصر ستستمر في تقديم الدعم الكامل للبنان، موضحا حرص مصر على تكثيف التعاون الاقتصادي مع لبنان في كافة القطاعات، مشيرا إلى استعداد مصر والشركات المصرية للانخراط والمساهمة بفاعلية وكفاءة في عملية التنمية وإعادة الإعمار.

من جانبه، ثمن الرئيس اللبناني دعم مصر المتواصل للبنان خلال الفترة الأخيرة على المستويين السياسي والإنساني، معربا عن التطلع لمزيد من التعاون المشترك للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية في كافة المجالات بين البلدين الشقيقين.

ميدانيا قالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم إن شخصين قتلا في ضربة إسرائيلية على منطقة بسهل البقاع، وذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه ضرب عدة أهداف لحزب الله خلال الليل في سهل البقاع وعلى الحدود السورية اللبنانية.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن الأهداف تشمل "موقعا عسكريا يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية، بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور على الحدود السورية-اللبنانية".

ولم يتحدث بيان الجيش الإسرائيلي عن سقوط قتلى.

وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن 10 أشخاص آخرين أصيبوا. ولا تفرق إحصاءات الوزارة بين المدنيين والمقاتلين.

وندد القيادي في حزب الله إبراهيم الموسوي بالغارات الإسرائيلية ووصفها بأنها "انتهاك شديد الخطورة وعدوان فاضح وصريح"، ودعا "الجهات المسؤولة المعنية والضامنة لتنفيذ الاتفاق أمام مسؤولياتها في التصدي الحازم لانتهاكات العدو على السيادة اللبنانية".

وكانت هذه الضربات هي الأحدث التي تشنها إسرائيل في لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أواخر نوفمبر بين إسرائيل وحزب الله وأنهى قتالا لأكثر من عام.

وينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في غضون 60 يوما، إلا أنه جرى تمديد هذه الفترة خلال الأسبوع الجاري حتى 18 فبراير شباط لإتاحة المزيد من الوقت للقوات الإسرائيلية للانسحاب وللقوات اللبنانية للانتشار في المنطقة.

وتقول إسرائيل إن لبنان لم ينفذ بعد بنود الاتفاق بالكامل وتتهم حزب الله بانتهاك وقف إطلاق النار.

وقالت إسرائيل أمس الخميس إنها اعترضت طائرة استطلاع مسيرة أطلقتها جماعة حزب الله، ووصفت الأمر بأنه "انتهاك للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

وقال نعيم قاسم أمين عام حزب الله الاثنين إن الجماعة "لن تقبل أي مبرر" لتمديد الموعد النهائي لانسحاب القوات الإسرائيلية، لكن الجماعة لم تهدد بشكل مباشر باستئناف العمليات العسكرية.

مقالات مشابهة

  • تفجير كبير... إسرائيل تزعم تدمير مستودعات أسلحة في جنوب لبنان شاهدوا الفيديو
  • إسرائيل: "لن يكون هناك حزب الله" في هذه الحالة
  • إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
  • إسرائيل تحذر السكان من العودة إلى قراهم في جنوب لبنان
  • كيف تكيّف المهربون على حدود سوريا ولبنان بعد سقوط الأسد؟
  • حزب الله كان يستعدّ لـغزو إسرائيل.. اكتشفوا آخر تقرير!
  • عدوان ممنهج : إسرائيل تواصل «التضييق» على «حزب الله» بغارات في شمال لبنان والبقاع
  • وزيرا خارجية مصر ولبنان يعقدان جلسة مباحثات في بيروت
  • رويترز: خط أحمر أميركي على مشاركة حزب الله بالحكومة اللبنانية
  • ارتفاع كبير في تكاليف المعيشة بتركيا