أهم مزايا الجيل القادم من الهواتف الذكية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
تحتوي الغالبية العظمى من الهواتف الذكية التي تُطرح حاليًا في الأسواق على معالجات قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الهاتف بنحو أسرع وأكثر كفاءة، ويتجه القطاع بأكمله بسرعة نحو اعتماد الجيل التالي من هذه المعالجات لتوفير مزايا وأنماط تفاعل جديدة ومثيرة.
إذ تشير الدراسات والتوقعات إلى أن سوق الهواتف الذكية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي سيشهد نموًا هائلًا، حيث من المتوقع أن يُشحن نحو 170 مليون هاتف ذكي من الجيل التالي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي في عام 2024، وهو ما يمثل ما يقرب من 15% من إجمالي شحنات الهواتف الذكية وارتفاعًا كبيرًا مقارنة بعام 2023، الذي شُحن فيه ما يصل إلى 51 مليون هاتف ذكي فقط.
ومن المتوقع أن ترتفع هذه الحصة بسرعة بعد عام 2024، وسيكون للسوق الصيني وحده الحصة الكبرى، إذ من المتوقع أن تتجاوز حصة الجيل التالي من الهواتف الذكية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي نسبة قدرها 50% بحلول عام 2027، ليصل إجمالي الهواتف إلى 150 مليون وحدة، وذلك وفقًا للورقة البيضاء التي نشرتها شركة أوبو آخرًا.
أوبو تواصل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتعزيز هواتفها: نشرت شركة (أوبو) Oppo ورقة بيضاء حول الهواتف الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحمل عنوان (AI Smartphone White Paper)، ناقشت خلالها مستقبل قطاع الهواتف الذكية في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، وأعطت أوبو في هذه الورقة البيضاء أيضًا نظرة شاملة على القطاع وتوقعت زيادة كبيرة في مبيعات بنحو كبير خلال السنوات القادمة كما ذكرنا سابقًا.
إذ يعتمد عصر الهواتف الذكية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي على عدة عوامل مختلفة، أبرزها:
التكامل الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي عبر القطاعات المختلفة، وزيادة طلب تجارب المستخدم البسيطة في الأجهزة المحمولة، لذلك يحظى قطاع الأجهزة المحمولة بفرص نمو غير مسبوقة، خصوصًا مع تغير وتطور توقعات المستخدمين وتسارع وتيرة التطور التكنولوجي. المزايا الرئيسية للهواتف الذكية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي:
أهم مزايا الجيل القادم من الهواتف الذكية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي أشارت أوبو في الورقة البيضاء إلى أن الهواتف الذكية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تمتاز بعدة خصائص رئيسية، تشمل:
وجود منظومة مفتوحة ومتكاملة للخدمات التي ينشئها المستخدمون، وأنظمة تشغيل الذكاء الاصطناعي المخصصة والمدركة للسياق، ومواصفات الأجهزة المحسنة لدعم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ومن المتوقع أن تحدث هذه المزايا ثورة في طريقة تفاعل المستخدمين مع هواتفهم وستضمن تخصيص الخدمات بنحو أكبر.
بالإضافة إلى مزايا أخرى تشمل: التفاعل البديهي والذكاء المدرك للسياق وتقديم مساعد شخصي للمستخدمين، ومزايا الأمان المعززة، وقد طُورت هذه الأجهزة للارتقاء بعملية تطوير المحتوى وتعزيز الإنتاجية وتوفير تجارب مخصصة للمستخدمين في جميع أنحاء العالم.
وستؤدي منظومة الهواتف الذكية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في دفع التحول في القطاع، خصوصًا مع زيادة استخدام الهواتف الرائدة، في حين سيعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على رسم مستقبل التطبيقات المبتكرة، مما يؤدي إلى زيادة مبيعات الهواتف الذكية ويضمن فائدة وتجربة محسنة مقارنة بالتطبيقات الحالية.
وتشمل الجوانب التقنية الرئيسية للجيل التالي من الهواتف الذكية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي موارد الحوسبة المتنوعة لتنفيذ المهام بفعالية كبرى، وقدرات التعلم الآلي المخصصة التي تسمح بالتكيف مع احتياجات المستخدمين، بالإضافة إلى تحسينات في المساحات الداخلية للتخزين، والشاشات العالية الدقة، والكاميرات المتطورة.
وستعزز هذه التطورات الكبيرة أداء الهواتف بنحو كبير، ولكنها في الوقت نفسه ستؤدي إلى ارتفاع أسعارها بالنسبة للمستهلكين.
التعاون لتطوير الأجهزة الذكية: أوصت أوبو أيضًا بضرورة الحرص على التعاون والتطوير في قطاع الهواتف المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يجب على الشركات المصنعة للأجهزة الذكية إعطاء الأولوية لإنشاء منصات تعزز الانفتاح في منظومة خدمات الذكاء الاصطناعي، وتطوير المعايير، وإزالة الحواجز التي تحول دون مشاركة المطورين. وتعليقًا على ذلك؛ قال تشي زوو، رئيس شركة أوبو في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا:
“تعكس الورقة البيضاء التزامنا الراسخ بالابتكار ورؤيتنا لرسم مستقبل تكنولوجيا الهواتف الذكية، حيث نتطلع للمساهمة في القطاع ورسم مسار تطور الهواتف الذكية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ووضع معايير جديدة. وبدورنا، سنواصل في أوبو الاستثمار في هذا المجال لتزويد عملائنا بأحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال أجهزتنا القادمة
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
كيف يواجه الذكاء الاصطناعي أزمة نقص الكوادر في الأمن السيبراني؟
سلط خبراء الضوء على التحديات المرتبطة بنقص الكوادر في مجال الأمن السيبراني عالميًا، مؤكدين ضرورة الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير القدرات البشرية لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.
وأكدوا خلال جلسة "الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني: كيف يسير العالم اليوم وما هو الغد؟" أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في سد هذه الفجوة من خلال دعم المحللين وتعزيز إنتاجيتهم، لافتين إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو ركيزة أساسية لمستقبل الأمن السيبراني.
من جانبه، استعرض رامي كالاش، رئيس قطاع الأمن السيبراني في شركة مايكروسوفت، تطورات التهديدات الإلكترونية وكيفية تعامل المؤسسات معها في ظل تغير طبيعة الهجمات السيبرانية واعتماد المهاجمين على تقنيات أكثر تطورًا.
وأشار كالاش إلى التحول الجذري في مشهد الأمن السيبراني، حيث لم تعد الهجمات تقتصر على أفراد مستقلين يسعون لإثبات مهاراتهم التقنية، بل أصبحت منظمات متكاملة تعتمد على أدوات متطورة. وأضاف أن الأدوات الحديثة أصبحت تتيح تنفيذ هجمات دون الحاجة إلى مهارات تقنية متقدمة، مما يزيد من تعقيد مهمة التصدي لها.
وأوضح كالاش أن المهاجمين أصبحوا قادرين على توليد أكواد خبيثة وتطويرها بسرعة، ما يجعل أساليب الحماية التقليدية مثل برامج مكافحة الفيروسات أقل فعالية. وتحدث عن قدرة المهاجمين على استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى يحاكي الرسائل الرسمية للشركات أو تطوير أساليب لاستهداف الأفراد بناءً على معلومات شخصية مستخلصة من وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن المهاجمين لم يعودوا بحاجة إلى اختراق كلمات المرور المعقدة بشكل مباشر، بل يعتمدون على جمع معلومات شخصية مثل تواريخ الميلاد والهوايات لتضييق نطاق المحاولات، مما يقلل من الزمن والجهد اللازمين للوصول إلى الأنظمة المستهدفة.
وأكد كالاش أن استخدام الصوت والفيديو المزيف أصبح أحد التهديدات الجديدة، حيث يمكن استغلال هذه التقنية لإرسال طلبات تبدو وكأنها صادرة من المديرين أو الشخصيات الموثوقة داخل الشركات، مما يجعل التمييز بين الحقيقي والمزيف تحديًا كبيرًا.
وسلط الضوء على أهمية تبني المؤسسات لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والأدوات الأمنية المتطورة لمواجهة هذه التحديات المتنامية، مشددًا على ضرورة رفع الوعي السيبراني لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا غنى عنه في نظم الدفاع الحديثة، مشيرًا إلى أن التحدي ليس في استخدام الذكاء الاصطناعي فحسب، بل في كيفية استغلال إمكاناته إلى أقصى حد.
وأكد أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات المهاجمين بدلًا من الاكتفاء بتتبع التوقيعات التقليدية للهجمات، ما يتيح اكتشاف التهديدات الجديدة بشكل أسرع. ونوه إلى أهمية تقليل الإجهاد الناتج عن التنبيهات، حيث تُعد كثرة التنبيهات الأمنية أحد أكبر التحديات التي تواجه المحللين، لافتًا إلى دور الذكاء الاصطناعي في تصفية التنبيهات غير الضرورية وتركيز المحللين على الأولويات الحقيقية.
وأضاف أن حلول مايكروسوفت مثل Co-Pilot for Security تعزز من فعالية فرق الدفاع من خلال تحليل الأحداث الأمنية وتقديم التوصيات المناسبة، بالإضافة إلى إنشاء تقارير تلقائية تساعد في توفير الوقت وتحسين الكفاءة، فضلًا عن توفير قاعدة بيانات معرفية للمحللين، خاصة الجدد منهم، لفهم تكتيكات المهاجمين بشكل أعمق.
من جانبه، أشار المهندس إيهاب حسين، كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي في شركة IOActive، إلى أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد حققت تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مؤكدًا قدرة هذه الأنظمة على تنفيذ مهام معقدة مثل اختبارات الاختراق (Penetration Tests)، تحليل مراكز البيانات، وتقييم أكواد البرمجيات بسرعة ودقة فائقة.
وأكد حسين أن هذه التقنيات لا تحل محل العامل البشري بالكامل، لكنها تغير الأدوار وتعيد توجيه التركيز نحو المهام الاستراتيجية. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يوفر للشركات أدوات قوية لأتمتة المهام الروتينية، مما يتيح للمتخصصين التركيز على أعمال أكثر تقدمًا مثل الهندسة العكسية (Reverse Engineering) وتطوير الهجمات السيبرانية المضادة.
وأضاف أن من المتوقع أن يصبح تعلم البرمجة مهارة أساسية للعاملين في مجال الأمن السيبراني، حيث ستكون الأنظمة الآلية جزءًا لا يتجزأ من هذا القطاع.
ولفت حسين إلى أهمية فهم بنية الأنظمة القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل النماذج التحويلية (Transformers) لتطوير أدوات تتكامل بشكل فعال مع الأنظمة التشغيلية. وأكد على ضرورة استغلال المتخصصين لهذه الأدوات لبناء حلول جديدة تلبي احتياجات السوق المتنامية.
وطالب بضرورة مواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي والعمل على تطوير المهارات التقنية لضمان القدرة على المنافسة في ظل بيئة تقنية متغيرة، مشددًا على أن الشركات التي تستثمر في الأتمتة والذكاء الاصطناعي ستكون أكثر قدرة على الاستجابة لتحديات الأمن السيبراني المستقبلية.
من جانبه، أكد الخبير الأمني محمد سامي على أهمية اعتماد نماذج ذكاء اصطناعي محلية تلبي الاحتياجات الخاصة للدول والمؤسسات، مع الحفاظ على أمن البيانات والخصوصية. وأشار إلى أن العمل مع المستخدمين وفهم احتياجاتهم يعد الركيزة الأساسية لتطوير أنظمة متقدمة قادرة على التكيف مع بيئات العمل المختلفة، موضحًا: "لا يمكننا الاعتماد فقط على منصات عالمية مثل OpenAI أو Google دون النظر إلى احتياجاتنا المحلية وتطوير حلول مخصصة لهذه التحديات."
وأوضح سامي أن الشركات الكبرى مثل OpenAI وMeta تضع حدودًا لإمكانيات النماذج التي تتيحها للعامة، حيث تظل "القدرات الحقيقية" لهذه النماذج داخلية وغير متاحة للاستخدام العام، مما يُضعف فرص استفادة الدول النامية من هذه التقنيات. وأضاف قائلًا: "النماذج المتاحة حاليًا للعامة هي ما قررت هذه الشركات مشاركته فقط، بينما تبقى القدرات الكاملة حكرًا على الاستخدام الداخلي."
وشدد على ضرورة تجاوز هذا التحدي عبر بناء نماذج محلية ذات كفاءة عالية، قائلًا: "الاعتماد على النماذج المفتوحة قد يكون خطوة آمنة مؤقتًا، لكن الحل الأمثل هو الاستثمار في بناء نماذج محلية تتيح للدول التحكم الكامل في البيانات والمخرجات."
وفيما يتعلق بالتحديات المستقبلية، أكد سامي على أهمية التعاون بين الدول لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تتماشى مع قواعد الأمن السيبراني العالمية. وأوضح أن تطوير نماذج محلية يتطلب تعزيز استثمارات كبيرة في تدريب البيانات وإنشاء أنظمة متقدمة تتماشى مع احتياجات السوق المحلي.
وأكد على أن تطوير الذكاء الاصطناعي المحلي ليس مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لضمان السيادة الرقمية للدول. وقال: "علينا التفكير في بناء نماذج تتماشى مع متطلباتنا وتُظهر قدرتنا على المنافسة عالميًا مع الحفاظ على خصوصية بياناتنا."
جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر Cairo ICT’24، المنعقدة تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية. يأتي المعرض هذا العام تحت إشراف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تنظم فعاليات المعرض شركة تريد فيرز إنترناشيونال بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، حيث يسلط الضوء على أحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات. ويشهد الحدث مشاركة كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
يأتي المعرض برعاية عدد من الشركات والمؤسسات الكبرى، منها: دل تكنولوجيز، مجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، البنك التجاري الدولي (CIB)، هواوي، أورنج مصر، مصر للطيران، المصرية للاتصالات، ماستركارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا). كما تضم قائمة الرعاة شركات مثل: إي آند إنتربرايز، مجموعة بنية، خزنة، وسايشيلد.
يمثل معرض ومؤتمر Cairo ICT’24 منصة مهمة لاكتشاف الموجة التالية من التطور التكنولوجي، وإبراز الفرص المستقبلية التي تساهم في إعادة تشكيل الاقتصاد المصري والعالمي.